📁

رواية عروس رغمًا عنها الجزء الثانى 2 الفصل السابع 7 بقلم سوليبة نصار

رواية عروس رغمًا عنها الجزء الثانى 2 الفصل السابع 7 بقلم سوليبة نصار

رواية عروس رغمًا عنها الجزء الثانى 2 الفصل السابع 7 بقلم سوليبة نصار
رواية عروس رغمًا عنها


رواية عروس رغمًا عنها الجزء الثانى 2 الفصل السابع 7


الفصل السابع(غادرت حياته)

شعر كأن أحدهما اعتصر قلبه بقوة ...تحشدت الدموع أكثر في عينيه وهو ينظر إلي والده بصدمة ...قال بصدمة:

-انت ...انت بتقول ايه يا بابا ...

نظر وائل الي ابنه...دموعه محبوسة في عينيه وهو يري ابنه علي وشك الانهيار .....وبنحو مفاجئ شعر بالذنب ...الذنب لانه لم يعطي ابنه الحب ...الذنب لانه ادرك متأخرا ان مروان بالنسبة له اهم من أي شئ آخر ...

-بابا رد عليا لو سمحت ...

قالها مروان والدموع تنفجر من عينيه ....يشعر وكأن جبل يجثم علي صدره يمنعه من التنفس ...والده ...والده مريض بهذا الشكل المريع...

شد مروان علي كف والده وردد قائلا:

-قول أنك بتكدب ...ابوس ايديك قول أنك بتكدب يا بابا ...قول ان ده هزار ...انت عايز تعرف غلاوتك عندي صح ...فبتقول كده ...انت كداب ...طول عمرك بتكدب عليا و....

عانق والده وجهه وهو يقول بحزم رغم الدموع التي تنساب من عينيه وهو يري انهيار ابنه ؛:

-مروان ...مروان اسمعني كويس ...انت لازم تكون اقوي من كده ...محدش دلوقتي هيقدر يمشي الشغل غيرك ..الشركات ....

ابتعد مروان وهو يهز رأسه ويقول:

-شركات ايه ؟!انت كداب ...ايوة بتكد.ب عليا ...محدش هيدير الشركات غيرك ...

اقترب مروان منه مرة ثانية وامسك كفه وهو يقول بتوسل:

-بابا ...بابا ابوس ايديك قول أنك بتكدب عليا...ابوس ايديك قول ان ده.كدب او حلم او كابوس حتي ..لا ..لا ده مش حقيقي ...مش حقيقي...انت عايز تجر.حني...تخوفني عليك ...عشان اقولك اني بحبك ...أيوة أنا بحبك يا بابا ...أنا اصلا مليش غيرك ...فقول بقا أن الكلام ده كد.ب ...قول أنه كد.ب ابوس ايديك ...أنا ممكن امو.ت فيها لو كلامك صح ...

بكي وائل وهو يري حالة ابنه الهيستيريا ثم جذبه وعانقه وهو مستمر في البكاء ...انسابت دموع مروان وقال بصوت مختنق:

-يوم ما تيجي تحضنني ...تحضنني وانت بتقولي الخبر ده ...بتقولي انك احتمال تم...

لم يستطع إكمال الكلمة واجهش ببكاء عن.يف هو الآخر وهو يضم والده بقوة...كان مروان منك.سرا للغاية وهو يعانق والده بقوة كأنه يخبره أنه لن يسمح له بالذهاب ...

.....

بعد وقت ليس بقليل ..

 كان مروان يجلس بجوار فراش والده بعد أن استلقي عليه وأمسك كفه ...كان وائل مغمضا عينيه وقلبه يعتصر من الا.لم ...لا يريد أن يفتح عينيه ويري ابنه يبكي ...لن يتحمل هذا ابدا ...بينما مروان كانت الدموع لا تتوقف عن الانسياب من عينيه  ...الا.لم الذي في قلبه فظيع ...يشعر أنه يحتضر من شدة الا.لم ...الم الخسارة يلاحقه ...معقول سيخسر والده كما خسر والدته ...هل سيعود وحيدا ...كانت تلك الأفكار تدور في عقله وتق.تله لم يسيطر علي الدموع الكثيرة التي اندفعت من عينيه مرة واحدة ...اقترب مروان من والده ثم وضع رأسه علي صدر والده وضمه قائلا:.

-انا مش قادر اتقبل حقيقة انك هتروح كمان يا بابا ...أنا مستعد اتحمل كر.هك ليا...مستعد اتحمل كلامك بأني مجرد غلطة في حياتك ...واني مش مهم ...لكن مش هقدر اتحمل انك تروح يا بابا ... متسبنيش خليك معايا...ابوس ايديك خليك معايا. ..انا مليش غيرك ..لو سيبتني أنا هاجي وراك لأن مليش حد ...مليش اي حد يا بابا ...

لم يفتح وائل عينيه ...كان يسيطر علي نفسه بصعوبة كي لا ينف.جر بالبكاء ويسبب الحزن أكثر لابنه ...مروان لا يستحق هذا !!لذلك ادعي انه نائم ولم يفتح عينيه ...

ابتعد مروان عنه وعينيه حمراء بسبب شدة البكاء ...قبل مروان والده علي جبهته وقال:

-هنعدي ده سوا ...اوعدك يا بابا!

..............


كانت تسير في الطرقات كالم.يتة ...ساعات وهي تدور بلا وجهة حقيقة ...تشعر أن العالم كله لفظها ...هي مل.عونة ليس لديها احد ...هي وحيدة للغاية ...ما زالت تتذكر كيف أن مهرا ألقت في وجهها حقيقتها ...نعم مهرا محقة جدا ...هي ر.خيصة ...وارادت ان تكون مهرا مثلها ...كم تقر.ف من نفسها ..هي لا تستحق الغفران ...لا تستحق أن تسامحها مهرا ...فكيف تجرؤ وتذهب إليها ؟!!كيف تطلب أن تغفر لها ...الدموع كانت تنف.جر من عينيها وهي تفكر أن ليس هناك امل ...سوف تمو.ت بهذا الذنب ...ذنب مهرة سوف يظل جاثم علي صدرها حتي تمو.ت ...شعرت حياة بالضياع في ذلك الوقت كأن كلام الطبيب النفسي معاها قد انمحي تماما من عقلها تماما ...جل ما كان يجيل في عقلها هو الرغبة في الم.وت ...ربما المو.ت هو ما سوف يجعلها ترتاح ..هزت رأسها وهي تستغفر ربها...لا ..هي لن تفكر بهذا مرة أخري ...لن تكون جبانة ...صحيح أن فعلتها قذ.رة وتعرف أنها أخطأت خطأ لا يُغفر ولكنها سوف تحاول مجددا مع مهرا...وقفت فجأة وهي تجد نفسها أمام منزلها .ساقيها دون وعي قادتها الي مصدر امانها!

...........

منذ المغرب تقريبا وهو يقف هنا ...أمام بنايتها ينتظر فرصة ظهورها كي يتكلم معها ... والان اصبح منتصف الليل وهي لم تظهر ..هل يعقل انها سوف تمكث مع مروان اليوم ايضا !!!

الغيرة عصفت به بقوة ....هو أصبح يثق بحياة فعلا ولكنه يك.ره مروان جدا ...ولا يثق به ومعرفة أن حياة موجودة الآن معه جعلت الغيرة تفعل به الافاعيل...كيف احبها لتلك الدرجة ...كيف إصابته لع.نتها ...هو حقا لا يدري ولكنه يعرف يقينا أنها هي ...هي المنشودة ..هي من يحبها ويريدها بحياته ....لا يهم ماضيها ولا يهم ماضيه...هما الان في الحاضر ولن يضيع فرصة أن يكون معها ...لو فقط تعطيه فرصه ولا تبتعد عنه كأنه أحد الأمراض المعدية !!!

تنبهت كل حواسه وهو يراها فجأة ..نعم هي !!!رغم الظلام الذي يحيط بهما الا ان قلبه عرفها قبل عينيه ...قلبه الذي خفق بقوة أخبره بوضوح أن تلك هي حياة ...تلك هي حبيبته وكل حياته....اقترب منها ببطء كي لا يصيبها الذعر وقرر أن يصعد خلفها ...لم يعرف فيما كان يفكر ولكنه كان يتبع قلبه فحسب !

.......

امام شقتها ...

زاغت عيني حياة وهي تحاول أن تفتح الباب بالمفتاح ولكن كفها كان يرتعش بشدة ...فشلت عدة مرات في أن تفتح الباب ...

-اووف بقا ..

قالتها بغضب ودموعها تطرف من عينيها ...هي حقا لا تحتمل ...تريد أن تدخل منزلها كي تنام ولا تفكر بأي شئ ...فجأة ارتجفت بقوة وصرخت وهي تشعر بأحد يمسك كفها :

-ششش اهدي يا حبيبتي ده انا ...

استدارت وهي تنظر إلي احمد بصدمة وقالت:

-انت بتعمل ايه هنا ؟!

لم يرد عليها بل اخذ المفتاح منها وفتح الباب ثم سحبها ودخل واغلق الباب!

...

داخل الشقة 

-انت عايز ايه مني تاني ...خلاص يا احمد سيبني لو سمحت !

-حياة أنا بحبك!

هكذا قالها بصدق اخافها...تراجعت وهي تقول:

-اطلع برا ...برا أنا مستحيل اصدقك تاني ...صدقتك مرة وندمت ..ومش هيحصل تاني ...اطلع برا حياتي يا احمد لو سمحت أنا اللي فيا مكفيني...

كانت تصرخ به ودموعها تنف.جر من عينيها ...قلبها يتم.زق من الالم ...جلست علي الأرض بإنهيار وهي تبكي بع.نف آدمي قلبه :

-ياريت امو.ت ...ياريت امو.ت وارتاح ...انا مليش مكان في الحياة دي مليش !

جلس هو بجوارها..ثم امسك كفها وقال:

-متقوليش كده ..أنا بحبك والله وطالب فرصة اصلح اللي هببته معاكي ...حياة سامحيني عارف اني اذ.يتك ...

نظرت إليه وقالت بحزن :

-انت عقا.بي يا احمد ...عقا.بي علي الذنوب اللي عملتها وانا مرتاحة اني علي الاقل اتك.سر قلبي قصاد عمايلي البش.عة مع مهرا ...يمكن ده يخفف من عذا.بي...بس فيه  بعض الأخطاء مينفعش  نغفرها يا احمد ...أنا مقدرش اسامحك ...اطلع برا حياتي وانساني...انساني زي ما نسيتك !


...........

في اليوم التالي ...

فتحت عينيها وهي تجد نفسها مندسة في حضنه ... ابتسمت ببهوت وهي تتذكر كم كان مراعي لها بالأمس ...لم يتكلم ابدا عما كان يضايقها بل ضمها إليه وحسب وهو يهدئها...وهي لم تخفي عنه انهيارها بل انهارت بطريقة سيئة للغاية ...بكت بين ذراعيه كما لم تبكي من قبل وهو كان صبور عليها ولم يلح لمعرفة السبب وعندما انتهت حملها برفق وجعلها تستلقي علي الفراش ثم استلقي بجوارها وجذبها إليه يضمها بقوة ...فعله هذا جعل الفراشات تتحرك في معدتها...شعرت بقلبها يذوب اكثر ...تري ما الفعل الجيد الذي فعلته بحياتها لتحصل علي رجل رائع كآدم ...هي حقا لا تعرف .... رفعت كفها ومررته علي وجهه برفق لتشهق فجأة وهو يمسك كفها ويقبله ...,فتح عينيه الصافيتين ونظر إليها وقال بصوت أجش:

-يا سلام لو كل صبح يبقي جميل بالشكل ده يا مهرا ...واصحي دايما علي وشك القمر ده ...

ابتسمت له مهرا ولكنها ما زالت باهتة وهذا ما أثار قلق ادم عليها ..تلمس هو وجنتها وقال:

-حبيبتي بتثقي فيا ؟!

هزت راسها وقالت:

-انا مبقتش اثق في حد غيرك يا آدم ...انت دلوقتي اهم حد في حياتي وانا بحبك ...بحبك اوووي...

وضع كفه علي وجنتها وقال بصدق:

-وانا بحبك يا مهرا ...بحبك اكتر مما تتخيلي فممكن تقوليلي لو سمحتي ايه اللي خلاكي بالانهيار ده امبارح ...أنا مرضتش اضغط عليكي ولا عايز بس انا قلقان عليكي يا حبيبتي ...طمنيني ..

تجمعت الدموع في عينيها مرة أخري ليقول هو بسرعة:

-لا لا..لا...متعيطيش ...

ثم جذبها وهو يربت علي شعرها ويقول :

-خلاص يا حبيبتي ...خلاص بالله عليكي .. لو مش حابة تتكلمي متتكلميش ...

ضمته هي إليها بقوة وهي تقول:

-شوفت حياة امبارح ..

عقد ادم حاجبيه بحيرة وهو يحاول أن يتذكر من حياة تلك لترحمه مهرا من تساؤلاته وحيرته وتقول:

-حياة تبقي صاحبتي يا آدم ...هي دي البنت اللي حطتلي المنوم عشان مروان ...

لم تستطع أن تكمل واجهشت  ببكاء مرير وهي تضمه أكثر وكأنها تريد الاختباء بين ذراعيه من هذا العالم القاسي بينما عصفت عينيه بالغضب...كان غاضب جدا من تلك الفتاة ومشفق كثيرا علي حبيبته ...

-بس يا حبيبتي ...خلاص اهدي ...

هزت راسها وهي تبكي وتقول:

-دي كانت صاحبتي يا آدم ...كانت زي اختي ...ولما خا.نتني حسيت وكأنها ضر.بتني بسكينة في قلبي ...الكل حذرني منها بس مسمعتش الكلام كنت بحبها اووي ...بعاملها زي اختي وهي ...وهي ...

انفجرت بالبكاء مرة أخري ليضرب الحزن قلب آدم علي حالتها ويقول:

-بس الحمدلله مخططها منجحش يا مهرا وهي ليها عقا.بها ...عارف ان الخي.انة من الأصحاب بش.عة بس احنا بنقع عشان نتعلم ...متندميش انك عاملتي الناس بطيبة ..لا ابدا ده يخليكي أنتِ احسن منهم يا حبيبتي ...أنتِ احسن منها هي وربنا هيوريكي ازاي هيكون عقا.بها !

انسكبت الدموع أكثر من عيني مهرا وقال بصوت مختنق:

-اسفة يا آدم ...اسف جدا ...

رفع حاجبيه وقال:

-اسفة علي ايه ؟!

ابتعدت قليلا عنه وتلمست وجنته الخشنة وقالت:

-اسفة اني كنت بضغط عليك عشان تسامح جدي ...أنا عرفت واتأكدت أن السماح والغفران مش سهل ابدا... ...أنا اهو مش قادرة اسامح رغم أن ربنا سترها معايا ...لكن انت حياتك اتد.مرت ....مفكرتش فيك وانا بضغط عليك انك تسامح رغم اني كمان مقدرتش اسامح ...بغبائي كنت بجر.حك يا آدم ...

..اسفة يا حبيبي ...اسفة جدا ...

ابتسم ادم وهو يعانق وجهها ثم بدأ يوزع قبلات دافئة علي جميع أنحاء وجهها ويقول:

-انا محظوظ بيكي

...............


لم يزور النوم جفنيها منذ الأمس منذ تلك المواجهة مع مرام التي جعلتها تشعر وكأنها تتلوي فوق صفيح ساخن ...تلك السوقية حدثتها بتلك النبرة ...أخبرتها بلهجة خ.بيثة أنها بلا كرامة ...عينيها كانت مشبعة بدموع الغضب بينما تدخن سيجارتها...مرام كانت واثقة للغاية من حب أنس لها وهذا ما جعل ليل تكاد تمو.ت من الغيظ ...تشعر وكان أحدهما يمز.ق قلبها ...أنس من أحبته ...حلمت ان تتزوج به وتكون ملكه ...سعت بجهد كبير لتجعله يحبها ...دعت كثيرا أن يراها والان تأتي فتاة متوسطة الجمال وتسرقه منها ...هذا يقت.لها ...مرام لا تمتلك جمالها ولا رقيها فكيف انجذب أنس إليها !!!! ...ما إرادته ليل بقوة وكادت أن تمو.ت في سبيله تأتي مرام وتاخذه دون جهد يُذكر ...هذا ليس عدلا. ..ليس عدلا علي الاطلاق !فكرت ليل والدموع تنف.جر من عينيها وتشهق بعن.ف .لم تختبر هذا الا.لم من قبل ...ا.لم الغيرة والخسارة كانا يمزقان قلبها...ا لم لا يقاوم ولا تتحمله هي ...

ولجت فجأة نيرمين لغرفة ليل ...ربعت ذراعيها وهي تري ابنتها الغب.ية تلك !كانت الغرفة في حالة فوضي كحالة ليل ...السرير مبعثر ومنفضة السجائر الخاصة بها مملؤه بأعقاب السجائر ...شعر ليل مشعث قليلا...ملابس الخروج الخاصة بها مجعدة ولم تبدلها منذ أمس و وعينيها حمراء والدموع تلطخ وجنتها ...شفتيها ترتجفان بفعل البكاء الشديد بينما تمسك سيجار تكاد تنتهي منها !...باختصار كانت حالتها سيئة للغاية وحالتها تلك اضرمت ني.ران الغضب بقلب نيرمين ...أرادت فعلا أن تذهب الي ابنتها وتضر.بها حتي تفيق قليلا ...ليس جيدا ما تفعله بنفسها الان ...هي تبكي رجل ...الغب.ية لا تدرك العواقب ... ليل تد.مر نفسها ...خططها كلها تتهاوي بسبب تلك الحمقاء!!لو حدث وليل عشقها تغلب عليها مثل انوار فسوف تخرج من تلك الزيجة دون أي فائدة وهي يجب أن تمنع هذا ...

اقتربت نيرمين من ابنتها كعبها العالي ينقر الأرضية البهية بغضب ثم أمسكتها من شعرها بع.نف لتشهق ليل وتصرخ في نفس الوقت وهي تري والدتها تشد شعرها بتلك القوة ..

-ماما !!

قالتها ليل ودموعها تنساب أكثر من عينيها لتنظر إليها نيرمين بسخرية:

-ايوة ماما يا اختي ...ماما اللي ناوية تمو.تيها وهي ناقصة عمر !!!

-أنس ضاع من بين ايديا يا ماما...هو بيحبها اووي ...مستحيل يبصلي ...البنت دي اكيد عاملاله سحر ...

تركت نيرمين شعرها ثم امسكتها من فكها وضغطت عليه بقوة وقالت بقسوة:

-نفسي غباء اختك انوار...

-سيبي انوار في حالها علي الاقل حرام عليكي دي ما.تت ...

قالتها ليل بعصبية لتضغط والدتها علي فكها بعنف اكبر وتقول:

-عال هتعلميني ازاي اتكلم كمان ...بنت أنتِ فوقي لنفسك واصحي ومتبقيش زيها ...احنا عايزين ثروة انس وهناخدها ...

-بس أنا ...

قاطعتها والدتها بحدة وقالت:

-لو حصل وقولتي انك بتحبيه قدامي هق.تلك...هق.تلك يا ليل ...فاهمة ولا لا !!!

ابتلعت ليل ريقها ودموعها تنفجر  من عينيها الخضراء أكثر ...ابعدت نيرمين كفها وابتسمت وعينيها تبرق بسعادة وقالت:

-عايزين ننسي تفاهات الحب يا ليل ...متخليش الحب يضعفك عشان لما نيجي نحط أيدينا علي ثروة أنس متضعفيش وتقفي في صفه ...صدقيني لو عايزاه لازم تأخدي فلوسه وقتها هيبقي زي الخاتم في إصباعك ...احنا عايزين نأخد كل حاجة يا ليل ...كل حاجة ...

رفعت ليل كفها ومسحت دموعها وقالت:

-بس هناخد كل حاجة ازاي ...

ضحكت نيرمين وقالت :

-يوووه يا قلبي أنتِ لسه غب.ية...انس نقطة ضعفه الأكبر هي ملك ...احنا نستناه لما يتجوز المح.روقة اللي اسمها مرام ووقتها نستخدم العقد اللي بيننا ونأخد منه ملك ...بسيطة اووي!المهم دلوقتي احنا مش هنعمله اي مشاكل ...بالعكس حاليا انا وأنتِ هنسافر لفترة لحد ما يتطمن ويتجوزها وبعدين نرجع ونطالب بحقنا !

..........


ثبتت مرام الدبوس علي خمارها فجأة لفتت عينيها لمعة الخاتم الماسي الذي يحيط بإصبعها...قيده المآسي الذي قيدها به ...رفعت كفها وهي تنظر  في...وفي قلبها تتولد مشاعر مجنونة ...مشاعر عني.فة لم تشعر بها من قبل ...مرام كانت دوما ترفض ان تظهر مشاعرها كانت تتأ.لم بصمت...تكتم مشاعرها فلا تظهرها حتي لاقرب ما لها ...لذلك دوما كانت تستخدم عقلها في أي قرار في حياتها ...ولكن العقل تلك المرة اخبرها ان أنس ليس مناسب ...هو رجل خطير ...يمتلك سلطة علي مشاعرها لم يمتلكها احد من قبل ...عاطفي بإمتياز قادرا علي اذابة الجليد الذي تحمي به نفسها ...هل هي مستعدة ان تسلم نفسها لذلك الرجل ؟!العقل اعترض بشدة ..والخوف كان يلازمها ولكن القلب ..القلب كان يتوق له ...لقد احتلها انس...احتلها كليا ! أغمضت عينيها وهي تتخيل عينيه الجميلتين تحاصرانها بشغف .....وابتسامته الرائعة التي يخصها بها ....غيرته الرائعة عليها تعزز من أنوثتها ...عينيه التي تشتعلان غضبا كلما رآها تقف مع أحد غيره  !..تلك التفاصيل الصغيرة تجعلها تذوب حقا......أنها المرة الأولي علي الإطلاق أن تشعر بكم تلك المشاعر تجاه رجل ...هل نجح انس حقا في إذابة الجليد الذي يحيط بقلبها ...هل نجح فيما فشل فيه الاخرون ...وهل هي شوف تسمح بهذا ...هل ستسمح لراجل بأن يخترق أسوارها !وتقف هي صامتة !هل ستسمح لتلك المشاعر أن تتحرر ...هي عرفت الإجابة مسبقا ...لا لن تسمح بهذا ...تحرير مشاعرها تلك يعني الضعف. .وهي تخاف ...تخاف بشدة اسلوب نشأتها جعلتها تخشي الحب وتخشي إظهاره لذلك فضلت دوما ان تكون باردة ...ولكن انس ..انس يدفعها للجنون ...يثير بها مشاعر لم تختبرها من قبل ...

فتحت عينيها علي نغمة رسالة اتت علي هاتفها من انس ...فتحتها بحيرة ليحمر وجهها وهي تقرأ رسالته القصيرة الدافئة:

-كنت من ضمن الاموات حتي رأيتك

ارتعش كفها وشعرت أنها تذوب من الخجل بينما يبعث لها رسالة اخري ويقول:

-للاسف النهاردة هتاخر عن الشركة شوية ...خلي بالك من نفسك في حفظ الله يا مرامي ...

مرامي!الكلمة التي خصها بها تخترق حصونها...هذا الرجل مصر علي اقتحام اسوار قلبها والسيطرة علي نبضاته...ولكنه لا يعرف أنه المالك سلفا!

طرقة علي الباب جعلتها تغلق هاتفها علي عجل.

-ممكن ادخل يا بسبوستي ؟!

قالها ادم وهو يقتحم غرفتها ..

-ما انت دخلت يا آدم ..

قالتها مرام بهدوء وهي تعدل من وضع خمارها ثم أكملت :

-ما دام طبيت عليا كده علي غفلة يبقي فيه حاجة ...ها احكي فيه ايه ؟!

-يعجبني ذكاءك يا ميرو والله ..

ابتسمت هي ليكمل هو :

-أنس كلمني في موضوع كده وعايز يأخد رايك في حاجة ..

ارتعش قلبها وواضطربت بشدة ولكنها حافظت علي جمود ملامحها وقالت:

-ايه الموضوع ؟!

-عايز يقدم الفرح شوية !

-نعم...يقدمه يخليه امتي يعني ؟!

ضغط ادم علي أسنانه بتوتر وقال :

-يعني قبل رمضان كده !

-قبل رمضان!!!

هتفت بصدمة ليهز هو رأسه ويقول :

-انا برضه اتصدمت بس هو عايز كده وقال اخد رايك ...ها موافقة يا مرام...

توقفت عن الكلام وقلبها يرتجف أكثر ...تشعر بالتشتت لم ترفض ولم تقبل ...ولكن لتكن صريحة اغرتها فكرة ان تكون زوجته ...تكون بجانبه ...ولكن السرعة التي يحدث بها الأمر مخيفة جدا ..

نظر ادم الي مرام الشاردة ...ويبدو أنها فهمها تلك المرة ...شقيقته لن ترفض تلك المرة ....لقد أحبت تلك المرة وذاب الجليد اخيرا عن قلبها ...

-تحبي أبلغه برفضك يا مرام ؟!

قالها ادم بنبرة  وهو يخفي خبث.ه لترد مرام بسرعة وتقول؛

-لا لا...قوله مرام موافقة !

............

كان يضمها إليه وهو يسير بها ببطء نحو سيارة الأجرة ...قلبه يخفق بعنف وهي قريبة منه لهذا الحد ...لقد كتب لها الطبيب الخروج بشرط أن يعتني بها جيدا ويعطيها ادويتها في الوقت المناسب وهو وافق علي هذا وجهز نفسه ليخرجها من المشفي ...وقرر أن يأخذها بيته ...لن يتخلي عنها ...قد لا تكون تحبه ...قد تطلب أن تنفصل عنه بعد هذا ...يعرف يقينا أن ليس هناك أي مستقبل لعلاقتهما لأن ميار لا تحبه ...فكر بيأس وهذا ما جعله يقرر أن ما أن تتعافي سوف يطلق سراحها ...ولكن اولا يجب أن ينال عثمان وعلياء عقابهما علي ما فعلاه بها ...اشتعل الغضب في عينيه وهو يتذكر الحالة الس.يئة التي كانت بها ... كيف عاملوها كالحيوان وهو ابدا لن يسامحهما علي هذا ...سيحضر افضل محامي في البلدة كي يضمن أنهما سوف يتع.فنان في السجن ...وصلا اخيرا الي سيارة الأجرة وساعدها علي لكي تستقلها....ثم ركب بجانبها وهو يشير للسائق كي يذهب ...تكونت طبقة من الدموع في عيني ميار وهي تتأمل علي ...كيف كانت عمياء لتلك الدرجة ...كيف لم تري حبه ..هي حتي تقسم ان ادم ذات نفسه لم يحبها بتلك الطريقة ..علي احبها وتقبل جميع عيوبها وجل ما فعلته أنها حط.مت قلبه!!!هي لن تسامح نفسها ابدا علي ما فعلته ...ستظل تحت.قر نفسها حتي يسامحها هو ...حتي يتقبلها مجددا في حياته ...لقد أدركت الان أنها تريد أن تحبه ...تعطيه حياتها كلها ...تريد أن تجعله سعيدا ...هي ممتنة له للغاية ...

......

-ايه اللي جاب دي هنا يا علي ؟!

قالتها والدته بغضب  وهي تري علي يمسك كف ميار ثم أكملت :

-ومش مفروض تكون سافرت !!

تنهد علي وقال:

-مش وقته يا امي لو سمحتي...

ثم كاد أن يدخل إلا أنها توقفت أمامه وقالت:

-لا معلش يا ضنايا وقته ونص ...ليه جبتها هنا ...مش كفاية اللي عملته فيك ولا ايه !!!

كانت والدته غاضبة لدرجة أنها لم تري حالة ميار البائسة حزنها علي ابنها وغضبها علي ميار  جعلوها عمياء تماما!!!

-انا رديت ميار يا امي ...الموضوع انتهي ...ممكن بقا تخلينا ندخل الاوضة ولا اخدها واروح اي فندق ...

اللمعة بعيني ابنها جعلتها تبتعد عن طريقة ...كان جاد للغاية...ولكن كيف يرتكب هذا الخطأ ويردها مرة أخري ...الا يكفي ما فعلته معه ...لقد د.مرت حياته كليا ...جعلته يعاني من مرا.رة العشق فكيف يردها بتلك البساطة ...كانت والدته تغ.لي حقا من الغضب وارادت بأسرع وقت أن تحصل علي اجابات ...لذلك دون تفكير اتجهت الي غرفتهما وقالت:

-علي معلش تعالي عايزاك ..

نظرت ميار الي علي بقلق ...ليهز رأسه مطمئنا إياها ويخرج من والدته ....

...

-ها يا امي عايزة ايه ؟!

قالها علي عندما خرج الي صالة المنزل لتقول والدته بغضب:

-عايزة اعرف يعني ايه رديتها يا علي ...هو احنا ناقصين ...مش كفاية يا بني اللي عملته فيك؟!

-امي أنتِ مش شايفة حالتها يعني ...البنت أهلها كانوا معذ.بينها وانا من امبارح في المستشفي معاها ...الحمدلله اني انقذتها منهم في الوقت المناسب والا كانت هتم.وت !

-يا حنين !

قالتها والدته بسخرية رغم أنها اشفقت علي ميار ولكنها قالت وهي تقسي قلبها فتلك الفتاة لا تستحق الشفقة من وجهة نظرها بسبب ما فعلته بعلي:

-انت نسيت هي عملت فيك ايه ؟!نسيت د.مرت حياتك ازاي ...انت بتفكر ازاي يا علي ...قولي يا بني فيه ايه في دماغك !

-فيه اني بحبها وهقف جمبها للآخر ..

هكذا قالها ثم ولج للغرفة تاركا إياها ت.غلي من الغضب ...

....

ولج علي الي الغرفة ليجد ميار تقف بإرتباك وتقول :

-هو انت صحيح ردتني ؟!

هز علي رأسه وقال:

-بما أن العدة لسه مخلصتش رديتك ولو عايزة تط...

ولكنها قاطعته بسرعة قائلة'

-انا حابة ابقي معاك ....بس طنط م...

قاطعه هو وقال:

-ملكيش دعوة بأمي هي هتصفي لوحدها ...المهم ارتاحي عشان ممكن شوية نروح القسم عشان موضوع المحضر اللي رافعينه علي ابوكي ومراته ...بس ابوس ايديك متصدمنيش وتقولي عايزة تتنازلي!

تجمعت الدموع في عينيها وهزت رأسها قائلة:

-ابدا يا علي أنا عايزة الاتنين يتعا.قبوا!

.............


وقفت أمام المرآة وهي تنظر إلي انعكاسها بشرود .

.امتدت كفها لتضعها علي بطنها بينما تكونت طبقة شفافة من الدموع في عينيها لم تتجاوز بعد تلك الأزمة ...ما زالت تفتقد طفلها ...قلبها يعتصر من الا.لم عندما تستيقظ كل يوم وتدرك أن طفلها غادر ...كم تشتاق إليه ...صحيح فترة حملها كانت صغيرة ولكن بنت احلام كثيرة ولكن فجأة كل تلك الأحلام انهد.مت.فوق رأسها ...انسابت الدموع من عينيها وشهقت وهي تتنفس بعن.ف ...شعرت فجأة بالإ ختناق وفشلت في السيطرة علي تلك الدموع التي تنف.جر من عينيها ...رفعت كفيها  ووضعتها علي وجهها واجهشت بالبكاء بشكل أعن.ف من السابق ...كم تتأ.لم...تتأ.لم وتشعر أنها سوف تموت من الالم ...عرفت كارما وقتها أن النسيان نعمة هي تريد أن تنسي هذا الا.لم كي تعيش حياة طبيعية مع سامر ولكن بدا ما فسد بينهما لا يمكن إصلاحه ...هي ما زالت مج.روحة منه رغم أنه يفعل المستحيل لإرضاءها ...نعم هو يحاول بكل جهده أن يعوضها عن ما حدث لها وهي ممتنة بقوة لكن ما زال قلبها لم يرضي عنه ...ما زالت نفسها لم تصفو له ولعل مو.ت طفلها بتلك الطريقة جعلها بتلك القسوة!!ما إرادته دوما هو حب سامر ولكن الآن لا تريد حبه فقط ...هي تريد أن يطمئنها ...تريد أن يعطيها الأمان الذي سلبه منها ...تريد أن تكون ام مجددا...وتحمل طفله !!...

من بعيد كان سامر يقف وينظر إليها ...يشعر بأ.لمها ويتأ.لم هو أيضا ...كم يتمني أن ينتزع الا.لم من قلبها ويضعه في قلبه هو لعله يأخذ عقابه ويرتاح ...ضميره يج.لده بشأنها ....كم يريد منها أن ترتاح ولا تفكر بشئ...يريدها أن تنسي الا.لم وتبدأ معه من جديد ...

اقترب هو منها وقلبه يخفق بع.نف ثم ابعد كفها عم وجهها ...نظرت إليه كارما وهي لا تخفي الالم الكبير الذي بقلبها ...مد سامر كفيه وبدأ بمسح دموعها برفق ...رفق جعل قلبها يتأ.لم أكثر ... والأغرب جعلها تشعر بالأمان من جهته !! ...عانق سامر وجهها ثم قبلها علي جبهتها بلطف بالغ ثم ضمها إليه وهو يقول بنبرة متألمة:

-ياريت اقدر أشيل الو.جع اللي في قلبك يا كارما ..ياريت اقدر اخليكي مبسوطة تاني ...معرفتش اني بحبك للدرجة دي الا لما حسيت انك هتضيعي مني ..ادينا فرصة أخيرة يا كارما ..فرصة نبقي مبسوطين وننسي الماضي والعذاب ...

ابتعدت عنه. هي تهز رأسها بعذاب وتقول:

-ياريت...ياريت يا سامر اقدر انسي ...ياريت اقدر ارمي الماضي ورا ضهري ...أنا عايزة انسي ...عايزة انسي وارتاح يا سامر ...عايزة اسامحك...عايزة احس بالامان من ناحيتك ...بس مش قادرة ...كل يوم اصحي واواجه حقيقة أني خسرت ابني بحس اني هموت ..مش قادرة اتقبل أنه سابني ومشي ...قلبي ..قلبي واجعني اووي علي ابني يا سامر ...أنا تعبانة ...تعبانة اووي ...

امسك كفها وقال :

-ابننا غالي بس ميغلاش علي اللي خلقه يا حبيبتي ...هو دلوقتي في الجنة وانا واثق أن ربنا هيعوضنا عنه...وبالنسبالي هعمل المستحيل عشان تسامحيني وتثقي فيا تاني ...بس ابوس ايديكي متزعليش ولا تعيطي...انا مش عايز اشوف اي حزن في عينيكي ...أنا خايف عليكي من الحزن ده ... أنا مش بطيق اشوفك زعلانة...أنا مستعد اعمل اي حاجة عشان ترجعي سعيدة تاني ...قوليلي اعمل ايه يا كارما عشان ارضيكي ! ...

ابتعدت قليلا عنه وقالت:

-معلش يا سامر سيبني احزن براحتي وانا عارفة أني هرجع كويسة تاني ...

اقترب منها وأمسك ذراعيها بقوة وهو يقول بتصميم:

-يبقي تحزني جمبي وانا هشيل عنك وهعمل المستحيل عشان افرحك يا كارما ..احنا هنعدي الأزمة دي سوا وهتشوفي انك هتبقي كويسة وأننا هنخلف تاني بنت زي القمر زيك وولد برضه شبهك ...أنا واثق أن بعد المشاكل اللي عيشناها هنفرح ...بس الصبر يا حبيبتي ...

ابتسمت كارما وهزت رأسها وهي تضمه إليها وتقول:

-انا بحبك .

اضطرب قلبه بقوة وأبعدها وهو يعانق وجهها ويثولف بع.نف عاطفي:

-عارفة قد ايه حلمت أنك تقوليلي الكلمة دي زي زمان يا كارما ..أنا مش مصدق ...مش مصدق...أنا كمان بحبك يا كارما ...بحبك اكتر من اي حد تاني !

ثم جذبها إليه وهو يقبلها ببطء وشغف ... لقد عاد إلي قلبها !

...........

في احد المقاهي الراقية ....

كان أنس يجلس وهو يتناول قهوته بهدوء ...الهواء يتلاعب بشعره بينما عينيه شاخصة علي باب المقهي منتظرا ادم ...لقد أراد للتكلم معه بشأن العمل ...كان أنس بمهارة يرتب ما سوف يقوله لادم داخل عقله كي لا يحرجه ...هو يعرف أن ادم رجل لديه كبرياء مثله تماما ولن يتقبل اي مساعدة منه ...لذلك يجب أن يكون الأمر أنه بحاجة إليه .....وهذا صحيح نسبيا 

........

ولج ادم الي المقهي وعينيه تبحثان عن أنس واخيرا وجده ...ابتسم واقترب منه وهو يصافحه ثم جلس براحة ...

-تشرب ايه ؟!

سأله أنس ليرد ادم :

-ممكن شاي بالنعناع ..

هز أنس رأسه في الوقت الذي اقترب فيه النادل وهو يأخذ طلب ادم .ويذهب ...بعد أن ذهب ..نظر ادم الي أنس بحيرة وقال :

-ايه يا عم قلقتني علي الصبح كده ...كنت بتكلم مع مرام لما اتصلت بيا وطلبت تقابلني ضروري ... للدرجادي موافقة مرام مهمة اووي كده ؟!

سأله ادم بخ.بث ليضحك أنس ويقول:

-مهمة جدا أيوة ...بس الحقيقة أنا مش جايبك هنا عشان مرام ...انت تقدر تقنعها براحتك أنا عارف انك هتأخد وقت معاها ربنا معاك .

ضحك ادم وقال :

-انا مش عايز اصدمك والله يا أنس بس لا هحتاج أقنعها ولا غيرة ...لأن مرام بهدوء غريب وافقت علي موضوع أننا نعمل الفرح قبل رمضان  ...أنا بس عرضت عليها الفكرة وهي وافقت بكل بساطة ...

اتسعت عيني أنس بدهشة ليضحك ادم ويقول:

-عندك حق...أنا كنت مصدوم زيك منها بس سبحان الله البنت قالت إنها موافقة ودلوقتي احنا مفروض ننجز عشان نعمل الفرح في معاده ...

ابتسم انس برضا وقال 

-جميل ...جميل اوووي يا آدم ...مش عارف اشكرك ازاي بصراحة ...وبالنسبة للترتيبات متشيلش اي هم ...انت ممكن تيجي انت ومرام وتشوفوا بيت الزوجية بتاعنا واللي مرام حابة تغيره أنا تحت امرها!...

-تمام هقولها كده بس الاول حابين نجهز نفسنا عشان كتب الكتاب ...معندكش مانع لو كتب الكتاب اتعمل في البيت صح ؟!

هز أنس رأسه وقال:

-لا مفيش اي مانع ...شوف اعملوا اللي انتوا عاوزينه بس جوزوني مرام ...

ضحك ادم عليه  ليشاركه أنس الضحك ...

بعد ثواني اتي النادل ووضع الشاي بالنعناع وذهب  ليضع ادم السكر كما يحبه ويبدأ في تناوله ثم قال:

-بس يا أنس أنا واثق أن طلبك ليا النهاردة مش خاص بمرام بس صح ؟!

ابتسم انس وقال:

-يعجبني أووي ذكاءك يا آدم وعشان كده حابب تشتغل معايا ..

ابتسم ادم وقال:

-ايه عايز تعمل فيا معروف بما اني نسيبك؟!

هز أنس رأسه وقال بعملية تنجح مع الجميع تقريبا:

-لا طبعا ..بص يا آدم أنا بيزنس مان والربح عندي مهم ...الشغل مفهوش عواطف وانا لو شايف انك مش مجتهد مكنتش هعرض عليك ...

هز آدم رأسه وسأل:

-ايوة بس يا أنس أنا هشتغل ايه ؟!يعني انا مجرد صنايعي جبس بودر يعني مليش في شغل الإدارة والمكاتب وكده ...

-ومين قال إن شغلك هيكون اداري أنا عايزك تعمل اللي تعرف ...

نظر إليه ادم بحيرة ليكمل أنس وهو يتناول قهوته دفعة واحدة ويقول:

-شوف يا آدم أنا عندي شركات كتير منها شركة للجبس بودر والديكورات ...ومحتاج واحد زيك يشتغل هناك ...انت هتكون مدير الصنايعية هناك ...منها تعلمهم وتشتغل معاهم وبالراتب اللي تحبه وكمان ساعات الشغل مش هتكون كبيرة وليك تأمين واجازات ده عرض كويس لينا احنا الاتنين أنا مفيش في شركتي واحد مهاري زيك. . أنا لما شوفت الديكورات اللي في بيتكم اتصدمت من الجمال بتاعها عشان فكرت في العرض ده ...ها يا آدم باشا موافق ؟!..

ابتسم ادم وهز رأسه قائلا:

-اكيد موافق !

.............


قرب العصر 

كانت مهرا في المطبخ تجهز لها كوب من القهوة لها ولليلي عندما رن هاتفها معلنا عن وصول رسالة ...أمسكت مهرا هاتفها لتجد رسالة من ادم يخبرها :

-البسي وتعالي بسرعة مستنيكي قدام البيت ...متتاخريش يا مهرا عليا ..

عقدت مهرا حاجبيها بحيرة ولكن قررت تنفيذ ما يريده ...أخبرت ليلي بالموضوع واعطتها قهوتها ثم ولجت للحمام كي تأخذ شاور سريع وتتجهز ...

ربع ساعة بالضبط وكانت مهرا جاهزة شعرها الذي جففته جيدا كان منساب علي كتفها يلمع بشدة ...ترتدي فستان زهري واسع وطويل محتشم للغاية اخذت حقيبتها الزرقاء ووضعت فيها اشياءها ثم فتحت الباب لتغادر ولكنها شهقت وتراجعت عندما رأت ادم أمامها يبتسم لها بحب ...

-ادم ...

قالت كلمتها بعفوية ليجذبها هو ويخرجان من البيت ويغلق الباب ...ثم للمفاجأة اتجه للشقة المقابلة لشقته...

-ادم رايح فين ؟!

سألته مهرا بحيرة ليفتح هو الباب ولم يرد عليه 

ثم سحبها خلفه للمنزل الفارغ كليا واغلق الباب ...

-ايه يا جدع انت ناوي تعمل ايه ...هتغويني ولا ايه ؟!

قالتها مهرا وهي تضحك ليتجهم ادم ويقول:

-بلاش ترمي ايفيهات تاني يا مهرا ..ايفيهاتك حمضانة زي  ايفيهات ليلي...

أشار ادم الي المنزل وقال:

-ايه رايك يا مهرا ده يكون بيتنا ؟!

اتسعت عيني مهرا واستدارت وهي تسير في البيت وتتأمله ...غير معقول ...هل هذا سيكون منزلهما...تلك الكلمة رجت قلبها رجا ..سارت وهي تتأمل المنزل بسعادة بينما ضحكاتها تعلو.

-ها عجبك البيت ؟!

قالها ادم مبتسما وهو يحاوط خصر مهرا ويطبع قبلة خفيفة علي رقبتها ... ارتعشت وعينيها العسلية تبرق بسعادة وتقول :

-ده هيكون بيتنا معقول؟!

ابتسم وهو يسمع الابتهاج بنبرة صوتها ويرد:

-هو صغير شوية صحيح يدوب اوضتين بس اعتبري دي البداية لو عجبك اكلم الحاج عباس ونتفق علي الايجار من أول الشهر ده ...

نتهدت وهي تنظر إليه وتقول بجدية:

-ادم مش مضطر تتحمل مصاريف زيادة ايجار وكهربا غير توضيب البيت ...أنا مبسوطة مع اهلك ومستعدة...

قاطعها وهو يمسك كفها ويقول:

-بس أنا مش مرتاح ..أنا عايز استفرد بيكي شوية من غير ما ليلي تنطلي كل شوية ...

ضحكت مهرا فأكمل وهو يقبل كفها بلطف :

-غير كده ان فيه شغل كبير جايلي بإذن الله مع أنس وده الي حد ما هريحني ..وانا اوعدك ان بس اموري تتضبط هشتريلك بيت أكبر من ده عشان عيالنا ...

خفق قلبها بعن.ف ليرفع هو ذقنها ويقترب ثم يقبلها بلطف لم يدم تقاربهما الا ثانيتين الا وهاتف مهرا رن ..ابتعدت مهرا عن ادم وامسكت الهاتف وهي تقول:

-دي ليلي شكلها ...

ولكن قبل ان تكمل جذبها ادم وقال قبل ان يقبلها مجددا :

-سيبك منها هادمة اللذات ومفرقة الجماعات دي .

اغمضت مهرا عينيها وهي تستلم بين ذراعيه بينما قلبها يخفق بعن.ف...هي الآن سعيدة كما لم تكن سعيدة من قبل ...هي الآن بين ذراعي ادم...ادم حبيبها.

............

دخلا.المنزل وهم ممسكان كف بعضهما ...السعادة ظاهرة بقوة علي وجهيهما ...كانت مهرا تطير من السعادة ...خبر أنها سيكون لها بيت بمفردها هي وادم جعلتها سعيدة والأجمل أن هذا البيت قريبا جدا من شقة حسناء ...في المقابل بالضبط...لن يبتعد ادم كثيرا ولن تبتعد هي أيضا ...في ذلك الوقت القصير الذي قضته مع حسناء وبناتها احبتهم كثيرا ...وجدت الحب والصداقة والونس ...هم عائلتها أيضا وهي تحبهم بجنون كما تحب ادم ...

-رايح اخد شاور وعلي العشا هنقولهم الخبر نكون كلنا متجمعين ...امي هتفرح اووي يا مهرا ...هي كانت مستنية الخطوة دي من زمان اووي.

قالها ادم وهو يهمس في اذنها لتبتسم هي وتهز رأسها ...رفع كفها وقبله بلطف ثم دخل غرفته ...

-يا عيني يا عيني علي عصافير الحب ...

قالتها ليلي وهي تخرج من المطبخ حاملة معها كوب من القهوة ...رفعت قهوتها وقالت:

-الدنيا دي حظوظ يا اخي ...انتوا الاتنين بتحبوا في بعض وانا بذاكر عشان امتحانات الطب ....الا ما فيه كل.ب جه يتقدملي وينقذني من مرار الكلية...

ضحكت مهرا عليها ...كانت تبدو سعيدة ...

-باذن الله هيجيلك نصيبك بس بعد الكلية ...

شربت ليلي من قهوتها وقالت:

-مظنش يا اسطى والله ...مفيش حد معبرني الا المخ.تل مروان ...عايزة اعرف الواد ده شايف ايه فيا .....بجد معتوه ...

ارتبكت مهرا وهي تسمع سيرته وقالت:

-ربنا يبعده عنا يا ليلي ده واحد مش طبيعي ...

-يارب ...بجد مجن ون أنه يجي لحد هنا. ..أنا كنت مرعوبة أنه يقول لادم أننا روحنا عنده لما كان في السجن !

-ليلي !!

هتف ادم بصدمة لتشهق ليلي وهي تنظر إليه بر.عب ...بينما شحب وجه مهرا وأخذت ترتجف وهي تري الغضب الذي يطل من عيني ادم ...

اقترب ادم وقال :

-ايه اللي أنتِ بتقوليه ده يا ليلي ؟!

وضعت ليلي كوب القهوة علي المنضدة المجاورة ثم بسرعة ركضت نحو غرفتها  وأغلقت الباب ...

-وا.طية ...فعلا وا.طية ..

قالتها مهرا بغيظ ثم كادت أن تركض هي الأخري إلا أن ادم امسكها بعن.ف من ذراعها وقال:

-انتوا روحتوا امتي ؟!

-اسمعني يا آدم ...اديني فرصة اتكلم..

-اتكلمي وانطقي ...روحتوا امتي ؟!

ابتلعت مهرا ريقها وقصت عليه ما حدث...

-نعم ...بتقولي ايه ؟!!

صرخ ادم وهو يشد علي ذراع مهرا بقوة أل.متها بينما فتحت ليلي الباب وهي تلطم برعب ...والدتها ومرام خرجوا ليحضروا بعض الاشياء الخاصة بمرام وهي ومهرا بمفردهما وادم بالتأكيد سوف يعا.قبهما !!

كان ادم يشد بعن.ف علي ذراع مهرا التي احتشدت الدموع بعينيها 

-ادم ...آدم انت بتو.جعني !!

قالتها مهرا ودموعها تنفجر من عينيها العسلية ...كانت تنظر إليها بعتاب سافر بينما هو يقبض علي ذراعها بقسوة ...

-روحتي هناك ...روحتي لمروان وانا في السجن مع اني نبهت عليكي ...لا وبعدين خليتي ليلي تروحله !!!أنتِ دماغك فيها ايه بالضبط ...انت مبتفكريش كويس !!!

شهقت وهي تبكي وتقول:

-والله حاولت مع ليلي وهي ...

-اخر.سي ...اخر.سي يا مهرا !

صرخ بها ثم أكمل:

-طيب ليلي صغيرة ومتهورة ...أنتِ ايه ..أنا نبهت عليكي يا مهرا حصل ولا محصلش ...

هزت راسها وهي تبكي ...تحاول أن تبرر ولكن الغضب كان قد اعماه وهو يضغط علي ذراعها بقسوة وقال:

-اكبر غلطة في حياتي اني اتجوزتك يا مهرا ...اطلعي من حياتي !

........

بعد ساعة ونص ....

تجمد جابر وهو يري مهرا أمامه في فيلته بينما تبكي بعن.ف:

-حصل ايه يا مهرا ؟!

قالتها مروة بفزع لتركض مهرا وتعانق جدها وتقول:

-خليه يطلقني يا جدي...عايزة أطلق من ادم !!

يتبع

#عروس_رغما_عنها

#سولييه_نصار


رواية عروس رغمًا عنها الجزء الثانى 2 الفصل الثامن 8 من هنا

لقراءة الرواية كاملة اضغط هنا (رواية عروس رغمًا عنها)

تابعونا على التليجرام من هنا (روايات شيقة ❤️)

تابعونا عبر أخبار جوجل من هنا (روايات شيقة ❤️)

روايات شيقة ❤️
روايات شيقة ❤️
تعليقات