رواية مقيدة بندوب الهوى الفصل الأول 1 بقلم دعاء أحمد
رواية مقيدة بندوب الهوى |
رواية مقيدة بندوب الهوى الفصل الأول 1
"يعني أنتِ مُصرة على الطلاق يا ندى يا بنتي"
كان ذلك صوت عمتها التي انتشلتها من افكارها السوداء حيث غرقت بها منذ فترة قصيرة...
عيونها الحمراء المنتفخة و تلك الهالات السوداء لم تفلح أبدا في إخفاء جمالها الباهر.
متحدثة بنبرة انكسار :مبقاش فيه حل تاني يا عمتي.... مبقاش في حل تاني... كلكم كان معاكم حل و أنا كنت المغفلة اللي صدقته و حبيته
و صدقت أن هو كمان حبني زي ما حبيته...
أنا لحد دلوقتي مصدومة و مقهورة
بس صحيح
ازاي هارون بيه يتجوز واحدة من مستوى اقل من مستواه.....
تابعت حديثها و هي تبكي بعنف، ارتمت بحضن عمتها و هي تشدد على احتضانها بحب و حنو
-أنا موجوعة اوي يا عمتي... صورته و هو في حضن البنت دي محفوره في عقلي قهرني يا عمتي
انا بقالي شهرين مستحمله طريقته الوحشة معايا و قلت اكيد ضغط شغله لكن... بيخوني!
أنا قلبي وجعني منه اوي... اوي
هونت عليه ياذيني كدا... دا أنا من اول يوم جواز و أنا بديله كل الحب اللي قلبي
ليه يعمل فيا كدا؟
و لا هو اتسلى فعلا و خلاص مبقتش لازماه
ربتت "نوال" علي كتفها بحنان و مواساه قائلة بحنق و ضيق
-أهدى يا ندى و كفاية عياط و الله ما يستاهل دموعك تنزل علشان واحد زي دا... و الله لاجوزك سيد سيده هو فاكر نفسه مين و لا علشان ربنا كرمه يبيع و يشتري فيكي، و بعدين دا أنتي لحد دلوقتي في ناس بيتقدمولك و كلهم مقامات اطلقي انتي بس منه و أنا هخليكي تنسى اسمه
و بعدين دا كاتب لك مؤخر عشرة مليون يعني تبدأي حياتك زي ما أنتي عايزاه يا بت.
تحدثت ندى بتعب و هي تنتفض من بين احضانها قائلة بضيق :-هو دا كل اللي فارق معاكي يا عمتي.... المؤخر و تجوزيني واحد سيد سيده مش فارق معاكي وجعي... طب هوني عليا
مش كدا حرام و الله... حرام
ردت نوال بحب قائلة:
-يا بت أنا عايزاه مصلحتك.... الرجالة ملهمش أمان و خلاص سي هارون اللي كنتي بتحكي لي انه بيموت فيكي خد منك اللي هو عايزاه مش هيفكر فيكي تاني
ليه توجعي نفسك علشان واحد مش بيفكر فيكي.
اعتصرت كلمات نوال قلبها بمنتهى القوة حتى شعرت انه أصبح فتات صغيرة يتألم بقوة.. أطلقت تنهيدة حارة بين دموعها
-علشان بحبه يا عمتي... تغور فلوس الدنيا أدام القهر اللي حاسة بيه دلوقتي...
مصمصت نوال شفتيها بطريقة سوقية :
-طب اهو جايب الماذون و زمانه على وصول يا قلب عمتك... كان الحب نفعك بحاجة و هو بيرمي نفسه في حضن واحدة تانية و بيتجوز عليكي... فوقي يا ندى.
مسحت دموعها سريعاً و هي تري "ثراء" ابنة عمه تدلف الي بهو القصر
و هي تنظر لندى بتعالي و غرور لطالما رأت ندى مجرد
فتاة لا يليق بها أن تكون فرد من تلك العائلة المرموقة
ابتسمت بتشفي و هي تقترب من ندى بخبث
قائلة
-مساء الخير... ازايك يا طنط نوال... ازايك يا ندى
حركت نوال شفتيها يمينا و يسار بسخرية
-بخير يا روح طنطك... و ندى كمان كويسة جدا....
ابتسمت ثراء بسعادة خفية قائلة بحزن مصطنع:
-واضح أنها كويسة فعلا... أخيراً هتتحرر من هارون وأفعاله أصله بصراحة الفترة الأخيرة بقا لا يطاق... و أنتي لسه صغيرة يا ندى تقدري ترتبطي بشخص يقدرك و يحبك مش هارون
و بعدين كان لازم تعرفي من البداية أن العلاقة دي مش هتكمل
يعني في فرق كبير بينكم في حاجات كتير
المستوى الاجتماعى... و المكانة و البرستيج بصراحة مش لايقين على بعض خالص..
متزعليش مني أنا مش قصدي اضايقك خالص.
ابتسمت ندى كبرياء و بمنتهى الأناقة و الرقي نهضت بفستانها الهفهاف الأزرق الذي يصل إلى ركبتها
، فهي بالفعل يحق لها لقب فاتنه في غاية أنوثتها، شعرها البني يصل إلى منتصف ظهرها متموج قليلا بتمرد جذاب
عسليتها ساحرة تخطف الانظار و القلوب..
ردت بهدوء و قوة
-فعلا يا ثراء أنا و هارون مش لايقين على بعض علشان كدا مينفعش نكمل مع بعض، بعد اذنكم أنا هطلع اجهز حاجتي علشان امشي
صعدت الدرج في ذلك القصر الفخم، اتجهت نحو غرفتها، اغلقت الباب خلفها بقوة...
حاولت تنظيم أنفاسها و هي تشعر بالاختناق
و كأن كل قواها تبدلت الي ضعف مخيف... وجهها أحمر من شدة الذعر و الفزع
انسابت دموعها بقهر
و هي تنظر لتلك الصورة المعلقه في منتصف الغرفة و التي تحمل صورتهما في حفل زفافها قبل سنة
اقتربت بخطوات مرتجفة نحو تلك الصورة تبكي و تشعر أن أحدهم يعتصر قلبها بقوة و يمزقه لفتات
و من الفاعل!
أنه هو.... ذلك الرجل التي أحبته بمنتهى العفوية منذ زمن طويل... لطالما كان حلماً لها... ابتسامته.... حديثه الحاد.... تقلباته المزاجية.... نظرات الجريئة لها... حتى قبلاته المجنونة التي تطيح بعقلها
ادمنت كل شيء به.... لكن لم تعد تحتمل أكثر... يكفي جفاء قلبه... يكفيها شعور انها مجرد أنثى ترضى رغباته كزوج فقط... كانت تنتظر شيء أهم
على الأقل أن يحترمها و يكتفى بها لكنه لم يفعل و ذهب لغيرها بمنتهى البرود.
اخذت صورته الموضوعه بجوار الفراش
سقطت أرضا و هي ترتجف من شدة الألم التي تشعر به
-ليه يا هارون ليه؟
ليه كل الاذيه و الوجع دا... منك لله منك لله
يا شيخ ليه تعمل في قلبي كدا... ياريتني ما صدقت حبك و اهتمامك... يارتني صدقت عمتي لما قالت لي العبي عليه و قلبيه في قرشين و سيبك من الحب و الكلام دا كله... ليه كدا بس ليه
كففت دموعها سريعاً حين سمعت صوت طرقات حادة على الباب
-أنا نازله اهوه يا عمتي...
كان يضع يديه على مقبض الباب لم يهتم بحديثها
و هو يدلف الي الغرفة بطوله الفارع، عريض المنكبين، قاسي العينين، غليظ الشفتين بملامح وسيمه و شعر اسود غريز ناعم...
أغلق "هارون" الباب خلفه بقوة
ما ان رآها جالسة على الأرض اتجه نحوها انحني قليلاً قائلا بجدية
-أنتي كويسة؟
رفعت وجهها له ليصدم و هو ينظر لعينيها الجريئة الحمراء و كأنها أول ما خطفته كالعادة
رغم الدموع التي بمقلتيها
كانت عيناه مأخوذة بها و كأنه منبهر كالعادة و هو يحاول بصعوبة تحاشي النظر لعينيها، بها شي من التيه الشعور بالضياع و كأنها خطيئة نظرة عابرة لتلك العيون الواسعة كخطر الموت.
ارتجاف قلبه كلما نظر لها يجعله يشعر بالخطر....
دفعت يديه بعيداً عنها قائلة بضيق:
-أنا كويسة يا هارون بيه... مفيش داعي لقلق حضرتك، آسفه اني لسه موجودة أنا كنت بلم حاجتي و.... أنا همشي دلوقتي متقلقش مش ناوية اخد حاجة من اللي أنت جبتها"
رد بسخرية و هو يتجه نحو خزانة الملابس ليخرج قميص اسود يضعه فوق الفراش ببرود
يفك ازرار قميصه ببرود قائلا...
-و أنا مطلبتش منك تعملي كدا اللي أنتِ عايزاه خديه... أنتي عارفة أنا مش بيفرق معايا الحاجات دي.
نهضت ندى سريعاً قائلة :
-لا كتر خيرك يا هارون.... أنا على العموم مش عايزاه اي حاجة منك و متقلقش المؤخر اللي أنت كنت كتبه أنا مش فارق معايا في حاجة... حتى أنت
كادت أن تغادر الغرفة الا أنها توقفت حين سمعت سؤاله و هو يتكا على أسنانه يحاول السيطرة على غضبه
-و ناوية تروحي فين بقا؟
:دي حاجة متخصكش...
وضعت يدها على مقبض الباب و كادت أن تغادر الا أنه وضع كفه العريض على الباب اغلقه سريعاً بعصبية و قوة...
شعرت بحرارة صدره و قربه المهلك لها و هو يقف خلفها مباشرتاً.. اخذت نفس عميق قبل أن تلتف و تنظر لعينيه القاتمة
آه لو تعلم ماذا يفعل قربك هذا بقلبها... يفتته و يهلكه... شعرت بالضياع و هي تنظر له
أبتسم بمكر و هو يحاصرها بين ذراعيه و الباب خلفها و لا يوجد مفر لها
-لما أسألك سؤال تردي عليا عدل يا ندى... و بلاش تختبري صبري علشان أنتِ متعرفنيش
التمعت عينيها بالدموع لتقول:
-فعلا أنا اكتشفت أني معرفكش يا هارون.. بقالنا سنه متجوزين و أنا حقيقي أكتشفت اني معرفكش... عايز تعرف هعمل ايه... هروح مع عمتي هقعد عندها زي ما كنت عايشة قبل ما اقابلك
أحمرت عينيه بغضب و قوة و أقترب خطوة أخرى حتى لم يعد بينهم مسافة تقريباً
-نعم يا اختي! عمتك مع إبنها ليه ان شاء الله
اتهبلتي....
صرخت به بعنف و غيظ:
-و أنت مالك و بعدين ما أنا طول عمري عايشه معاهم و معاه و بعدين أنت مالك!
و كأنها تقصد تلك الكلمة و كأنها تقصد إشعال غضبه و عنفه.
صرخت بقوة ما أن أنهت جملتها و هو يضغط على يدها بقسوة و عنف و يده الأخرى رفعت وجهها اليه قائلا بحدة و عيونه تشتعل بقسوة
حتى أنها شعرت بعروق صدره العاري تكاد تنفجر من الغضب
-دا لما تبقى متجوزه حد غيري
انحنت عيناه قليلاً ينظر لشفتيها التي ترتجف من الخوف لا تعلم أن حركتها تلك تثيره بشدة لم يستطيع منع نفسه و السيطرة عليها و هو ينحني يُقبلها بعنف تفاجأت بقبلته تلك التي تحولت تدريجيا الي جنون حاني حتى أنه سرق أنفاسها بقوة...
كانت عيناها مصدومه تحاول ابعاده عنها بغضب دافعه اياه، تضرب بصدره بقوة لكنه لم يبتعد و هو يطوق كفيها
لم يتردد ثانية و هو يلف يده حول خصرها و يقربها منه أكثر و أكثر
و هي تحاول ابعاده عنها لكنه قد جن جنونه حين أقترب منها فقد السيطرة على تفكيره و هي تصرخ به
-ابعد عني يا هارون... ايه اللي بتعمله دا؟
رد بتلقائية و استخفاف، لم يعد يعي ماذا عليه أن يفعل ليفك تلك اللعنة التي تصيبه حين يقترب منها و كأنها فريدة من نوعها :
-أنتى ناسية انك مراتي و لا اي..
لكنها كانت مازالت متماسكة تهز راسها رافضة قربه بينما هو لا يريد الإبتعاد لتصرخ به بعنف أخيراً و هي تدفعه بقوة رغم انه لم يبتعد أنش واحد عنها.
حاولت ندى مجاهدة الدموع لكن على ما يبدو لم تفلح و قد حانت منها رغما عنها نظرة قوية ناحيته
-بس متنساش أنك روحت اتجوزت و أنك جايب الماذون تحت علشان يطلقنا.... انتهت الحكاية يا هارون..
زرفت دموعها تحت أعين هارون الذي لم يحيد بنظرة و تركيزه عنها.
انهت جملتها تلك و هي تخرج من الغرفة صافعه الباب خلفها بعنف بينما هو وقف يسب نفسه و ضعفه أمامه
أنها الوحيدة القادرة على اذهب عقله.... آه منها
#مقيدة_بندوب_الهوي
#دعاء_أحمد
رواية مقيدة بندوب الهوى الفصل الثانى 2 من هنا
لقراءة الرواية كاملة اضغط هنا (رواية مقيدة بندوب الهوى)
تابعونا على التليجرام من هنا (روايات شيقة ❤️)
تابعونا عبر أخبار جوجل من هنا (روايات شيقة ❤️)