رواية ثلاث صرخات وحدها لا تكفى الفصل الثانى والعشرون 22 بقلم إسماعيل موسى
رواية ثلاث صرخات وحدها لا تكفى |
رواية ثلاث صرخات وحدها لا تكفى الفصل الثانى والعشرون 22
#ثلاثة_صرخات_وحدها_لاتكفى
٢٢
ارتدت فريده بظهرها للخلف وعلاها الاشمئزاز، لا يمكنني أن أصدق ذلك ابدا، كيف ماتوا بتلك الطريقة؟
لكن الأحداث مضت متسارعة، تم اقتياد فوج اخر وتم اصدار حكم فقد العمر عليهم ترنحت اجسادهم وسقطت أرضا هلل الحشد واختفينا بين الأصوات الزاعقة.
في ما تبقي من الليل لم اري الا الأجساد المترنحة تتساقط ميتة.
قرعت أجراس عملاقه بصوت اصم اذاننا وانطلقت الابواق والدفوف تصدح وانهالت جموع لا متناهية من فتيان وفتيات نحو ساعة العرس الكل يعلم طريقه ويركض نحوه، اصطفت الفتيات بصف طويل بمحاذاتهم الشباب يفصل بينهم مسافه قدرها عشرة أمتار.
صمت كل من بالساحة ولم يعد يسمع الا صرير الرياح التي ترفرف اعلام تحمل صورة الساعة فوق المسلات وصفيرها بأحد الابراج المرتفعة.
ماذا ينتظرون سألت تمارا؟
إشارة الساعة، دقتها، عندما ينتصف الليل سيعرف كل شاب وفتاه وليفه الروحي.
كان الكل من حولنا يترقب، بعض العائلات لديها فتيه او فتيات بالساحة ينتظرون اقرانهم وكان القلق باد علي ملامحهم.
نطق راهب بالعد التنازلي من عشرة لواحد قبل أن تدق الساعة بمنتصف الليل تماما، استمر صوت دق الساعة لدقيقة كاملة وعندها بدأت حالة اول عرس بالساحة، انطلقت فتاة يافعة تجاه احد الشبان مهروله فركض نحوها قبل أن تصله بمترين، انطلقت الزغاريد والأفراح، ثم توالت الزيجات، شاب يقصد فتاه، فتاه تقصد شاب يمسكون بيد بعضهم ويقفون تحت قبة الساعة.
استمر ذلك الأمر اكثر من ساعة حتي اصطف الفتيان والفتيات زوجين، زوجين أسفل قبة الساعة، ظلت هناك فتاة وحيدة بمنتصف الساحة وعلي ما يبدو كانت مشهورة، كان البعض يسير إليها ويصرخ هذه اورا، اورا كنت قد سمعت ذلك الاسم من قبل فلكزت تمارا الشاردة.
اورا ؟
ابنة صاحب الشرطة.
اه تذكرت الان، لماذا تقف هكذا وحيده بعد أن تزوج الجميع؟
اصمت يا عوني علي ما يبدو هناك مصيبة
قبل أن يشرع القاضي بتلاوة قسم الزواج بارض مدينة الساعة رفعت اورا يدها وصرخت، سيدي القاضي وليفي الروحي موجود هنا لكنه لم يتقدم نحوي لم ينزل الساحة اصلا.
متأكدة سألها القاضي وكانت اول مرة نسمع فيها صوته الجهوري؟
تعلم سيادتك ان هذا الأمر يجري بدمائنا كم ان الراهب يعلم ذلك ، حملق القاضي بالراهب الصامت فأومأ له بالإيجاب.
طلب القاضي رئيس الشرطة الذي كان يعلم ما عليه فعله، انتشر الحرس بأروقة ساحة الساعة بسرعة، عالقين كل الطرق والمنافذ التي تؤدي للخروج.
استغرق الأمر اكثر من ساعتين حتي تم اخضاع كل قاطني مدينة الساعة الحاضرين للفحص ولم يتبقى الا العامة، والنغول.
جرح فحص العامة أيضا بعدها سمح للنغول بالرحيل.
عندما خرجنا من بوابة الساعة كان الصبح انبلج واشرقت شمس حارقة من الشرق صافعة وجوهنا، الأشجار، العشب الأصفر واحالة الأرض لبقعة ساخنة.
كانت الأسئلة لا تتوقف وتمارا ترد علي قدر استطاعتها، كل ما في الأمر أن وليف اورا زوجها كان حاضر بالساحة ولم يتقدم نحوها، كان جالس بالقرب لكنه لم يرغب بها، ذلك يعني انه خائن ومصيره الموت.
لكنهم فحصوا كل الأشخاص المشتبه بهم شرحت فريده قبل أن تردف لكنهم لم يعثروا علي شيء.
حدجتها تمارا بابتسامة وهي تقول ليس الكل، كان هناك النغول والغوغاء، السناتريين ربما كانوا حاضرين بعضهم أيضا.
لكنها ابنة صاحب الشرطة، احد السادة المرموقين ولم يتقبل عقله ولا عقلها ان وليفها قد يكون نغل او غريب، شعوري يقول انه احد الانغال!
وانا اطوح ذراعي وقد تملكني الحنق قلت أريدك أن توضحي لي ذلك؟
تنهدت تمارا، قالت يعني من الممكن أن تكون انت او حتي أحمد عبد الهادي!
وهل ذلك ممكن يا تمارا؟
قالت من زمن بعيد، قبل ثلاثين عام، قبل أن اولد انا أو انت أخبرتني والدتي ان ذلك حدث مع شخص غريب كان قد حضر للتو لمدينة الساعة وللمصادفة كان وليف والدة اورا قبل أن تتزوج صاحب الشرطة بأمر الرهبان.
وماذا فعلوا به؟
قتلوه، حكموا عليه بالموت بفقد العمر علي خشبة الساعة، ضحكت تمارا وهي تقول لكن لا تقلق انا لن اسمح ان يحدث لك ذلك يا عوني.
اتفقنا انا واحمد عبد الهادي علي العمل بمدينة أبناء الساعة فلم يكن ممكنا ان نضيع مزيد من العمر دون مقابل، عندما وصلنا الاكواخ المتلاصقة ودعت احمد عبد الهادي لأخذ قيلولة صغيرة وعندما مشيت تجاه كوخي صرخت فريده بغيظ لماذا لا تذهبون الان؟ ام تنتظرون مني ان اعمل بدل منكم؟
لن تفقدي دقيقة واحدة قبل أن تلتقي رفيقك الروحي يا فريده أعدك قلت بنبرة ضاحكة.
صكت الباب بوجهي ومضت بصمت!
رواية ثلاث صرخات وحدها لا تكفى الفصل الثالث والعشرون 23 من هنا
لقراءة الرواية كاملة اضغط هنا (رواية ثلاث صرخات وحدها لا تكفى)
تابعونا على التليجرام من هنا (روايات شيقة ❤️)
تابعونا عبر أخبار جوجل من هنا (روايات شيقة ❤️)