رواية ثلاث صرخات وحدها لا تكفى الفصل الرابع والعشرون 24 بقلم إسماعيل موسى
رواية ثلاث صرخات وحدها لا تكفى |
رواية ثلاث صرخات وحدها لا تكفى الفصل الرابع والعشرون 24
#ثلاثة_صرخات_وحدها_لاتكفى
٢٤
تبلل جسدي كله بالعرق، عندها وصلنا المعبد العتيق، انت ماذا تفعل هنا؟ كان شخص يشير الي بيده، احضروه هنا!
اقتادوني الحراس وانا ارتعش، اكشف ذراعك أمرني؟
كرمشت كم قميصي لينظر اليه!
أين علامتك سألني؟ ثم ارجف انت ليس من عمال المعبد غير معقول قال باندهاش!
لا لست منهم اجبت!
كيف لم يمت؟ ارتفع صياح حارس من خلفي!
ما الذي اتي بك للمعبد هنا؟ الا تعلم أن ذلك محرم وممنوع لغير الموشمين من قبل الرهبان وعقوبته الموت بسلب الحياه؟
وجدتهم منهكين فقلت اساعدهم اجبت بذل وانكسار وحسره وكنت قد اكتشفت للتو حجم المصيبة التي وقعت بها.
كان هناك راهب يرمقنا من شرفة المعبد الجانبية المطلة علي مخزن الآلات والمعدات.
يجب أن اسلمك للشرطة رغم مشاعرك النبيلة، التف حولي حراس مدججين بالسلاح وارتفع ضجيج صوتهم كيف لم يمت لقد دخل القطاع المحرم؟
لوح لهم الراهب من شرفته فطلب قائدهم ان يتركوني، أرحل ولا تحضر هنا مره اخري قال ذلك وهو يلكزني في صدري، ابتعدت وعيون ذلك الراهب تلاحقني كلما التفت، ثم توقفت أمام مكان محفور بالجبل علي هيئة مغاره يحرسه عدد لا نهائي من الجنود.
أرحل من هنا يا حثالة قال احد الحراس وهو يبصق علي وجهي، تابعت سيري وانا العن نفسي.
عندما عدت للسوق كانت اورا رحلت وعادت حركة البيع والشراء مرة اخري، كان الدكان الذي اعمل به مفتوح أيضا لكن جسدي كان مرتعب ولم أكن قادر علي تمالك نفسي.
مضيت بطريقي نحو البوابة وصادفني شخصان يشيران الي وكان من ضمنهم ذلك العجوز المخبول سمعته يقول لقد عاد من هناك ألم أخبرك انه الحامي؟
اوليتهم ظهري وتابعت طريقي الطويل نحو القرية.
فور رؤيتي غمرتني لورا بسيل من التساؤلات ووجدتني مضطر ان اشبع فضولها.
كم دقيقه كسبت من أجلنا؟
ولا دقيقه يا لورا لكني رأيت المعبد.
المعبد المقدس؟ لا تمزح يا عوني.
اجل يا صغيرتي.
ولم يسلبوا عمرك ؟ قالت وهي تضيق حاجبيها بلا تصديق، قصصت علي لورا ما حدث بيومي واستمعت لورا لي وهي تضحك وتضرب قدميها بالأرض.
أين فريدة واحمد عبد الهادي؟
ذهبوا عند السانتريين كالعادة.
يبدو أن هناك سر علي اكتشافه قلت في نفسي.
لم تحصل على ولا دقيقة واحدة أليس كذلك؟
بادرتني تمارا فور وصولها وهي تطلق ابتسامه ساخرة،
اجل، صادفني سوء حظ عثير وكدت ان أقتل، اطرقت تمارا برأسها و رمقتني بتركيز، فأردفت كانت اورا بالسوق وقصصت عليها ما حدث حتي وصلت للمعبد، وماذا حدث سألتني تمارا باهتمام!
احد الرهبان أشار بيده فتركوني.
منحك حياة جديدة ؟
لا كل ما فعله ان أشار بيده!
افهمك يا عوني بتلك الإشارة منحك حياه جديده، ثم صمتت كأنها لا تراني، من النادر ان يذهب اي شخص لتلك المنطقة ويعود حي، انها منطقه محرمه علي العامة، هناك يحتفظون بالسر الاعظم وتتمتع بقدسية كبيرة، سر مدينة أبناء الساعة والذي يميزها عن غيرها من المدن الأخرى، تلك المنطقة تتمتع بحكم ذاتي وقوانين مختلفة عن باقي المدينة، هناك يوجد اقوى الحراس واشدهم بطش يتم اختيارهم من كل ارجاء المدينة ويتم وشمهم بشارة المعبد المقدسة، قلت لها لقد رأيت كل ذلك، كانت هناك فرقة كاملة تحرس ممر الجبل.
ماذا تقصد ياعوني؟
اقصد انهم كانوا هناك أمام الممر كل هذا بحيث لا يمكن لذبابه ان تمر دون أن يروها.
ممر جبلي؟ واثق انت؟
اجل لقد رأيت مثله بموطني انه يشبه نفق طويل، اصغت تمارا باهتمام اكبر ودهشه، لا أعلم عن ماذا تتحدث، لا أحد يعلم ذلك علي الأطلاق.
ماذا تفعل تلك الإنفاق يا عوني؟
تسمح بانتقال الأشخاص والبضائع من منطقة لأخرى!
هذا يعني ان لها مخرجين؟
اجل فوهه للدخول واخرى للخروج
صمتت تمارا وراحت تحملق بالأرض، هاي انت؟ ولكزتها بكتفها، لدي سؤال محرج؟
اتسعت حدقتي عين تمارا ورأيت بؤبؤي عينيها اللامعين، ضمت شفتيها بتكشيره تورد خديها وقالت تفضل!
أرغب لفافة تبغ أين يمكنني أن ابتاعها؟
ضحكت تمارا ولورا وظننت اني ارتكبت حماقه ما!
لا تباع تلك الأشياء الا للساده بمدينة الساعة وكلفتها كبيرة جدا، يجب أن احصل علي واحدة قلت ذلك وانا أسير تجاه أسوار المدينة.
انت مجنون؟ التجول بالمدينة ليلا في غير يوم عرس الساعة خطير جدا، التفت نحوها فأردفت كن حذر!
عندما اقتربت من أسوار المدينة حدجني الحراس بريبه اوقفوني اين تذهب؟
أرغب بشراء لفافة تبغ!
بذلك الوقت؟ قلت اجل.
عدت يا عوني؟ جأني صوت تمارا من داخل الكوخ، أجل عدت!
وقفت تمارا علي باب الكوخ وضيقت عينيها ثم قالت
انا لا اري اي لفافة تبغ؟
اجبروني علي تركها قلت وانا اتميظ غيظ!
عادي أجابت تمارا وهي تعاود الدخول للكوخ.
كيف ذلك؟ انه ابتزاز، ظلم ، تعدي علي حقوق الغير!
حقوق؟ سألت تمارا، لكني كنت بحالة من الحنق لا تسمح لي بتوضيح اي شيء.
قضيت ليلتي خارج الكوخ وانا اندب حظي انتظر احمد عبد الهادي وفريده كان هناك ما عليهم اخباري به.
اورا
كانت اورا جالسه بشرفتها تحدق بالسماء الغائمة وبرأسها الف عقربه سوداء تلدغها.
كان مقدر لها أن تتزوج ذلك اليوم عندما دقت ساعة الباحة، ان تكون في منزل زوجها الان، لكنها عوضا عن ذلك تجلس بشرفتها ترقب صديقاتها المقربات الاتي تزوجن.
انها تدرك ان وليفها كان هناك بالباحة، شعرت بذلك، كان قريب، مثلما كان قريب بالأمس عندما عبرت بالسوق، انها لا تدرك لماذا يتهرب منها مع انه يعلم أن عقاب ذلك هو الموت، ما الذي يزعجه منها لذلك الحد الذي يدفعه لفقد عمره علي ان يتزوجها؟
تعلم انها عصبيه اكثر من اللازم لكنها جميله مثل باقي الفتيات، كل غايتها الان هو الانتقام، ان تري ذلك الشخص منزوع العمر، لكن ذلك لا يرضي غرورها، سأجعله يعيش لحظة طلوع الروح باقي حياته ولا ينالها، سيري الموت بعد أن اسلب عمره الا دقيقه واحده، وقبل ان تنتهي تلك الدقيقة امنحه دقيقه اخري وهكذا، لقد حكم علي ان اظل هكذا دون زواج، دون أطفال، كانت الظنون تأكل رأسها عندما دلف والدها لحجرتها، لقد فعلت كل ما باستطاعتي يا اورا قال ذلك وهو يجلس على اريكه من خشب الصندل، اخضعت كل من كان بالسوق للفحص ومن قبلها كل من كان بالباحة مع ذلك لم يحدث توافق!
هل من الممكن أن يكون من الانغال؟
تعلمين مثلي يا اورا ان ذلك مستحيل، زواج الانغال من الساده لا تتعدي نسبته واحد بالمليون وزواج الانغال من العامة حالات نادره جدا تأتي بعد موافقة المعبد.
لماذا لم تستطيعوا القبض عليه إذآ؟ صاحت لورا بعصبيه، ثم راحت تنتحب وهي تصرخ افعل شيء يا أبي؟ اطلب مساعدة المعبد الراهب الاعظم ام تريد أن اظل هكذا طوال حياتي؟
سنقبص عليه يا اورا أعدك بذلك وحينها سأجعل الغربان تشبع من عيونه!
انا وحدي من ستحدد عقوبته، هل تفهم؟ انا وحدي قالت اورا وهي تجز علي أسنانها وعيناها تشع غضب، انتابتها نوبة غضب فراحت تركل المقاعد، الطاولة والفناجين لاعنه حظها الذي وضعها في ذلك الموقف المخزي.
عانقها والدها ليهدائها، اصبري يا حبيبتي لم ينتهي الأمر بعد، لدي خصومات سياسيه، متربصين، كارهين، اذا كان أحدهم خطط لذلك تعلمين ان القضية تصبح باطله حدث ذلك مرات كثيره.
وان لم يكن كذلك؟
اذا كان الشخص الذي كتبته لي الساعة غير موافق علي الزواج بي هرب، فربما ميت الان بالحاجز الضبابي او هرب من............ رمقها والدها بنظره صارمه فلم تكمل كلمتها، اسفه يا والدي، الجنون تملك عقلي منذ ما حدث انا لم اقصد ذلك طبعا فلا احد يمكنه ان يصل هناك اصلا، ثم انا متأكدة انه كان في السوق والباحة اقسم لك يا والدي كان قريب جدا، كان يمكنه لمسي، حتي ونظرت لوالدها بخجل ثم اردفت قد حدث.
يجب أن نقلب المدينة كلها اذا مادام هنا بذلك القرب يجب أن نكتشف السر الذي يدفعه للهرب.
ينهض اغلب بنيان المعبد داخل الجبل، استخدمت التجويفات والنتوءات الصخرية بطريقه مبتكره أضفت علي البناء المستطيل روعه وهيبه.
يمتد المعبد لعدة كيلو مترات خلاف الملحقات التابعة له وبيوت الحراس والخدم ومخازن الصناعة، يقطن المعبد تسعة كهنة تختارهم الساعة عند ولادتهم، فكل طفل يولد بوشم الساعة يكون من الاخيار ويكون مصيره المشرق ان يصبح أحد كهنة المعبد العظيم.
كل أسر مدينة أبناء الساعة بلا استثناء يتمنون ذلك، ان يصبح من بينهم كاهن مقدس يسن القوانين ثم يخترق القوانين التي سنها وله القدرة علي منح الحياه.
كهنة المعبد لا يتزوجون ويقضون حياتهم من أجل قضيه واحده وهي استمرارية قدسية مدينة الساعة
كان لبعضهم نزواته الخاصة والتي تحدث سرا فقد داوم بعضهم وعلي فترات منتظمة استقدام فتيات بكر، سيدات، خادمات الي غرفهم الخاصة ولا يخرجون الا بعد فتره طويله.
وقد سرت اشاعه مفادها ان كل من حاولت أن تفتح فمها من تلكم النسوة وجدت ميته مسلوبة العمر بالمقبرة الجماعية او تري جثتها طافيه فوق سطح مياه النهر الأخضر الذي ينبع من الساعة نفسها ويمضي بالجزء الغربي من المدينة، ليس ذلك فقط بل قيل ان هناك راهب لا يرضي لأي فتاه لمسها ان تكون بحضن غيره لذلك تخرج من غرفته ميته
رواية ثلاث صرخات وحدها لا تكفى الفصل الخامس والعشرون 25 من هنا
لقراءة الرواية كاملة اضغط هنا (رواية ثلاث صرخات وحدها لا تكفى)
تابعونا على التليجرام من هنا (روايات شيقة ❤️)
تابعونا عبر أخبار جوجل من هنا (روايات شيقة ❤️)