رواية ثلاث صرخات وحدها لا تكفى الفصل الثانى والثلاثون 32 بقلم إسماعيل موسى
رواية ثلاث صرخات وحدها لا تكفى |
رواية ثلاث صرخات وحدها لا تكفى الفصل الثانى والثلاثون 32
أبناء الساعه
كان الجو يتضوع بروائح الزهور التي نمت علي مدرجات التلة البرتقالية علي الجانب المطل علي الغابة والنهر يطغي عليها اللون البني.
واصلت صعودي في المدق الذي راح يضيق كلما اقتربت من قمة التلة ثم اطليت علي بقعه مسطحه اوصلتني لمدخل كهف في جوف الصخور، تريثت ريثما سبقوني الأطفال راكضين نحو الداخل، تبعتهم بحذر، بطن الكهف يشبه قاعه كبيره ومسطحه توزعت خلالها مصاطب حجريه ملتصقه بجدران الكوخ، التفت الصبيات حول رجل يرتدي زي مهرج فراح يحملهم واحده تلو الأخرة يقبلهم ثم يتركهم بعد ان انتهي من تقبيلهم ركضت كل فتاه نحو مصطبة، تربعت عليها ووضعت يديها فوق ركبتيها ووقف الرجل ثابت في مكانه لا يتحرك، تأملت الرجل بزيه المزرقش، لحيته الطويلة وجهه الأبيض العريض وشعره الرمادي وكان قد عقصه خلف ظهره، كان أطول مني مره ونصف وله ابتسامه تجعلك تضحك، فتح ذراعيه بعد أن لمح اضطرابي، اعذرني لسنا معتادين علي استقبال ضيوف!
قلت له انت بشري؟
ما الذي دفعك لقول ذلك؟ هل أبدو لك كائن خرافي لعين؟
ما رأيته منذ حضرت تلك الأرض يدفعني للاعتقاد بأكثر من ذلك.
اطمأن يا عوني انا بشري وجلس علي حجر مستدير ازرق اللون!
قل لي بربك كيف عرفت اسمي اذا لم تكن جني او شيطان؟
اجلس يا عوني اذا كنت مهتم!
مثله جلست علي حجر لازوردي في مواجهته تماما، دفع لي شراب وصب لنفسه كأس، اشرب يا عوني!
انتظرت حتي ابتلع اول جرعه وشربت بعده، يجب أن اعالجك قال!
كنت نسيت الجرح ولم أشعر بالألم الا عندما أشار للدماء التي تخثرت فوق هندامي.
حقا تستطيع معالجتي؟
ويستطيع الطيران وان يعبر البحار والمحيطات و، و، ردد الأطفال ما سمعته من قبل.
اوليته كتفي بعد أن نزعت ملابسي، نظف الماغوني جرحي وهرك أعواد من العشب دسها داخل الجرح، جرح سطحي خلال يوم سيلتئم.
من انت سألته؟
انا الماغوني!
قلت انا اعني حقا من انت!؟
حكي لي قصه طويله علمت من خلالها انه كان راهب بأرض الساعة لكنه رفض قوانينها الظالمة وصرح بذلك لزملائه الرهبان فقاموا بنفيه.
لكن الساعة لم تقتلك؟. اذا كنت اعترضت علي قوانين الساعة لماذا لم تتخلص منك؟
البشر هم الذين يصنعون القوانين وليس الألهه!
شعرت بالارتياح وحكيت له قصتي التي كان يعلم معظمها، قلت له تركت رفقائي خلفي ولا اعرف ما حدث لهم!!
يمكنك أن تعرف لكن هل انت مستعد لتقبل الحقيقه مهما كانت؟
لن اخسر شيء، تدمرت حياتي وانتهي الأمر!
اخرج الرجل كره بلوريه ارجوانية اللون كانت مغطاه بقماشه قربها وطلب مني ان انظر إليها!
رأيت احمد عبد الهادي ورفقائه من السانتريين مكبلين بالاغلال يجرهم الجند خلفهم، رأيت مشانق منصوبه ببقعه لا أعرف مكانها ولا تبدو لي ساحة الساعه ثم رأيتهم معلقين من رقابهم والغربان تأكل اجسادهم، كدت اشيح بوجهي لكني رأيت فريده، كانت تصرخ من الألم مكبله من قدميها ويديها وارا تلسعها بسيخ تنر حتي اني شممت رائحة شواء جلدها، كل ذلك ولم تظهر تمارا /
سحب الرجل الكره البلوريه ارجوانية اللون وغطاها بالقماش مره اخري!
أدركت حينها فعليا ان الموت رحمه وان كل ما اتمناه الان هو الموت ولا شيئ اخر!
قال الماغوني تعلم ما ينتظرك، يتبقي لك ان تدرك ما عليك فعله!
ليس هناك ما يمكن فعله قلت بنبره يائسه!
طالما أنك تتنفس يا عوني فهناك أمل.
اي أمل وقد مات صديقي واحرقت منازل القوم الذين حاولو مساعدتي؟
فريده! قلت وانا اتذكر صراخها من الكي!
ارجع يا عوني، الحب يصنع المعجزات!
تبخر الرجل واختفي الكهف والفتيات، التلة البرتقاليه، الغابة ووجدتني راقد علي جانب النهر كما كنت!
يا إلهي انه مجرد حلم لعين، غمرتني الفرحة ونهضت بخفه، وضعت يدي علي جرحي اتحسسه كان الجرح نظيف واوشك ان يلتئم.
نط شك مزق رئتي، الي جواري وجدت قارب صعدت اليه وجدفت تجاه الضفة الأخرى، ربما لم ينتهي الامر ربما يمكنني انقاذهم.
وصلت ضفة النهر وركضت بكل سرعه نحو قرية السانتريين، وجدت الاكواخ محترقة، القرية مدمره اولها عن آخرها، بيأس عبرت من خلال الاكواخ المحترقة، كان هناك طفل يركض صارخا تجاه الجبل فركضت خلفه، كان ما تبقي من السانتريين هرب نحو الجبال ووجدتهم قد نصبو اكواخ جديده ومن تبقي يحاول صنع كوخه الخاص، عبرت من بينهم وهم يرمقوني بغيظ، انت السبب قالت امرأه وهي ترميني بحجر لكنه اخطأني ثم توالت علي الأحجار حتي انهرت علي الأرض، انقض علي بعض الرجال وقيدوني بجزع شجره وصرخ أحدهم سابلغ صاحب الشرطة.
كنت قد أدركت ما فعلته باولائك الاناس الأبرياء ولم يكن موتي بالنسبة لي يشكل ادني مشكله.
القصه بقلم اسماعيل موسى
كنت لازلت مقيد بجزع الشجرة عندما حضرت لورا باكيه، أمسكت كم قميصي وراحت تصرخ، قتلوا احمد عبد الهادي وقبضوا علي فريده ، الكثير من الناس مات يا عوني وتمارا ربما ميته الأخرى، انا لا اريد السنين التي منحتها لي خذها انا اريد ان اموت ايضا.
اذا كنت سأموت فعلا لماذا لا امنح تلك الصغيرة سنوات عمري لتنعم بها ويأخذني صاحب الشرطة جيفه متعفنة؟
اغمضت عيني، قلت انا امنح لورا كل سنين عمري المتبقية، لكن لم يحدث شيء من المعتاد، لم أصبح كهل او هيكل عظمي لم اموت، تحسست اطرافي ووجدتني حي.
كيف حدث ذلك أن القوانين هنا علي حد علمي تبيح التبرع بالعمر، هناك سر علي علمه.
اسمع صرخت علي احد السانتريين وكان يشبه متشرد بائس، لقد منحت عمري لتلك الصغيرة لكن آلهة الساعة لم تقبل مني ذلك!
وما دخل الألهه بكل ذلك الهراء! ؟
بلا فلسفه هل عندك اجابه؟
اجل هناك شخص لعين مرموق أوقف عمرك!
ماذا تعني بذلك؟ لن اكبر مثلا؟
لا،. اقصد أوقف قدرتك علي التبرع بعمرك.
انت الان شخص موقوف، من يمكنه فعل ذلك سألته؟
قاضي، قال ذلك، وهو يرحل قال او ربما راهب ما!.
اختفي ذلك السانتيري بين الاكواخ بعد أن غمرته بسيل من السباب.
لورا التي كانت قد رحلت عادت مره اخري محمله بالطعام، كيف احضرتي ذلك الطعام سألتها؟
ابتعته من عمري يا عوني!
لم أطلب منك ذلك؟
ما فائدة عمري إذا كانت فريده مسجونه و تمارا واحمد عبد الهادي ميتين وانت ستلحق بهم؟
حملقت بالقيود التي تحيط بي شعرت بالخزي واحنيت رأسي
كانت الشمس قد غربت ولم يحضر صاحب الشرطة بعد، لماذا تأخر ذلك الملعون؟ الانتظار له طعم امر من الموت ، أرخي الليل ستاره وتسللت خيوطه الرمادية لتحيل السهب والتلال لظلام محدق، كانت لورا بجواري تنوح وتندب، لم تفارق مكانها ولو للحظه، اذهبي للنوم لورا سيحضر الجنود الان ولا أرغب ان يصيبك اذي.
رواية ثلاث صرخات وحدها لا تكفى الفصل الثالث والثلاثون 33 والأخير من هنا
لقراءة الرواية كاملة اضغط هنا (رواية ثلاث صرخات وحدها لا تكفى)
تابعونا على التليجرام من هنا (روايات شيقة ❤️)
تابعونا عبر أخبار جوجل من هنا (روايات شيقة ❤️)