رواية لا أفهمك الفصل التاسع 9 بقلم هدير محمد وآلاء إسماعيل البشرى
رواية لا أفهمك |
رواية لا أفهمك الفصل التاسع 9
لا افهمك
بارت 9
" قضية ز*نا و ڤيديو كمان ؟!
خافت ريناد بشدة و قالت
• مش انا يا آسر... معاذ هو اللي بيخطط لكل ده... مش انا والله...
معاذ بسخرية * كدة يا و*حشة... حالاً كده هتتبري مني ؟!
• ايوة انت اللي مخطط لكل ده... اياك تنكر...
نظرت لآسر ببراءة مصطنعة و اكملت: انا مكنتش هوافق على كلامه و كنت هاجي اقولك على كل حاجة يا آسر
ضحك معاذ بسخرية عليها... وقف بجانب آسر و قال
* انا برضو ألبس مرات اخويا قضية ز*نا ؟ اخص عليكي يا ريناد... ( اعطى معاذ هاتفه لآسر ) خُد اهو... سجلت كل حاجة قبل ما تيجي...
" حبيبي يا معاذ...
اتصدمت ريناد و قالت
• حبيبك ؟؟ يعني ايه ؟
* يعني مش انا اللي اعمل كده في رنا و آسر... مهما بقيت وحش عمري ما هخلي حد يمس شعرة منها او يمس شرف آسر و اخويا
و كنت عارف انك انتي اللي وراء حوار لميس... ضغطت على لميس و قالت كل حاجة و فتنت عليكي... و كنت مستني آسر يظهر عشان يقولي اعمل فيكي ايه... فجيت وقعتك في الكلام و سجلت كل حاجة...
" كل الحوار يا ريناد... ان معاذ بقى معايا... با*عك يعني...
• انتوا بتقولوا ايه !!
دخل الشرطي و وضع الكلبشات في يدها... قال آسر
" خدوها على البوكس !!
امسكها الشرطي من يدها و اخذها على البوكس... نظر معاذ للارض و قال بإحراج
* اكيد لسه زعلان مني...
" لا مش زعلان... بس انت عرفت ازاي ؟
* قرصت ودن لميس و اغرتها بفلوس فقالت على كل حاجة... شكيت فيها الاول لان رنا طيبة بزيادة ده غير انها مفلسة و اتأكدت اول ما عرفت بحكاية الـ 2 مليون اللي نقصوا من الشركة و كله قال انها خساير بسببي انا... طلعت الأستاذة ريناد سر*قاهم و لزقتها فيا و طبعا بابا صدقها لانه بيثق فيها.اكثر مني.. فقولت لازم اوقعها...
" عجبتني... جدع يا معاذ...
* قول ل رنا اني آسف على اللي عملته... كان لازم اعمل كده عشان اعرف مين وراء كده و اقنعهم ان خطتهم نجحت...
" هقولها... متقلقش...
* خلاص يعني مش زعلان مني ؟
" مش زعلان يا عم...
قالها ثم عانقه... فرح معاذ و بادله العناق...
كان ياسين يقف في الشرفة و ينظر في كل اتجاه... حتى رأى سيارة آسر... ركض للداخل و قال
* رنااا... عمو آسر جه !!
ابتسمت رنا بفرح... قال ياسين
* هنزل اقعد معاه لغاية ما تيجي...
' متجريش... انتبه كويس...
اومأ لها و خرج... وقفت رنا أمام المرآة لترى نفسها...
منال بعبث
* شكلك حلو...
' بجد ؟
* ايوة... هتعجبيه... الراجل لما يقع في الحب بيحب يشوف حبيبته في اي حالة...
' قصدك إن آسر بيحبني ؟
* اه طبعاً... واضح عليه اوي...
ابتسمت رنا و عانقت منال
' هتوحشيني أوي..
* و انتي كمان... هنتكلم واتس...
' اكيد... و بالمرة تقوليلي طريقة عمل الكيكة...
* عيوني...
ودعتها... اخذت رنا حقيبتها و نزلت...
" كل ده حصل ؟!
* ايوة... في حاجات تانية كتير هحكيهالك بعدين... ( نظر للسلم ) اهي رنا جات...
نظر آسر و ابتسم... اقتربت منهم و قالت
' اتأخرت على فكرة
" المرور كان واقف شوية... يلا نمشي ؟
امسك ياسين يده و قال بحماس
* يلاااا
ابتسما آسر و رنا و ذهبوا...
' مينفعش تقعد ياسين على رجلك و انت بتسوق العربية
" يا بنتي انا اشتكيتلك منه ؟ بعدين ماله ياسين يعني ما هو قاعد هادي اهو...
* عمو آسر هو ايه ده ؟
" ده الدريكسيون...
* و ده ؟
" دي الفرامل...
* طيب و ده ؟
" ده الزرار اللي بيفتح شباك العربية...
ظل ياسين يستكشف و يسأله و آسر يجيب عليه بلا ملل... سعدت رنا كثيرا من ذلك... فحالة ياسين النفسية تحسنت فور قدوم آسر...
ظلت تنظر لآسر و هو يتكلم مع ياسين... كم أن كلامه لطيف و ابتسامته جميلة للغاية... لاحظ آسر ان عيناها عليه ف غمز لها ... شعرت بالاحراج و على الفور نظرت الى النافذة... و ضحك من خجلها الذي اصبح يعشقه
بعد دقائق وصلوا الى القصر...
' احنا جينا هنا ليه ؟ انا مش عايزة اقعد هنا...
" هفهمك كل حاجة... انزل يا ياسين قول للدادة اننا جينا...
* حاضر...
نزل ياسين من السيارة... نظر آسر لرنا و قال
" انزلي...
' مش نازلة...
" هنقعد كام يوم هنا...
' ولا ساعة وحدة يا آسر... انت عايز تقعد اقعد براحتك... انا هاخد اخويا و امشي...
" ممكن تسمعي كلامي ؟
' اسمع ايه ؟! مش هقعد هنا يا آسر بعد البهدلة اللي اخدتها من البيت ده و من اخوك...
" مين قالك اني هقعد هنا اصلا ؟ هو كام يوم كده لغاية ما الاقي بيت حلو يلمنا انا و انتي و ياسين باشا...
' انت مش مجبر تسيب اهلك بسببي...
" كده كده كنت هسيبهم... و كنت هعيش لوحدي... دلوقتي انتي معايا... هتعيشي معايا انا بعد كده... كام يوم بس... يلا انزلي
نظرت له لوهلة ثم نزلت... لا تعرف لماذا وافقت على كلامه... يبدو انها تعلقت به فعلا...
نزل آسر من السيارة ايضا و دخلا للمنزل... كان محمد و فاطمة في الصالون... تفاجئوا عندما رأوا آسر... نهضت فاطمة و اقتربت لتحتضنه لكنه رفض و رجع للوراء... اندهشت رنا كثيرا و تسائلت... حتى الآن مازال يخاصمهم !!
" انا مش جاي اسلم على حد ولا احضن ولا حد يحضني...
كان يقصد والداه...
" هنقعد انا و مراتي كام يوم هنا لغاية ما اشتري بيت كويس نعيش فيه...
• ليه يا ابني ؟
" اهو كده... انا اصلا كنت همشي من هنا و اعيش لوحدي ( امسك بيد رنا و نظر إليها مبتسمًا ) بس هي وافقت تيجي معايا...
ابتسمت رنا له... جاءت رغد في هذه اللحظة ركضت إليه و عانقته
* ايه الغيبة دي... وحشتني اوي...
" انتي اكتر يا روح اخوكي
ابتعدت عنه ثم عانقت رنا و قالت
* البيت نور والله... وحشتيني و وحشني الكلام معاكي
' انتي أكتر...
* ياسين في اوضتي بيتفرج على كرتون...
' خليه معاكي شوية
* حاضر...
حمحم آسر و قال
" يلا يا رنا...
اومأت له و ذهبوا لغرفتهم... اغلقت رنا الباب مستغربة
' هو انت ليه مسلمتش على اهلك ؟
" معلش أجلي الأسئلة دي لبعدين...
قالها ثم اخذ ملابسه و دخل الحمام ليستحم... هي أيضا بدلت ملابسها... وجلست تنتظره حتى خرج و هو يجفف شعره بالمنشفة... جلس بجانبها و حكى لها كل ما حدث...
' ريناد ؟! ازاي ؟ هي بتكر*هني ليه كده ؟ ده انا حبيتها اوي و عمري ما اذيتها ..
"مش بس كدة ...لما كنت محجوز في القسم كانت عيزاني اتجوزها عليكي كمان مقابل اني اخرج...
' و انت قولت ايه ؟
" هقول ايه يعني... رفضت طبعا...
' رفضت ليه ؟
" انتي من وجهة نظرك ليه رفضت ؟
' معرفش...
قالتها ثم نظرت بعيدا عنه...
" معاذ قالي انه مش هيجي هنا غير لما تسامحيه...
' خلاص سامحته...
" و انا سامحتيني ؟
' اسامحك على ايه ؟
" على قسو*تي عليكي من أول ما اتجوزتك...
' سامحتك...
ابتسم لها ثم عانقها و ربت على ظهرها...
" تخرجي معايا النهاردة بالليل ؟
' ماشي... مفيش مشكلة... هروح احضر هدومي...
اومأ لها و نهضت فتحت الدولاب لتختار فستانًا ترتديه... امسكت بيدها فستانًا كُحلي و آخر أبيض و احتارت بينهم... وقف آسر خلفها و همس في اذنها
" إلبسي الكُحلي... شكله بسيط و هيليق عليكي اوي عشان بشرتك فاتحة و وزنك جامد...
ابتسمت رنا بخجل و وضعت الفستان الابيض مكانه و نظرت للكُحلي... هو جميل فعلا لكن اعجبها أكثر لانه نال اعجاب آسر و قررت ان ترتديه... فجأة وجدت يدين تلتف عليها و تعانقها...
همس في اذنها بحب
" عجبك ذوقي ؟
' اه عجبني...
" كويس...
' احم ...هتفضل حاضني كده كتير ؟
آسر بعبث " مضايقك في حاجة ؟
' عايزة اروح اصلي المغرب...
" ده نفسه المغرب اللي لسه مأذنش اساسا ؟
' هو المغرب مأذنش ؟
"اه شوفتي بقى !
' افتكرت ياسين !! هروح اعمله اكل ..
" الدادة وفاء هتأكله...
' يلهوي... مطبقتش الغسيل !!
" ده نفس الغسيل اللى على الكنبة و مطبق ؟
'اه ... نسيت ارتبه جوه الدولاب...
" خايفة مني ؟
رنا بتوتر' مش خوف... انا محرجة شوية... اول مرة تقرب مني كده...
آسر بمشاغبة و هو يلتصق بها " و هقرب اكتر من كده... تحبي تشوفي ؟
' لا ( ابتعدت عنه و اكملت ) هروح ألبس احسن ..
" ما لسه بدري...
'لا ... ما هو انا باخد وقت فاللبس
قالتها ثم توجهت للحمام و اغلقت الباب... و بعد دقيقتين خرجت و لم تغير بيجامتها... قالت بتوتر
' هروح اشوف ياسين...
قالتها ثم ذهبت بسرعة و خرجت... ضحك آسر و قال
" بتكسف اوي... مش عارف هنخلف ازاي بس 🙄😂
في الليل...
كانت تجهز نفسها أمام المرآة... خرج آسر من الحمام بعد ما ارتدى بنطلون اسود و جاكت جلد اسود... رآها لم تنتهي بعد... جلس على التسريحة و ربع يديه و ظل ينظر إليها حتى انتهت من لَف طرحتها...
' انت بتبصلي كده ليه ؟
نهض و وقف امامها... اقترب منها و شد البندانة للامام
" شعرك كان باين...
' بتغير عليا ؟
" اومال هغير على مين يعني ؟
' مش ملاحظ ان كلامك اتغير اوي ؟
" للاحسن ولا للاوحش ؟
' للاحسن طبعا... ياريت تفضل كده دايما...
" المهم انك متبعديش...
' مش هبعد...
ابتسم لها و قال
" يلا تعالي...
قالها ثم مد يده إليها... نظرت ليده ثم نظرت إليه و امسكت يده و خرجوا...
ياسين * اوعوا تتأخروا... لو اتأخرتوا هضر*بكم !!
" ياسين باشا كِبر و بيدينا أوامر كمان...
آسر بمزاح* ايوة... المفروض متخرجش بعد الساعة 9 بس انا خليتها تخرج عشانك بس يا عمو آسر...
ضحك آسر و قالت رنا
' شوف الواد !!
* يلا امشوا... متنسوش تشترولي حاجة حلوة و انتوا راجعين...
" و دي حاجة تتنسي يا باشا...
' حاضر يا روحي هشتريلك... يلا ادخل عشان متبردش...
اومأ لهم و دخل البيت و ركبا السيارة و انطلقا
' هنروح فين ؟
" حابة تروحي مكان معين ؟
' انت رايح فين دلوقتي ؟
" لأكتر مكان بحبه...
' ايه هو ؟
" عند امي...
' مامتك ؟!
" هي قريبتي... مربياني عشان كده بقولها امي... بقالي فترة مروحتش عندها ف اصرت اجي و اصرت كمان اجيبك معايا... لما تشوفيها هتحبيها اوي...
' ماشي نروح...
اكمل الطريق حتى وصلوا الى منزلها... طرق آسر الباب و فتحت إمرأة عجوز في سن ال 60 سنة اسمها ( سهير ) ...
* آسر !! يا حبيبي يا ابني
عانقها آسر و قَبل يدها
" وحشتيني جدا يا ماما...
تفاجئت رنا... قال كلمة ماما لمربيته و لم يقلها أبدا لامه الحقيقية !
نظرت الى رنا و قالت
* الامورة دي مراتك صح ؟
" اها...
' ازيك يا طنط ؟
* لا طنط ايه انا مش بحب الكلمة دي... قوليلي يا ماما زي آسر...
' حاضر يا ماما...
عانقتها سهير و قالت
* واقفين ليه قدام الباب ؟ ادخلوا جوه...
دخلوا و اغلقت الباب... ظلت رنا تنظر للبيت من داخل... واسع و بسيط و نظيف جدا... مكون من دور أرضي فقط... ذهب آسر للمطبخ أما رنا فخلعت حذائها و فكت طرحتها... و ذهبت ورائها الى غرفة الطعام... وجدتها قد أعدت العشاء لهم...
* اتفضلي...
جلست على الأرض... قالت سهير
* معلش يا بنتي انا متعودة من زمان اكل على الطبلية... لو قعدة الأرض هتضايقك اجبلك ترابيزة عادي...
' لا مفيش داعي... بالعكس كده اريح... بس آسر ؟
* لا آسر متعود... آسر اتربى في البيت ده... و ياما اكل معايا على الطبلية دي
دخل آسر الغرفة و معه اطباق و معالق... جلس على الأرض معهم و وضع طبق امام كل شخص...
" كده في حاجة ناقصة يا ماما ؟
* ايوة... افتح التلاجة هتلاقي شوب مية... هاته و هات كوباية فاضية...
" حاضر...
قام آسر و ذهب للمطبخ مجددا... تعجبت رنا و نظرت ل سهير
* اوعي تستغربي... بقولك مربياه ف بيسمع كلامي كده دايما...
' عشان كده حسيته سعيد جدا لما جالك...
* انا زعلانة منه اصلا... كل ده حصل و عرفت من الناس الغريبة اللي حصله و هو مقاليش...
' كان مضغوط ف اكيد نسي...
* يتعشى و هحاسبه...
جاء آسر وضع شوب المياه و الكوب و جلس معهم
" بقولك يا ماما... لقيت طبق عدس في التلاجة... بتاع مين ؟
* تاكله ؟
" لا طبعا مش عايزه...
* اهو على كده يا بنتي... تجيبله سيرة العدس يخاف...
' ليه ؟
* انا هقولك...
" يا ماما اهدي...
* والله لاقولها... الواد آسر بيكره العدس جدا... انا كرهته فيه... لما كان في تالتة ثانوي كان قاعد عندي بيذاكر... سيبته و طلعت للسوق اشتري شوية حاجات... رجعت لقيت الباشا مجمع عيال الحي و بيلعبوا كورة... روحت بقا مسكتهولك من ودنه و غديته و عشيته عدس... قعدت اسبوع كامل مأكلهوش غير عدس لغاية ما كِرهه... و من ساعتها حَرم وبدأ يذاكر بجد عشان مأكلهوش عدس...
ضحكت رنا و نظرت لآسر الذي ينظر لسهير بحِدة
" جدعة يا ماما... ضيعتي كاريزمتي قدامها...
* يعني البنت سألت مش هقولها يعني ؟
" فيكي الخير...و انتي بطلي ضحك...
كتمت رنا ضحكتها بصعوبة... وضعت سهير المكرونة و فراخ في طبق آسر و رنا...
' الريحة تحفة...
* عيب عليكي ده انا سهير... اي نعم كبرت بس لسه نفسي في الأكل لا يُعلى عليه...
' على كده يا ماما سهير انتي عايشة هنا لوحدك ؟
* ايوة...
' معندكيش ولاد ؟
* عندي بنت وحدة... متجوزة بس بيتها بعيد عني... بتزورني كل جمعة هي و عيالها... آسر ده بقى ابني التاني... كل ما يكون فاضي يجيلي و يبات عندي كمان... بس مش عارفة ماله كده بقاله شهور مجانيش...
" احلفك بإيه اني كنت في السجن ؟
* مش مبرر ده... كنت قولتلي او بعثت مع حد... انا خوفت عليك و قولت ليكون جرالك حاجة بسبب اختفائك ده... في الآخر عرفت من الناس الغريبة
" والله نسيت حقك عليا ( قَبَل يدها ) خلاص متزعليش...
* المشكلة اني مش بعرف ازعل منك... كُل كويس...
تعجبت رنا من علاقتهم... يعاملها كأنها امه بالفعل... بدأوا بالاكل...
* قوليلي يا بنتي... انتي حامل ؟
نظرت لها رنا و كانت ستتكلم لكن سبقها آسر
" لا مش حامل حاليًا... بس هتحمل قريب اوي... و ابتسم ببلاهة
نظرت رنا له بشدة... فإبتسم لها بخُبث... احست رنا بالاحراج الشديد و نظرت بعيدا
* على خير يا ابني...و الله و كبرت يا آسر و اتجوزت و كمان هتخلف... ياااه الزمن ده بيجري بسرعة... مين يصدق ان آسر الطويل ابو دقن حلوة ده هو نفسه آسر اللي كان بيستحمى و يسيب الباب مفتوح... ليطلعله عفريت من الحمام
ضحكت رنا بشدة... شعر آسر بالاحراج و قال
" كنت طفل ساعتها... ما خلاص يا ماما كفاية فضا*يح...
* كُل و انت ساكت...
قالتها ثم اطعمته بيدها...
* تعالي اأكلك انتي كمان...
اطعمتها بيدها و اكملوا الطعام و يدردشون سويًا...
بعد الطعام.... ذهبت رنا للمطبخ لتعد الشاي كما طلبت منها سهير... ظلت تنظر في كل الرفوف
' فين السكر ؟
آتاها صوت من خلفها يقول
" السكر اهو...
' فين ؟
" لابسة فستان كُحلي و عندها شامة جمب بوقها...
ابتسمت رنا لمغازلته لها... اخفت ابتسامتها منه و قالت بجدية
' انا بدور على السكر اللي بيتحط مع الشاي...
" سهلة... حطي صباعك في الكوباية و كده الشاي هيحلو...
' آسر... مامتك مستنية الشاي إخلص و قول لي على مكان السكر...
" خلاص يا ختي متتعصبيش... السكر عندك اهو في الرف ده...
نظرت رنا للرف و رفعت يدها لتأخذه لكن لم تستطع ان تصل إليه و رفعت نفسها و لم تعرف الوصول اليه أيضًا
" مش عارفة توصليله يا قصيرة...
' انا مش قصيرة على فكرة... هو اللي مكانه بعيد...
" اساعدك ؟
' وريني شطارتك...
قالتها ثم ابتعدت من امامه... نظر لها و هو يبتسم ابتسامته الجانبية... و بدون ان يرفع نفسه مثلها اخذ برطمان السكر و اعطاه لها
" الطول هيبة برضو...
' نينينيني...
فتحت البرطمان و بدأت بتحضير الشاي... وقف خلفها و اقترب منها...اسند يديه على الرخام و حاوطها... توترت و قالت
' في حاجةيا آسر ؟
" لا مفيش...
' مقرب مني كده ليه ؟
" بتفرج عليكي... بتعلم منك طريقة عَمل الشاي...
' يعني انت مبتعرفش تعمل شاي ؟
" بعرف... بس باخد من خبراتك شوية...
' ههه ضحكتني... ممكن تبعد عشان اعرف اعمل الشاي ؟
" هو انا جيت جمبك ؟ اتفضلي اعملي الشاي...
' اعمله ازاي و انت محاوطني كده كأني هسرق برطمان الشاي و اجري بيه !!
" قُربي منك مضايقك ؟
' مش عارفة اتحرك...
" لا خلينا كده... بس قوليلي ايه رأيك في كلام ماما ؟
' رأيي في ايه ؟
" سألتك انتي حامل ولا لا.. ايه رأيك نحقق كلامها و تحملي ؟
اتسعت عيناها بشدة و نظرت له بدهشة ف ابتسم لها و قَبلها على وجنتها... ابتعدت رنا عنه و خرجت في الحال...
ضحك آسر : " خرجت و نسيت تعمل الشاي !!
عادت رنا مجددا... و لم تنظر إليه... فهمس في اذنها و قال
" مكنتش اعرف انك بتتكسفي كده... خدودك بقوا شبه الطماطم...
وضعت رنا يدها على خدها... نظرت له لتجده يضحك عليه... غضبت و امسكته من يده و اخرجته خارج المطبخ
' متجيش تاني...
ضحك آسر عليها و ذهب ليجلس مع امه... اعدت رنا الشاي و وضعت الكيكة في الاطباق و ذهبت اليهم... وضعت كل شيء على الطاولة و جلست معهم...
* بصوا انتوا هتباتوا معايا...
نظرت رنا لآسر و قالت
' لا مينفعش...
* ليه يا بنتي ؟
' لازم ارجع...
* ترجعوا ازاي... الدنيا بتمطر بره... و المسافة من هنا لبيتكم بعيدة... افرض جرالكم حاجة في الطريق... مش هتمشوا...
' بس...
* مفيش كلام تاني... والله هتباتوا هنا...
' آسر انت ايه رأيك ؟
" ماشي ...انا موافق...
' و ياسين ؟
" هتصلك على رغد يقعد معاها...
* مين ياسين ده ؟
' ده اخويا الصغير...
* خلاص متقلقيش... آسر يتصلك على رغد هي تاخد بالها عليه...
' ماشي...
* مدي ايدك و كُلي الكيكة بتاعتي... ولا هي مش عجباكي ؟
' لا بالعكس شكلها حلو... ده كفاية ريحتها القمر...
* طيب كُلي مش هتحايل عليكي يعني... آسر المفجوع خلص طبقه...
" الآه ؟! في ايه يا ماما ؟ طيب مش مكمل أكل اهو...
* بعد ايه ؟ ده انت لحست الطبق...
" يا ماما ابو*س دماغك الحلوة دي احترميني شوية قدامها...
* الله يرحم ايام ما كنت بغيرلك البامبرز...
"هو انتي جيباني هنا تهزقيني ؟
* مش بحكيلها عليك ؟
" لا متحكيش... ولا على ايه !! الهيبة راحت خلاص...
ضحكت سهير أما رنا فكانت تضحك بشدة... نظر لها آسر من تحت لفوق و قال بإبتسامة اصطناعية
" خلاص يا خفة... شطبنا
كتمت رنا ضحكتها و شربوا الشاي... و هم يواصلون ذكرياتهم
* انتوا هتناموا في الأوضة دي... تعرفي يا رنا دي تعتبر اوضة آسر... دايما لما يجي هنا ينام فيها...
رنا بإعجاب ' جوها حلو...
* دي البطانية... ابقوا اقفلوا الشباك عشان بيجيب سقعة شديدة على الفجر... يلا تصبحوا على خير...
' و انتي من اهله...
" و انتي من اهله يا ماما...
اخذ منها البطانية و خرجت... اغلق آسر الباب ثم نظر للغرفة
آسر" مفيش كنبة هنا... خلاص هفرش و انام على الأرض...
رنا' لا مينفعش... الجو برد مينفعش تنام على الأرض...
آسر" هنام فين يعني ؟ هو مفيش غير سرير واحد حتى ماما ادتني بطانية وحدة على اساس هننام سوا...
' اممم... طب نحط مخدة في النص و تنام ؟
" انتي هتتضايقي عارف... خلاص انا هعرف انام على الأرض...
' لا... السرير كبير... نحط مخدة في النص و خلاص...
" ماشي...
وضع آسر وسادة في النصف و فرد الغطاء على السرير... نام في جمب و رنا في الجمب الآخر... كان ينظر لها و يريد التحدث لها... لكنها اعطته ظهرها و ظلت صامتة...
فجأة إلتفتت اليه و قالت
' ممكن اسألك سؤال ؟
إلتفت لها أيضا و قال
" اتفضلي...
' هي مامتك سهير دي تقربلك ؟
" لا...
' اومال تعرفها ازاي ؟
" كانت بتشتغل في القصر... اول ما وعيت على الدنيا لقيتها... تعبت فترة فبطلت تشتغل... بس انا مقدرتش انساها و بقيت ازورها عشان تعلقت بيها... بتعاملني لحد الآن كأني ابنها بالضبط... لما دخلت ثانوي كنت بأجي اذاكر عندها و ابات كمان... حبيتها اوي ف بقيت اقولها يا ماما... هي امي فعلا... هي الوحيدة اللي لقيتها جمبي في كل تفاصيل حياتي...
' طب و مامتك ؟... اقصد طنط فاطمة...قصدي انت على كده بتحب ماما سهير اكتر من مامتك الحقيقية ؟
" اها...
' ليه ؟
" مش هقدر اجاوبك اجابة صريحة... بس اقدر اقولك ان اللي وقفت جمبي و بَنِت الثقة بالنفس جوايا هي ماما سهير وبس...
لما كنت بعيط كنت بلاقيها هي اللي بتمسح دموعي و تاخدني في حضنها...
' عشان كده علاقتك بيها كويسة ؟
" ايوة... ربنا يحفظهالي...
' يارب... بس بسأل يعني... انت ليه بتكر*ه اهلك ؟
" اسباب كتير...
' ممكن اعرف ولا هبقى غِتتة ؟
" هقولك... بصي اهلي دول مجرد اهل بالاسم...
' ازاي ؟ ده حتى انت الأكبر يعني فرحتهم الأولى...
ضحك آسر بسخرية و قال
" فرحتهم الأولى اه ! و الدليل على كدة معاملتهم ليا...
' كانوا بيعاملوك ازاي ؟
" اسوأ معاملة ممكن تتخيليها... عارفة لما تكوني عايشة في بيت اهلك بس وجودك زي عَدمُه بالضبط ؟ كأنك ولا حاجة بالنسبالهم... صعب تتخيلي نفسك في الموقف ده لاني عارف كويس ان اهلك الله يرحمهم كانوا بيحبوكي اوي... ببساطة انا ملقتش حنان منهم... لقيت الحنان و الاهتمام اللي عايزه بره... هنا في البيت الصغير ده... عشان كده انا بحب ماما سهير اكتر من امي اللي ولدتني...
' بس انا شايفة ان اهلك بيحبوك بجد...
" تمثيل... انا كبرت و مبقتش محتاج ليهم زي زمان... هم اللي دلوقتي محتاجين ليا... ف بيمثلوا انهم بيحبوني...
' مش بيمثلوا على فكرة...
" لا بيمثلوا... لولا اني رافض اشتغل في الشركة ف بيتحايلوا عليا امسكها ف بيمثلوا انهم بيحبوني و بيخافوا عليا... انتي شايفة ان ده حب... بس انا شايف و متأكد ان ده كذب و خداع... مستحيل اقع في فخهم... فَخ الاهتمام و الحب المزيف
' ياااااه !! هم عملوا معاك ايه خلاك تكر*هم للدرجة دي ؟
" اوعدك اني هحكيلك كل حاجة... بس مش دلوقتي...
' مستعدة اسمعك في اي وقت...
ابتسم لها بهيام فتوترت و قالت
' تصبح على خير...
قالتها ثم اعطته ظهرها... تضايق آسر قليلا فهو كان يريد ان يتحدث معها في مواضيع مختلفة... لكنها دائما ما تهرب
تاني يوم......
فتحت رنا عيناها بتثاقل... تفاجئت بأن الوسادة التي كانت في منتصف السرير ملقاه على الأرض !! وجدت يد آسر مُلتفة حول بطنها و ضمها اليه و دفن رأسه في رقبتها و يغط في نومٍ عميق و انفاسه الدافئة تصطدم برقبتها... توترت رنا من قربه منها لهذا الحد... حاولت الإبتعاد عنه بدون ان يستيقظ لكن لم تنجح بسبب أنه قافل عليها كأنه لا يريدها ان تبتعد عنه... بعد دقائق زال توترها... سعدت انه يحضتنها هكذا... وضعت يدها على يده التي مُلتفة حول بطنها... ظلت تنظر لكل ركن في الغرفة... قطرات المطر المتبقية تتساقط على النافذة... و صوت العصافير الذين يغردون... كم يغردون بصوتٍ جميل...
رن هاتفها و كان ياسين... اقفلت الصوت بسرعة قبل ان يستيقظ...ردت على ياسين
* مجتوش من امبارح يعني ؟
' كنا هنيجي بس امبارح مطرت و الطريق طويل ف خفنا لنعمل حادث بسبب الجو...
* اممم... عمو آسر فين ؟
' عمو آسر نايم...
* اه عشان كده بتتكلمي بصوت واطي... لما يصحى ارجعوا...
' حاضر... سلام يا روحي...
اغلقت الهاتف... تحرك آسر و ضمها إليه أكثر ثم طبع قُبلة لطيفة على رقبتها... اتصدمت رنا و احمر وجهها من الخجل
' آسر...
" لقيتك بردانة في الليل ف قولت احضنك يمكن تتدفي... دفيتي ؟ زاد توترها... فلتت منه ثم إلتفتت اليه
' هو انا صحيتك ؟
" اه
' آسفة... كمل نومك...
وضع يده على خصرها و ضمها إليه... توترت رنا لكن لم تمنعه فهي تريده قريب منها دائمًا... ظل ينظر داخل عيناها...
' بتبصلي كده ليه ؟ في حاجة ؟
" عنيكي حلوين...
شعرت رنا بالخجل و ظل بؤبؤ عيناها يتحرك يمينًا و يسارًا... لمس شفتاها بيده و اقترب ليُقبلها... لكن قاطعهم صوت الباب عندما طُرق...قالت سهير
* اصحوا كفاية نوم !! قوموا يلااااا
ابتعدت رنا عنه و نهضت بسرعة... تأفف آسر و نهض... نظر لرنا وجد وجهها احمر من الخجل... اقترب منها و ابتسم بخُبث و لمس شفتاها بيده مجددا و قال
" المرة الجاية محدش هيرحمك مني... يا مراتي...
تفاجئت رنا من كلامه و نظرت له بصدمة... ضحك على ريأكشنها و خرج...
وضعت رنا يدها على قلبها الذي يدُق بسرعة... كسرعة صافرة القطر... ابتسمت بسعادة... انه حقًا يريد ان يقترب منها مثلها... فاقت من تفكيرها ذاك و خرجت ورائه...
* نمتوا كويس ؟
" نمنا كويس اوي... رنا مكنتش راضية تبعد عن حضني قولتها قومي عشان نفطر رفضت..في الاخر قامت بالعافية...
نظرت رنا له بشدة من كلامه أما هو فنظر لها و ضحك...
قالت سهير
* شكل كده الحفيد في الطريق...
شعرت رنا بالخجل و توجهت للحمام...
* مراتك بتتكسف اوي...
" بحب كسوفها اوي... بتعمد اكسفها...
* يا جامد انت... تعالى ورايا على المطبخ نحضر الفطار...
ذهب معها ليحضروا الفطار و بعد دقائق جاءت رنا لتساعدهم... نظر آسر لرنا و غمز لها... تفادت رنا نظراته لكن مازال قلبها يدق بسرعة...
* يوووه نسيت ازازة اللبن بره...
' اروح اجبهالك ؟
* لا خليكي انا هجيبها...
خرجت سهير... نظر آسر لرنا بخُبث ثم قال بصوت منخفض
" بالراحة على ايديكي... خليهم ناعمين زي ما هم...
' آسر اتلم لو سمحت...
" زي ما حضنتك هنا و نمنا سوا... هحضنك و ننام سوا في البيت برضو... و على فكرة انا اقدر اعمل حاجات تانية غير الحضن...
' انت قلـ.ـيل الادب على فكرة !!
ضحك آسر بشدة و همس في اذنها : اوووي 🙄😂
جاءت سهير و حضروا الأكل... فطروا سويًا و بعد قليل غَيَر آسر ملابسه هو و رنا و عادا للقصر... آسر اخذ ياسين للملعب كما وعده و جلست رنا مع رغد...
* انا لازم اعرف ايه سِر سعادتك دي... احكيلي
' مش عارفة ابدأ ازاي... بس انا حاسة ان آسر...
* آسر ماله ؟
' يعني آسر بيبادلني نفس الشعور...
* شعور ايه ؟
' الحب .. انا بحب آسر يا رغد
فرحت رغد كثيرا
* كنت عارفة ان هيجي يوم و تحبوا بعض...
' بس مش متأكدة من شعوره ناحيتي...
* بيحبك... والله بيحبك... شوفته و هو بيبص عليكي بدري... عيونه بتقطر حُب ليكي...
فرحت رنا و قالت
' انا عايزة اقوي علاقتنا أكتر من كده...
* ازاي ؟
' عندي احساس كدة... انا و آسر يعني... اقصد يعني
' ما تنطقي يا بنتي بتلفي و تدوري على ايه؟
' انا عايزة اقرب من آسر... الحاجات دي يعني انا حساها ناحيته... مش عارفة اشرح... انتي مش هتفهميني...
غمزت لها رغد و قالت
* فهمتك يا سكر...
' انا محتارة ...يعني اقوله ازاي اني بحبه...
* انا اقولك... انتي تحضريله عشاء خفيف كده مع اجواء رومانسية كده... شموع و ورد... تلبسي حاجة كده قصيرة تغر*يه... تعملي حركات كدة و هو هيفهم ان انتي كمان عايزاه
' حاجات زي ايه ؟
* يوه بقى... انتي وشطارتك... خلاص الساعة 8... اعملي اللي قولته عليه قبل ما يجي...
خرجت رغد... فتحت رنا الدولاب و اختارت ما سترتديه...
بعد ساعتين... عاد آسر... دخل الغرفة وجد النور مقفل... فجأة فُتحت أضواء هادئة... وجد أكل على الطاولة و شموع... تفاجئ و ابتسم... تفاجئ اكثر عندما وجد رنا أمامه ترتدي قمـ.ـيص نوم قصير يظهر مفاتنها و شعرها مفرود... اعجبته كثيرا...
' اي رأيك ؟
" قمر...
شعرت رنا انه قالها بدون نفس فأحست بالاحراج و قالت و هي تأخذ جاكتها و تغطي نفسها
' تعالى ناكل قبل ما الأكل يبرد...
" عايز الاول اتكلم معاكي في حاجة...
' قول...
" الأول بصيلي...
نظرت له ثم امسك يدها و قال
" عارف اني مكنتش لطيف معاكي في الأول... كنت بتخانق معاكي دايما... يعني بدايتنا مكنتش مرضية لاي حد مننا... في المواقف الأخيرة حسيت يعني بحاجة غريبة ناحيتك...
' حسيت بإيه ؟
" بحب... حاسس إني بدأت احبك...
قالها و هو ينظر لعيناها نظرت له في عيناه و قالت
' اها و بعدين ؟
" عايز ابدأ معاكي من الأول... و عايز اعرف ايه رأيك... متوافقيش دلوقتي... فكري الأول... اكيد هتسألي عن السبب... السبب انا مش عايز اتعلق بيكي و بعد كده تسبيني
' اسيبك ليه ؟
" كل الاحتمالات جايزة... مش عايز اللي تكرر زمان يتكرر تاني...
' يتكرر تاني ؟! هو انت كنت...
"ايوة ... كنت متجوز قبل كده...
اتصدمت رنا و سحبت يدها من يده !!
يتبع
رواية لا أفهمك الفصل العاشر 10 من هنا
لقراءة الرواية كاملة اضغط هنا (رواية لا أفهمك)