رواية خادمة القصر الفصل الثالث والعشرون 23 بقلم إسماعيل موسى
رواية خادمة القصر |
رواية خادمة القصر الفصل الثالث والعشرون 23
#خادمة_القصر
٢٣
فى حجرة الدراسه كانت ديلا جالسه عندما دخلت الانسه ماجى، وقفت ديلا تحي مدرستها بأدب، قعدت الانسه ماجى مخفيه غضبها، وجلست ديلا بالتالى
خلقت الانسه ماجى ابتسامه صفراء، انتى بقى بتسخرى منى؟
ديلا /ايه إلى دفعك تقولى كده استاذه ماجى، انا عملت حاجه غلط؟
الانسه ماجى /اصلك وقفتى لما دخلت وسلمتى عليا ودا مكنش بيحصل قبل كده، ليه النهرده؟
ديلا / اها حضرتك بتقصدى السباق، دا كان مجرد تنافس شريف وعدا، مش معنى انك خسرتى انى اشمت فيكى، انتى مدرستى ولازم احترمك
وضعت الانسه ماجى كفها على دفتر التحضير، لو كنتى فاكره انك ممكن تضحكى عليا تبقى عبيطه يا ديلا، انا اكتر واحده فاهمه دماغك اللئيمه والخبث إلى معشعش فيها، لازم تعرفى انى وصلت هنا عشان ادرسك مش عشان اى حاجه تانيه
ديلا / بقلب محلق، اخفت ابتسامه، وانا بحترمك عشان كده انسه ماجى
ماجى / نبداء الدرس ممكن؟
ديلا / اتفضلى
ومضى كل شيء بسلام، لم تسمح الانسه ماجى لحقدها ان يؤثر على مهنيتها، بل كانت اكثر لطف من السابق
عندما انتهى الدرس وخرجت ديلا، كان ادم الفهرجى جالس فى الرواق على وشه إمارات الحزن، وكان شرد لدرجه عميقه تكاد تشعر ان روحه ليست معه
شعرت ديلا بكل ذلك، كانت وصلت للحد الذى تستطيع من خلاله ان تفهم ادم من مجرد نظره
كان ادم يحرق لفافات التبغ ورا بعضها وينفث غضب
ديلا / فيه حاجه حصلت يا ادم بيه؟ شايفاك قاعد معصب
ادم / اطلق ابتسامه ميته، وصلتنى اخبار مش كويسه
ديلا / خير ادم بيه؟
ادم /الخادمه شهد اتقتلت، اختفت قبل يومين وبعد البحث عنها لقيوها مدبوحه قدام باب القصر
ديلا / طيب وايه علاقت دا بحضرتك؟ انت مش بتخرج من القصر، اكيد الشرطه عارفه كده
ادم / الموضوع اكبر من كده يا ديلا، الشرطه بتحبث عن القاتل، لكن فى القرى هنا الوصول للقتلى صعب، مفيش ولا شخص شاف شهد وهى خارجه من بيت والدها ولا حتى فى اى شخص مشتبه بيه، لكن مش دا إلى شاغل بالى
قعدت ديلا إلى الكرسى جنب ادم، وقالت بلطف، ايه إلى شاغل بالك طيب؟
ادم / عملية القتل تمت قدام باب القصر، شهد كانت جايه على القصر هنا، القاتل كان متربص بيها ومنتظرها قدام باب القصر، شهد كانت جايه هنا بارادتها، يعنى كانت عايزه تقول حاجه معينه، من الصبح بحاول استنتج ليه شهد كانت بتجرى ناحيت القصر؟
ايه إلى كانت تعرفه وخلى قاتل يتربص بيها ويمنعها تدخل القصر؟
ديلا بخوف / اكيد محمود الجنانى، اكيد بينتقم منها عشان شهدت معاك
ادم / انا فكرت فى كده برضه، لكن الشهود أكدو ان محمود الجنانى كان سهران معاهم فى القهوه وقت حدوث جريمة القتل إلى حددها الطب الشرعي، الشرطه مش غبيه، أصابع الاتهام كانت بتشير لمحمود لكن مفيش بصمات على الجثه، جريمه نضيفه زى ما بيقولو
شهد كانت بطريقه بشعه يا ديلا، القاتل دبحها بغل لحد ما فصل دماغها عن جسمها، دى مش جريمة قتل عاديه، مفيش تحرش ولا حتى محاولة اغتصاب ودا إلى قلقنى
ديلا /هتقلق ليه يا ادم بيه؟ الكل هنا عارف انك انسان شريف وبعيد عن المشاكل
ادم / بحزن، انتى ليه مش قادره تفهمى، بقلك البنت كانت بتجرى ناحيت القصر
يعنى كانت عايزه تطلب المساعده او بتهرب من خطر
انا قررت اشدد الحراسه حوالين القصر، هطلب غفر من القريه واحد ولا اتنين
انا حاسس انى انا الى مقصود بجريمة القتل دى، بس مش قادر اكشف العلاقه
انا مضطر انزل القريه ادور عن حراس للقصر بالمره اعدى على والدك اطمنه عليكى
ديلا بخجل، انت بتدفع لابويا فلوس عشان يسبنى قاعده هنا صح؟ انا عارف ابويا يموت فى القرش ومقدره كل إلى بتعمله عشانى
لم يعقب ادم على ملاحظة ديلا، هذا الكائن البريء اللطيف لا يمكن أن يعرف إلى اى مدى ادم مستعد ان يذهب فى الدفاع عنها، من أجل أن تظل قريبه منه، انها الوحيده التى اعادت ادم القديم بعد أن كان نسيه من زمان طويل، الوحيده التى اعادت الحياه للجسد الميت وزرعت السعاده داخل القصر
لقد كان قلبه ميت منتهى ولم يعتقد انه من الممكن أن ينبض مره اخرى.
تمكن ادم من استعمال حارسين للقصر، ورغم ان مساحة القصر كبيره ويحتاج حراس اكتر لكن الظروف اجبرته على عدم لفت الانظار، ان كان هناك من يتربص به فلا يريد أن يعرف ان ادم يشعر بالخوف، مر على منزل محمود النزاوى وشرب الشاى معه ودفع له نقدا الاعانه الشهريه التى تبقى فمه ساكت، ثم ذهب لمركز الشرطه لانهاء ترخيص بنادق الغفر، استغرق منه ذلك اليوم بطوله ولم يعود القصر الا بعد غروب الشمس
اول ما ادم دخل القصر لقى الانسه ماجى وديلا قاعدين جنب المدفأه بيتكلمو مع بعض، بيشربو قهوه وعلى وجه كل واحده منهم ابتسامه مصطنعه، مرتديات تنانير قصيره ضيقه وقمصان نص كم، واضعات قدم على قدم، لو تأملتهم من بعيد لشعرت انهم صديقتين مقربتين، هكذا الحال، العين تخدع، وبدتا انيقتين لدرجه بعيده وشعر ادم ان رواق القصر تحول لمقهى فاخر ترتاده الطبقه البرجوازيه.
القى ادم التحيه وصعد غرفته ياخد حمام وطلب من الخادمه تعد العشا، لو كان يفهم فى النساء ما كان انخدع من قبل، لازال داخله حاجز بينه وبين القرب يمنعه ان يفتح قلبه لأى شخص مهما كان، فجراح القلب لا تبراء بسهوله، ان الشخص الذى يفتح قلبه لكل عابر انسان بائس تعيس والأخر الذى يمنح كل قلبه لشخص واحد غبى يستحق العقاب، عليك أن تبقى من كل شيء جزء تحسبآ للخذلان، اذا أحببت اترك جزء من قلبك حتى لا تموت دفعه واحده، واذا وثقت توقع الخيانه، دائما توقع الأسوء يجعل الأمور تمضى أسهل، يعلم انها بريئه، يدرك انها مثل فراشه، يفهم ان ثوبها الطويل لم يتوسخ بعد.
تناول ادم العشاء وكان هناك حديث جميل دار مع وقت شرب الشاى وكان ادم يشعر بالتعب، قضى يومه كله فى مشاوير ودخل فى حورات جعلت عقله متعب، استأذن للنوم وترك ديلا مع الانسه ماجى التى سرعان ما تحججت بالتعب وقالت انها ستذهب للنوم
القصه بقلم اسماعيل موسى
فى غرفتها استسلمت ديلا لنوم هاديء، لا شيء يؤرقها واغمضت عينيها بسرعة قطار مجرى، فى منتصف الليل انفتح باب غرفة الانسه ماجى، كانت مرتديه لباس النوم، نزلت الطابق الأرضي واعدت شاى شربته بمفردها، الكل نائم حتى الخادمه، انهت الانسه ماجى كوب الشاى وتسلقت درجات السلم، طرقت باب غرفة ادم ببطيء عدت مرات، كان باب الغرفه مفتوح فدلفت للداخل، فتح ادم عنيه
انا مش جايلى نوم ممكن اقعد معاك شويه؟
الوقت متأخر، بص ادم فى الساعه، لكن الانسه ماجى مديتوش فرصه وقعدت على طرف السرير، شكلك تعبان جدا، اعملك مساج؟
رفع ادم ايده، لا اشكرك، انا كويس
ودون تردد تسللت يد الانسه ماجى نحو جبهة ادم، ياه انت جسمك سخن جدا، ازاى مش حستش بالحراره دى كلها؟
وصدرك كمان سخن، انت محتاج كمادات
ادم / انا كويس، متقلقيش نفسك، وبداء جسده يخرج عن سيطرته، فلا سلطان على الجسد عندما يتمرد
كانت يد الانسه ماجى لازالت على صدر ادم عندما فتحت كفتها وضغطت ببطيء
رواية خادمة القصر الفصل الرابع والعشرون 24 من هنا
لقراءة الرواية كاملة اضغط هنا (رواية خادمة القصر)