رواية خادمة القصر الجزء الثالث 3 الفصل السابع عشر 17 بقلم إسماعيل موسى
رواية خادمة القصر |
رواية خادمة القصر الجزء الثالث 3 الفصل السابع عشر 17
#خادمة_القصر
١٧
اقام ادم احتفاليه كبيره ووجه الدعوه لكل عائلات القريه، وليمه ضخمه من اللحوم والخضروات، كان ادم ممتن جدا لعودة ديلا لحضنه واراد ان يشارك اهل القريه فرحته، فليس هناك امر تفعله أكثر جدوى من اسعاد الآخرين
تزين القصر وعلقت الزينه على جنباته ووزعت ديلا الهدايا على أطفال القريه وتزين ادم الصغير ببذه صنعت خصيصا من أجله بدى فيها يشبه علبة الهدايا المزينه ورغم الفرحه والسعاده بدا ادم قلقآ وكان كثير النظر تجاه باب القصر، كيمو واكا مختفى منذ الصباح، ادم يقدر كيمو واكا كثيرا منذ بداء يفهم كلامه ويعتبره صديقه المثقف الوحيد داخل القريه الذى يستطيع مجاراته فى الموسيقى والفن والادب، كانت الساعه تشير إلى العاشره ليلا عندما ظهرت المرأه الطيبه وكان كيمو واكا يسير إلى جوارها بفخر، وكان وجهها وضاء بارق وقور وعلى وجهها ابتسامه رقيقه، ركض ادم تجاه المرأه وقبل يدها ورافقها نحو المنصه، ثم حمل طفله وقربه منها، حملت المرأه ادم وقبلته وهمست فى اذنه، باركيه أيتها المرأه الفاضله من فضلك عله يتوقف عن ازعاجى همس كيمو واكا بصوت غير واضح، انت لا تعرفى خبث هذا الطفل ولا مكره، ابتسمت المرأه وهى تنظر نحو كيمو واكا، لازال طفل يا كيمو واكا، دعه يعيش أيامه، ثم رمقت القصر كله بعيونها ولم تترك شيء الا ولامسته، الان يمكنك بداء حياه جديد ادم إلى حين، ازرع فى طفلك حب الله، علمه كيف يكون عبد شكور وادعو الله ان يمنحه القناعه، انتظرت تلك اللحظه وقت طويل جدا
تعلم أن على العوده قالت وهى ترنو نحو ادم الفهرجى بعيونها
ودعتهم المرأه الطيبه ورأى ادم الصغير هاله من نور تحيط بها وهى راحله، رافق كيمو واكا المرأه فى رحيلها ولم يعد تلك الليله الا قبل الفجر.
أغلق ادم باب غرفته ورمق ديلا بعيون ممتنه ثم قبض على يديها الحمد لله الذى جمعنا على خير مره اخرى، اه لو تعرفى كم اشتقت لك، لم اتوقف عن التفكير بك يا ديلا، قالت ديلا بخجل وانا ايضا، كنت اتقطع كل لحظه وانا بعيد عنك، قال ادم اعدك ان لا نفترق ابدا، سأظل احبك حتى موتى، بعد الشر عليك ردت ديلا بعفويه ثم القت بنفسها فى حضن زوجها
الاحضان تختصر الكثير من الكلام
عندما فتحت ديلا عيونها صباح اليوم التالى وجدت ادم مستيقظ راقد إلى جوارها يحدق بوجهها كأنه يقراء روايه او كتاب، تمطت ديلا وهى تبتسم، أشعر اننى حيه
الايام التى قضيتها بعيد عنك كنت ميته، لا تتركنى مره اخرى ادم ابدا!
هبط ادم وديلا درجات السلم يتأبط كل واحد فيهم ذراع الآخر
يحسبون نفسيهما تزوجا للتو، قال كيمو واكا باستنكار وتذمر وهو يرمقهما
واحد غيرى يخبرهم ان الطعام برد وفقد مذاقه، وكان كيمو واكا يلف ويدور تحت الطاوله بعد أن قرر مشاركتهم الطعام
ارحمنى من تعليقاتك الاذعه سيد كيمو واكا، انت لا تعرف كم تألمت فى بعدها كل الشهور الماضيه
والان أصبحت فى حضنك، حافظ عليها، توقف عن ازعاجها وشاركها أعمال المنزل
قال ادم انت تفعل ذلك كيمو واكا؟ لم ارك مره واحده تشارك توتا الأعمال؟
لا تقارن نفسك بهر سيد ادم، وقرب لى قطعة سمك فأنا اتضور من الجوع وانا انتظر سيادتك
كانت الحقول اخذت دورتها، ونمت أعواد الذره مره اخرى وامتلأت بكيزان الشامى، محصول وفير والنهر يجرى بافعوان امام القريه، مياهه الرجراجه تضرب الشاطيء وتنخره، السواقي ومواتير الرى تسرق مياهه وتدفع بها فى القنايا
والفحاير والفلاحين يتحركون بنشاط داخل حقولهم وفتى شارد ينصب الفخاخ لاصطياد القمرى جوار شجرة الجميز البحريه ووالدته تجز أعواد الجارو وترصها فى حزم وهى تنادى عليه لا تقترب من النهر، كانت ذكرى المرأه الشابه التى ابتلعها النهر لازالت عالقه فى عقول الاهالى، ولم يعثر احد على جثتها وزجها يقسم ان مارد النهر خطفها وانها لازالت حيه يسمع غنائها كل ليله على شاطيء النهر وسط الظلمه تنوح على فراقه.
فى كل يوم كان ادم يحمل طفله ويسير به بين الحقول وقت العصارى فى جوله حره يتحدث معه كأنه يفهمه ويغرقه بالنصائح ويطلب منه أن يطيع والدته، ثم يتجولا داخل الحديقه قبل أن يعودا للقصر، ذات مره بلا وعى سار ادم وهو يحمل طفله نحو سرداب كوهين ولم يشعر بنفسه الا وهو يقف على بابه، وقف ادم شارد امام باب السرداب قبل أن يجلس على الأرض وطفله فى حضنه، من زمن فقدت والدى هنا، كنت صغير، مجرد صبى فى الرابعة عشر من عمره
لم اتحمل فكرة عدم رؤية والدى مره اخرى، كنت احضر هنا كل يوم وانتظر عودته وانا مستعد بكل فرحه ان ارتمى فى حضنه، لم يظهر والدى ولم افقد الأمل، كنت اكتب اليه الرسائل واتركها داخل السرداب، رسائل كثير جدا محمله بالمشاعر والأحزان، تمنيت أن يقراء والدى الرسائل ويعرف اننى افتقده فيعود إلى، الغريب ان الرسائل كانت تختفى، عندما كنت أعود لا أجدها فى مكانها، ولا أجد رد أيضآ
مئات الرسائل قمت بكتابتها ولا اعرف اين ذهبت، نزلت دموع ادم على وجه طفله وهو يتذكر الماضى، لم يرد والدى على الرسائل يا صغيرى كان لديه سبب مقنع
لقراءة الرواية كاملة اضغط هنا (رواية خادمة القصر)