📁

رواية دماء علي اوراق الورد الجزء الاول1الفصل الثاني عشر 12 بقلم اثر توفيق

رواية دماء علي اوراق الورد الجزء الأول 1الفصل الثاني عشر 12 بقلم اثرتوفيق


استيقظت داليا صباحا بعد ليلة بطلها الارق ونزلت للطابق السفلى لتجد حاتم فى الليفنج روم جالسا على الاريكة وهو لا يرتدى سوى الشورت فقط وقد مدد ساقيه على مقعد صغير امامه بينما كانت هى ترتدى تيشيرت طويل يصل للركبة فاقتربت بدلال لتجلس فوق ساقيه عكس جلوسه ووجهاهما متقابلان 

داليا : صباح الخير يا حبيبى انت ما نمتش ؟ 

حاتم : مش قادر مش عارف انام خالص انتى نمتى كويس ؟ 

داليا : تخاطيف حرام عليك عمال تعاكسنى طول الليل وفى الاخر تقوللى نمتى ؟ طيب ازاى ؟ 

حاتم : وبعدين يا داليا ؟ صدقينى انا خايف عليكى صدقينى عمرى ما خفت على واحده غيرك ولا حتى اهتميت 

قبلته لتمنعه من قول المزيد وباعدت وجهها قائلة 

داليا : مش قادره ولا انت قادره طيب ليه نعذب نفسنا ؟ الا بقى اذا كنت مش عاجباك 

داعبت انفه بشعرها فاهاجت مشاعره وهو يتشمم عطرها المثير وخصلاتها الذهبية تلامس وجهه وتتناثر على شفتيه وانفه وعينيه فلم يستطع الصمود اكثر من ذلك فازاحها من فوق ركبتيه ونهض ليصحبها الى الاعلى لغرفة نومه ولم يخرجا منها الا بعد العصر 

.....................

اعدت له طعاما شهيا لم يذق مثله من قبل وهو المعتاد على المطاعم والوجبات الجاهزة وبعد الغذاء الذى تاخر كثيرا جلسا فى غرفة المعيشة الصغرى بالطابق الاعلى لمشاهدة فيلم رومانسى بينما هى تضع راسها على صدره وتحيط عنقها بذراعه ووجهها يتالق سعادة حتى يكاد يضيء بينما هو يتاملها وهو يخالجه شعور بالذنب يشعر كأنما ذبحها بسكين قاسية لا ترحم .

ماذا دهاه ؟ لم تكن تلك المرة الاولى التى يقيم فيها علاقة مع فتاة بكر ولم يخالطه الشعور بالذنب مطلقا قبل هذه المرة ولم يحاول ان يبرر لنفسه او يبرئها معللا ما حدث انها هى من اختارت . كان يدرك جيدا ان داليا وحيدة تعانى قسوة الحياة والحرمان العاطفى وانها لا تدرك ما اقدمت عليه ولكنه ضعف امام سحرها وانوثتها التى لا تقاوم والان فان شعوره بالثم يذبحه ذبحا وهو يحتضن قتيلته التى لم تجف دماؤها بعد 

نامت فى حضنه بعمق فانحنى يتامل وجهها الفاتن ويطبع قبلة على شفتيها حرص على الا توقظها وبقى طويلا يتاملها حتى نام وهى فى احضانه وبقيا مكانهما حتى الصباح حين استيقظ على صوت الباب فى الطابق السفلى يفتح فاسرع بالنهوض وايقاظ داليا وهو يرتدى التيشيرت 

حاتم : داليا اصحى البسى هدومك بسرعه سعديه جت وانا نسيت اتصل بيها 

داليا : سعديه ؟ سعديه مين 

اسرع بالنزول للاسفل دون ان يرد عليها ليستقبل سعدية الشغالة التى تاتى يوميا لتنظيف شقته ماعدا يوم واحد فى الاسبوع هو يوم عطلتها فاسرع اليها قائلا

حاتم : ازيك يا سعديه ... انتى ... معلش نسيت اقول لك ما نجيش النهارده اصل .... اصل بصراحه عندى ضيوف 

كانت سعديه امراة كبيرة فى السن ويبدو انعا تعرف حاتم من زمن بعيد فقالت بابتسامة ساخرة 

سعدية : عندك ضيوف تانى يا استاذ حاتم ؟ ربنا يتوب عليك من الضيوف دول طيب ايه المشكله ؟ اول مره اجى الاقى عندك ضيوف ؟ 

حاتم : معلش اصل دول يعنى .... معلش بلاش النهارده 

سعديه : خلاص انا حانضف الدور ده واروق المطبخ وامشى علشان حتى المشوار ما يبقاش على الفاضى 

دخلت الى المطبخ لتجد بقايا التورته فى الثلاجة وبقايا الطعام الذى اعدته داليا فاندهشت ولكنها سارعت بغسل الاوانى والاطباق وترتيب المطبخ واصطحبت المكنسة الكهربائية عائدة الى الصالة لتجد داليا هناك فتاملتها وشعرت انها تختلف عن كل ما راتهن سابقا عند حاتم ولم يكن يعبا ان ترى ابا منهن الا هذه حاول جاهدا ان يصرفها حتى لا تراها رغم انها لا تعرفها قبلا 

كانت جميلة كالوردة تخطف القلوب حين تراها خسارة ان تسير فى هذا الطريق الشائك فلتدعو الله ان تكون تلك الوردة سببا فى هداية حاتم الذى تثق سعدية تماما ان بداخله خيرا ما زال نائما مستترا خلف المظهر العابث اللاهى وهى اكثر من يعرف ذلك لما فعله معها 

شردت تتذكر وفاة زوجها سائق المستشار فريد زهران فى الحادث الذى اودى بحياة الاثنين معا ورغم حزن حاتك وقتها ولم يكن جاوز العشرين بعد الا ان ذلك لم يمنعه من اقامة عزاء لائق لغامر سائق ابيه بعد دفنه الذى تاخر عدة ايام قضاها عامر فى العناية الفائقة قبل ان يلقى ربه بينما توفى المستشار فور الوصول للمستشفى وتذكرت كيف حاول حاتم كثيرا حملها على قبول راتب شهرى منه كمعاش لزوجها حتى تستطيع تربية ابنتها ولكن اصرارها على الرفض والبحث عن عمل جعله يعرض عليها الحضور لتنظيف شقته التى لا تجد فيها اى عناء 

افاقت من ذكرياتها على صوت داليا المرتبك 

داليا : ازيك يا ابله سعديه انا ... انا داليا جارة حاتم .... اصل اصل اصل امبارح نتيجتى طلعت ونجحت وكان حاتم هو اللى بيذاكرلى وعلشان كده صممت احتفل معاه 

ابتلعت ريقها بتوتر واضافت بمرح مصطنع 

داليا : انتى اكلتى من التورته ؟ دى بتاعة النجاح اصلى ... اصلنا سهرنا واتاخرت وخفت انزل بالليل متاخر واضطريت ابات بس انا كنت نايمه فى اوضة الضيوف 

ابتسمت سعديه كأنها تصدق كل ذلك وقالت ببساطة 

سعديه : الف مبروك يا بنتى التورته جميله بس انا سنانى ما تستحملش 

داليا : معلش حته صغيره علشان تباركيلى مش حتعمل حاجه 

سعديه : من عينيا علشان خاطرك حاكل من التورته الف مبروك قوليلى هو الاكل اللى فى التلاجه انتى اللى عاملاه ؟

داليا : اه ايه رايك حلو ؟

سعديه : شكلك طباخه وست بيت شاطره 

داليا : استنى عليا النهارده لما ادوقك المحشى بتاعى حتاكلى صوابعك وراه 

سعديه : يا بنتى الكولسترول هو انا بقيت اقدر اكل الحاجات دى ؟ 

داليا : انتى محسسانى ان عندك مية سنه ليه ؟ انتى لسه مش كبيره قوى للكلام ده واللا انتى زعلانه منى فى حاجه ؟

سعديه : ما عاش يا حبيبتى اللى يزعل منك انتى دخلتى قلبى من اول ما شوفتك 

داليا : خلاص نتغدى مع بعض النهارده 

......................

مرت عدة ايام انشغلا كثيرا فى العمل كانت داليا قد اتقنت كل شيء تقريبا حتى ان حاتم كان يقول دائما انها تفوقت عليه وانه اصبح يتعلم منها ولكن كان هناك جو من التوتر يخيم عليهما كلما اقترب موعد السفر 

بعد انتهاء العمل ركبا السيارة متجهين الى ابو قير والصمت ثالثهما طوال الطريق كان حاتم يتطلع اليها ويفتح فمه يهم بالكلام ثم يغلقه اما داليا فكانت تفرك كفيها بتوتر طوال الطريق وهناك بعد ان نزلا على رمال الشاطئ

حاتم : خلاص السفر كمان تلات ايام ؟

داليا : بالسرعه دى ؟ مش عارفه رغم اننا حجزنا مع بعض لكن مش عارفه ازاى الوقت عدى بالسرعه دى

حاتم : انا كمان مش عارف الوقت عدى ازاى كده فجاه لقيت فاضل تلات ايام 

داليا : هو ضرورى تسافر ؟ اه ضرورى ده شغل ومهم ربنا يوفقك وتكون بدايه قويه بس قصدى .... طيب انت حتغيب قد ايه 

حاتم : انتى عارفه حجز العوده كمان شهر هو شهر واحد مش اكتر ولما ارجع حاجات كتير حتتغير 

داليا : شهر بحاله تلاتين يوم اعيشهم من غيرك ازاى ؟ انا ماليش غيرك اتعودت اشوفك كل يوم 

حاتم : صدقينى انا كمان مش عارف حاعمل ايه فى الشهر ده ومش عارف حاعمل ايه بعده فيه قرار مهم بافكر فيه ولازم احسمه علشان لو نويت انفذ اول ما ارجع على طول 

داليا : قرار ايه ؟ خاص بالشغل برضه ؟

حاتم : لا بس مش عاوز اتكلم عن الموضوع ده دلوقت لما افكر واخد قرارى 

داليا : حاوصلك المطار طبعا ارجوك ما تقولش لا وعندى رجاء كمان افضل معاك التلات ايام دول 

حاتم : يا داليا مش حينفع  

داليا : مش حازعجك ولا حتحس بوجودى خالص زيى زى اى كرسى فى البيت حتى لو معاك واحده صاحبتك مش حاتكلم ان شالله تقول لها انى الخدامه بس ارجوك خلينى معاك التلات ايام دول 

سالت دموعها وهى ترجوه فزفر فى الم قائلا 

حاتم : داليا ارجوكى افهمينى انا خايف عليكى من كلام الناس 

داليا : ملعون ابو الناس انا ما يهمنيش غيرك طول ما انت راضى حتبقى الدنيا جميله ومش مهم اى حد ولا اى حاجه افهمنى انا بتاعتك ملكك من غير ما اطلب اى حاجه والايام دى حاكون بس مستنيه لو احتجت حاجه تلاقينى غير كده والله ما حتحس بوجودى ولا اضايقك ولو اتضايقت منى اطردنى 

صمت قليلا وتشابكت ايديهما واخيرا قطع الصمت قائلا بهدوء 

حاتم : يا داليا انا مش عاوز افارقك لحظه واحده لكن انا خايف عليكى من كلام الناس اى واحده غيرك مش حاشغل بالى ولا اخاف عليها هى حره هى اللى اختارت بارادتها لكن انتى غير اى حد بالنسبالى انتى مهمه جدا بالنسبالى ولما ارجع ..... لما ارجع ....

داليا : حتعمل ابه لما ترجع 

حاتم : لما ارجع حتعرفى بس دلوقت لسه القرار مش واضح 

داليا : يعنى انت مش موافق افضل معاك الايام دى ؟

حاتم : لا يا داليا بلاش علشان مصلحتك 

داليا : امرك بس حاوصلك للمطار 

حاتم : ده اكيد لازم تكونى اخر حاجه اشوفها قبل ما اسافر 

.....................

بعد الحاج واغق حاتم على مبيتها عنده الليلة الاخيرة قبل السفر ولكنها بدلا من الحضور ليلا حضرت من الصباح عند موعد وصول سعديه وصعوت الى غرفته فوجدته جالسا فى فراشه فارتمت عليه تحتضنه ونظرت الى وجهه المرهق 

داليا : شكلك ما نمتش طول الليل 

حاتم : ولا امبارح ولا اول من ساعة ما كنا فى ابو قير التفكير حيموتنى وقاعد من بدرى مستنيكى 

داليا : انا ما رضيتش اجى بدرى ظبطت ميعاد وصولى على ميعاد ابله سعديه قوللى ايه اللى شاغلك قوى كده بتفكر فى ايه ؟

حاتم : موضوع مهم بقالى مده بافكر فيه ومش قادر اخد قرار بس لازم خلال السفريه دى احسم قرارى النهائى 

داليا : موضوع خاص بالشغل ؟ لو بتفكر تنقل شغلك كله شرق اسيا انا مستعده اسافر معاك حتى سكرتيره 

حاتم : الموضوع مش خاص بالشغل الموضوع خاص بحياتى اهم موضوع فى حياتى كلها 

داليا : ممكن تقوللى عليه احاول اساعدك ؟

حاتم : الموضوع ده بالذات مش حينفع لازم اخد قرارى لوحدى بس حاقول لك اول ما ارجع اوعدك تكونى اول واحده تعرف 

داليا : طالما وعدتنى انا واثقه انك مستحيل تخلف وعدك انت اهدى وسيبها على الله وان شاء الله ترجع وانت واخد قرارك 

ادنى راسها منه وقبل جبهتها ولثم يدها فقالت 

داليا : استنانى شويه 

دخلت الى الحمام الخاص المرفق بالغرفة وعادت بعد قليل 

داليا : تعالى معايا تاخد حمام حلو كده علشان تهدى وجسمك يفك 

دخل الى الحمام وهى خلفه ومد يده يتحسس الماء فوجده دافئا 

حاتم : دى ميه دافيه احنا فى الصيف يا داليا 

داليا : الميه الدافيه تفك الجسم وتعمل استرخاء وتريح الاعصاب وانا كمان حاعمل لك ماساج وانت فى الحمام 

حاتم : ازاى ؟ انا مستحيل اخد حمام قدامك اقلع هدومى قدامك ازاى ؟

نظرت اليه بابتسانة وقالت مازحة 

داليا : ولد حتتكسف من ماما ؟ الولاد الشاطرين يقولوا لماما حاضر 

ابتسم رغما عنه قائلا 

حاتم : حاضر يا ماما 

ولكنه صمم على نزول الحمام بالشورت فجلست بجوار البانيو تدلك ضهره وكتفيه فشعر بالاسترخاء وكاد يغفو وقال بصوت ناعس 

حاتم : تصدقى عندك حق ؟ انا بانام فعلا 

داليا : ولسه لما تدخل سريرك حادلك رجليك عارف ده بقى بينشط الدوره الدمويه وتنام بعمق 

حاتم : لا لما ادخل السرير حتيجى جنبى واخدك فى حضنى علشان اقدر احس بالراحه والامان انا فعلا باحس بالراحه والامان فى حضنك 

داليا : حقيقى ؟

مد يده خلف ظهره وامسك يدها قربها اليه يقبلها قائلا 

حاتم : طبعا مش انتى ماما ؟

....................

فى السيارة الليموزين فى الطريق الى المطار قالت داليا باضطراب 

داليا : قلبى مقبوض الهم اجعله خير استر يارب 

حاتم : خير الهم اجعله خير انا حاحاول ارجع فى اقرب وقت حتى مش حاستنى ميعاد العوده نفسى ارجع فى اقرب وقت 

داليا : المهم ترجع بالسلامه 

حاتم : داليا انا عاوز اقول لك ..... قصدى اقول خلى بالك من روحك 

داليا : انت اللى تخلى بالك من روحى انا روحى مسافره معاك اللى فاضل هنا جسد بلا روح مستنيه عودة الروح لما ترجع بالسلامه 

وصلا الى المطار ودخلا تتبعهما الحقائب وانهى اجراءات السفر وقبل دخول صالة المغادرة وقف امامها وقبل يديها 

حاتم : انا .... ا .... انا 

داليا : عاوز تقول ايه ؟

حاتم : عاوز .... اه التوكيل اللى انا عملته وكل الاوراق الخاصه فى المكتب كل اللى يخص حساباتى فى البنوك واملاكى وانا اديت تعليمات لكل مديرين البنوك ان كل تصرفاتك مقبوله عندى كأنك حاتم بالظبط 

داليا : ما تشيلش هم اى حاجه تلميذتك قد المسئوليه وان شاء الله ارفع راسك بس حاول ترجع بسرعه 

توقفت عن الكلام قليلا ثم اضافت بحيرة وقلق 

داليا : مش عارفه قلبى مقبوض ليه وحاسسه ان فيه حاجه حتحصل ربنا يستر 

كان حاتم ايضا يشعر بانقباض لا يدرى سببه كان يشعر ان شرا ما سيقع وكان يتمنى لو ان شرا وقع ان يصيبه هو لا هى وهى ايضا كانت تدعو الله لو ان شرا وقع ان يصيبها هى لا هو .

سمعا النداء الاخير للرحلة فارتجفا ونظر كلاهما للاخر وبلا اى كلمة ارتمت فى احضانه وخى تبكى فشدد على احتضانها بقوة قائلا 

حاتم : ارجوكى يا داليا مش عاوز اخر حاجه اشوفها دموعك 

كفكفت دموعها وقالت وهى تحاول الابتسام 

داليا : حاضر انا اسفه ما قدرتش امسك نفسى بس ممكن قبل ما تمشى توعدنى اوى ما توصل تطمننى عليك ؟ 

حاتم : اكيد طبعا انا لازم اول ما اوصل اجيب خط واتصل بيكى مش علشان اطمنك عليا لا علشان اتطمن عليكى 

داليا : طيب ياللا ادخل علشان تلحق الطياره 

حاتم : ممكن قبل ما ادخل بوسه اخيره ؟

ادنى شفتيه من شفتيها وقبلها واحتضنها ثم باعد بينه وبينها وقبل يديها وهى تجاهد لتكتم دموعها حتى غادرها الى صالة المغادرة

يتبع

مجمع الرواية من هنا

رواية دماء علي اوراق الورد الجزء الاول 1 الفصل الثالث عشر 13 بقلم اثر توفيق من هنا

Mohamed ME
Mohamed ME
تعليقات