📁

رواية دماء علي اوراق الورد الجزء الأول 1 الفصل الرابع عشر 14 بقلم اثر توفيق

اول دماء علي اوراق الورد الجزء الأول 1 الفصل الرابع عشر 14 بقلم اثر توفيق


دخلت الى شقتها الخالية دون ان تعبا بمسح دموعها ظنا منها ان امها مسافرة ولم تكد تغلق الباب حتى سمعت هذا الصوت الذى اثار الرعب فى قلبها 

: يا ترى الهانم المخترمه كانت بايته فين من امبارح 

فاجأها الصوت القاسى الذى طالما كانت تخشاه اكثر من الموت ذاته لم يكن صوت امها ولا ذلك القمئ زوج امها ولكنه كان صوت ذلك الذى سمعت كثيرا ان يديه ملطختان بالدماء خالها حامد الهوارى ذلك الذى يبدو لناظريها كأحد زعماء مطاريد الجبل بوجهه الحجرى الذى لا يعرف الابتسام وطوله الفارع وشاربه الكث وسلاحه الذى يبدو واضحا تحت طيات ثيابه .

سمعت كثيرا ان هذا القاسى رجل مشبوه يدير عملا خارجا عن القانون ويستعين بالعديد من الرجال الهاربين من احكام ولكنها لا تعرف على وجه اليقين ما عمله كل ما تعرفه انها تكرهه كثيرا وتخشاه اكثر وهاهى الان تجده فى انتظارها ويعرف ايضا انها لم تكن تبيت فى الشقة .

حاولت داليا ان ترد ولكن الكلمات اختنقت فى حلقها وهو يقترب منها وعيناه تلتمعان ببريق الشر ويقول 

حامد : الكلام اللى سمعته عنك انتى والكلب الصايع ده صح ؟

داليا : كلام ايه ؟

حامد : انك ماشيه معاه ومرافقاه رايحه وجايه معاه ليل ونهار اوعى يا بت تكونى فاكره ان عينى غفلانه عن عمايلك السوده انا عارف عنك كل حاجه وكنت مستنى اللحظه المناسبه علشان اعرف المك واعلمك الادب مش خلاص حبيب القلب الكلب السافل ده سافر ؟ مش لسه جايه من المطار ؟

خفق قلبها بشدة اذن هو يعرف كل شيء لا داعى للخوف اذن فقالت بشجاعة 

داليا : من فضلك يا خالى ما تشتموش 

رفع كفه عاليا وهوى على وجهها بصفعة قوية اسالت الدماء من شفتيها وهو يزأر كالاسد 

حامد : انتى بتردى عليا وتدافعى عنه يا بنت الكلب ؟ 

مسحت الدماء من شفتيها ولمعت عيناها بغضب قائلة 

داليا : اول مره حد يشتم ابويا ويمد ايده عليا 

حامد : انتى لسه شوفتى حاجه ؟ انا حاقطع جتتك وارميها للكلاب قبل ما تجيبيلنا العار يا فاجره 

جذب شعرها بقسوة والقاها ارضا واخرج من تحت عباءته سوطا اسود اللون مرعب الشكل وانهال عليها جلدا وهى تصرخ وتستغيث ولكن لم ينجدها احد حتى رات امها قادمة هى وزوجها فهتفت تستنجد بها ولكنها شعرت بالصدمة حين سمعتها تقول 

رجاء : خدها يا حامد على البلد وخلص عليها وتاوى جتتها فى البلد الفاجره 

حامد : لا انا عندى ليها موته احسن بكتير اعملى حسابك يا بت انتى جالك عريس وانا وافقت عليه وبكره كتب الكتاب 

ارتمت على قدمه تقبلها راجية 

داليا : ارجوك يا خالى ابوس رجلك مش عاوزه اتجوز 

حامد : هى كلمه وقلتها علشان نلم الفضيحه العريس شغال فى السعوديه وحياخدك وتسافرى معاه هاهاها مبروك يا عروسه 

قالها وهو يدفعها بقدمه فى صدرها بغلظة جعلتها تشعر بالياس الشديد وتقول بعناد 

داليا : مش حاوافق الجواز ما ينفعش من غير موافقتى 

حامد : من حقك ترفضى بس اعملى حسابك لو رفضتى حبيب القلب حيموت بطلقه فى المطار يوم رجوعه من السفر 

داليا : لا الا حاتم حاتم مالوش دعوه انا موافقه وحاعمل كل اللى انت عاوزه بس مالكش دعوه بحاتم 

حامد : هاتى تليفونك يا بت 

داليا : عاوز التليفون ليه ؟

حامد : انتى حتناقشينى ؟ قلت هاتى التليفون 

اخرجت هاتفها فانتزعه منها واخرج الشريحة وكسرها والقاها ارضا ووضع الهاتف فى جيبه وقال موجها كلامه لرجاء 

حامد : البت دى تتحبس فى اوضتها حنيجى مع العريس وعمه ومعانا الماذون الساعه سبعه حنكتب الكتاب وبعد كده تسافر معاه 

ثم وجه كلامه لداليا قائلا بسخرية 

حامد : انا جيت من اسبوعين وكنتى صايعه بره وقعدت هنا يومين بحالهم يا فاجره انا اخدت جواز سفرك علشان عريسك يبدا فى اجراءات سفرك حتسافرى معاه لحد ما الناس تنسى فضيحتك مبروك يا هاها عروسه 

......................

حاولت الهرب بلا جدوى كانت غرفتها مغلقة بالمفتاح واضطرت للبقاء حتى مساء اليوم التالى وهى عاجزة عن الاستغاثة باى انسان وفى المساء حضر حامد ودخل غرفتها ومعه الماذون وشخص يشبه حامد فى قسوته وجبروته عرفت انه عم العريس وكان معهم جوده وسالوها عن موافقتها فلم ترد فصاح حامد بقسوة 

حامد : ردى يا بنت الكلب 

اساءها اكثر ما اساءها ان يسبها بابيها الا انها نكست راسها فى ذل وقالت 

داليا : موافقه 

وبعدها نظرت نحوه نظرة تجمع بين الرعب والكراهية والرغبة فى الانتقام 

.......................

حضر العريس بعد يومين لاصطحابها الى المطار ولم تكن قد راته من قبل كانت تراه لاول مرة وقد عجزت ان تصف شيئا كهذا كان قصير القامة اقصر منها اصلع الراس الا من شعيرات على جانبى الراس اطالها ليغطى بها صلعته يلبس نظارة طبية معروفة باسم كعب الكباية تعكس ضعف بصره الشديد وكان بدينا بعض الشيء نصفه السفلى المترهل اكثر بدانة من العلوى ولم يكن يتكلم ابدا حتى طنته ابكم فى البداية باختصار كانت رؤيته بالنسبة لها صدمة اخرى ولكنها سلمت للاقدار درءا للاخطار عن حاتم فهى تدرك تماما ان خالها قادر على انفاذ تهديده بقتل حاتم وكانت تخشاه بشدة 

لم تستطع داليا فعل اى شيء الا انها كتبت خطابا لحاتم ووضعته فى جيبها انتظارا لنزولهم وفل الاسفل احتضنت احلام زوجة ابراهيم البواب ووضعت الخطاب فى جيبها خلسة وهمست لها سرا ان تسلمه لسعديه فى يدها وهى كانت كأبيها عطوفة مع ابراهيم وزوجته وكانوا يكنون لها مكانة خاصة ولذلك اوصلوا الرسالة الى سعديه دون ان يخبروا احدا بامرها 

حين اخذت سعديه الخكاب اخبرتها احلام ان الخطاب لها ففتحته بحسن نية ولكنها قرات السطر الاول 

( عزيزى حاتم ) فاغلقته سريعا ووضعته على الكومود فى غرفة النوم دون ان تكمل قراءته 

.....................

وصلت داليا الى مطار الرياض اولا ومن هناك استقلت مع زوجها على عبد الرحيم سلامه طائرة داخلية الى الدمام فقد كان حامد متعجلا على السفر فلم ينتظر حتى موعد الطائرة المباشرة الى الدمام وهناك عرفت ان زوجها على عبد الرحيم سلامه يعمل كندوب مبيعات فى المملكة منذ عشر سنوات وفكرت انه شخص يسهل خداعه بشان عذريتها ولكنها كانت مخطئة فقد كانت تنتظرها مفاجأة اقسى من كل ما مرت به 

فى اليوم التالى للسفر اعدت داليا العدة لخداع على ولكنه تعلل بالارهاق وطول السفر فى ذلك اليوم والذى يليه والذى يليه سلسلة من الاعتذارات بسبب الارهاق او الانشغال فى العمل او غيرها من الاعذار حتى مر عشرين يوما على وصولهم للمملكة دون ان يمسها فتحينت يوم الجمعة موعد اجازته الاسبوعية واعدت عدتها وانتظرت حتى اقبل الليل 

داليا : انت مش شايف يا على اننا عرسان جداد اللا ايه رايك ؟

على : اه ايوه فيه ايه ؟ 

داليا : فيه ايه ؟ لحد دلوقت مافيش حاجه مافيش حاجه خالص عاوزين ننام 

على : طيب ادخلى نامى اصل فيه فيلم جاى دلوقت مستنيه 

داليا : نعم ؟ فيلم ايه يا بنى ادم ؟ عاوزين ندخل اوضة النوم انا وانت 

على : طيب نتفرج على الفيلم وندخل 

داليا : مافيش زفت افلام 

قامت بغضب واطفات التليفزيون ووقفت امامه بتحدى فقام صاغرا وتبعها الى غرفة النوم وخلعا ملابسهما واطفا النور ونامت هى على الفراش وجلس هو على حافة الفراش بجوارها فامسكت بيده وجذبته اليها فنام بجوارها وقبلها فشعرت بتقزز ونفور ولكنها تحملت وهى تمد يدها فى الظلام تفتح درج الكومود بدون صوت وانتظرت ولكنه انتفض فجاة وجلس على حافة الفراش وصاح باكيا 

على : مش قادر مش قادر 

اغلقت الكومود واضاءت الكشاف الصغير المجاور للفراش وسالته بفزع 

داليا : فيه ايه يا على ؟ مالك فيه ايه ؟ 

على : مش عارف انا ... انا مش قادر 

داليا : طيب معلش ما تخافش يا على خلينا بكره قوم شوف الفيلم 

خرج الى الصالة مسرعا واعتدلت هى فى الفراش تفكر فيما حدث منذ الصباح 

( لقد كانت مرعوبه وهى تذبح الدجاجة التى اشترتها حية من السوق وتختفظ ببعض من قطرات الدماء فى بالونة اطفال وضعتها فى الكومود وهى لن تفعل ذلك كل يوم وهى ايضا لا تعرف ما اصابه ولكنها لابد ان تعرف ولابد ان تنتهى من تلك القصة سريعا )

قامت خلفه وجلست بجواره فى غرفة المعيشة امام التليفزيون فزاغ ببصره عنها فقالت بحدة 

داليا : سيبك من التليفزيون يا على وكلمنى 

على : عاوزه حاجه ؟

داليا : طبعا عاوزه حاجه ده اساس الجواز اومال اتجوزنا ليه ؟

على : طيب الايام جايه كتير اصل انا اول مره وخفت 

داليا : هو انا اللى مش اول مره ؟ جرالك ايه ؟

على : معلش مش قصدى 

داليا : خلاص يا على بس اعمل حسابك لازم بكره ضرورى 

على : لازم بكره ؟ مستعجله ليه ؟ 

داليا : مستعجله ؟ هو انت اهلك ما بيسالوش ؟ احنا قربنا على شهر 

على : عمى الحاج عمران اتصل بيا وسال قلتله لسه اصلنا تعبانين من السفر 

داليا : يا نهار اسود تعبانين بعد عشرين يوم ؟ وقلت ايه تانى ؟

على : وتانت اتصلت قلتلها نفس الكلام 

داليا : تانت ؟ تانت مين دى كمان ؟

على : امك 

داليا : الكلام ده حصل امتى ؟

على : لا ده كذا مره 

ضربت كفا بكف وقالت بغضب 

داليا : يا نهار اسود ومنيل وما قلتش ليه ؟ انت بتفضح نفسك وتفضحنى ؟ اسمع بكره لازم تكلمهم الصبح وتقول لهم انه حصل النهارده زى المتجوزين وبعدها بقى نخلص بكره ضرورى ويا انا يا انت بكره

يتبع

مجمع الرواية من هنا

Mohamed ME
Mohamed ME
تعليقات