📁

رواية دماء علي اوراق الورد الجزء الأول 1 الفصل السابع عشر 17 بقلم اثر توفيق

رواية دماء علي اوراق الورد الجزء الأول 1 الفصل السابع عشر 17 بقلم اثر توفيق 


عاد الى مصر اخيرا بعد اقل من اسبوعين واستقل ليموزين الى بيته وكعادته قطع الطريق محاولا الاتصال بداليا بلا جدوى وهناك وجد الشارع مقفرا كأن لا حياة فيه واستقبله سعيد حارس العقار وحمل حقائبه حتى المصعد ووقفا فى انتظار هبوط المصعد وسعيد لا يخفى فرحته بعودة حاتم ولكنه مع ذلك كان متوترا كأنما ينتظر سؤالا محددا 

حاتم : قوللى يا سعيد كنت عاوز اسال عن ....

سعيد : سافرت يا بيه اتجوزت وسافرت 

حاتم : انت تقصد مين ؟ مين اللى سافرت ؟ انت عارف انا عاوز اسال عن ايه ؟

اشاح سعيد بوجهه وقال بصوت هامس محاذرا ان يسمعه غيرهما 

سعيد : كتت باشوفها بتطلع عندك يا بيه وكنت بادارى نفسى علشان ما تعرفش انى شفتها اصل معزتها كبيره قوى عندى هى والمرحوم ابوها صراحه يا بيه فى الاول زعلت علشان كنت شايفها مش وش كده وما تزعلش منى انا كنت شايفك راجل عايش بمزاجك والنسوان واحده طالعه وواحده نازله لكن لقيت احوالك اتغيرت بعد ما عرفتها وبقيت بنى ادم تانى احسن مليون مره وانت يا بيه ليك معزه كبيره عندى اصل المرحوم والدك طول عمره كانت افضاله عليا وعلى ابويا قبلى وكنت زعلان عليك اكتر ما انا زعلان منك ولما لقيت احوالك اتغيرت قلت يمكن ربنا بعتهالك علشان يهديك 

حاتم : انت فاهم غلط يا سعيد الانسه داليا انسانه محترمه انا كنت بادربها عل. شغل البورصه وكانت بتيجى عندى تراجع الاسهم والنشرات والطلبات وما حصلش بينى وبينها شيء غلط 

توقف المصعد امامهم وركب حاتم ووضع سعيد الحقائب وركب معه وصعدا للاعلى وسعيد صامت ويبدو عليه التفكير وبعد الوصول للطابق الثالث وادخال الحقائب وقبل ان ينصرف قال 

سعيد : شوف يا بيه انا مش فاهم حاجه من اللى قلته لكن مصدقك وانا كده ارتحت انا متاكد انها انسانه محترمه واهلها ناس محترمين الدكتور الله يرحمه كانت كل الناس بتحبه وهى كمان كل الناس بتحبها بس يعنى ما تآخذنيش احنا نعرف منين انه كان شغل ؟ اللى الناس شايفاه ان واحده دخلت شقة واحد 

حاتم : عندك حق يا سعيد احنا يمكن ما حسبناش كده واكيد عندنا غلط بس قوللى هى اتجوزت ازاى وسافرت امتى ؟ ازاى يعنى انا ما غبتش كتير 

سعيد : زى ما تكون امها كانت مستنيه سفرك تانى يوم جوزوها واليوم اللى بعده على طول سافرت وخالها كان موجود ومنعوها من الخروج خالص تصدق يا بيه ماحدش عرف حاجه خالص الا وهى نازله على المطار 

حاتم : وعريسها ده شكله كويس ؟ يعنى شكله محترم وابن ناس ؟ 

سعيد : ماحدش شافه يا بيه ابراهيم بواب عمارتها بس اللى شاف ناس جايه مع خالها والعريس معاهم لكن حتى ما عرفش هو مين فيهم جم خدوها ومشيوا من غير ولا حتى زغروطه 

دمعت عينا سعيد وهو يتذكر بحسرة 

سعيد : بقى الورده المفتحه اللى بتنور الشارع كله تتجوز بالشكل ده ؟

......................

فى الصباح التالى حضرت سعديه لتجد حاتم جالسا فى الصالة بملابسه كامله كما وصل 

سعديه : استاذ حاتم حمد الله على السلامه انت رجعت بدرى من السفر 

حاتم : الله يسلمك يا سعديه وصلت امبارح بالليل 

سعديه : ومقضى الليل كله هنا على الكنبه حتى ما غيرتش هدومك ؟ مالك انت تعبان من السفر ؟ هى السفريه بتاعتك باظت ؟

حاتم : يا ريتها باظت ولا كنت سافرت اصلا انا حياتى كلها باظت 

سعيده : ما تقولش كده انت لسه فى عز شبابك وحياتك لسه فى اولها ايه اللى حصل ؟

حاتم : انتى ما عرفتيش اللى حصل لداليا ؟ اللى شفتيها عندى هنا 

سعديه : عرفت وزعلت اوى لكن بايدى ايه واللا انت بايدك ايه ؟ على فكره هى سايبالك جواب على الكومودينو فوق 

حاتم : هى جت هنا ؟

سعديه : لا دى احلام اللى عندها فى العماره اللى اديتهولى وقالتلى انه ليا وحكتلى اللى حصل وقالتلى انهم غاصبينها على الجوازه دى وانهم اتفاجئوا وهم مسفرينها والا ما كانوش سكان العماره سكتوا انا فتحت الجواب غصب عنى علشان قالت انه علشانى 

اسرع الى غرفة النوم فوجد ظرفا على الكومود فتحه واخرج خطاب داليا الذى كتبته قبل السفر وقراه 

........

عزيزى حاتم 

بعد عودتى من المطار وجدت خالى بانتظارى وقد عقد العزم على تزويجى مستغلا سفرك لم اعلم كيف عرف بسفرك كأنه كان ينتظره بل هو بالفعل كان ينتظره وحين وصلت جلدنى بكرباج احضره معه خصيصا حتى ادمانى ولكنى لم اخضع الا بعد ان هددنى بقتلك ان لم اوافق وافعل يا يامرنى به وانا اعرف جيدا انه لا يتورع عن ارتكاب جريمة قتل وقد سمعت انه فعل ذلك قبل وان يداه ملطختان بالدماء .

هو فى نظرى ليس اكثر من خارج على القانون وبلطجى لا اعرف ما يفعله ولكنه ليس انسانا بل وحش متحجر القلب منعدم الضمير اخشى عليك جدا منه كما اخشاه على نفسى اكثر من الموت نفسه .

صدقنى يا حبيبى وسيدى ومالك روحى لو انه هدد بقتلى كنت اموو راضية خيرا من ان اكون لسواك ولكنه هدد بايذائك انت وانا وقلبى وروحى فداء لك .

لقد زوجونى اليوم وسوف اسافر مع رجل لم اعرف اسمه ولا حتى رايته حتى تلك اللحظة ولا يهمنى حتى ان اعرف من هو فان كانوا قد حكموا على جسدى الفانى بان يكون ملكا لغيرك فانى اعدك ان يبقى قلبى النابض بحبك ملكا لك للابد حتى يتوقف عن النبض واعدك ان تبقى روحى ملكا لك حتى اخر العمر وحتى بعد ان ينتهى العمر .

احبك كما فعلت سابقا وسابقى على حبك حتى اموت احبك وسيبقى حبى لك حيا بعد الموت احبك ولن افعل شيئا سوى ان احبك احبك ولهءا خلقت ومن اجل هذا اعيش وعلى هذا اموت 

مرادى لو  وضعتك يا حبيى 

                 مكان النوم من عينى وجفنى 

شربت كؤوس حبك مترعات 

                فإن  ترنى  سكرت  فلا  تلمنى 

حبيبتك المخلصة دوما والى الابد 

داليا 

................

قرا الخطاب مرات ومرات وانتهبته الهواجس عن مصير داليا وبحث كثيرا حتى عرف ان اسم زوجخا هو على عبد الرحيم سلامه وانه يعمل فى السعودية وانهما سافرا الى المملكة على الطايرة المتجهة الى الرياض .

حمد الله رغم كل شيء انها سافرت للسعودية فعلا فقد انتهبته الافكار الشيكانية والهواجس وظن احيانا لما يسمعه عن طبائع اهل الصعيد انهم اخذوها الى هناك و ......

لالالا لقد شط خياله كثيرا ولكن الحمد لله انها حية وتعيش هناك بعيدا حيث لا يعرف ان كانت سعيدة ام لا ولكنها حية وسوف تعود يوما ما .

لم يستطع ابراهيم افادته بالكثير سوى ان قال ان العريس من الصعيد وحتى هو لم يميزه بين من حضروا وقال ايضا انه يظن انها زيجة بالغصب وانهم تكتموا الامر تماما حتى فوجئ الجميع بسفرها واسقط فى يدهم وان بعض السكان حاول الاعتراض الا انهم صمتوا حين راوا قسيمة الزواج .

بالطبع لم يستطع الاقتراب من ام داليا او زوجها الذى حضر للاقامة الدائمة معها فقد كانت العلاقات بينهما وبين اغلب الجيران سيئة جدا كما ان ظروف الزيجة الغريبة توحى بانهم على علم تام بعلاقته بداليا اذن لن يمكنه ابدا الاقتراب منهما وما عليه الان سوى انتظار عودتها وان يتمنى لها السلامة .

حاول حاتم كثيرا الانخراط فى العمل ولكن التفكير الدائم فى داليا والقلق على مصيرها جعله يهمل فى عمله ومظهره وكل شيء ولم يعد يهتم بشيء سوى محاولة تقصى اخبارها باى وسيلة دون ان يعلم بالكثير ولم يعد يهتم فى النهاية سوى بشيء واحد هو زيارة الاماكن التى جمعت بينهما واستعادة ذكرياتهما معا وبالاخص ذلك المطعم الراقى على البحر الذى كانت تعتبره مكانها المفضل اصبح يذهب هناك فى الغذاء والعشاء وربما لا يتناول الطعام ويكتفى بالقهوة ويحلم بها او يتخيلها تجلس امامه تحادثه تلاطفه تشكو اليه وهو يبادلها احاديثها بهمس مرة وصوت عالى مرة يضحك مرة ويبكى مرات حتى ظن به البعض الظنون ولكنه كان من العملاء المميزين فلم يهتم عاملوا المطعم بغرابة اطواره المستحدثة

مجمع الرواية من هنا

رواية دماء علي اوراق الورد الجزء الأول 1الفصل الثامن عشر 18من هنا

Mohamed ME
Mohamed ME
تعليقات