📁

رواية دماء علي اوراق الورد الجزء الأول 1 الفصل العشرون 20 بقلم اثر توفيق

رواية دماء علي اوراق الورد الجزء الأول 1الفصل العشرون 20 بقلم اثر توفيق

 

حاتم : انا جاى دلوقت مخصوص علشان اسمع حكايتك وحكايته 

محروس : حاحكيلك يا باشا وانا راضى ضميرك 

flash back

كان محروس موظفا فى احدى شركات تفريغ الحبوب فى ميناء الدخيلة كميكانيكى وكان يجيد عمله اجادة تامة وكان دخله جيدا وكان يتمتع بالخلق الحسن والطيبه والتواضع ولم يكن يبخل على احد بالمعونة لذلك كان محبوبا من كل زملائه ومرؤوسيه .

وحدث ان استقال رئيس قسم الميكانيكا وظن الجميع ان المرشح للترقية هو محروس نظرا لتميزه فى العمل ولكن تم تعيين شاب قليل الخبرة بسبب قرابته لاحد المسئولين فى هيئة الميناء ولم يكن بكر رئيس القسم الجديد يمتلك الخبرة ولا الكفاءة للمنصب فاصبح الكثيرون يعقدون المقارنات بينهما مما اوغر صدر بكر على محروس فاصبح يتعمد اهانته والاحتكاك به لاتفه الاسباب وبدون اسباب احيانا وتحمل محروس كثيرا من اجل الحفاظ على لقمة عيش لا غنى عنها لاولاده .

اثناء تفريغ احدى حمولات سفينة فى الميناء حضر مدير عام الشركة لمتابعة العمل وتعطلت سيارته اثناء الزيارة وتطوع بكر لاصلاحها ولكنه فشل فى معرفة الخلل وكاد يتسبب فى احتراق المحرك فغضب المدير وصاح فيه بحدة 

المدير : لما انت ما بتفهمش ومش عارف العيب بتمد ايدك فى العربيه ليه حتبوظها اكتر ؟ يا محروس شوف انت العربيه 

اخذ محروس المفتاح وادار المحرك واخذ دورة سريعة بالسيارة ثم طلب احضار قطعة غيار معينة وقام بتركيبها واصلح الخلل فصاح المدير امام الجميع 

المدير : الله يخرب بيت الواسطه اللى تخلى اللى ما يفهمش ريس واللى بيفهم يشتغل نحت ايده خد يا محروس 

واعطى محروس مكافاة مالية مجزية فزاد حقد بكر عليه وبعد انصراف المدير اقترب بكر من محروس وصفعه على قفاه قائلا بغل 

بكر : بتتحنجل يا ابن ال ..... وحياة امك يا انا يا انت فى الشركه 

ابتلع محروس الاهانة حفاظا على عمله وقال باعتذار

محروس : هو انا عملت حاجه يا ريس بكر ؟ انا صلحت العربيه بحسن نيه ده المدير بتاعنا 

بكر : حسن نيه ؟ انا عارف ان نفسك ومنى عينك تمسك ريس لكن ده بعدك 

محروس : والله ولا عاوز امسك ريس ولا غيره انا كل اللى عاوزه احافظ على اكل عيشى وقوت عيالى 

بكر : كداب انا عارف الاشكال دى وحياة امك حاقطع عيشك من هنا 

اصبح بكر يتعمد اهانته وسبه كلما رآه ومحروس يتحمل كل اهاناته امام كل العاملين بالشركة حتى جاء يوم جمعة الاجازة الاسبوعية للشركة واصطحب محروس زوجته واطفاله الى سوق الورديان لشراء بعض اللوازم والتنزه قليلا واثناء التجوال اشترى مفتاح انبوبة كبير الحجم وضعه كعادته فى الجيب الخلفى واثناء ذهابهم لشرب العصير رآه بكر الذى كان برفقة اثنين من اصدقائه قاقترب منه دون مراعاة لاولاده وزوجته وصاح امام الجميع 

بكر : انت بتعمل ايه هنا يالا يا ابن ال ...

وسبه بامه فنظر محروس الى زوجته واطفاله ثم نظر لبكر قائلا 

محروس : الله يسامحك يا ريس بكر انا مع عيالى زى ما انت شايف 

بكر : ايه يعنى مع عيالك ؟ انت عامل نفسك راجل قدام عيالك ؟ خليهم يعرفوك على حقيقتك 

محروس : يعنى انت شايف ان يصح الكلام ده قدام الحريم ؟ انا استحملت منك كتير انما قدام اهل بيتى كمان ؟ 

بكر : مش عاجبك يا روح امك ؟ طيب ايه رايك حاديك بالجزمه قدامهم 

وانحنى ليخلع حذاءه ولم يتحمل محروس اكثر من ذلك وغلى الدم فى عروقه فاخرج المفتاح من جيبه وضرب بكر على راسه ضربة واحدة قتلته فى الحال 

back

انتهى محروس من قصته وقال 

محروس : ايه حكمك يا باشا ؟ ده اللى حصل بالحرف والاتنين اللى كانوا معاه شهدوا فى صفى وكل زمايلى حتى المدير شهدوا معايا علشان كده المحكمه قدرت ظروفى وحولتها من قتل لضرب افضى للموت وادتنى حكم مخفف 

حاتم : انت معذور فى اللى عملته ولو بايدى الحكم ما كنتش حكمت عليك اصلا لكن برضه ده ما يمنعش انى ما ارضاش بالبلطجه اللى عملتوها 

جابر : يا باشا والله ما هى بلطجه ولا فكرنا فيها كده يا باشا انا حاحكيلك كل حاجه من الاول وانت احكم 

flash back 

 بعد سجن محروس لم تستطع زوجته دفع ايجار سكنها فى الورديان وطردت منه فذهبت للاقامة مع اخيها جابر هى واطفالها فل الوقت الذى كان جابر يمر بظروف سيئة ويعانى من كساد العمل فى الورشة حتى انه اضطر لبيع بعض قطع العدة لاطعام ضغاره وصغار اخته وبعد خروج محروس من السجن لم يجد مكانا سوى عند جابر فى شقته الضيقة وكانا يخرجان صباحا للبحث عن اى عمل وفى نهاية المطاف يلجآن للجلوس فى الورشة .

وفى احد الايام كانا يجلسان فى الورشة وجيوبهما خاوية وهما يبحثان عن اى سبيل لشراء الطعام للصغار حين مر عليهم مجموعة من الغرباء من منطقة الرمل الميرى يتزعمهم رجل طويل القامة ضخم الجسم اقترب منهما قائلا

الرجل : السلام عليكم يا رجاله 

جابر : وعليكم السلام ورحمة الله 

الرجل : مين صاحب الورشه دى ؟

جابر : انا يا معلم خير ؟

الرجل : عاوزين خمسميت جنيه يا معلم 

جابر : خمسميت جنيه بتوع ايه ؟ انت مين الاول 

قال الرجل بتهديد 

الرجل : ادفع الاول وبعدين ابقى اسال بتوع ايه 

جابر : هو البعيد ما عندوش نظر ؟ دى الورشه قدام عينك بقت على الارض انا لو فى جيبى خمسه جنيه كنت جبت طفح لعيالى بدل قعدتى دى 

الرجل : اتصرف استلف علشان الورشه دى ما تتطربقش على دماغك ودماغ اهلك 

جابر : طربقها هو انت شايفها عمرانه ؟ هى متطربقه لوحدها 

اخرج الرجل من جنبه سيفا كبير الحجم وضرب جابر بصفحته على كتفه قائلا بغضب 

الرجل : باقول ايه انت شكلك مش ناوى تجيبها البر 

رفع حابر يده يدفع السيف عنه واندفع الى داخل الورشة واحضر مفتاح كوريك طويل باقى من العدة وخرج اليهم فاندفع محروس اليه يحتضنه قائلا للرجل 

محروس : معلش با معلم سيبنا يومين بس ندبر نفسنا واللى انت عاوزه حنعمله 

الرجل : علشان خاطرك حاسيبك يومين بس ابقى عقل صاحبك بدل ما تيجى تقعد على تلها لوحدك انا حاعدى بعد بكره العصر تدبروا نفسكم بدل ما تطلع تقرا الفاتحه على صاحبك بينا يا رجاله 

اخذ رجاله وانصرفوا ومحروس يتشبث بجابر يمنعه من التهور حتى اختفى الغرباء 

محروس : انت عاوز تودى نفسك فى داهيه بدل ما يخبطك خبطه يموتك ومالكش ديه انت عارف اليومين دول قلق ولا فيه حكومه ولا حد يحوش عنك 

جابر : يعنى انت شايف ؟ نجيب منين ولو فيه فلوس نجيب اكل للعيال واللا ندفعهم فرده ؟ هى ناقصه بلطجه كمان ؟ 

محروس : خلاص يبقى نخلع بصنعة لطافه وبلاها قعدة الورشه خالص انشالله نشوف حد يأجرها وندور على اكل عيشنا بره 

جابر : طيب والناس اللى بقالى سنين فى وسطهم ؟ واللا عم حايين علينا احنا وبس ؟ 

اغلقا الورشة وذهبا لسؤال باقى المحال والبوابين وعرفوا ان هؤلاء الرجال قد مروا على كل المحلات تقريبا وحصلوا من بعضهم على مبالغ مالية بالفعل فقرر جابر انه لن يستسلم وبالفعل باع بعض العدة المتبقية فى الورشة ثم ذهبا الى منطقة باكوس الشعبية التى يسكن فيها قريبا من لوران وبدا فى جمع بعض الشباب من العاطلين عن العمل من ابناء منطقته وفى اليوم المحدد اعد كمينا للغرباء ولكن اصحاب المحلات خافوا من التعاون مع جابر وفضلوا البقاء بعيدا عن الصراع 

وفى اليوم الموعود حضر جابر ورجاله وانتظر احدهم عند المغسلة واثنان عند محل الخضروات والبعض عند السوبر ماركت حتى حضر رجال الرمل الميرى الى الورشة واثناء حوارهم مع جابر اعطى الاشارة لرجاله فهجموا على الباقين واستطاعوا التغلب عليهم وطردهم بعد معركة حامية بعد ان حصلوا منهم على بعض الاموال والسلاح الابيض وفرد خرطوش .

بدا جابر بترضية رجاله وجمع عدد اكبر من الرجال انتظارا لعودة رجال الرمل الميرى وبالفعل عادوا اكثر من مرة ولكن الغلبة كانت دائما لجابر ورجاله وفى النعاية تم عقد جلسة للصلح تم ترضية رحال الرمل الميرى وتعهدوا بعدم الاقتراب من منطقة لوران وانتهى خطرهم تماما 

فكر جابر بعدها فل الحصول على المبالغ التى كانت المخلات قد تعهدت بدفعها للغرباء وذلك للانفاق على رجاله واصبخوا دون ان يشعروا عصابة اخرى من البلطجية 

جابر : احنا ما كانش فى دماغنا بلطجه ولا فرده ولل فكرنا فيها كده احنا كان فى دماغنا اننا نحمى الناس اللى بنعتبرهم اهلنا واحنا اولى بالحسنه اللى جايه الناس اللى معايا كلهم ناس مش لاقيه شغل ومنهم شباب معاهم شهادات وصنايعيه مش لاقيه شغل ولا لاقيين يصرفوا على بيوتهم طب قوللى يا بيه احنا غلطنا فى ايه ؟

حاتم : غلطتم انكم فرضتم عليهم زيكم زى البلطجيه . الحكايه بقت معقده ومش عارف حاقدر احلها واللا لا انا كمان غلطت انى ما سمعتش وعرفت الحكايه من الاول انما ربنا يقدم ما فيه الخير وبعدها لو ربنا سترها لينا كلام تانى مع بعض 

انصرف جابر ومحروس وعاد قائد السرية 

حاتم : انا علرف ان الكلام اللى خاقوله ده مش قانونى لكن اذا كان ممكن نساوى الموضوع ده يبقى حضرتك ليك جميل كبير فى رقبتى 

القائد : نساوى الموضوع ازاى مش فاهم ؟

حاتم : يعنى نقفله ويا دار ما دخلك شر الحقيقه الناس دى غلطت ماحدش يقدر ينكر انما ندمانين على غلطتهم وعندهم استعداد يكفروا عنعا لو قدرنا نديهم فرصه تانيه 

القائد : اسف مش ممكن الموضوع كبير وفيه مظبوطات كتير ومعالجته بالشكل اللى تقصده مستحيله 

حاتم : يا سعادة الباشا رحاء اعمل اللى يقدرك عليه ربنا علشان خاطر الاولاد الصغيرين

القائد : وهم ما فكروش فى الاولاد الصغيرين قبل ما يعملوا كده ليه ؟ يا حاتم بيه لو عطلنا القانون حنرجع لعصر الغابه واحنا مش عاوزين كده 

حاتم : يعنى مافيش امل ؟

القائد : انا اسف واجبى يحتم عليا انى اقدمهم للمحاكمه لكن ممكن نساعدهم لو هم فعلا ندمانين يقدروا ياخدوا احكام مخففه واسمحلى انا حارجعهم تانى واكلمهم قدامك علشان حضرتك اسف يعنى شاب وخبرتك محدوده 

امر القائد باعادة جابر ومحروس مرة اخرى فوقفا امام القائد وكان الخزى والندم باديا عليهما 

القائد : يا محروس انت علشان السابقه اللى عندك موقفك حيبقى صعب قوى وعقوبتك ختبقى كبيره والمره دى ماحدش حيستعمل الرافه معاك 

محروس : انا راضى يا باشا وعرفت غلطتى ومهما كان الحكم حاتحمله ولما اخرج من السجن عمرى ما حاعمل حاجه ترجعنى للسجن تانى صدقتى يا باشا المره الاولى انا مش ندمان وفخور بيهم علشان كنت راجل بادافع عن كرامتى لكن المره دى انا غلطت ومدمت بس ما عرفتش غلطتى الا متاخر 

القائد : وانت يا جابر لحسن حظك انك مالكش سوابق ونقدر نساعدك تاخد حكم مخفف لكن المشكله كلها فى الخرطوش 

جابر : يا باشا انا راضى ومش حاتكلم لكن ليا طلب عند حاتم باشا لو اذنتلى 

حاتم : طلب ايه يا جابر ؟

جابر : ان كان حضرتك تكرمت ودورت على حد ياجر الورشه علشان العيال تعرف تعيش حضرتك راجل محترم واحنا غلطنا فى حقك وحق الناس كلها لكن عشمانين فى ربنا وفيك 

القائد : حاتم بيه كان عاوز يعمل اكتر من كده كان غاوز يساوى الموضوع ويقفله لكن انا رفضت لانه ما ينفعش 

جابر : كتر الف خيره الله يرحم والده كانت افضاله على ناس كتير وهو برضه راجل ابن اصول كل اللى باترجاه فيه يشوف حكاية الورشه علشان العيال اكتر من كده نبقى بنحلم 

حاتم : اتطمتوا واعتبروا العيال مسئوليتى انا اسف حاولت احل لكن ما امكنش ياريت كنت عرفت الحكايه كامله من الاول ما كانتش الامور وصلت لكده وكنا حلينا بيننا وبين بعض بالعقل لكن قدر اللن وما شاء فعل 

القائد : يعنى انت مقتنع يا باشا بالكلام اللى قالوه ؟

حاتم : انا مقتنع بكل كلمه قالوها لانهم ما انكروش غلطهم لكن انا كمان اقتنعت بوجهة نظرك واسف ان كنت فكرت فى شيء غير قانونى هو عمره ما كان اسلوبى ولا تربية والدى لكن كانت الفكره اننا ندى فرصه افضل من السجن لكن لما نكون واثقين ان الانسان ده تايب وندمان ويستحق فرصه تانيه 

القائد : وحضرتك شايف انهم يستحقوا فرصه تانيه ؟

حاتم : انا عن نفسى شايف كده ده رايى لكن القانون قانون وحضرتك ادرى بواجبك 

اشار للجندى باصطحاب جابر ومحروس الى الحجز وبعد خروجهم نظر لحاتم قائلا 

القائد : انا شايف انهم فعلا ندمانين لكن فيه حاجات ما اقدرش اغيرها وفيه خاجات اقدر اعملها وضميرى نرتاح حتى لو مش قانونيه لكن تتماشى مع روح القانون ارجو يا حاتم باشا انك تنتظر منى مكالمه تليفونيه خلال يومين 

حاتم : طيب بعد اذنك كنت محتاج كشف بعناوين كل المحبوسين علشان اشوف لو اسرهم محتاجه حاجه لحد ما نشوف حيحصل ايه

يتبع

رواية دماء علي اوراق الورد الجزء الأول 1الفصل الواحد والعشرون 21 من هنا

مجمع الرواية من هنا 

Mohamed ME
Mohamed ME
تعليقات