رواية دماء علي اوراق الورد الجزء الأول 1الفصل الثاني والعشرون 22بقلم اثر توفيق
بدات الامور تستقر مع حاتم بعد انتهاء القضية وخروج الجميع وبعدها دعا حاتم لاجتماع فى الكافيه حضره كل رؤساء اتحادات العمارات فى المربع السكنى واقترح عليهم تشغيل الشباب كأفراد امن للمربع وتوفير زى موحد واكشاك فى مداخل الشوارع الداخلة للمربع السكنى على ان يتم اشهار اتحاد للشاغلين فى المربع وتحرير عقود عمل للعاملين تحدد التزامات وحقوق الافراد وكان يهدف الى امرين
اولا توفير الامن للمنطقة السكنية فى ظل الاضطراب الامنى
ثانيا توفير فرص عمل للشباب وغيرهم بعد ذلك برواتب معقولة
وبالفعل وافق الجميع على الاقتراح وتم ترشيح استاذ عبد الرحمن التربوى المتقاعد رئيسا لاتحاد الشاغلين ودكتور مصطفى امينا للصندوق وكان حاتم يشرف على عمل الافراد
كانت الخطوة التالية الناجحة فى مسيرة حاتم هى زيارة الوفد الماليزى لمصر حيث استضافهم لمدة اسبوعين اصطحبهم فى جولات سريعة الى القاهرة والاسكندرية والفيوم وبعد زيارة الارض المخصصة للمشروع فى برج العرب قدم تعهدات بضمان مساهمتهم فى المشروع وتم الاتفاق فى النعاية على البدء فى تنفيذ المشروع .
ومرت الايام وبعدها شهور حتى مر على غياب داليا قرابة العامين وحاتم لازال على محاولاته للعثور على اى معلومات عنها بلا جدوى ولكنه قرر الانخراط فى العمل وانجاح المشروع حتى تعود لتجده لازال صلبا قادرا على تعويضها عما اصابها فى الغربة
وفى صباح احد الايام استيقظ حاتم باكرا وابدل ملابسه استعدادا للخروج وكانت سعديه تمارس عملها فى الطابق الاسفل
حاتم : مش عاوزه حاجه منى يا سعديه قبل ما انزل ؟
سعديه : بعد اذنك يا استاذ حاتم بكره الخميس كنت عاوزه اخد اجازه واشتغل الاتنين بداله
حاتم : عادى يا سعديه براحتك انتى عندك حاجه مهمه ؟
سعديه : ايوه مهمه قوى اصل عقبال عندك بكره جاى لنا ناس يتقدموا لمديحه بنتى
حاتم : معقول مديحه الصغيره دى كبرت وبتتخطب ؟
سعديه : مين اللى صغيره يا بيه ؟ مديحه دلوقت عشرين سنه العمر بيجرى
حاتم : بسم الله ما شاء الله طيب انتى كان واجب تاخدى النهارده كمان اجازه علشان تلحقى توضبى بيتك يمكن قرايبك ييجوا بدرى تكونى جاهزه
سعديه : قرايب مين يا بيه ؟ احنا مالناش حد انا الصبح حاوضب البيت والناس حييجوا الساعه سته
حاتم : معقول ؟ يعنى ماحدش من اهلك جاى خالص ؟
سعديه : يا بيه مالناش غير ربنا وبعدين انا بمية راجل ما تخافش عليا
حاتم : طيب اسمعى يا سعديه الناس لما يلاقوا ست لوحدها ممكن ييجوا عليها فى الاتفاق بعد اذنك ممكن تعتبرينى ابنك واجى احضر القعده معاكى ؟
سعديه : انت بتتكلم جد يا بيه ؟ معقول حتيجى تقعد مع الناس ؟
حاتم : ده اذا سمحتيلى اكون ابنك واخو مديحه
سعديه : ده شرف كبير يا بيه دى زيارتك دى اغلى عندى من خطوبة مديحه
حاتم : لالا اسمعى انا حاجى بس مش ضيف انا جاى بيتى وبيت امى واختى . اسمعى انتى اكيد حتحتاجى فلوس علشان مصاريف العزومه ياريت ما تقوليش لا
واخرج من جيبه مبلغا من المال اخذته منه قائلة
سعديه : انا مش قادره اقول لا المره دى لكن ياريت تعتبره سلفه
حاتم : لا انا حاعتبره هديه منى لمديحه واظن دى ما فيهاش حاجه
سكتت وهى تعرف انه محق وانها تحتاج للكثير جدا واودعت النقود فى حقيبتها دون ان تحصيها فقال حاتم
حاتم : انتى تقدرى تروحى دلوقت وانا حاجيلك بكره الساعه اتناشر الضهر علشان نتفق على الكلام اللى حنقوله
انصرف. حاتم الى مكتبه وعاد اخر اليوم الى الكافيه لينادى عمرو الجرسون
حاتم : تعالى يا عمرو عاوزك
عمرو : تحت امرك يا حاتم بيه
حاتم : انت متجوز يا عمرو ؟
عمرو : ايوه يا باشا من سنه
حاتم : كويس كنت عاوز اخد فكره عن الاتفاقات فى المناطق الشعبى العريس بيجيب ايه والعروسه عليها ايه كده يعنى
.....................
فى اليوم التالى ذهب الى بيت سعديه مبكرا وقد كون فكرة جيدة عن اتفاقات الزواج ولم تكن سعديه موجودة بالمنزل واستقبلته مديحه بترحاب وادخلته الى الصالون
مديحه : منور بيتك يا استاذ حاتم الصراحه انا فرحت قوى لما امى قالت انك حتجيلنا النهارده علشان تقابل الناس معانا اهو كده بقالنا راجل نتسند عليه
حاتم : انا برقبتى يا مديحه هى امك حتغيب ؟
مديحه : لا هى قالت قبل اتناشر حتكون رجعت تحب تشرب قهوه ؟
حاتم : لو بتعرفى تعمليها زى امك ماشى بس قبل القهوه اقعدى عاوز اتكلم معاكى كلمتين قبل ما امك تيجى
جلست مديحه قائلة
مديحه : خير يا استاذ حاتم ؟ على فكره حتى لو امى موجوده انا عمرى ما خبيت عنها حاجه
حاتم : خبيتى ايه ؟ هو انا قلت مخبيه حاجه ؟ انا عاوز اسالك عن العريس
مديحه : ماله ؟ ده شاب من منطقتنا هنا راجل متدين واخلاقه كويسه واهله ناس طيبين بس ده كل اللى اعرفه عنه
حاتم : يعنى ما تعرفيهوش قبل كده ؟ ما اتكلمتوش مع بعض ؟
مديحه : لا والله يا استاذ حاتم عمرها ما حصلت لا هو ولا غيره هو انا بتاعة الكلام ده ؟
حاتم : انا مش قصدى حاجه يا مديحه انا اقصد يمكن طلب يكلمك علشان يعرف رايك قبل ما يتقدم
مديحه : ابدا والله دى واحده جارتنا كلمت امى وبعدها امه جت زارتنا واتفقت مع امى ان الرجاله حييجوا النهارده يتقدموا رسمى ده كل الموضوع
حاتم : مصدقك بس كنت عاوز اعرف انتى ايه رايك فى العريس ؟
مديحه : صراحه هو ما يتعيبش اخلاقه عاليه ومتدين ومحترم واهله ناس طيبين ووظيفته معقوله وكمان شكله كويس وسنه مناسب شاب لسه ما كملش التلاتين
حاتم : طيب يعنى انا شايف فيه قبول يبقى على خيرة الله قومى بقى اعملى القهوه
وصلت سعديه ورحبت بحاتم وسالها مباشرة
حاتم : قوليلى بقى انتى عامله حسابك على ايه ؟
سعديه : والله يا بيه انت عارف ظروفنا ومافيش حاجه مستخبيه عليك انا ما عنديش مقدره الا الحاجات اللى جبتها الهدوم وحاجة المطبخ
حاتم : بس فيه حاجات عليكى المفروض تيجى
سعديه : يا بيه دى امكانياتنا ان كانوا موافقين ويشيلوا الشيله ماشى مش موافقين ادى الله وادى حكمته
حاتم : طيب اسمعينى قبل ما تيجى مديحه انتى مش شايفه ان لما يشيلوا الشيله لوحدهم حترخصى بنتك ولو رفضوا حتميلى بختها ؟
سعديه : يعنى بايدى ايه اعمله اكتر من اللى عملته ؟
حاتم : طيب اسمعى بقى علشان ده وقت الجد زمان لما المرحوم عامر اتوفى رفضتى انى اعمل له معاش واساعدك وصممتى تشتغلى واخدتك عزة النفس وانا ايامها كنت لسه صغير وما قدرتش اقنعك وقلت ماشى خليها براحتها وخليتى تيجى شقتى علشان ما تتبهدليش وده الى قدرت عليه وقتها لكن دلوقت الوضع مختلف ده مستقبل بنتك وحياتها ومساعدتى ليكى ما تقللش ابدا منك . عم عامر الله يرحمه كان سواق المرحوم والدى سنين طويله وهو اللى علمنى السواقه ويعتبر مربينى وانا باعتبر نفسى زى ابنك انا باقول سعديه كده تعود انما ربنا العالم معزتك زى امى ومديحه دى اختى وانتم ليكم حقوق فى رقبتى
سعديه : حضرتك تقصد ايه يا بيه ؟
حاتم : اقصد ان اللى ناقص لمديحه انا حاكمله والتزم بيه وطالما الراجل اخلاقه كويسه وجيحافظ عليها يبقى على خيرة الله والكلام ده مش حاقبل تراجعينى فيه انا مصمم ومش حاقول اسيبك على راحتك
سعديه : انا اسفه يا بيه مش حاقدر اقبل صدقه من حد
قام حاتم وقال بحزن
حاتم : يبقى انتى كده بتطردينى ومش معتبرانى ابنك
سعديه : ماعاش اللى يطردك ده بيتك وكرامتك محفوظه وربنا العالم بمعزتك عندنا
حاتم : انا مش حاسس بكده ولا حاسس انه بيتى زى ما بتقولى
سعديه : طيب بس اقعد يا بيه حقك عليا انت عارف ان عامر الله يرحمه مات وسابلى بنتى عشر سنين تعبت وشقست عليها علشان اربيها بعرقى ولا كان جنبى خال ولا عم ولا اى قريب يسندنى واتعودت اشيل الحمل لوحدى
حاتم : انا عارف ان عزة نفسك كبيره بس ده واجب عليا دى مش صدقه المرحوم عامر مات فى حادثه قضاء وقدر يعنى كان فى شغله وله حقوق على اصحاب الشغل غير انه فضل سواق والدى سنين طويله واى موظف من حقه معاش ومكافاة نهاية خدمه اعتبرى دى مكافاة نهاية الخدمه لعم عامر وجت فى وقتها بلاش كده النبى قبل الهديه اعتبرى دى هديتى لاختى وما تزعلينيش
سعديه : غلبتنى بذوقك يا استاذ حاتم اللى تشوفه صح ولمصلحة مديحه اعمله واحنا تحت جناحك
حاتم : ايوه كده علشان نفرح يبقى لو العريس كويس وجاهز نعجل بالفرح واللا ايه رايك ؟
سعديه : هلاص يا استاذ حاتم اعتبر نفسك راجلنا والراى كله ليك
......................
مساء الخير معلش البوست قصير شويه علشان شحن البطاريه بدل ما كل اللى كتبته يضيع واتمنى المقبلين على الزواج يعتبروا بالبوست ده واللى بعده وحاحاول انزله النهارده
يتبع
رواية دماء علي اوراق الورد الجزء الاول الفصل الثالث والعشرون 23 من هنا