📁

رواية انتقام عبر الزمن الفصل العاشر 10 بقلم إلهام عبد الرحمن

رواية انتقام عبر الزمن الفصل العاشر 10 بقلم إلهام عبد الرحمن

 🌹الفصل العاشر 🌹



صلوا على رسول الله ♥


بقلمى /الهام عبدالرحمن 🌺


🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹


في منزل جنة أنهت جنة تنظيف الأواني بالمطبخ، ثم قامت بتغيير ملابسها واطمأنت على علا واستأذنت عمها قاسم لتذهب حتى تخلد للنوم طالما أنهم  لا يحتاجون شيئا منها، دخلت جنة حجرتها وتمددت على الفراش  بإجهاد وحاولت النوم ولكنه جفاها بشدة أمسكت هاتفها وأخذت تتجول بين الجروبات حتى تأخر الوقت فوجدت هاتفها يصدر رنين وصول رسالة فأخذها الفضول وقامت بفتحها فوجدت خالد من قام بإرسالها فظلت  تنظر لها باستغراب وأخذت تحدث نفسها. 


جنة في نفسها:«هو في إيه هو أنا عشان رديت عليه مرة يقوم يعملها شغلانة وكل شوية يبعتلي لا وكمان رايح يبعتلي في وقت متأخر زي ده هومفكرني إيه إن شاء الله؟!»


ولكن فضولها تغلب عليها وأرادت أن ترى محتوى تلك الرسالة فاضطرت إلى فتحها وقرأت محتواها.


خالد:« يا ترى إيه اللي مصحيكي لحد دلوقتي باين كدا في موضوع مهم شاغل تفكيرك؟»


شعرت جنة وكأن رأسها تغلي كالبركان وتحدثت بحدة من بين أسنانها. لولو الجندى صلى على سيدنا محمد 


ة بحدة  :«هو الباشا مفكر نفسه من بقية عيلتي ولا إيه؟ لا وكمان ناصح ما شاء الله عليه وحدد إن اللي مسهرني موضوع بفكر فيه ويا ترى بقا عارف إيه هو الموضوع ولا منتظر مني إني أقوله عليه؟ هو إيه السواد اللي أنا فيه دا.»


خلال لحظات تفكيرها مع نفسها أرسل خالد رسالة أخرى فنظرت لها جنة وقرأت محتواها. 


خالد:« أنا آسف بجد لتطفلي عليكى بس ليه بتفتحي الرسايل وتقرأيها ومش بتردي يا ريت نتكلم مع بعض شوية لو ما عندكيش مانع؟»


ترددت جنة قليلا قبل أن ترد عليه ولكنها حسمت أمرها وقامت بكتابة الرد.


جنة:« أولاً من ة التطفل فحضرتك عندك حق انت فعلاً متطفل أما إني بقا فاتحة في وقت متأخر وسهرانة أعتقد بردو إن دي حاجة ما تخصكش  وماتخصش أي حد وكوني بفتح الرسايل وما بردش عليها فدا طبيعي لأن أي إنسان طبيعي لما بتجيله رسالة بيبقى عاوز يعرف محتواها إيه  أما بقا إنى أرد على محتوى رسالتك أو ما أردش دى حاجة  ترجعلي لكن حضرتك حابب تفرض عليا إني أرد.» 


خالد:«أنا بجد بعتذرلك وبعتذر لنفسي قبل منك لأني حطيت نفسي في موقف محرج زي دا وانتى فعلاً عندك حق أنا غلطان لأن مش من حقي إني أسألك سهرانة ليه ولا دي حاجة تخصني بعتذر مرة تانية.»


جنة:« المفروض إنك كدا ثبتني بأسلوبك دا واعتذارك عارف انت إيه اللي خلاك تدخل تكلمني لأنك فكرت بخيالك المريض إني واحدة مش تمام طالما سهرانة على النت لوقت متأخر كدا فقولت لما أدخل أتسلى شوية يمكن السنارة تغمز لكن لا فوق يابابا  أنا مش من النوع دا ويا ريت تبقا فاهم كدا كويس أنا ة محترمة وأهلي ربوني أحسن تربية ماليش في شغل السهوكة والمحن بتاع البنات فالزم حدودك معايا واظبط نفسك كدا.»


خالد:« اللهم طولك يا روح ما تهدي على نفسك كدا ووحدى الله هو انتى شايفاني داخل عليكى بخمرة وبقولك كلام 18+ دا ما كانش سؤال سألتهولك يا ستي والله أنا غلطان وأستاهل ضرب الجزمة كمان أنا أصلاً ما بكلمش بنات وكل الحكاية إن شايل جميلك اللي عملتيه معايا وحسيت إنك إنسانة محترمة وطيبة وكريمة وبتحبى الخير لغيرك فلما لاقيتك صاحية والوقت متأخر كدا وانتى دايما بتبقي قافلة النت في التوقيت دا فقولت أكيد عندك مشكلة ولا حاجة فحبيت أتكلم معاكي يمكن أقدر أساعدك وأهو أبقى رديت جميلك عليا لكن والله عمري ما فكرت فيكى تفكير وحش ويعلم ربنا إنك عندي حاجة كبيرة أوي ويا ستي دي أول وآخر مرة أكلمك تاني سلام.» لولو الجندى صلى على سيدنا محمد 


شعرت جنة بالخجل الشديد من نفسها وتسرعها في الرد وظلت تعاتب نفسها وحاولت جاهدة أن ترد عليه باعتذار مناسب ولكنها عجزت عن ذلك فأغلقت هاتفها وهي تشعر بالضيق بسبب هذا الهجوم الغير مبرر فحاولت استدعاء النوم وعدم التفكير ولكن هيهات فقد ظلت مدة ليست بقليلة على هذا الوضع إلى أن غلبها النعاس أخيراً فلم تشعر بنفسها إلا وهي تفتح عيناها ببطء استجابةً للصوت الذي يناديها وحاولت أن ترى ذلك الشخص ولكن كانت الرؤية مشوشة ففركت عيناها ثم فتحتهما مرة أخرى فصدمت بشدة واتسعت عيناها على آخرها وحاولت أن تستوعب الأمر فلم تستطع التصديق أن من يوقظها هو عمها قاسم فظلت تنظر له مشدوهة.


قاسم:«قومى يا جنة يلا يا بنتي عشان تفطري الجمعة قربت تأذن شكلك مجهد أوي عشان كدا ماصحتيش بدري النهاردة بس انتى ربنا يكون في عونك بجد انتى فعلاً بتتعبي أوي ودلوقتي علا تعبانة  وكل شغل البيت هيبقى فوق دماغك لوحدك يلا معلش بقا أنا عارف إنك قدها.»


قال جملته وهو يزيح ستارة الشرفة ويقوم بفتحها لتنشر أشعة الشمس نورها داخل الحجرة، ثم أكمل كلامه بحنان. 


قاسم بحنان:«يلا بقا يا حبيبتي قومي وبلاش كسل أنا جهزت الفطار برا وعشان الصنايعي جاي النهاردة عشان تنقوا الموديل اللي هيتعمل كفاية تأخير لحد كدا.»


قال كلامه وهو يتجه خارجا من الباب ظلت جنة تنظر في إثره وتفرك عيناها تارة وتنظر للشرفة تارة أخرى لتأكد لنفسها أنها استيقظت بالفعل ولكنها ظلت تنكر ذلك وأخذت تردد بهمس. 


جنة بهمس:« لا أكيد أنا بحلم استحالة عمو قاسم يدخل أصلاً يصحيني لا وكمان يجهز لي الفطار لا لا لا لا لا دا حلم وهفوق منه على الاسطوانة بتاعت كل يوم  انتى جهنم مش جنة وبالفعل وجدت عمها قاسم ينادي من الخارج بصوت عالي نسبيا حتى تسمعه ولكنها صدمت مما سمعته.


قاسم:«  يلا يا جنة بقا أنا هموت من الجوع وعلا مش راضية تفطر إلا لما تصحي اخلصي بقا يا بنتي.» لولو الجندى صلى على سيدنا محمد 


هبت جنة مسرعة وذهبت خارج حجرتها ووجدت قاسم وعلا يجلسان في صالة المنزل وطعام الإفطار موضوع أمامهما وينتظرانها حتى تشاركهم إياه فوقفت تفرك عيناها وتنظر لهم غير مصدقة نفسها.


علا بابتسامة:«  صباح الخير يا جنة حياتي إيه يا قطتي النوم دا كله دا عمك قاسم صاحي من بدري مجهز لنا فطار ملوكي يلا اغسلي وشك واتوضي وصلي وتعالي بسرعة عشان نفطر سوا.» 


جنة بعدم تصديق:«  هو دا بجد يعني أنا صاحية دلوقتي ولا نايمة لسه وبحلم حلم جميل بس لو دا حلو فأنا مش عايزة أصحى  بالله عليكم.»


ثم ذهبت باتجاه قاسم واحتضنته بشدة وبكت وأكملت قائلة:« بالله عليكم مش عاوزة أصحى خليني في الحلم الجميل دا انت حلو أوي يا عمو جوه الحلم.»


تردد قاسم في احتضانها ولكن مشاعره غلبته فضمها إلى صدره واحتضنها بشدة  ثم همس بجانب اذنها.


قاسم بهمس  :« بس انتي مش بتحلمي يا بنتي انتي صاحية وفي كامل وعيك قومي يا حبيبتي وخلصي بسرعة وتعالي نفطر وإن شاء الله دي هتفضل حقيقة في حياتك العمر كله ومش هتعيشي معايا غير كل حاجة حلوة.»


ثم نظر بعينها وقد  هربت من عيناه دمعه متمردة وما أعظم أن يبكي الرجل فهذا أكبر دليل على صدق مشاعره.


قاسم بابتسامة دامعة:« سامحيني يا بنتي سامحيني على كل اللي عملته معاكي سامحي أبوكي اللي غلط في حقك وجايلك ندمان دلوقتي وعاوز يبدأ معاكي صفحة جديدة عاوز يحس بالنعمة الكبيرة اللي في حياته ويعيش معاكي أجمل احساس كان حارم نفسه منه إنه يكون أب لأطيب وأرق وأجمل بنت في الكون.»


ارتمت جنة بين أحضانه واعتصرته بشدة وكأنها تثبت له بذلك أنها لا تكن له أي ضغينة بقلبها فشدد هو الآخر في احتضانها ونظرت لهم علا بابتسامة دامعة، ثم تحدثت وهي تمسح دموعها. لولو الجندى صلى على سيدنا محمد 


علا:«  يادي النيلة، الدراما والنكد ما طلعوش من اختصاص الستات بس إيه يا سي قاسم انت كمان هنفضل عايشين  فى الدراما دي كتير ما تقومى بقا يا بت يا جنة خلينا نفطر أصل والله آكل وأسيبكم انتم الاتنين.» 


جنة وهي تركض باتجاه الحمام:«  ثواني وأكون عندكم بس أوعوا تفطروا من غيري.»


ثم عادت مسرعة وقبلت قاسم في وجنته وعادت مرة أخرى إلى الحمام لتتوضأ.


علا:«  ربنا يبارك فيك يا قاسم ويجبر بخاطرك ويفرح قلبك زي ما فرحت اليتيمة دي.»


قاسم:« خلاص يا علا أنا قررت أبدأ صفحة جديدة وأردم على اللي فات كله وأبقى أب بجد لجنة وقادر ربنا يسامحني على اللي فات.»


علا وهي تربت على قدمه:« هيسامحك يا أخويا هيسامحك عشان اللي انت عشته بردو ما كانش قليل وكفاية حرمانك من التعليم ومن ورثك  واحد غيرك كان عمل أكتر من كدا لكن انت نبتة طيبة من أصل طيب وإيمانك بربنا كبير ربنا يديم هدايته عليك ويوسع في رزقك بالحلال.» لولو الجندى صلى على سيدنا محمد. 


بعد مدة من الوقت حضر صانع المطابخ وقامت علا وجنة بانتقاء الموديل المطلوب وكانت جنة تشعر بسعادة عارمة ليس  لأنها انتقت ما تريده ولكن سعادتها كان سببها تلك الإبتسامة المرسومة على وجه عمها ذلك الرجل الذي أذاقها القسوة طوال حياتها واليوم أحل محلها الحب والحنان.


مر اليوم بدون أي مشاكل، كانت جنة تشعر أنها تعيش حلم جميل وأرادت ألا تفيق منه وكانت تدعو الله أن تستمر هذه الحياة بهذه الفرحة، وحينما حل المساء جلست كعادتها الجديدة تتصفح هاتفها وتذكرت خالد وسوء تصرفها معه وردها العنيف فأرادت أن تعتذر له ولكنها ظلت مترددة لفترة، ثم حسمت أمرها أخيراً.

يتبع

رواية انتقام عبر الزمن الفصل الحادي عشر 11بقلم الهام عبد الرحمن من هنا

Mohamed ME
Mohamed ME
تعليقات