📁

رواية دماء علي اوراق الورد الجزء الأول 1الفصل العاشر 10 بقلم اثر توفيق

رواية دماء علي اوراق الورد الجزء الأول 1الفصل العاشر10 بقلم اثر توفيق

 

ثلاثة ايام فى الساحل بين البحر والكافيهات واليخت لا يفترقان الا عند النوم وحينها يبدا الصراع فى نفس حاتم 

( لماذا اشعر بالسعادة بقربها وتانيب الضمير حين اتركها لانام ؟ لماذا اشعر للمرة الاولى ان ما نفعله خطا ؟ هل هى المرة الاولى التى ارافق فيها احدى الفتيات ؟ هل هى الوحيدة التى جاءت معى الى هنا ؟ لقد سبقتها مئات الفتيات وعشت معهن لحظات النشوة والحميمية دون ان يؤنبنى ضميرى او اشعر باى مسئولية تجاه اى منهن فلماذا اشعر ان داليا مسئوليتى ؟ هل اصبحت غارقا بالحب ؟ هل اسلمت قيادى للهوى راضيا ؟ كلا بالتاكيد ولكنى اخشى ان يحدث قريبا ولذلك لابد ان ابتعد عنها )

داليا : هو انت ليه ما اتجوزتش لحد دلوقت ؟

كان فوق سطح اليخت فى اليوم الاخير قبل العودة وقد تمدد على شيزلونج على وجهه وهى تدلك ظهره بالزيت للحماية من الشمس فقال بهدوء 

حاتم : انتى شايفه الشعر الابيض اللى طلت فى راسى ده ؟

داليا : شعر ايه الابيض ؟ مافيش مش شايفه حاجه 

حاتم : طبيعى لانى على ما اظن يعنى لسه شاب مش عحوز علشان السؤال ده 

داليا : مش قصدى انك اتاخرت فى الجواز قصدى ان عندك كل حاجه شقه وعربيه وفلوس مافيش حاجه تمنعك من الجواز 

حاتم : فيه حاجه مهمه جدا بالنسبالى 

داليا : ايه هى ؟

حاتم : الرغبه لسه ماعنديش الرغبه فى الجواز وكمتن لسه ما لقيتش اللى تستحق انها تكون حرم حاتم فريد 

داليا : هو انت عندك مواصفات معينه ؟

حاتم : اكيد طبعا عندى مواصفات مستحيل اتنازل عنها 

انقلب لينام على ضهره فبدات هى فى تدليك صدره وهو يكمل 

حاتم : انتى شفتى ثلاثية نجيب محفوظ ؟ الافلام الابيض واسود بتاعة زمان 

داليا : ممكن اكون شفتها بس مش فاكره فكرنى 

حاتم : بتاعة يحيى شاهين سى السيد ومراته امينه 

داليا : اااااه افتكرتها انت عاوز تتجوز امينه وتقعد تقول سيدنا الحسين دعانى ولبيت يا سى السيد ؟ 

ضحك حاتم بصوت عالى وقال 

حاتم : لا طبعا مش كده انما انتى شوفتى امينه بتعامله ازاى ؟ قبل ما يخرج الصبح لازم تبخره وتبوس ايده وتقعد تدعيله واول ما يرجع تجرى تقلعه هدومه وجزمته فهمتى قصدى ؟ الطاعه شوفى كمان مع كل علاقاته انما عمرها ما فتحت بقها ولا نطقت وهى لو خرجت من غير اذنه يطردها وتفضل مستنيه فى بيت اهلها لحد ما يمن عليها ويرجعها ويسامحها 

داليا : وكل اللى عرفتهم مافيش واحده بالمواصفات دى ؟ 

حاتم : كلهم بالمواصفات دى من غبر جواز انما بعد الجواز الواحده منهم تفتكر نفسها لنى ادمه وليها حقوق وبعدين ما فكرتش فى ولا واحده منهم كل واحده كانت بتعجبنى فتره وهى عارفه انى لما ازهق منها ارميها ... قصدى اسيبها  

داليا : بس اكيد فيهم اللى حبتك 

حاتم : كلعم تقريبا لكن دى مشكلتهم اللى تحبنى وهى عارفه انها بالنسبالى زى ..... مش عارف اقرب الصوره عاوز اشبه بحاجه من غير ما تزعلى 

داليا : ههههههه شكلك كده عاوز تقول زى الجزمه فى رجلك ههههههه

حاتم : مش عاوزك تاخدى الموضوع بحساسيه او تزعلى انا باحاول اوضح الصوره 

داليا : مش زعلانه بس انت ما لقيتش اللى ترضى بكده ؟

حاتم : لقيت كتير يتمنوا يبقوا كده بس عارفه المشكله ؟ المشكله ان الجاريه بتفضل جاريه وتعامل سيدها انها جاريته وهو سيدها لحد ما تتجوز وتفتكر ان عقد الزواج ده صك العتق وانها بقت حره وراسها براسه لسه ما فيش الجاريه اللى لما سيدها يشرفها تعامله انه حيفضل سيدها وهى جاريته 

داليا : لا فيه انا حافضل طول عمرى جاريتك وحتفضل طول عمرك سيدى مش باقول كده علشان تتجوزنى براحتك لو قبلت تمنحنى الرف ده حافضل جاريتك ولو خليتنى مجرد جاريه براحتك 

حاتم : برضه يفضل اهم سبب انى لسه ماعنديش رغبه فى الجواز 

داليا : طيب ممكن اعرف ايه اللى ممكن اعمله علشان ما تزهقش منى ؟ قصدى ايه اللى يخليك تزهق من اى واحده ؟

حاتم : اهم حاجه الغيره ما باحبش الغيره ابدا انا حر اعمل اللى اعمله معاكى او مع غيرك براحتى تانى حاجه ما باحبش الالحاح وكتر الاسئله انا مش فى تحقيق ومش من حق اى واحده تسالنى عن اى حاجه تالت حاجه انا مستحيل اقبل المقارنه بينى وبين اى حد حتى لو واحده متجوزه ما تقارنش بينى وبين جوزها حتى لو كانت المقارنه لصالحى والطبيعى تكون لصالحى الا انى ارفض المقارنه اصلا المبدا نفسه مرفوض حاتم فريد ماحدش يستاهل يتقارن بيه اصلا 

الغريب ان داليا كانت كلما ازداد حاتم غرورا وتعاليا كانت تزداد تعلقا به وهياما فيه حتى انها ربما بسبب ما تعانيه من الوحدة فى اخر سنوات عمرها لم تعد ترى سواه بل لا ترغب فى رؤية سواه وكلما ازداد غرورا كلما ازادت له حبا 

هذا الطاووس المغرور الذى يرى نفسه فوق الجميع عشقته واصبحت تراه ملاكا محقا فى تعاليه 

.......................

عادت الى منزلها بعد ان اخبرها انه لن يتفرغ لرؤيتها لمدة لا يعلمها بسبب اشغاله المعطلة بينما هو يلعن نفسه لانشغاله بها حتى اهمل عمله وقرر انه يجب ان يسيطر على مشاعره الوليدة ويئدها قبل ان تنمو بداخله . 

مر يومان دون ان تعرف للنوم طعما وهى تمنى النفس برؤيته كل ليلة وفى اليوم الثالث حاولت الاتصال به فلم يجب اتصالها لن تكررها ثانية فحبيبها لا يحب الالحاح وهو حر ان لم يرغب فى الرد فلتنتظر وسيتصل بها حتما 

وفى اليوم الرابع كانت بالخارج وعند عودتها لمحت سيارته تدخل الى جاراج عمارته فاسرعت ربما تلحق به ولكنه لم يكن وحده كان بصحبته فتاة سمراء جميلة بالتاكيد ستذهب معه الى شقته ورغم انفها شعرت بنيران الغيرة تنهش قلبها نهشا فعادت الى شقتها وارتمت فى فراشها تبكى حتى غلبها النوم وحلمت بحاتم بجوارها فى فراشها بل ويحتضنها حتى انها شعرت بانفاسه تلهب وجهها وتكاد تقسم انها تشممت عطره النفاذ فقامت فى الفجر للحصول على حمام بارد عله يطفر لهيب قلبها ولم تستطع النوم الا بعد شروق الشمس 

وفى اليوم التالى لم تستطع صبرا فاعادت الاتصال به ولكنه اجاب اتصالها هذه المرة 

حاتم : صباح الخير ازيك عامله ايه ؟

داليا : انا كويسه لا انا مش كويسه خالص انا تعبانه 

حاتم : سلامتك الف سلامه تحبى اجيب دكتور ؟ 

داليا : لا مش عاوزه دكتور انا مش مريضه انا تعبانه علشان ما شفتكش من يوم ما رجعنا من الساحل 

حاتم : معلش كنت مشغول شويه عندى صديقه من القاهره بس بكره حاقابلك 

لم ترد عليه وهى تكرر فى ذهنها عبارته الاخيرة ( بكره حاقابلك ) فهتف بها 

حاتم : داليا انتى روحتى فين ؟

داليا : روحت استنى بكره بجد بكره حتقابلنى ؟ 

حاتم : اكيد طالما قلت حاقابلك يبقى حاقابلك الا لو عندك حاجه تشغلك 

داليا : مافيش حاجه فى الدنيا ممكن تشغلنى عنك 

حاتم : طيب استنى منى تليفون بكره وانا راجع من الشغل 

نامت يومها قريرة العين فهو اذا وعد اوفى وقد وعد برؤيتها فلتنام اذن من الان نعم لتنام من الظهيرة حتى ياتى الغد سريعا 

......................

استيقظت باكرا وارتدت ملابسها وامسكت بهاتفها ترجوه ان يدق ولكنه لم يتصل بها الا بعد الحادية عشر 

حاتم : الو صباح الخير يا داليا ازيك 

داليا : كويسه جدا زى الفل المهم انت عامل ايه ؟

حاتم : انا كويس كان عندى شغل فى البورصه وخلصت وراجع فى الطريق قدامى نص ساعه حاستنى عند محطة الترام 

داليا : انا جاهزه من الصبح حانزل استنى من دلوقت 

اسرعت بالنزول لتنتظره وحضر فى موعده تماما فسارعت بالركوب بجواره وطبعت قبلة على خده 

حاتم : تحبى تروحى فين ؟

داليا : انت اللى تقول اى مكان معاك بالنسبالى جنه 

حاتم : ايه رايك نتغدى فى المطعم بتاعنا ؟

داليا : ياريت انا باعشق المطعم ده بالذات لانه اول لقاء بينى وبينك 

خلاص نحجز دلوقت ونروح نتمشى شويه لحد ميعاد الغدا 

اتصل هاتفيا بالمطعم لحجز طاولته المفضلة واتجه الى شاطئ ابو هيف فخلعا احذيتهما ونزلا يسيران جنبا الى جنب فوق الرمال وارجلهما تتخبط فى المياة على اول الشاطئ 

كانت داليا سعيدة جدا وقد احاطت عنقها بذراعه وهى تحتضن يده بكفها الرقيق اما هو فكانت تنتهبه افكار شتى 

حاتم : داليا انتى قلتيلى قبل كده انك كنتى بتحبى قبل كده 

داليا : لا ما حصلش انا ما قلتش كنت انا لسه باحبه وحافضل لاخر يوم فى عمرى احبه 

ارتعشت يده المحيطة بعنقها وحاول سحبها ولكنها تشبثت بها فقال محاولا اخفاء غيرته 

حاتم : كان .... زميلك فى الجامعه ؟

داليا : جامعه ؟ هههه لا طبعا ده حاجه تانيه خالص كنت باشوفه وانا لسه فى ابتدائى اقول فيه قمر بيمشى على الارض هو الشارع بتاعنا بقى جميل ليه وكبرت شويه دخلت اعدادى قلت لا ده مش قمر ده الشمس اللى بتنور القمر ووصلت ثانوى قلت لا ده هو اللى بينور الشمس والدنيا كلها من غيره تبقى ضلمه ولما كبرت ودخلت الجامعه كنت كل ما احاةل اقرب منه اخاف اتحرق من نوره وابعد بقيت انزل من بيتنا رايحه الجامعه اشوفه انسى انا رايحه فين وانسى بيتنا فين واسمى ايه وكل حاجه وبقيت مش لاقيه وصف اوصفه بيه لحد ما قلت مافيش غير كلمه واحده توصفه ده حاتم ..... انت ..... ايوه انا حبيتك من وانا عمرى ست سنين وعشت الحب ده لدلوقت وحاسسه انى عايشه علشان احبك انت وبس لا قبلك ولا بعدك 

التفت يواجهها ويمسك يديها بكلتا يديه فاغمضت عينيها وفتحتهما قائلة 

داليا : الحمد لله افتكرت انى باحلم ولما حافتح مش حالاقيك 

حاتم : داليا انا عاوز اقول انى بقيت سعيد وانا معاكى اكتر من اى واحده عارفه كان عندى واحده صاحبتى قعدت كام يوم معايا ورغم انى كنت مبسوط معاها لكن برضه كنت بافكر فيكى ومش قادر ابعدك عن تفكيرى انا خلاص اتعودت اشوفك كل يوم وحاولت انى .... يعنى قصدى ان ما ييقاش كل يوم لكن ما قدرتش .... بس ده مش معناه انى باحبك انما ده اعجاب زى اى واحده بس زياده شويه 

داليا : ده اكتر من اللى باحلم بيه على فكره انا شفتك مع صاحبتك بس طبعا انت حر المهم تكون مبسوط 

حاتم : اسمعى يا داليا انا عندى سفريه مهمه لماليزيا بس اجلتها لحد ما نتيجتك تظهر لان نتيجتك برضه مهمه واهم من الشغل كمان انتى لازم تعرفى انى حافرح لنجاحك اكتر حتى من فرحتك انتى 

داليا : انا نفسى انجح السنه دى مخصوص بتقدير كبير علشان افرحك 

حاتم : طيب اسمعى يا داليا ايه رايك تشتغلى معايا حاعلمك الشغل ولما اسافر تمسكى شغلى كله على الاقل نقدر نشوف بعض كل يوم من غير ما حد يتكلم 

داليا : انا ما يهمنيش كلام الناس طالما حابقى معاك 

حاتم : انا يهمنى عمره ما كان يهمنى لكن معاكى انتى بس يهمنى ويهمنى قوى كمان

يتبع 

رواية دماء علي اوراق الورد الفصل الحادي عشر 11 من هنا

مجمع الرواية من هنا

Mohamed ME
Mohamed ME
تعليقات