رواية دماء علي اوراق الورد الفصل الحادي عشر 11بقلم أثر توفيق
#دماء_على_اوراق_الورود
#الجزء_الاول
الحلقة الحادية عشر
عادت اللقاءات بين حاتم وداليا مجددا بصورة يومية يلتقيان كل يوم صباحا ليصحبها الى البورصة وهناك الى مكتبه لكناقشة الاعمال وشرح طرق توقع ارتفاع وانخفاض الاسهم وكان اكثر ما ادهشه انه حين بدا فى تعليمها لم يعلمها الاسلوب الذى كان يتبعه ولكن علمها اساليب اخرى اكثر فاعلية واعتمادا على السوق واكتشف حينها ان كثيرا من ارباحه كانت بفعل الحظ وليس اعتمادا على ذكائه اما داليا فقد اثبتت عقلية قادرة على التعلم وكفاءة فى العمل وقدرة على ابتكار افكار رائعة حتى ازداد تعلقا بها فاصبح يصحبها بسيارته بعد المكتب لتعليمها القيادة ثم العشاء قبل ان يتركا بعضهما ويذهب الى وحدته التى لم يكن يشعر بها قبلها
وبمرور الايام اصبحت بمثابة شريكته ومحل ثقته وموضع اسراره حتى اسرار العمل والخطط المستقبلية التى لم يكن يعرف احد عنها شيئا .
حاتم : شوفى يا داليا انتى ايه رايك فى شغل البورصه ؟
داليا : بصراحه مش مضمون ومهما كانت خبرتك وحسن توقعك لازم تستنى الغلطه اللى ممكن تضيع كل تعبك سنين ووقتها ممكن تقوم تانى وممكن لا
حاتم : طيب اسمعى السفريه اللى قلتلك عليها قبل كده ومأجلها دى انا مسافر ماليزيا فيه مجموعة مستثمرين قابلتهم فل منتدى اقتصادى من مدة بينتجوا اجهزه منزليه وكنوا عاوزين وكلاء فى مصر لكن المناقشات تطورت للتصنيع فى مصر ومحتاجين شريك مصرى وده اللى هو انا
داليا : هايل جدا الاستثمار فى مجال الصناعه اضمن وأأمن من البورصه ومستقبل وعمله صعبه بس محتاج امكانيات جباره
حاتم : شوفى يا داليا انا عندى الامكانيات الماديه ومش عن طريق الميراث وبس لكن انا كسبت ملايين كتير من شغلى الفكره كلها انى مش قادر اتخيل انى اسافر شهر بحاله من غير ما اشوفك كل يوم
داليا : هو انا ما ينفعش اسافر معاك ؟ حتى كسكرتيره او مساعده او اى حاجه
حاتم : مش حينفع ياريت ينفع انا اصلا باعلمك الشغل علشان تمسكى شغلى لحد ما ارجع
داليا : امسك الشغل ؟ يا حاتم انا ما كملتش عشر ايام
حاتم : انتى اشطر منى انا كنت امسك النشره وابص لسعر السهم والسلعه واتوقع وبتيجى معايا بالحظ السهم ده حيعلى اشترى والسهم ده حينزل ابيع انما انتى ما شاء الله عليكى بتدرسى الموضوع من كل الزوايا وعندك قدره غريبه تربطى كل المعلومات ببعضها
ابتلعت ريقها ونظرت اليه بحزن
داليا : هو انت لازم تغيب شهر ؟ يعنى ما ينفعش اقل من كده ؟
حاتم : هو المفروض كمان اكتر من كده لان المفروض افضل هناك فترة معايشة اشوف مصانع المجموعة واسلوب الادارة ودورة الانتاج وحاجات كتير ما تكفيش فى شهر لكن حقيقى مش حاقدر ابعد عنك اكتر من كده
داليا : بس ......
حاتم : خلاص يا داليا نكمل كلامنا فى الموضوع ده بعدين خلينا دلوقت نستنى نتيجتك لانى مستنيها على نار صدقينى يا داليا انا مستنيها اكتر منك
.......................
وجاء يوم تعليق النتيجة وفى السادسة صباحا كان ينتظرها عند محطة الترام كالعادة وانطلقا سويا الى الجامعة وكانت داليا متوترة كثيرا بينما كان هو هادئا تماما
حاتم : قلقانه ؟
داليا : ازاى اقلق واستاذى يبقى حاتم فريد ؟ انا متطمنه جدا بس مستعجله اعرف النتيجه علشان خاطرك بس
حاتم : ماما ما قالتش حاجه لما لقتك نازله بدرى كده ؟
داليا : ماما ؟ فين ماما دى ؟ ماما عمرها ما كانت موجوده فى يوم زى ده مسافره طبعا ولا فى دماغها
بدا عليها الضيق واشاحت بوجهها جهة النافذة فمد يده يدير وجهها اليه قائلا بابتسامة
حاتم : ما تضايقيش نفسك يا دوللى انا معاكى
داليا : دوللى ؟ الله وكمان بتدلعنى وعاوزنى اتضايق ؟ طب اتضايق ازاى وانت جنبى يولعوا بجاز هى وجوزها واخوها طالما انت جنبى الدنيا وما فيها
القت نفسها فى حضنه فاختلت عجلة القيادة فى يده وتماسك بسرعة واوقف السيارة ومسح على شعرها بحنان وهو يقول مازحا
حاتم : حتخلينا مره نعمل حادثه
داليا : بعد الشر عليك من الحوادث بس ما قدرتش امسك نفسى عارف ؟ انا نفسى انام على صدرك
حاتم : وانا نفسى نروح نشوف النتيجه
وصلا للجامعة قبل تعليق الكشوف وهناك التقت بصديقاتها وتم التعارف بينهن وبين حاتم وانتظروا جميعا فيما ذهب هو لاحضار الكولا للجميع وعندما عاد كان يقف بهدوء وينظر اليها مشجعا اما هى فكانت تحاول جاهدة اخفاء قلقها فلا تنجح الا فى اظهاره .
واخيرا تم تعليق الكشوف وكانت داليا من الحاصلين على تقدير جيد جدا ومن فرحتها تعلقت بعنقه اما الجميع وتحت انظار صديقاتها المندهشات وبعد قليل اصطحبها وانصرفا الى السيارة
حاتم : على فكره فرحة النتيجه لما تتعلق بتبقى كبيره جدا انا ما رضيتش اضيع عليكى الفرحه دى واقول على النتيجه انا عرفتها امبارح من الكنترول
داليا : يعنى كنت عارف النتيجه وساكت ؟
حاتم : كان لازم اتطمن انا ما نمتش من يومين من القلق بس بعد ما عرفتها قلت اسيبك تفرحى لما تشوفيها مع اصحابك وهى بتتعلق
طفرت عيناها بدموع الفرحة قائلة
داليا : انا مش عارفه اقول ايه انا ...
حاتم : لالالا بلاش دموع المهم دلوقت لازم نحتفل مولاتى الاميره تحب نروح فين ؟
داليا : يعنى حنحتفل بنجاحى مع بعض ؟
حاتم : ومعاكى للصبح والمكان اللى تقولى عليه والتورته اللى تعجبك واى حاجه تفكرى فيها مجرد تفكير حتكون بالنسبالى امر واجب النفاذ
داليا : فرحان بنجاحى ؟
حاتم : اكتر من اى فرحه حسيتها فى حياتى واكتر من فرحتى انا نفسى يوم نجاحى
داليا : ليه ؟
بهت حاتم من السؤال وتردد قليلا قبل ان يقول
حاتم : مش عارف فكرت كتير بصراحه مش قادر احدد السبب الحقيقى لاهتمامى بيكى ولا فرحتى لنجاحك ولا سعادتى وانتى معايا كل اللى اعرفه انى ما بقيتش قادر اتخيل حياتى من غيرك
نظرت له بمزيج من الحب والاعجاب والامتنان وقالت
داليا : وقف العربيه
حاتم : ليه ؟
داليا : بدل ما نعمل حادثه اصلى لازم دلوقت حالا اترمى فى حضنك
......................
طاف بها شوارع الاكسندرية كلها شرقا وغربا من ابو قير الى المنشية ذهابا وعودة وهو يطلق الكلاكسات ابتهاجا بنجاحها ثم ذهبا الى المطعم المعتاد لتناول الغذاء وبعدها قاما الى التراس لشرب القهوة ومن هناك الى بحرى لاكل الايس كريم واخيرا اشترى لها تورتة كبيرة وسالها اين ترغب فى الذهاب فاجابت
داليا : يعنى المكان اللى عاوزه اروحه حتودينى ليه ؟
حاتم : لو عاوزه تروحى شرم الشيخ او الغردقه او طابا تحت امرك حتى لو عاوزه تسافر بره مصر
داليا : لا هو المكان اللى نفسى اروحه مش بعيد ده قريب جدا وقريب لقلبى كمان بس ما رحتش هناك قبل كده دى اول مره
حاتم : فين المكان ده ؟ احنا لفينا مع بعض اسكندريه كلها
داليا : فعلا انا رحت مهاك كل مكان فى اسكندريه ورغم ان فيه اماكن كتير رحتخا قبل كده انما معاك كانت كأنها اول مره بس المكان ده فعلا حتبقى اول مره اشوفه
حاتم : حيرتينى فين المكان ده ؟
داليا : بيتك
نظر اليها بدهشة فاضافت
داليا : اه ما تستغربش نفسى اشوف بيتك واحتفل معاك هناك بس مش عاوزه اروح النهارده لو ما عندكش مانع
حاتم : البيت وصاحب البيت تحت امرك
اتجها معا الى منزله ودخل بسيارته الى الجاراج وحمد الله ان يرهما احد حتى دخلا المصعد وصعد الى شقته الدوبلكس الانيقة التى تحتل الطابقين الثالث والرابع بالكامل وهناك جلسا على مقعدين متجاورين فى الصالة قبل ان يقول
حاتم : ادينا وصلنا البيت ايه رايك تحبى تتفرجى على البيت الاول واللا نحتفل الاول ؟
داليا : الاول لازم تعرف ان ماما مسافره وانا نفسى اقضى معاك يومين تلاته لو انت موافق
حاتم : اعملى اللى نفسك فيه اجازه من الشغل علشان خاطرك
قامت متجهة نحو باب الشقة فقال مازحا
حاتم : ايه ناويه تهربى ؟ الباب مفتوح
استدارت اليه وابتسمت ثم وصلت عند الباب والتقطت شبشبه وعادت اليه وهى تركع على ركبتيها امامه قائلة
داليا : اصلى نفسى النهارده ابقى امينه يا سى السيد حاتم
خلغت جذاءه وجوربه والبسته شبشبه فقال
حاتم : عارفه ان فيه بنات كتير عملوا كده وكنت بابقى مبسوط وحاسس انى ملك وتحت رجلى جوارى لكن المره دى احساسى مختلف
مد يديه يرفعها عن الارض واضاف
حاتم : داليا ... مش عاوزك تعملى كده تانى
داليا : حتى لو قلتلك ان دى اسعد لحظه فى حياتى ؟ وانى سعيده وحاسسه وانا تحت رجليك انى ملكه مش جاريه ؟
عجز عن الرد فهناك العديد من الاحاسيس المختلفة مع داليا لم يشعر بها مع غيرها
.......................
صعدت لمشاهدة الشقة الانيقة التى يقيم فيها بمفرده بعد وفاة والديه كانت غرف النوم بالطابق الاعلى وكانت الغرفة الاولى هى غرفة نومه عرفتها من منامته التى وجدتها ملقاة فوق الفراش حيث نزل مبكرا فلم يعلقها وكانت غرفة واسعة تحتوى على غرفة نوم انيقة بها فراش واسع ولها حمام خاص وبها جهاز تليفزيون اما الغرفة المجاورة فكانت تماثلها تقرببا فى كل شيء وهناك غرفة معيشة وغرفة اخرى بها سريرين صغيرين
نزلت بعد قليل للطابق السفلى لتجد حاتم قد اعد التورتة وجلب المشروبات والاطباق والاكواب ووضع بعض الشموع فى التورتة وحين وصلت اليه اطفا الانوار واشعل الشموع وقبل يدها مهنئا فاقتربت منه وعانقته وغابا فى قبلة طويلة اهاجت مشاعره ومشاعرها حتى كادا ان ينسيا نفسيهما الا ان حاتم تراجع فجاة ومسح عرقه بينما تركها تلتقط انفاسها وتحاول السيطرة على مشاعرها وهو يتشاغل عنها بتقطيع التورتة بعد ان اعاد اضاءة الانوار وناولعا الطبق قائلا
حاتم : خساره ان المره الاولى اللى نحتفل فيها بنجاحك تبقى اخر سنه النهارده من اجمل ايام حياتى
داليا : حاتم انا عارفه ان اللى حاقوله مش جديد وقلته قبل كده لكن مش لاقيه حاجه اقولها غير انى .... بحبك
......................
فى غرفة المعيشة بالطابق السفلى جلسا على الاريكة وهى تضع راسها على صدره وتتثائب
حاتم : شكلك عاوزه تنامى احنا من الساعه سته فل الشارع وانتى اكيد تعبانه بس مش عارف حتعملى ايه فى الهدوم
داليا : حاروح اجيب هدوم من البيت
حاتم : مش عاوز حد يشوفك لا وانتى خارجه ولا وانتى داخله انا حانزل معاكى بالعربيه لحد الترام وتروحى تجيبى هدومك وترجعى على الترام ونيجى
داليا : ليه كل ده ؟ انا مبسوطه انى معاك وما يهمنيش حد
حاتم : انا يهمنى مش عاوز مخلوق يجيب سيرتك بكلمه
داليا : غريبه ان فيه ستات وبنات كتير دخلوا شقتك وما كنتش بتهتم
حاتم : داليا انتى غبر اى حد وما تقارنيش نفسك بحد
وبالفعل نزلا لاحضار ملابسها وعادا ثانية
حاتم : عندك اوضتين نوم واوضة ضيوف اختارى اللى تعجبك وانا حانام فل الاوضه التانيه
داليا : انا حانام فى اوضتك
حاتم : خلاص وانا حانام فى الاوضه التانيه وممكن تقفلى على نفسك بالمفتاح
داليا : انت عارف انى معاك باكون متطمنه اى واحده فى الدنيا لازم تحس بالامان مع حاتم فريد انا مش حاقفل بالمفتاح
حاتم : مش خايفه منى ؟
داليا : طبعا لا لانك ما بتقبلش تاخد اى حاجه من اى واحده بدون رضاها ومين فى الدنيا ما ترضاش تديك روحها ؟
ذهبت داليا للنوم فى غرفة حاتم واحتضنت الروب الخاص به واخذت تتشممه وتقبله وهى تتمنى لو ان حاتم هو الذى فى احضانها وفى النهاية ذهبت اليه فى الغرفة المجاورة كان ممددا على الفراش عارى الصدر يرتدى شورت قصير فجلست على حافة الفراش
داليا : مش عارفه انام طيفك معايا فى الاوضه وعلى السرير مش سايبنى حاتم انا عاوزه حبك وحضنك وحنانك
اقتربت منه فاعتدل ليقاجا بها تلقى نفسها فى حضنه فضمها بقوة وشوق وهو يمسح على شعرخا بحنان ويحاول ابعادها قائلا
حاتم : بلاش يا داليا ارجوكى روحى اوضتك انا لاول مره اكون مشتت بين انى اكون عاوز حاجه ومشتهيها ومش عاوزها انا خيالك ما بيفارقنيش لحظه
داليا : طيب ليه نعذب نفسنا طالما انا راضيه ؟
حاتم : لو اى واحده غيرك كنت رضيت وقلت هى اللى اختارت لكن انتى لا انتى غير اى حد عندى
داليا : انا عندى الرغبه وبرضايا وعمرى ما حاقول غير كده
حاتم : حتندمى يا داليا الموضوع ده مش سهل انتى سارقاكى السكينه ومش مدركه لكن البنت هى اللى بتدفع التمن لوحدها وده تمن كبير
داليا : حادفع تمن السعاده اللى حالاقيها فى حضنك ؟ موافقه ومستعده ادفع التمن ده عمرى كله
حاتم : لا يا داليا ارجوكى بلاش راجعى نفسك طيب بلاش النهارده خليكى فى اوضتك ولو فكرتى بعقل واتراجعتى انا مش حازعل لكن لو صممتى بصراحه مش حاقدر امنع نفسى اكتر من كده
انصرفت اخيرا وهى تحترق ودخلت للحمام لتحصل على دوش بارد فشعرت ان الماء يفور حين يلامس جسدها الملتهب والذى لم تطفئ برودة المياة نيرانه وعادت الى الفراش ليعاودها طيفه من جديد ليلهب مشاعرها فتقوم لتاخذ دشا جديدا حتى غلبها النوم بين شد وجذب .
اما حاتم فلم يذق للنوم طعما وهو يحاول تفسير التغيير الذى طرا عليه ويبحث عن جواب لسؤال ملح
( لماذا داليا بالذات يخشى عليها من امر سبق له ممارسته مع العديد من السيدات والبنات دون ان يهتم )
حتى اصبح الصباح وهو فى فراشه متيقظا دون ان يصل الى جواب شافى
يتبع
رواية دماء علي اوراق الورد الجزء الاول 1 الفصل الثاني عشر 12 من هنا