📁

رواية دماء علي اوراق الورد الجزء الأول 1الفصل التاسع عشر 19 بقلم اثر توفيق

رواية دماء علي اوراق الورد الجزء الأول 1 الفصل التاسع عشر 19 بقلم اثر توفيق


كانت الاحوال مضطربة فى مصر فى تلك الفترة من اواخر العام ٢٠١١ وبدايات العام ٢٠١٢ وكان الامن مفقودا والبورصة تخسر يوميا ولكن حاتم لم يكن يهتم سوى بالعثور على داليا او اى معلومات عنها ولكنه كان يبحث عن طريق الاهالى الذين تعرف عليهم مبتعدا قدر الامكان عن الطرق الرسمية تحاشيا للفت الانظار وبالطبع بحث فى المكان الخطأ فى الرياض ولم يخطر بباله انها كانت محطة قبل الانتقال للدمام وبعد ان فشل فى العثور على اى طرف خيط اضطر للعودة لانتهاء تاشيرته وايضا لتزايد الاتصالات بسبب خسائر البورصة 

وصل الى مطار القاهرة واصطحب سيارته عائدا الى الاسكندرية وحين دخل الى جاراج العماارة فوجئ بشخصين يسرعان نحوه بترحاب مبالغ فيه ويستعدان لحمل حقائبه 

سعد : حمد الله على السلامه يا حاتم باشا 

حاتم : انتوا مين وبتعملوا ايه هنا ؟

سعد : انا سعد يا باشا اللى ماسك الجاراج هنا احنا رجالة المعلم جابر والمعلم مسعود اللى ماسكين الجاراجات فى المنطقه 

حاتم : ماسكين ايه ؟ ايه الكلام الفارغ ده ؟ من امتى الكلام ده ؟ وفين سعيد ؟ 

سعد : المعلم جابر حيبقى يتكلم معاك يا باشا فى اى حاجه انما احنا ......

حاتم : طيب سيب بقى الشنط دى ومالكش دعوه بيها ولا بالعربيه هو فين سعيد ؟ يا سعيد 

سعد : يا باشا احنا بنحافظ على حاجتكم احسن ولاد الحرام يكسروا قزاز العربيه واللا ينيموا الكاوتش احنا فى الخدمه 

حاتم : ااااه طيب خلى ولاد الحرام دول يقربوا من العربيه علشان اولع فيهم امشى من قدامى 

اقبل سعيد مسرعا وهو يهتف 

سعيد : حمد الله على السلامه يا حاتم باشا 

حاتم : ايه يا سعيد التهريج ده ؟ مين دول ؟ 

نظر سعيد للرجلين بتوجس وقال 

سعيد : تعالى يا باشا اطلعك فوق وانا افهمك 

حاتم : وما تفهمنيش ليه قدامهم ؟ انت خايف منهم ؟ 

سعيد : يا باشا انت لسه جاى من السفر تعبان هات بس الشنط 

رفع سعيد الحقائب وصعد مع حاتم الى شقته ووضع الحقائب جانبا فى صمت قبل ان يقطعه حاتم 

حاتم : اقعد يا سعيد قوللى مين الناس دول ؟ 

سعيد : دول يا باشا عيال بلطجيه . من حوالى عشرين يوم حصلت عركه كبيره هنا بين جابر الميكانيكى ومعاه قريبه لسه طالع من السجن قريب وبين شوية بلطجيه من الرمل الميرى وبعدها جابر جاب العيال دول ومسكهم الجاراجات والعماير وعمل فرده على كل محل او شقه هنا ولولا الدكتور مصطفى رئيس اتحاد العماره هنا خلاهم يسيبونى مكانى كنت مشيت زى كتير من البوابين اللى مشيوا وقليلين قوى اللى استنوا 

حاتم : يا سلام ؟ بلطجيه ياخدوا مننا احنا فرده ؟ هم مش عارفين احنا مين ولا سكان الشارع ده مين ؟ وفين الحكومه ؟ 

سعيد : يا باشا من بعد الثوره مافيش حكومه والباشوات اللى زى حضرتك لازم يستحملوا اليومين دول يعدوا بحلوهم ومرهم لحد ما الدنيا تتظبط 

حاتم : لالالا كلام فارغ الدنيا لو مش متظبطه احنا اللى لازم نظبطها ولو سبناها حتخرب اكتر قوللى هو جابر ده هو جابر الميكانيكى بتاعنا واللا اسم متشابه ؟

سعيد : هو يا بيه بس عنده قريبه اسمه محروس لسه طالع من السجن قفل الورشه ومشى معاه فى السكه دى وقال قرشها اسهل واكتر 

حاتم : والدكتور مصطفى ازاى وافق على التهريج ده ؟

سعيد : يا باشا الدكتور مصطفى ده راجل دكتور مش صايع علشان يتخانق مع الاشكال دى وبعدين الناس كلها فى الشارع وافقوا وسكتوا 

حاتم : انا بقى مش حاسكت هو فين جابر ده دلوقت مكانه فين ؟

سعيد : هو حيجيلك يا بيه حتلاقيه ناطط دلوقت بعد ما العيال بتوعك يكلموه 

فكر حاتم قليلا وقال 

حاتم : لو جه دلوقت ما يطلعش بلغه انى جاى من السفر تعبان ومش حاقابل حد ولو عاوز يثابلنى يجيلى بكره الكافيه الساعه واحده بعد الضهر 

......................

فى اليوم التالى خرج حاتم باكرا جدا لقضاء بعض الامور ثم عاد الى الكافيه قبل الواحدة وجلس على طاولته المعتادة وفى ذلك الوقت لم يكن هناك الكثير من الزبائن عدا بعض الزبائن المعتادين وبعض الغرباء عن المنطقة فى اماكن متفرقة ليسوا من اهل المنطقة .

عند الواحدة وصل جابر ومعه محروس واثنين من رجالهم والقى جابر السلام فتجاهله حاتم وعندما جلس جابر قال بحدة 

حاتم : انا ما سمحتلكش تقعد 

جابر : كده البدايه غلط يا حاتم باشا احنا جايين بالاصول على حسب ميعادك 

حاتم : هى الاصول انك تاخد فرده على الناس اللى فى المنطقه اللى بتاكل فيها عيش ؟ قوم اقف ولو عاوز تتكلم معايا يبقى وانت واقف 

قام جابر قائلا 

جابر : ادينى وقفت بس خد بالك انا ما عملتش كده مع حد قبلك بس اختراما للمرحوم والدك 

حاتم : ماشى قوللى بقى ايه الحكايه ؟

جابر : الحكايه بسيطه يا باشا وانت عارف ظروف البلد اليومين دول والدنيا مش امان وولاد الحرام كتير واحنا يعنى اللى متصدرين ومعرضين ارواحنا للخطر علشانكم وبعدين دى كلها ملاليم ومش حتخس يعنى لما تدفع وزيك زى غيرك 

حاتم : طيب لو ما دفعتش حيحصل ايه ؟

جابر : ما تضمنش ساعتها ممكن عيل صغير يخبط طوبه فى قزاز العربيه واللا واحد ابن حرام ما نعرفوش يولع فى العربيه خالص انت وحظك ولو العربيه مش مهمه ممكن بعد الشر يعنى تلاقى ناس ينطوا على شقتك يقلبوها ومافيش حكومه تدور على حد 

اغتاظ حاتم حين راى التلميحات فضرب بقدمه المائدة لتصطدم بساق جابر الواقف امامه ووقف قائلا بحدة 

حاتم : انت بتهددنى يا كلب ؟ 

محروس : مالوش داعى الغلط يا باشا احسنلك احنا مش جايين ناويين على الشر 

حاتم : احسنلى ؟ انت مين انت كمان ؟ حتعمل ايه يعنى فرجنى 

اخرج محروس مطواة من جيبه وفتحها قائلا  

محروس : حاخلى الكل يعرف احنا مين واى لسان حيطول حاقطعه 

تقدم حاتم منه ووقف امامه متحديا 

حاتم : طب ياللا ورينى شطارتك اقطع لسانى لو راجل 

جابر : محروس امسك نفسك حاتم باشا برضه بتاعنا واكيد حيشاور عقله وان كان عليا انا مسامح 

حاتم : انا شاورت عقلى ولو خربوش فى عربيتى قصاده عمركم مفهوم ؟ اما فتحة المطوه د. عليا مالهاش عندى غير رد واحد 

رفع يده ليهوى على وجه محروس بصفعة قوية فاندفع نحوه بغضب بالمطواة ولكن حاتم تفاداه وامسك بذراعه يلويه خلف ظهره وفى ثوانى فوجئ جابر ومحروس بالغرباء الجالسين يشهرون اسلحتهم فجأة حيث كانوا من رجال الشرطة العسكرية لضبطهم متلبسين بناء على اتفاق مسبق مع حاتم 

حاتم : عامل لنا كمين يا حاتم باشا ؟ ماشى مسير الحى يتلاقى ولو بعد مية سنه 

تم القبض على حابر ومحروس ومن معهم دون مقاومة وتقدم الظابط قائد الحملة من حاتم قائلا 

الظابط : خلاص يا حاتم بيه الامور كلها تحت السيطره ما تقلقش من اى حاجه انا رجالتى فى المنطقه وكلهم حيتلموا فل وقت واحد بس علشان ماحدش يهرب احنا حنلم مل البوابين وعمال الجاراجات ومش حنسيب حد.الا بشهادة اللى يتطوع منكم انه من البوابين الاصليين ومالوش علاقه بيهم 

حاتم : يافندم انتم بصراحه عملتم الواجب ورجعووا لينا الاحساس بالامان تانى واحنا كلنا تحت امركم واى وقت تطلبونى اشهد حاكون عندكم 

الظابط : تمام حضرتك عارف سرية الشرطه العسكريه اللى فى سموحه خلف التعاونيات ؟ حنكون فى انتظارك الساعة سته تشرفنا هناك 

حاتم : الساعه سته بالثانيه يافندم حاكون عندكم والف شكر مره تانيه 

....................... 

وفل السادسة تماما وصل حاتم امام بوابة سرية الشرطة العسكرية وبعد التحقق من شخصيته سمح له بالدخول واستقبله قائد السرية بترحاب واضح 

القائد : احنا مشطنا المنطقه كلها وقبضنا على سبعه وعشرين واحد لكن فيه منهم سبعه بيقولوا انهم بوابين من زمان فى المنطقه ومش مع جابر ورجالته انما الاهالى اللى اتوسطت لهم علشان يفضلوا فى مكانهم لو حضرتك تتعرف على حد منهم حنسيبه فورا 

حاتم : ممكن اشوفهم ؟

القائد : ممكن طبعا فورا 

دق الجرس ودخل جندى الحراسة فطلب منه القائد احضار السبعة المطلوبين وتم عرضهم على حاتم فوجد سعيد وابراهيم وتعرف على اثنين اخرين وتم اطلاق سراحهم فورا وبعدها سال حاتم عن الوضع القانونى للمقبوض عليهم 

القائد : والله احنا لقينا معاهم سلاح ومخدرات وترامادول يعنى رايحين رايحين فيه السلاح ده تبعنا فى القضاء العسكرى بالاضافه للترويع والابتزاز اما المخدرات حتبقى قضايا مدنيه 

حاتم : مش ممكن يخرجوا منها ؟

القائد : صعب جدا دى حاجات ثابته 

حاتم : المشكله ان حابر ده كان ميكانيكى شاطر وفى حاله مش عارف ازاى دخل فى السكه السوده دى ؟ صحيح ورشته بقالها مده مش شغاله انما مش مبرر 

القائد : فعلا مش مبرر القصه ان جابر ده عنده جوز اخته محروس ده لسه خارج من السجن من شهر وشويه ممكن يكون هو صاحب الفكره وبعدين الموضوع ده احنا بنعانى منه على مستةى البلد كلها بعد الثوره خاصة فى ظل غياب الشرطه والمشكله ان الاهالى بتخاف وتفضل تدفع احسن ما تتعاون معانا بس حضرتك خالفت القاعده دى وضربت مثل ارجو ان الناس تتبعه علشان نقدر نحمى البلد داخليا 

حاتم : هو محروس ده كان فى السجن ليه وقعد قد ايه ؟

القائد : ده قعد فى السجن تلات سنين كانت قضيته ضرب افضى الى موت 

حاتم : يعنى بلطجى اصيل وبقاله شهر طالع ما هانش عليه يبعد عن السجن 

القائد : لا بصراحه هو ما كانش بلطجى انا اطلعت على ملف قضيته وعرفت منها انه قتل صحيح لكن المحكمه اتعاطفت معاه وقدرت ظروفه ده كان راجل طيب وفى حاله بيشتغل ميكانيكى فى شركة تفريغ حبوب فى ميناء الدخيله والمشرف بتاعه كان دايما يتعمد يهينه وهو كان ساكن فى الورديان وفى يوم اجازه كان مع جماعته فى السوق بيشترى شوية لوازم للبيت ومن ضمنها مفتاح انبوبه كبير وكان شايل مفتاح الانبوبه فى جيبه اللى ورا زى عادة الصنايعيه وقابله المشرف بتاعه واتعرض له باسلوب مهين قدام مراته واولاده ما استحملش ضربه بمفتاح الانبوبه على دماغه مات 

حاتم : طيب انا ممكن اقابل جابر ومحروس على انفراد ؟

القائد : يستحسن يكون فيه جندى حراسه مع حضرتك 

حاتم : مافيش مشكله بس اقابلهم 

دق القائد الجرس وطلب من جندى الحراسة احضار جابر ومحروس فلما حضرا قال القائد 

القائد : ايه يا محروس لحق السجن يوحشك ؟ ما قدرتش على بعده ؟ ادينا حنحقق امنيتك ونرجعك السجن تانى وعلشان ما تزهقش وانت لوحدك حنبعت جابر نسيبك يونسك 

محروس : يا باشا انا غلطان وفى عرضك احنا مش بلطجيه احنا كنا بنحمى المنطقه 

القائد : بتحمى المنطقه وتاخد فرده من السكان ؟ طيب مين يحميهم منك ؟

جابر : يا باشا انا بقالى فى المنطقه دى خمستاشر سنه عمرى ما اذيت حد ولا .....

القائد : خلاص مش عاوز كلام كتير حاتم بيه عاوز يتكلم معاكم على انفراد بس انا عاوز انبه عليكم الادب معاه علشان شهادته ممكن تنفعكم تاخدوا احكام بسيطه ولو ان عندكم بلاوى تكفى كل واحد فيكم عشر سنين 

انصرف القائد تاركا جندى مسلح للحراسة ووقف جابر ومحروس والندم بادى عليهما بينما قال حاتم بحزن 

حاتم : انا مش قادر اصدق لحد دلوقت ان جابر احسن ميكانيكى مرسيدس فى مصر يبقى بلطجى 

جابر : يا باشا ولا عمرى فكرت فى البلطجه حضرتك عارفنى من سنين عمرك سمعت عنى حاجه وحشه ؟

حاتم : اكيد الشيطان جوز اختك هو اللى لعب بدماغك 

محروس : يا باشا ما تظلمنيش انا قتلت ودخلت السجن صحيح لكن لو حضرتك تسمع حكايتى تقول ان عندى حق فى اللى عملته وتعذرنى 

حاتم : انا جاى دلوقت مخصوص علشان اسمع حكايتك وحكايته 

محروس : انا حاحكيلك يا باشا وراضى ضميرك 

.......................

تفتكروا ايه حكاية محروس ؟ وليه جابر بياخد اتاوه من الناس ؟ تفتكروا حيتحبسوا واللا حيحصل حاجه جديده ؟ وحاتم هل اتغير فعلا بعد العمره ومقابلة الشيخ شاكر فضل الله ؟ 

مش حاتاخر عليكم فى البوست القادم

يتبع

رواية دماء علي اوراق الورد الجزء الأول 1الفصل العشرون 20 من هنا

مجمع الرواية من هنا

Mohamed ME
Mohamed ME
تعليقات