📁

رواية دماء علي اوراق الورد الجزء الأول 1الفصل السابع بقلم اثر توفيق

رواية دماء علي أوراق الورد الجزءالأول 1 الفصل السابع 7 بقلم أثر توفيق

رواية دماء علي أوراق الورد الجزء الأول 1 الفصل السابع 7 بقلم اثر توفيق

 

اعياد الربيع 

كانت داليا تعانى فراغا كبيرا وحرمانا عاطفيا حادا بسبب وحدتها الدائمة الا من عدد قليل من الصديقات اضافة الى غياب امها الذى كان يؤلمها رغم انها لا تفصح عن ذلك ولذلك حين قرات الاعلان عن حفلات الربيع وهى تقترب من نهاية العام الدراسى الاخير لها فكرت فى الحضور من باب التغيير 

( نعم ولم لا ؟ ربما كان هناك بعض المرح فلاذهب واعود قبل العاشرة ولاجرب ربما كانت تلك الحفلات قادرة على تحسين حالتى النفسية )

حجزت تذكرة لحضور الحفل المقام فى نادى الصيد البحرى وقررت الذهاب وحين ذهبت هناك جلست وحيدة كالعادة على احد الموائد الجانبية تتابع الراقصين على حلبة الرقص دون اهتمام انها لا تعرف احدا هنا ولا ترغب فى التعرف على احد 

( حتى هنا وحدة وفراغ يبدو اننى لن انتظر للعاشرة )

كان هذا ما يدور فى خيالها حين سمعت من ينادى اسمها 

حاتم : داليا ؟ داليا محسن ؟ انتى داليا محسن ؟ 

نظرت نحو مصدر الصوت انه جارها الوسيم الذى طالما بهرتها وسامته دون ان تجرؤ على مشاطرته الحديث مرة واحدة يالها من صدفة 

داليا : استاذ ... استاذ حاتم حضرتك هنا ؟ صدفه سعيده 

حاتم : هى فعلا صدفه سعيده .. سعيده جدا بالنسبالى قوليلى انتى جايه مع العيله واللا لوحدك ؟ 

داليا : لا لوحدى اضل ماما سافرت هى والمخفى جوزها يارب ما يرجعوا 

حاتم : ليه كده ؟ شكلك زعلانه منهم خالص 

داليا : ولا زعلانه ولا هم فى دماغى اصلا خلاص بعد بابا الله يرحمه بقيت لوحدى على طول واتعودت على كده تصور الوليه ما يحلالهاش السفر الا ايام الامتحانات وكل سنه على كده المهم سيبك منهم انت لوحدك واللا معاك حد ؟

ابتسم حاتم قائلا 

حاتم : معايا حد دلوقت معايا حد معايا اجمل بنت فى الحفله 

اجالت داليا النظر فى القاعة تبحث عن رفيقته بين الموجودات ربما ذهبت الى الحمام 

داليا : يضايقك تقعد معايا شويه لحد ما صاحبتك ترجع واللا ما تحبش تشوفك مع حد ؟

حاتم : لالا ابدا بكل سرور انا اكون سعيد جدا بس ايه رايك احسن من القعده تحبى ترقصى ؟

داليا : انا ارقص معاك انت ؟ معقول ؟

حاتم : ما تخافيش انا باعرف ارقص كويس الا اذا كنتى انتى ما بتعرفيش 

داليا : ما اعرفش ايه طيب جربنى كده ؟ انا قصدى بصراحه مش مصدقه انى حارقص معاك 

ضحك بسعادة ومد يسراه باناقة وهو ينحنى واضعا يمناه خلف ظهره فوقفت ووضعت اصابع يمناها فى يسراه ليقتادها الى حلبة الرقص حيث تعزف موسيقى هادئة هل تراقصه الان حقا ام انها تحلم بذلك ؟ بالتاكيد هذا حلم وربما افاقت الان لتجد نفسها جالسة على طاولتها ترنو اليه وهو يراقص فتاته او ربما وجدت نفسها وحيدة تتطلع للحاضرين وحاتم لم يحضر اصلا بل ربما افاقت لتجد نفسها فى منزلها ولم تحضر للحفل من الاساس وكل هذا كان حلما جميلا .

حاتم : رقصك حلو اتعلمتى الرقص امتى ؟ 

لم ترد . لم تسمعه اصلا وهى تتطلع الى وجهه الوسيم بشرود 

حاتم : داليا مالك سرحانه فى ايه ؟

داليا : مش مصدقه حاسسه انى باحلم 

ضمها الى صدره فاستجابت له واراحت راسها على صدره واستمرا فى الرقص حتى باعدت راسها بحرج 

داليا : انا اسفه صاحبتك لو شافتنا كده حاعمل لك مشكله معاها 

حاتم : صاحبتى ؟ صاحبتى شايفانى من الصبح وما رفعتش عينها من عليا انما مش شايفاكى انتى 

لم يستطع عقلها تفسير هذا اللغز المحير كيف تراه ولا تراها هل هى حقا تحلم بينما هى ليست هنا حقا ؟ اخذت تجيل نظرها بين الواقفات واخيرا سالته بدهشة 

داليا : ازاى شايفاك ومش شايفانى ومش زعلانه ؟

حاتم : اصل مافيش مرايات انتى عاوزه تشوفى صاحبتى ؟ 

امسك بيدها برفق واصطحبها للنزول من فوق البيست وقادها الى احد جوانب القاعة حيث توجد مرآة ضخمة بعرض الحائط واشار الى صورتها المنعكسة على صفحة المرآة قائلا 

حاتم : ادى يا ستى صاحبتى اجمل بنت فى الحفلة 

قالت بانبهار وصدرها يعلو ويهبط من فرط الاثارة وهى تتامل انعكاس صورتها فى المرآة 

داليا : انا اجمل بنت فى الحفله ؟

حاتم : انتى اجمل بنت فى الدنيا كلها انتى الورده اللى بتعطر الحفله واللى عيد الربيع اتعمل علشان نحتفل بيها انتى اجمل بنت خلقها ربنا 

.....................

عادا الى حلبة الرقص مجددا وكانت الموسيقى تصدح باغنيتها المفضلة التى تعشقها careless whisper همسة عابرة والصوت الساحر للمطرب الشهير يردد

i feel so unsure 

as i take your hand 

and lead yiu to the dance floor 

as the music dies 

something in your eyes 

cause to mine and self screen 

i never gonna dance again 

guelty feeling got no reason 

it is easy to pretend 

wasted chance i had been given 

so i never gonna dance again 

the way i dance with you 

انتهيا من الرقص وذهبا الى البوفيه ليجلب لها عصير فريش ولنفسه قهوة وصعدا الى التراس العلوى وهناك رفعها من وسطها ليضعها فوق الافريز الرخامى ويتطلع اليها بافتتان قائلا 

حاتم : عارفه انا باجى هنا كل سنه فى حفلة الربيع لكن النهارده كنت جاى لوحدى وناوى اقعد نص ساعه وامشى لكن الحقيقه المفاجأة دى اسعدتنى 

لم ترد عليه فسالها باستغراب 

حاتم : داليا انتى ما بتتكلميش ليه ؟

داليا : مش عارفه عاوزه اسمعك وبس مش عارفه اقول ايه 

حاتم : انتى بتروحى حفلات كتير ؟

داليا : لا ابدا دى اول مره كتر المذاكره والضغط والوحده والفراغ وزعلت لما ماما سافرت وانا داخله على امتحانات رغم انها عادتها كل سنه هو ده اللى خلانى فكرت احضر وقلت تغيير 

حاتم : اومال اتعلمتى الرقص فين ؟ انتى بترقصى حلو اوى 

داليا : من التليفزيون اعمل ايه بس فراغ باشوف الرقص فى التليفزيون واقعد اقلدهم وارقص مع البنات اصحابى فى البيت 

نظر الى ساعته وقال 

حاتم : طيب انتى مض شايفه انك اتاخرتى ؟ الساعه بقت واحده بعد نص الليل 

قالت بدهشة 

داليا : كام ؟ انا ما حسيتش بالوقت خالص انا كنت فاكره حارجع بالكتير الساعه عشره 

حاتم : طيب ياللا اوصلك 

داليا : مستعجل ليه خلاص اتاخرت واللى كان كان انا اول مره من يوم ما بابا مات ابقى مبسوطه كده 

حاتم : طيب انتى مش جعانه تحبى تتعشى ؟ ايه رايك اعزمك على العشا ؟ 

داليا : بصراحه ما تضحكش عليا انا مش عارفه ان كنت جعانه واللا شبعانه بجد مش عارفه حاسسه بايه كل اللى عارفاه انى مبسوطه علشان معاك 

حاتم : طيب ياللا حاعشيكى فى مطعم جنان حيعجبك اوى 

كان المطعم الراقى شبه خالى فى هذا الوقت المتاخر وقد طلب حاتم وضع بعض الشموع على مائدته الجانبية التى نطل على البحر مباشرة بينما موسيقى شاعرية تنساب فى المكان تضفى جوا رومانسيا 

حاتم : ايه رايك فى المطعم ده ؟ جيتى هنا قبل كده ؟

داليا : بصراحه لا اول مره بس فعلا عندك حق مطعم هايل جنان 

حاتم : ده بقى مكانى المفضل اجى هنا اتغدى او اتعشى واشرب قهوه فى التراس فوق انما قوليلى ايه حكايتك مع مامتك ؟

زايلتها الابتسامة وعبس وجهها وقالت بحدة 

داليا : مامتى ؟ فين مامتى دى ؟ عمرى ما حسيت بيها ولا لقيتها لما احتجت يكون جنبى ام والنبى يا حاتم بلاش السيره دى اليوم كان حلو قوى بلاش نختمه بنكد 

حاتم : طيب خلاص انا اسف ما تتضايقيش 

ثم قال محاولا تغيير الموضوع 

حاتم : عارفه انا عرفت بنات كتير قوى لكن عمرى ما قابلت بنت فى جمالك انتى بصراحه اجمل بنت عرفتها 

ابتسمت بخجل قائلة 

داليا : هو انت عمرك ما اخدت بالك منى قبل كده ؟ احنا جيران ومولودين مع بعض فى نفس الشارع 

حاتم : بصراحه كنت باشوفك من وانتى بنوته صغيره بضفاير وطول عمرى باقول البنوته دى حلوه قوى ولما حتكبر حتبقى حكايه انما ما كنتش اتخيل انك حتبقى بالجمال ده وكمان انتى بعد موت بابامى بقيتى قافله على نفسك وانا مشغول فى شغلى ومش باشوفك عارفه فيه حاجه عاوز اقولها لكن مش قادر اجمعها ذكرى قديمه يمكن او حاجه من خيالى مش قادر اعرف اللى جوايا بالتحديد كل اللى انا عارفه انه شعور جديد اول مره احسه 

داليا : انا بقى اللى جوايا معروف بس مش قادره اقوله مش دلوقت على الاقل 

حاتم : انتى حبيتى قبل كده ؟

داليا : مره واحده هو حب حياتى كله لكن ياريت ما تسالش عن الموضوع ده مش عاوزه اتكلم فيه عاوزه استمتع بالوقت اللى باقضيه معاك 

انتهوا من العشاء فطلب حاتم لها عصير ولنفسه قهوة واصطحبها الى التراس العلوى للمطعم فوقفت مستندة الى السور وظهرها للبحر وداعبت نسمة لطيفة خصلات شعرها الذهبى وحملت رائحة عطرها الانثوى المثير الى انفه ليتشممها ويمد يده يتحسس خصلات شعرها الناعم ويتامل عينيها الزرقاوين بلون البحر وشفتيها الجميلتين ودون ان يدرى اقترب منها وهو تحت تاثير سحر فتنتها الطاغية ليقبلها قبلة شاركته فيها فكالت حتى تفصد وجهاهما بالعرق ولم ينتبها الا على صوت الجرسون يتنحنح بحرج وهو يدخل حاملا ما طلبوه 

وضع الجرسون الطلبات وانصرف فتنحنح حاتم معتذرا 

حاتم : انا اسف انا مش عاوزك تزعلى منى انا حاسس انى النهارده ...

داليا : حاتم انا مش زعلانه انا .... انا حاروح الحمام بعد اذنك 

انصرفت وتركته وحيدا ليتامل السماء الزرقاء النى بدات تباشير الفجر تضيئها بضوء خافت يزداد رويدا رويدا بينما هو شارد يسائل نفسه عن سر جمال تلك الليلة التى فكر انه ربما يقضيها وحيدا للمرة الاولى فاذا به يفاجا بانها كانت اجمل ليلة قضاها فى عمره كله 

ترى ما سر جمال تلك الليلة ؟ هل هو الجو الساحر ام الحفل ؟ ام انها هى من اضفت على كل ذلك جمالا وبهاء من حسنها الفتان ؟ هل اصبح عاشقا اخيرا ام انها واحدة من مغامراته التى لن يلبث ان يزهدها بعد قليل ؟ 

كلا هو لا يؤمن بالحب ليس تماما ولكن مثله تعشقه النساء وهو لا يعشق ابدا هو لا ولم ولن يعشق فى حياته الا حاتم وحاتم فقط 

داليا : اتاخرت عليك ؟

اجفل حين سمع صوتها وافاق من شروده كلا لم يفق تماما بل التفت يتطلع اليها وقد اعادت زينتها فصارت اشبه بملكة اسطورية بديعة الجمال فقال هامسا وهو لا يدرك حقا ما يقول 

حاتم : خمسه وعشرين سنه 

داليا : ايه ؟

حاتم : هاه ؟ لالا ولا حاجه تحبى نشرب حاجه كمان ؟ 

داليا : لا كفايه كده شكرا 

اعانها على الجلوس على حافة السور وامسك بيدها برفق قائلا 

حاتم : انا سعيد جدا بالسهره اللطيفه دى الحقيقه الليله كانت بديعه وابدع ما فيها انتى 

رفع يدها الى شفتيه يقبلها بافتتان لم سفعل ذلك قبلا ولكنه الان هائم مسلوب الارادة وشعر بجسدها كله يرتعد ويداها باردتان كالثلج وهى عاجزة عن الرد فاقترب منها وفكر فى تقبيلها مرة اخرى ولكنه تماسك 

حاتم : اظن كفايه كده الشمس خلاص طلعت 

داليا : خلينا شويه كمان انا ما حسيتش بالوقت خالص 

حاتم : وبعدين ؟ انتى مش عندك مذاكره ؟ 

داليا : اه صحيح فكرتنى انا عندى محاضرات مهمه جدا بكره 

حاتم : بكره اللى هو بكره واللا بكره اللى هو النهارده ؟ احنا خلاص بقينا بكره 

ضحكت ضحمة لطيفة قائلة 

داليا : لا بكره اللى هو النهارده واللى هو بكره كمان اصل الدكاتره النهارده وبكره حيقولوا على المهم والملغى فى المنهج ودى اهم محاضرات فى السنه كلها انا مش حاعرف انام ولو نمت مش حاعرف اصحى 

حاتم : طيب ياللا علشان انا كمان عندى شغل الصبح بدرى 

اوصلها بسيارته وقبل نزولها سالته 

داليا : حاشوفك تانى ؟

حاتم : طبعا اكيد 

داليا : امتى ؟

حاتم : خليها مفاجاه بس حاشوفك اكيد اكيد

يتبع

مجمع الرواية من هنا

رواية دماء علي اوراق الورد الجزء الاول الفصل الثامن 8 من هنا

Mohamed ME
Mohamed ME
تعليقات