📁

رواية دماء علي اوراق الورد الجزء الأول 1الفصل الثامن عشر بقلم اثر توفيق

رواية دماء علي اوراق الوردالجزء الأول 1الفصل الثامن عشر 18 بقلم اثر توفيق


مر عام كامل وحاتم يحاول بشتى الطرق الوصول لاى معلومات عن داليا بلا فائدة كل ما يعرفه انها سافرت مع زوجها على الى الرياض 

اما داليا فقد كان اصعب اعوامها مع زوج عاجز فى بلد غريب لا تعرف فيه احدا وقد اخفى على جواو سفرها بحجة ان الشركة تحتفظ به وترفض تسليمه وساءت حالتها النفسية والصحية واصبحت دائمة الشجار معه بعد ان كانت تلجا للمهادنة والملاطفة احيانا الا انها كانت تيأس منه وتهاجمه تسبه وتلعنه فى اغلب الاحيان 

وحين مر عيد ميلادها الثالث والعشرين وهى فى تلك العزلة والوحدة القاتلة مرضت ولزمت الفراش اسبوعا كاملا وبعدها قررت الا تستسلم للمرض فانتظرت عودته من العمل مساء فى غرفة المعيشة وحين وصل قالت بدون مقدمات 

داليا : عاوزه اتطلق زهقت 

على : ما .... ما اقدرش 

ضحكت بسخرية قائلة 

داليا : ليه بتحبنى ؟ انت مش فاهم ان احنا كده مش متجوزين اصلا ؟ انا لو رفعت عليك قضيه حاكسبها من اول جلسه يعنى مافيش فايده من اللى بتعمله ده ولا فيه سبب 

على : معلش اصبرى شويه لحد ما نرجع مصر وبعدين اللى انتى عاوزاه اعمليه 

داليا : طيب حنرجع مصر امتى ؟

على : كمان سنتين 

ضحكت طويلا حتى كادت تقع على الارض حتى تماسكت اخيرا قائلة 

داليا : بقالك سنه عمال تصبر فيا ودلوقت جاى تقول كمان سنتين ؟

نظر نحوها ببلاهة ولم يرد فاضافت 

داليا : انت مش قلت علاجك حياخد حوالى سنه ؟ وادينا عدينا السنه اهه عمرى ما شفتك بتاخد علاج فى يوم دى كمان لما نرجع مصر ؟

على : انا ماشى على العلاج وحابقى كويس 

داليا : بقالك سنه بتقول كده ماشى على العلاج فى السر ؟ ماشى مصدقاك ايه النتيجه ؟ فيه تحسن واللا زى ما انت ؟

على : يعنى ان شاء الله حاتعالج 

داليا : هو انت مش حافظ غير الكلمه دى ؟ امتى قدامك قد ايه ؟

على : يعنى تقريبا كده حوالى سنه 

داليا : من سنه كان قدامك سنه ودلوقت بتقول قدامك سنه وما بقيتش فاهمه ماشى على العلاج واللا عندك عيب خلقى وعاوز عمليه انت كذاب وانا مش مصدقاك وحاسسه ان فيه حاجه غامضه ومش فاهماها طيب امت مخبى جواز سفرى ومانعنى انزل مصر ليه ؟

على : الجواز فى الشركه وانا بانزل كل خمس سنين علشان اسعار الطيران غاليه 

داليا : انت قلت ان السفر على حساب الشركه 

على : ايوه اه بس علشان الاسعار غاليه بننزل كل خمس سنين انما علشان خاطرك حانزل السنه الجايه لا اللى بعدها داليا : طيب انت لو طلقتنى الشركه غصب عنها حتلغى الاقامه وتدينى جواز سفرى لانى ساعتها مش حابقى مراتك وحابقى قاعده هنا مش غير محرم ولا اى صفه 

على : مش حاقدر اطلقك 

داليا : ايه المانع ؟ مش فاهمه انت مش ملاحظ ان غلط كنت تتجوزنى اصلا ؟ طيب فهمنى بالعقل يمكن نلاقى حل لحسبة برما اللى احنا فيها دى انت شايف انى هاديه وباتكلم بالعقل تعالى اقعد واقف ليه ؟

جلس على المقعد المجاور لها ووضع يديه بين فخذيه دون ان يتكلم 

داليا : دلوقت انت عندك مشكله تمنعك من الجواز المفروض ما تفكرش تتجوز غير لما تحل مشكلتك ماشى ؟ لكن انت جيت اتجوزت وخبيت الحكايه دى وما جبتش سيره يبقى الجواز ده باطل لانه قائم على الغش وفيه ضرر للزوجه يستوجب التطليق يعنى انا لو رفعت قضيه حاتطلق تبقى ليه مش عاوز تطلق من غير فضايح وقضايا ؟

على : ما اقدرش اطلقك 

داليا : خلاص عرفت انك ما تقدرش تتنيل تطلقنى انا باسال سؤال تانى خالص لييييه ؟

التزم الصمت ولم يرد فقامت داليا بهدوء واقتربت منه وفجأة صعفته بكلتا يديها على خديه بقوة وهى تصرخ بغل 

داليا : انطق 

انكمش فى مقعده ودارى وجهه بيديه وهو يصرخ من الالم فامسكت اذنه بقوة وجذبته من اذنه بقوة اجبرته على الوقوف قائلة 

داليا : الادب مش نافع مع اللى زيك حتطلق واللا لا ؟

ولكنه رغم ذلك اطبق شفتيه ولزم الصمت مما اثارها اكثر فغرست اظفارها فى اذنه حتى سالت الدماء وجرته من اذنه وهو يزوم ويكتم صرخته حتى خرجت به من غرفة المعيشة وخلعت نعلها لتضربه على راسه ووجهه وهو يحاول حماية وجهه دون ان يجرؤ على الامساك بيدها لمنعها ثم دفعته الى منتصف الصالة قائلة بغضب 

داليا : طالم انت مش راجل انا حاعاملك على انك ست . الصاله دى والمطبخ عاوزاك تنضفهم وتخليهم يلمعوا والحمام تدخل تدعكه عاوزاه يبرق انت من دلوقت حتبقى هنا زى الخدامه وحياة امك ما حانادى عليك غير يا عليه علشان انت مره وما ينفعش تتسمى باسم راجل 

اجبرته على تنظيف الشقة بالكامل ما عدا غرفة النوم التى لم تسمح له بدخولها وبعد ان انتهى قالت بغضب 

داليا : انت حتقبض امتى يا حيوان ؟

على : يوم الخميس الجاى 

داليا : تجيبلى فلوس القبض وبكره عاوزه كل الفلوس اللى قبضتها طول السنه اللى فاتت 

على : يعنى ايه طيب انتى عاوزه الفلوس ليه ؟

داليا : انا حره عاوزاها وخلاص حتجيب الفلوس اول باول والا حاخلى عيشة امك سوده وبكره تجيبلى كل الفلوس اللى قبضتها من يوم ما جينا علشان لو ما جبتهاش ودينى لاخليك تجيب كل الفلوس اللى قبضتها طول العشر سنين اللى اشتغلتهم هنا 

فى اليوم التالى عاد من العمل متاخرا فسالته عن الاموال 

على : اصلى اتاخرت فى الشغل زى ما انتى شايفه يوم الخميس مع القبض 

داليا : مش حاستنى الخميس انا عاوزه انزل اشترى شوية حاجات 

على حتشترى ايه ؟

داليا : وانت مال اهلك : اشترى اللى انا عاوزاه عبايات جزم شباشب على دماغك ان شالله لب وسودانى انا حره الفلوس دى تمن قعدتى معاك عاوز تحافظ على فلوسك طلقنى والا تدفع وانت زى الجزمه 

على : يعنى حتاخدى الفلوس بالعافيه ؟

داليا : اه حاخدهم بالعافيه وحافضحك فى العماره وفى الشغل وكل حته 

على : لا ارجوكى بلاش فضايح 

داليا : خلاص يبقى طلقنى وارحم نفسك مش عاوز تطلق تدفع من غير ما تفتح بقك 

ولكنه فل اليوم التالى احضر لها مبلغا كبيرا من المال قائلا 

على : ده كل اللى قبضته طول السنه خليكم معاكى بس ارجوكى حافظى على الفلوس 

داليا : ههههه احافظ عليها ؟ هو انا واخده الفلوس احافظ عليها ؟ انا حافرتكهالك حابعزق كل قرش لحد.ما تقول حقى برقبتى وتطلق هو انت فاكرنى واخده الفلوس طمعانه فيها ؟ انا باحرق قلبك عليها واوعى تفكر الفلوس دى تهمنى فلوس مين دى يا ابو فلوس اللى جبته ده كله ما يجيش نقطه فى بحر اللى صرفه ابويا عليا انما علشان تتحسر عليهم 

على : طيب انا عملت ايه علشان تحسرينى على شقايا وتحرقى قلبى عليه ؟

داليا : انت البعيد ما عندكش دم ؟ مش عاؤف عملت ايه ؟ انا مش حارد عليك طابما انت جبله لا بتحس ولا بتفهم واللا اقول لك حاقول لك انت عملت ايه انت اتجوزتنى بالغش ومش عاوز تطلقنى وحابسنى هنا وسرقت جواز سفرى عاوز تعرف حاجه تانى ؟ انت ظلمتنى وقهرتنى انت وامى وخالى لكن انت اللى تحت ايدى وحاطلع على جتتك القديم والجديد وحقى منهم كلهم حاطلعه على جتتك امشى من قدامى عارف الجزامه ؟ تروح تلمع كل الجزم بتاعتى وربع ساعه لو لقيت واحده ما بتلمعش حامسحها فى وش امك 

........................

قرر حاتم السفر للمملكة للبحث عن داليا وهو فى الواقع لا يملك اى خيط لبداية البحث ولكنه لم يكن يستطيع البقاء صامتا اكثر من ذلك لذلك حصل على تاشيرة لاداء العمرة وسافر الى هناك 

فى البداية ادى مناسك العمرة فى مكة والمدينة قرر البقاء ليومين اخرين وجلس فى الروضة الشريفة حيث كان الزحام شديدا لكثرة المعتمرين ولكنه استطاع ان يجد فسحة ليقرا بعض ايات القران الكريم حتى اخذ يبكى وينشج وهو يتذكر كل اثامه ومعاصيه حتى هدا قليلا ودفن وجهه بين كفيه واستغفر كثيرا واخيرا قام لاداء الصلاة ورفع يديه وكبر ونوى الصلاة فاذا بشيخ يجاوره فى الصلاة فارتبك حاتم لانه كان حديث عهد بالصلاة وكان مقصرا ولم يصلى اماما من قبل ولا يعرف ان كانت النوافل تصلح الجماعة فيها ولكنه استجمع شتات نفسه وصلى بالرجل فلما انتهى وسلم نظر الى الرجل فاذا هو شيخ كبير يبدو على وجهه الصلاح والتقوى ابتسم بهدوء قائلا 

الشيخ : باين عليك الحزن يابنى 

حاتم : يا مولانا الحزن رفيقى بقاله اكتر من سنه ما بيسيبنيش ليل ولا نهار 

الشيخ : ربنا قادر يزيل حزنك ويفرج همك احكى وربنا سامعك ومن غير ما تحكى ربنا عالم باللى فى قلبك قول يابنى انا زى والدك يمكن اقدر اساعدك يمكن ربنا بعتنى ليك علشان اريحك 

حاتم : الكلام ده ما ينفعش يتحكى هنا احنا فى مكان طاهر 

الشيخ : يابنى ده بيت ربنا وانت جاى تشكيله ليه ما ينفعش تقول اللى انت عاوزه ؟ اتكلم هنا او فى اى مكان ربنا سامعك وشايفك هو مش ربنا اسمه السميع البصير ؟ قول يابنى حتى لو كنت عملت حاجه غلط ما تقدرش تخبى على الله خلقك اعترف بذنبك وهو حيسامحك ما هو ربنا غفور رحيم قول وادعيله يفك كربك فهو مجيب الدعاء 

حاتم : يا مولانا كلامك بيريحنى وانا عاوز احكيلك كل حاجه بس مكسوف من نفسى ومن ذنوبى 

الشيخ : يابنى انت بتحكى لربك وهو سامع وعارف ما تتكسفش منه علشان هو بس اللى يقدر يريحك هو انت فاكر انك حتحكيلى انا ؟ ابدا انت بتحكيله هو وانا قاعد اسمع ويمكن هو اللى يلهمنى اقول لك على الحل لو عاوز يحل مشكلتك انما انا مجرد وسيله لكن كل اللى اقدر اوعدك بيه ان السر فى بير يعنى اتكلم وما تخافش علشان ربك يحس انك ندمان وافتكر حديث سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم 《كل ابن ادم خطاء وخير الخطائين التوابون 》

تلفت حاتم حوله فوجد المكان خاليا تماما الا من بعض المعتمرين الذين يصلون على مبعدة عن مكان جلوسه مع الشيخ فقال 

حاتم : صدق رسول الله حاحكى يا مولانا لربنا وانت خليك سامع معايا 

حكى حاتم كل شيء منذ طفولته وتربية والدته وعلاقته بداليا حتى سفرع وعودته ليجدها قد تزوجت حكى وبكى وشكى وندم على ما فعل واستغفر فقال الشيخ 

الشيخ : حاسس يابنى ان توبتك نصوحه وندمك صادق ربنا يغفرلك ويتوب عليك وعليها انما انت ما فكرتش انها ممكن تكون اتجوزت راجل طيب عرف بحكايتها وسامحها واداها فرصه تبدا صفحه جديده وتتوب عن الذنب ؟ يجوز اصلا يكون جوزها ما عرفش حاجه ومشيئة ربنا كانت انه يسترها هو مش ربنا يابنى اسمه الستار ؟ طيب انت تروح تدور يمكن تقابل جوزها صدفه وتفتح جراح ويمكن سؤالك عنها يعمل مشكله هى فى غنى عنها 

حاتم : انا حاسس بالذنب ناحيتها وعاوز اتطمن عليها لو لقيتها سعيده حابعد من سكات ولو لقيتها محتاجه حد يساعدها حاعمل المستحيل علشانها 

الشيخ : تقدر تساعدها من غير ما تعمل مشكله ادعيلها ربنا يتوب عليها ويغفر لها ويسترها معاها وانت يابن. مش كفايه التوبه انما لازم ايمانك بربنا يزيد ويقوى ولازم كمان العمل الصابح والاكثار من اعمال الخيرات والبر ولازم ضرورى ضرورى تقلع عن الذنب وما تكررش الخطا تانى 《الا من تاب وآمن وعمل صالحا 》اعمل خير يابنى على قد ما تقدر وتقدر كمان تعمل الخير وتوهبه لها يقوم ثوابه يجيلك ويروح لها وتستفيدوا انتم الاتنين من الحسنات اللى انتم محتاجينها 

حاتم : كلامك بيريحنى يا مولانا رغم انى لحد دلوقت ما اعرفش اسمك 

الشيخ : حيفرق معاك الاسم فى حاجه ؟ انا يابنى واحد من عباد الله 

حاتم : انت واحد.من اولياء الله الصالحين وانا اخب اتبارك بيك 

الشيخ : انا ايه اللى سوصلنى لاولياء الله الصالحين ؟ انا فين وهم فين ؟ انا مش اكتر من عبد عاصى بيحاول يتوب انا شايل فوق كتافى جبل ذنوب باتمنى ربى يغفر لى وطمعان فى عفوه ورضاه وباقول لنفسى ان ربنا سبحانه وتعالى قال فى حديث قدسى 《لو اتانى عبدى بملء قراب الارض خطايا ثم اتانى لا يشرك بى شيئا غفرت له 》

حاتم : يعنى تفتكر ربنا حيغفر لى ؟

الشيخ : 《 قل يا عبادى الذين اسرفوا على انفسهم لا تقنطوا من رحمة الله 》 

حاتم : صدق الله العظيم يعنى مش عاوز تقول اسمك يا مولانا ؟

الشيخ : شاكر فضل الله

تعجب حاتم من معنى اسم الرجل وفكر هل هو اسمه ام انه يصف نفسه بذلك ثم انه استغفر وحمد الله على انعامه ومسح على وجهه بكفيه ثم نظر نحو الشيخ ليساله عن امر اخر فلم يجد احدا تلفت حوله بحصا عن الشيخ فوجد الزحام شديدا فقام يبحث عنه فى المسجد.فلم يجد له اثرا 

ترى هل كان الشيخ شاكر فضل الله رجلا حقيقيا تاه منه فى الزحام ام ان الله ارسله اليه ليتوب ويبدا صفحة جديدة ؟ واين كان كل هؤلاء المعتمرين وقت ان كان يجالسه ؟ هل سيعرف الاجابة يوما ما ام ان هذا اللغز سيظل غامضا للابد ؟ ايا كان الامر فقد نوى حاتم على التوبة ولن يعود ابدا كما كان .

.......................

مساء الخير سيداتى وسادتى .

لكل عمل ادبى مغزى اخلاقى ورسالة يجب توجيهها هى الهدف من العمل والرسالة التى يوجهها الكاتب للقراء وانا اعتبر ان الجزء الاخير من البوست ده هو الرسالة الاخلاقية للعمل وفكرته العامة والمحور الاساسى الذى يدور حوله العمل وهو فكرة التوبة والعودة الى الله 

كنت اتمنى اكتب الجزء ده فى بوست منفصل لكن كان صغير جدا وما ينفعش يطول علشان تكون الرساله واضحه ومركزه

يتبع

مجمع الرواية من هنا

رواية دماء علي اوراق الورد الجزء الأول 1الفصل التاسع عشر 19 بقلم اثر توفيق من هنا

Mohamed ME
Mohamed ME
تعليقات