📁

رواية دماء على أوراق الورد الجزء الأول الفصل الثالث 3 بقلم آسر توفيق

رواية دماء على أوراق الورود الجزء الأول الفصل الثالث 3 بقلم آسر توفيق


رواية دماء على أوراق الورود الجزء الأول الفصل الثالث 3


قررت داليا العودة للمدرسة وللاهتمام بمستقبلها والعودة الى الدراسة بعد صدمتها من عمها التى كانت تحبه كابيها وكانت تظن انه كذلك يحبها 

وفى نفس الوقت كان الحاج مهاب يتصل باستمرار للسؤال عنها حتى عرف بعودتها الى المدرسة فقرر ان وقت المواجهة مع رجاء وحامد قد حان فتوجه اليهم بصحبة ابنه الاكبر محسن الطبيب البيطرى بعد ان نبه عليه بالتزام الصمت وعدم التدخل فى الحديث الا للضرورة وهناك كان حامد فل استقباله واصطحبهم الى الصالون ولحقت بهم رجاء 

حامد : ايه حكاية العقد ده يا حاج مهاب ؟ امتى المرحوم باعلك الارض دى وفين الفلوس اللى قبضها منك ؟

مهاب : اظن انا اديتكم صوره من العقد والتوكيل والتاريخ عليهم من اكتر من سنه والشهر العقارى موجود والمحكمه موجوده اما بقى عن الفلوس دى حاجه تخصه دى فلوسه وهو حر فيها 

رجاء : هى كام الف ؟ دى ملايين كتير يعنى حتكون راحت فين ؟

مهاب : هو حر فى فلوسه صرفها يا ستى على حياة عينه انتوا حتتحكموا فيه ؟ 

حامد : الموضوع ده مش داخل دماغى وشكله كده مش حيعدى على خير 

نظر مهاب نحوه قائلا بغضب 

مهاب : مش حيعدى على خير ازاى يا حامد ؟ احنا حنرجع للتهديد تانى ؟ اسمع يا ابن الحلال انت واختك ان كنتم عاوزين نكشف كل ورقنا ونبين المستخبى انا مستعد انما حد يفكر ياخد شبر من الارض يبقى جنى على روحه 

حامد : انت يا مهاب لسه ما عرفتش مين هو حامد الهوارى ويقدر يعمل ايه 

مهاب : انت اللى لسه ما تعرفش مين هو مهاب شركس وشكلك ولا تسمع عن عيلة شركس رغم اننا نسايب بقالنا سنين طويله انت اصلك ما شفتش غير الوش الطيب وطالما وصلنا للتهديد يبقى تشوف الوش التانى وخد بالك انا اعرف عنك حاجات المحروسه اختك ما تعرفهاش يبقى بلاش تقف فى وشى لا انت ولا هى 

ثم التفت الى ارملة اخيه قائلا بحزم 

مهاب : ايه رايك يا رجاء تحبى نكشف المستخبى واقول كل اللى عندى ؟

ترددت رجاء قليلا وقالت 

رجاء : تقول ايه يا حاج ؟

مهاب : اقول اللى احنا التلاته عارفينه وساكتين نخلى الناس كلها تعرف اعقلوا وخلوا الطابق مستور انتى الوديعه اللى اتعملت باسمك بحقك فى الورث بالكامل 

رجاء : وحق بنتى ؟

مهاب : بنتك ؟ هاهاها 

ضحك بسخرية واضاف 

مهاب : قصر الكلام الارض دى انا تعبت وشقيت فيها لوحدى خمسين سنه واللى يفكر يخطى برجله فيها اقطعهاله واقطع رقبته وسلساله كله و ....

داليا : ما رديتش عليها يا حاج مهاب حقى انا فين ؟

كانت قد عادت من المدرسة باكرا ودخلت دون ان يلحظها احدهم لانشغالهم بالنقاش حتى فوجئوا بها بينهم وهى تنظر لعمها بتحدى فوقف امامها زائغ البصر وقال 

مهاب : يا بنتى ابوكى كتبلك الشقه دى باسمك وعمل وديعه كمان باسمك وانا مستعد ادفعلك كل شهر مبلغ يكفى مصاريفك وزياده لحد ما تفكى الوديعه المبلغ اللى تحدديه 

داليا : ودى بقى اسميها ايه ؟ صدقه واللا بتخلص ذمتك ؟

مهاب : يا داليا انتى بنتى وانا ....

داليا : بنتك ؟ انت لسه حتمثل ؟ 

تدخل محسن فى الحديث قائلا بهدوء 

محسن : عيب الكلام ده يا داليا ما يصحش تكلمى عمك بالطريقه دى 

مهاب : اسكت يا محسن وسيبها تقول اللى هى عاوزاه انا راضى 

داليا : طبعا اقول اللى انا عاوزاه حتفرق فى ايه ؟ كلبه وبتهوهو ما خلاص النصاب الكبير كشف وشه وضرب ضربته وما بقتش تفرق 

اتجه نحوها حامد غاضبا وهو يقول بحدة رافعا يده 

حامد : اتادبى يا بنت بلاش قلة ادب 

ولكن مهاب امسك بيده بعنف وصاح بغضب 

مهاب : انت اتجننت ؟ عاوز تمد ايدك عليها وانا واقف ؟ انا اقتلك قبل ما تمد ايدك عليها 

حامد : انت بتدافع عن العيله اللى بتغلط وتتدخل فى كلام الكبار يبقى من حقها تعمل اكتر من كده 

مهاب : لاخر مره باحذرك ايدك لو اتمدت عليها حاقطعها 

سحب حامد ذراعه من يد مهاب بعنف ودفعه فى صدره فكاد يقع ارضا فاسرع محسن يخرج سلاحه من الجراب المعلق تحت ابطه واتجه نحو حامد بغضب فصاحت داليا برعب 

داليا : ايه ده ؟ هى حصلت ترفع علينا سلاح فى بيتنا ؟

ارتبك محسن وقال مخاولا تهدئتها 

محسن : داليا انتى فاهمه غلط انا مستحيل ارفع السلاح عليكى انا 

داليا : انت ايه كفايه حرام عليكم كفايه 

وصرخت بهستيريا واسرعت تغادر المنزل بينما حاولت رجاء اللحاق بها فلم تستطع وحاول حامد الامساك بمحسن الذى ضربه بقوة وهم بالهجوم عليه لولا ان منعه ابوه قائلا 

مهاب : استنى يا محسن شيل سلاحك واجرى حصل بمت عمك وده سيبهولى 

كان مهاب قد تجاوز الستين ولكنه كان قوى البنية الا ان حامد ايضا لم يكن خصما سهلا رغم انه لم يتجاوز الخمسين 

حامد : هى حصلت ابنك يرفع عليا سلاح ؟ الحكايه دى تطير فيها رقاب 

مهاب : اقصر الشر علشان مش رقبتى ولا رقبة ابنى اللى حتطير واوعى تفكر تهددنى بالرجاله اللى عندك انت لو عندك رجاله انا عندى قصاد كل راجل جيش 

حامد : خلى الجيش ده ينفعك انت ابتديت بالحرب وانا قدها 

مهاب : صدقنى انت مش قدها انتوا صعايده وعندكم سلاح ورجاله لكن انت ما عندكش غير سلاحك ورجالتك لكن انا عندى محافظة البحيره بحالها باشاره كله يخدم عيله شركس ولو على السلاح مسدس محسن ده هدية الاعداديه وكل العيال الصغيره عندنا بتشيل سلاح 

رجاء : بس كفايه كفايه 

صرخت فيهم لتوقفهم ثم وقفت بينهم تمنعهم من الصدام 

رجاء : اهدوا شويه لو سمحتم خلينا نتفاهم بالعقل اهدى لو سمحت يا حاج مهاب احنا عاوزين نتفاهم مش نتخانق ارجوك اهدى واقعد وانت يا حامد ارجوك اهدى واقعد 

حامد : اهدى انتى مش شايفه ؟ 

رجاء : شايفه ولازم نحكم عقلنا بلاش نفتح على بعض فواتيح اقعدوا 

جلس الرجلان متباعدين وجلست هى بينهما قائلة 

رجاء : قوللى يا حاج مهاب انت قد ايه المبلغ اللى حتديهولنا كل شهر ؟ 

حامد : انتى بتقولى ايه ؟ انتى حتوافقى على كلامه ؟

رجاء : ايوه حاوافق يا حامد العقد اكيد سليم ومالوش لازمه الكلام فيه وانا لازم اوافق بس بشرط سيرة الماضى تتقفل نهائى وده علشان مصلحة داليا 

نظرت له نظرة ذات معنى فادرك ما تقصده وقال 

مهاب : عين العقل وانا مستعد اتنازل ليكم عن نصيبى فى الشاليه اللى فى الساحل والشقه اللى فى العجمى اما الشهريه دى علشان داليا والمبلغ اللى تحدده بنفسها انا موافق عليه وزياده انما انتى عندك وديعتك تقدرى تفكيها من بكره 

رجاء : يبقى متفقين بس داليا مالكش دعوه بيها خالص 

مهاب : دى بنت اخويا 

رجاء : هى دلوقت مش طايقاك ويستحسن تبعد عنها علشان نفسيتها الا اذا كنت ناوى تتكلم 

......................

رغم الاتفاق الا ان الحاج مهاب حاول ملاقاة داليا عند المدرسة انتظرها هناك واوقفها وهى نحاول الهروب منه وركوب الباص 

مهاب : يا داليا يا بنتى ارجوكى اسمعينى انا عاوز اقول لك حاجه مهمه 

داليا : مش عاوزه اسمع منك كلمه واحده وارجوك ما تجيش تانى عند المدرسه ولا تحاول تشوفنى 

مهاب : يا داليا ارجوكى اسمعينى ادينى فرصه اشرك لك 

داليا : مش عاوزه خلاص ارجوك وفر على نفسك وعليا اى كلام انت فاكر انى زعلانه على الارض ؟ ابدا انا ما يهمنيش الارض خدها بس رجعلى عمى 

مهاب : انا عمك يا حبيبتى انا عمك اللى بيحبك ويخاف عليكى 

داليا : لا انت مش عمى عمى خلاص مات فى مكتب المحامى 

سالت دموعها وهو تنظر نحوه بعتاب واسرعت تركب الباص وتبتعد وحاول ان يلحق بها ولكنه كان عاجزا عن التقاط انفاسه وشعر بالم شديد فى صدره فاشار لسائقه الخاص الذى اسرع اليه قبل ان يغيب عن الوعى 

.......................

بقى الحاج مهاب فترة فى حالة خطرة فى المستشفى حتى تحسنت حالته واصر على الخروج وكان ابنه الاصغر نادر فى انتظاره 

مهاب : اومال فين محسن يا نادر 

نادر : محسن ؟ اه فى العزبه يا حاج دلوقت نروح ونشوفه 

مهاب : هى الحاجه كويسه ؟ 

نادر : اه اه طبعا الحاجه زى الفل انت مستعجل ليه يا حاج كلها ساعه ونكون عندهم 

مهاب : لا اطلع الاول على رشدى 

ارتبك نادر وزاغت نظراته وقال بتردد

نادر : طيب يا حاج نروح البلد ترتاح ونخلى مشوار رشدى ده ليوم تانى 

مهاب : نادر قلت اطلع على رشدى 

ادار سيارته وانطلق الى حى رشدى الراقى صامتا وهو ينظر نحو ابيه بتردد بين وقت واخر 

مهاب : فيه حاجه مخبيها عليا يا نادر ؟

نادر : اصل .... الصراحه يا حاج .... خلاص يا حاج احنا وصلنا وحتعرف 

اوقف السيارة امام عمارة راقية فنزل مهاب مسرعا ودخل الى مدخل العمارة وخلفه نادر واتجهوا مباشرة نحو المصعد واسرع البواب خلفهما 

عثمان : حمدالله على السلامه يا حاج مهاب نورت اسكندريه 

مهاب : متشكر يا عثمان قوللى مدام داليا فوق مش كده ؟

عثمان : لا يا حاج دى سافرت هى والاستاذ عبد الله من كام يوم 

توقف مهاب مصدوما وقال بصوت مبحوح 

مهاب : سافروا ؟ سافروا راحوا فين ؟ ممكن سافروا العزبه عندى ؟

عثمان : لا يا حاج دول سافروا الخليج والست داليا سابت مفتاح الشقه لحضرتك وسابت معاه جواب دقيقه اجيبهم 

سالت دموعه واسرع يستند على الحائط قبل ان يسقط فاسرع اليه نادر يسنده قائلا 

نادر : هو ده اللى ما كنتش قادر اقوله يا حاج 

مهاب : وانتوا ازاى تسيبوها تسافر ؟

نادر : اتلهينا فيك لما دخلت المستشفى ومحسن راح علشان يبلغها ويجيبها تزورك للاسف متاخر ومن يومها وهو ما بيخرجش من اوضته 

........................

اتمنى البوست يعجبكم رغم انه بيزود الغموض تفتكروا داليا سافرت واللا بتتهرب من عمها ؟

يتبع

رواية دماء علي الورد الفصل الرابع 4 من هنا

مجمع الرواية من هنا

Mohamed ME
Mohamed ME
تعليقات