رواية الخواجه الفصل الخامس 5 بقلم ياسر عوده
روايه الخواجه ( الجزء الخامس )
توقفنا قبل كده لما انقذ الخواجه ابراهيم النمس وطلعه من النار .
اذكر الله .
اليوم ده كان بدايه صداقه بين الخواجه والنمس ، ولما سأل الخواجه النمس سبب الخناقه كان ايه النمس قاله : انه كلوا عليه فلوس قبل كده وهو خد حقه منهم ، ومهتمش الخواجه انه يعرف تفاصيل ، وكل يوم بيعدى بيقرب الخواجه من النمس اكتر واكتر لغايه ما اعتبره صاحب عمره .
اسم النمس بقا مرتبط باسم الخواجه ، الاتنين مع بعض طول الوقت ، واى مشاكل يقع فيها النمس كان الخواجه بيسعدوا فيها ، حتى الناس كانت فكره ان النمس ده اخوا الخواجه من كتر الحاجات اللى كان بيعملها الخواجه علشان النمس .
بس الخواجه مكنش يعرف كل حاجه عن ابراهيم النمس ، هو مكنش شخص عادى كان ذكى اوى ، وكان شخص انتهاذى وانانى لابعد حدود .
بس الخواجه مكنش شايف كل ده ، واكبر غلطه ليه انه مكنش شايف ان ابراهيم النمس خاين بطبعه ، ودفع الخواجه تمن ده غالى اوى .
ابراهيم كان عنده موهبه كبيره اوى وهى الاقناع يقدر يقنع اى حد باللى هو عوزه ، واكبر خيانه عملها انه قدر يقنع حوريه انها تحبه .
حوريه كانت بكليه الطب بس زيها زى اى بنت بسن المراهقه ممكن اى واحد يوهمها بالحب وتقع فيه ، الخواجه كان محرس على اخته اوى ومانع اى حد يقربلها ، بس ثقته بالنمس خلته ميقلقش منه على اخته حوريه ، حتى كان بيطلب منه اوقات يوصلها الجامعه ، هو مكنش متخيل ان اخته اللى بتدرس بكليه الطب هتبص لواحد جاهل بلطجى زى ابراهيم النمس ، ودى غلطه الخواجه .
ابراهيم النمس اقنع حوريه انه بيحبها بجنون وميقدرش يستغنى عنها ، بس كانوا عرفين ان الخواجه عمره ما هيوافق يجوز اخته الوحيد للنمس ، ومع مرور الوقت اتجوز النمس من حوريه في السر جواز عرفى من غير ما يعرف الخواجه وكانوا بيتاقبلوا في السر .
مرت الايام وانطلب من الخواجه انه يسرق مجموعه كبيره من الالماس موجوده بفيلا بمنطقه راقيه ، وان تمن الالماس ده ملاين ، وان صاحب الفيلا من مهربين الالماس .
الخواجه كان مخطط ان بالفلوس اللى هتطلعله بعد ما ياخد الالماس ويسلمه لصاحب العمليه هيحط الفلوس دى وديعه بالبنك باسم حوريه علشان يامن تعلمها ومستقبالها ، وكمان لو حصله حاجه باى وقت هى متتبهدلش او تحتاج لحد ، مان المفرض نصيبه من العمليه دى مليون جنيه .
الخواجه مكنش بايامن لحد غير للنمس وطلب منه يكون معاه وهيديله مبلغ كبير ، وفعلا راح الخواجه والنمس وسرقوا الالماس .
الخواجه رجع بالالماس للبيت وكان هيسلمه تانى يوم ، وبعد ما كل وشرب شاى حس انه عاوز ينام ونام فعلا وكان ده بسبب منوم في الشاى اتحط للخواجه ، وصحى الخواجه وكان مقبوض عليه ، واتهم الخواجه بسرقه الالماس وكان النمس متهم معاه .
في الاول الخواجه مكنش مستوعب اللى حصل ، حتى الالماس اختفا ومحدش وصله ، هو كان حاسس ان حد خانه بس عقله وقلبه رفضوا ان يكون الخاين ده هى حوريه اخته ، بس في النيابه كانت الصدمه الكبيره ، ظهر شاهد اثبات ان النمس مكنش مع الخواجه وقت السرقه .
حوريه راحت النيابه وشهدت ان النمس كان بايت معاها يوم السرقه ، وطلعت ورقه الجواز العرفى ، وبشهاده حوريه خرج النمس من القضيه وكل التهم بقت موجهه للخواجه بس .
صدمه الخواجه في اخته مكنش ليها وصف ، هو مش عارف او قادر يتقبل فكره ان اخته تبيعه علشان اى حد .
حوريه حولت تتهرب من مواجه اخوها ، بس الخواجه اتخانق وعافر في النيابه لغايه ما وصل قدام اخته علشان يسألها سؤال واحد وهو : انتى ليه عملتى كده ، ازاى وحده زيك تبيع اخوها علشان واحد بلطجى زى النمس ؟
حوريه : مستغرب اوى كده ليه ، هو ابراهيم ده مش صحبك وبتقول عليه اكتر من اخوك ، مستغرب ليه انى احبه واتجوزه ، انت اللى دخلته بتنا وقربته منى ، امنته عليا ووثقت فيه ، يعنى حبيته ليه مستغرب ان انا كمان احبه ، مش عجبك انه بلطجه ، مهو شغال معاك وزيك ، منتا كمان بلطجى ، مستغرب انى فضلته عليك ، انت اخويا منكرش انك عملت علشانى حاجات كتير ، بس هو حبيبى وروحى وعقلى وجوزى وكمان ابو اللى في بطنى ، طبيعى انى اختاره هو .
انا اللى حطتلك المنوم ونفذت الخطه انى اخد الماس واديه لابراهيم علشان نعرف نعلن جوزنا ، انت لو كنت عرفت انى متجوزاه مكنش بعيد انك تقتله وتقتلنى انا كمان ، حتى لو قتلته هو بس سعتها اكنك قتلتنى ، انا من غيره ميته يا سليم .
كلام حوريه لسليم فطر قلبه ، اخته اللى بيحبها اكتر من نفسه واللى علشانها مشى في سكه البلطجه لما مات ابوه وامه وسبوها متعلقه برقبته وكان كل همه انها تبقا دكتوره وتتجوز واحد متعلم زيها وتعيش بعيد عن العيشه اللى هو عاشها ، كل ده واختارت تكون مع النمس وتسيب اخوها اللى كان معتبر نفسه ابوها .
اتسجن الخواجه عشر سنين ، في الاول مكنش قادر يتقبل الحقيقه اللى حصلت ، بس مع مرور الوقت والسنين بقا كل تفكيره هو الانتقام ، من ابراهيم النمس اللى خانه ، ومن اخته حوريه اللى بعته واشترت بداله واحد تانى .
ده اللى كان بيفكر فيه الخواجه ، زكرياته مع اللى حصل معاه من عشر سنين ، واخيرا عرف مكان ابراهيم النمس واخته حوريه ، بعد ما عرف انهم في ايطاليا كان مستعد يرحلهم ومعاه نار الانتقام ، الخواجه علشان ينتقم من النمس مش بس مستعد يسافر ايطاليا ، ده مستعد يروح اخر الدنيا .
عزمى اوفا بوعده مع الخواجه ، بعد كام يوم جهز الطريقه اللى هيسافر بيها الخواجه ، وحتى الخواجه خلاه يبدله فلوس بعمله البلد اللى مسافر ليها ، وركب الخواجه السفيه واتحركت لايطاليا ، وكانت فرحه عزمى وسيد لا توصف ، اخيرا خلصوا من الخواجه للابد .
الخواجه مكنش بيتحرك في السفينه كتير ، طبعا علشان ميسرش الشبوهات حوليه ، كان كل تفكيره انه يوصل لايطاليا علشان يبتدى يدور على اخته حوريه وعلى ابراهيم النمس .
السفينه فضلت في البحر كام يوم لغايه ما وصلت اخيرا لايطاليا ، نزل الخواجه من السفينه ، مكنش يعرف مكان محدد لابراهيم النمس ، كل اللى عرفه من عزمى ان النمس موجود في اكبر مدينه ايطاليه في روما .
الموضوع مكنش سهل على الخواجه ، هو راح بلد مابيعرفش يتكلم لغتهم ، هو مابيعرفش ايطالى ولا حتى انجليزى ، فمكنش عارف يتعامل مع الناس ، هو كان عاوز مكان ينام فيه بس مش عارف يقول كده لاى سواق عربيه اجره ودى كانت اول مشكله تقبله في ايطاليا .
فضل الخواجه يشاور لاى تاكسى يحاول يقوله هو عاوز يروح اى فندق بس محدش كان فاهمه ، وفى مره شاور لتاكسى وقال للسواق انه عاوز اى فندق صغير بس السواق مفهمش الكلام ، بس لحسن حظه المرادى ان كان في زبونه ركبه مع السواق وفهمت كلام الخواجه ، ففهمت السواق الخواجه عاوز ايه وشورله انه يركب معاه وركب الخواجه .
الخواجه مفهمش السواق والزبون هدى فهموا كلامه ازاى ، وكان عارف ان محدش فيهم هيفهم كلامه علشان كده كان بيتكلم برحته علشان عارف ان محدش هيفهمه .
مكنش يعرف ان الزبونه التانيه دى بتعرف عربى كويس اوى ، بس محبتش تعرفه انها فهماه وسبته علشان تسمعه بيقول ايه .
كان المفروض ان سواق التاكسى هيوصل الزبون الاول وبعدين يوصل الخواجه ، وهو ماشى بشارع جانبى طلع عليه ثلاثه رجاله ركبين موتسكلات ووقفوا سواق التاكسى ونزلوه من العربيه وفضلوا يضرابو فيه .
الخواجه مكنش فاهم حاجه ، بس لما شاف السواق بينضرب مقدرش يسكت ويفضل في العربيه ، ولسه هيفتح باب العربيه علشان ينزل ، لقا الزبونه مسكته من دراعه وقالتله بالعربى : اقعد هون بالسياره ، لا تتدخل في شئون الاخرين ، هون كل واحد في حاله ، شكلهم تبع عصابات المافيا ، بلاش تتورط معاهم يا زلمه .
يتبع
رواية الخواجه الفصل السابع 7 من هنا