📁

رواية دماء على أوراق الورود الجزء الأول الفصل الخامس 5 بقلم آسر توفيق

رواية دماء على أوراق الورود الجزء الأول الفصل الخامس 5 بقلم آسر توفيق


رواية دماء على أوراق الورود الجزء الأول الفصل الخامس 5


اعتادت رجاء على السفر كثيرا وكانت تترك داليا وحدها لفترات تصل الى الشهرين احيانا ثم تعود لايام معدودة قبل ان تسافر مجددا الى الصعيد او شرم الشيخ او حتى خارج البلاد ورغم ان داليا كانت ترتاح فى غيابها ولم تستطع ان تشعر نخوها باى عاطفة الا ان ذلك كان يشعرها بالوحشة والوحدة الانعزال 

ولكن الطامة الكبرى كانت عند عودة رجاء من احدى اسفارها المتعددة حينما كانت داليا فى النصف الثانى من العام الدراسى الثالث بكلية التجارة ولكنها لم تكن وحدها هذه المرة !

عادت من الجامعة لتسمع ضحكات امها وشخص غريب فدخلت الى غرفة المعيشة لتفاجا برجل فى نحو الخمسين يبدو على مظهره الخسة والدناءة 

داليا : ايه ده مين ده ؟

رجاء : داليا انتى جيتى ؟ ده ده .... مش تيجى تسلمى على عمك جوده ؟

داليا : على مين ؟ مين عمى جوده ده ؟ مين حضرتك 

هم الرجل بالحديث ولكن سبقته رجاء قائلة 

رجاء : ده ده جوزى 

ردت بدهشة 

داليا : جوزك ؟ انتى اتجوزتى ؟ الف نهار ابيض 

رجاء : ايه لا هو عيب ولا حرام ده حقى شرعا 

داليا : اه طبعا اومال ايه وانتى فكرك انا زعلانه ؟ بالعكس انا مبسوطه اوى مش برضه الاستاذ عنده شقه وحتروحى تعيشى معاه فيها ؟

رجاء : اروح فين ده بيتى 

داليا : بيتك ؟ لا يا هانم ده بيتى انا بيت ابويا انتى هنا ضيفه مش من حقك تضايفى حد معاكى 

جوده : ايه قلة الادب دى ايه يا رجاء بنتك دى اللى ما اتربتش ؟

داليا : وانت بقى اللى حتربينى ؟ انا حافرج عليكم امة لا اله الا الله امشوا اطلعوا بره بدل ما اخلى اللى ما يشترى يتفرج عليكم 

هبت رجاء واقفة وهوت على وجهها بصفعة 

رجاء : اخرسى يا قليلة الادب انا فعلا ما عرفتش اربيكى 

داليا : بتضربينى ؟ انتى فعلا ما ربيتينيش ما كنتيش فاضيه يا هانم ورحمة ابويا ما انتوا بايتين هنا 

اسرعت تفتح باب الشقة وتصرخ لتستنجد بالجيران وصعد فورا ابراهيم البواب وفى نفس الوقت وصل استاذ عبد الرحمن مدير المدرسة المتقاعد ومعه دكتور مهدى احد سكان العقار 

عبد الرحمن : فيه ايه فيه ايه يا داليا ؟

داليا : امى اتجوزت يا عمو وجايبه جوزها فى بيت ابويا 

مهدى : طيب طيب اهدى يا داليا 

داليا : تعالوا شوفوها بدل ما اعمل مصيبه 

عبد الرحمن : خلاص يا داليا اطلعى عند تانت ولاء واحنا حنشوف الموضوع ده 

اسرعت الى الداخل واتجهت لغرفتها وخرجت سريعا تحمل بعض الاوراق 

داليا : شوف يا عمو شوف يا دكتور ادى ورق الشقه بابا مقعدها ضيفه مش من حقها تتجوز هنا 

مهدى : خلاص يا داليا اهدى انتى وسيبينا نتصرف ياللا اطلعى شقة عمك عبد الرحمن لحد ما نتفاهم معاهم وما تنزليش الا لما نطلعلك 

صعدت داليا ونجح الرجلان فى اقناع رجاء بالانصراف مع زوجها منعا للمشاكل ولكن بعد عدة ايام عادت رجاء مع زوجها ومعهم اكثر شخص تخشاه داليا فى حياتها ذلك الشخص الذى كان فى نظرها زعيما للمطاريد ومثالا لرجال العصابات بوجهه الحجرى الذى لا يعرف الابتسام وقامته المديدة وعباءته التى يبرز من تحتها سلاحه الشخصى الذى يثير الرعب فى قلبها خالها حامد 

حامد : ايه الدوشه اللى انتى عاملاها دى يا بنت يا داليا ؟ 

داليا : دوشه ؟ يعنى انت عاجبك عمايل اختك ؟ رايحه تتجوز واحد اصغر منها ؟ 

حامد : ده شرع ربنا وما حدش يقدر يقف فى وش شرع ربنا ايه هى عملت ايه ؟ اذنبت ؟

داليا : هى حره فى نفسها لكن مس فى بيت بابا 

حامد : ده بيتها ومن حقها راجلها يعيش معاها فيه 

داليا : ده بيتى انا وهى هنا مجرد ضيفه ومش من حقها ....

هوت الصفعة على وجهها مدوية قبل ان يجذبها من شعرها بغلظة 

حامد : انتى حتعلى صوتك عليا انا كمان ؟ اسمعى يا بت الكلام حاقوله مره واحده ومش حاعيده تانى امتى لسه قاصر وتحت وصاية امك والكلمه اللى تقولها تسمعيها فاهمه ؟ وتانى مره لو اشتكت منك انا حاخدك عندى البلد واعلمك الادب بمعرفتى  

ثم دفعها لتسقط ارضا وصاح بحدة 

حامد : امشى ادخلى على اوضتك وما تطلعيش منها والا حسابك معايا حيبقى عسير 

اسرعت داليا الى غرفتها بخوف وامسكت صورة ابيها تناجيه 

داليا : عاجبك اللى بيحصل فيا ده يا بابا ؟ انا اتبهدلت واتهنت بعدك ياريتنى كنت اموت معاك ولا اعيش يوم واحد من بعدك 

ثم شردت قليلا قبل ان تضيف 

داليا : منك لله يا عمى ياريتك اخدت الارض والشقه والفلوس وكل حاجه واخدتنى فى حضنك تحمينى من الكلاب اللى بتنهش فى لحمى يارب اروح لمين غيرك واشكى لمين غيرك يارب انت اللى عالم بحالى 

......................

وفى الخارج حاول جوده مداهنة حامد قائلا 

جوده : ما يجيبها الا رجالها البنت دى قليلة الادب ومافيش غير حضرتك اللى تقدر تربيها انا ....

نظر نحوه حامد بتعالى وقال بعدم اهتمام 

حامد : ياريت تسيبنا لوحدنا شويه يا اخ انت 

خرج جوده من الغرفة بينما نظر حامد لاخته قائلا 

حامد : ايه ده اللى انتى متجوزاه يا رجاء ؟ ده منظر بنى ادم ؟

رجاء : ماله يعنى ؟ بيحبنى و ...

حامد : يا رجاء فوقى لنفسك بيحبك ايه بس انتى ستين سنه لسه عاوزه تتجوزى ؟

رجاء : جرى ايه يا حامد ؟ انتوا مستخسرين عليا اعيش الكام يوم اللى باقيين فى عمرى مبسوطه ؟ 

حامد : يا ستى انتى طول عمرك عايشه مبسوطه عاوزه جواز اتجوزى اللى يناسبك مش النصاب ده 

رجاء : من فضلك يا حامد انا ما اسمحلكش تهين جوزى وما تنساش انى اختك الكبيره ما تندمنيش انى لجاتلك 

حامد : خلاص يا رجاء اللى تشوفيه انتى عارفه ما باقدرش على زعلك انا حاقوم اسافر البلد ولو حصل حاجه تانى كلمينى 

ولكن سكان العقار كان لهم راى اخر واصروا على الجلوس مع حامد قبل سفره 

عبد الرحمن : يا حاج حامد الوضع ده لا يمكن نسمح بيه الشخص ده وجوده هنا مش مقبول وده علشان مصلحة داليا 

حامد : وانتوا حتعرفوا مصلحة داليا اكتر من اهلها ؟

عبد الرحمن : احنا اهلها اتولدت وكبرت هنا فى وسطنا لا مؤاخذه احنا مش بنشوفك الا فى المناسبات 

حامد : طيب انا باقول لكم ان مالكوش حق تتدخلوا وبعد اذنكم علشان عندى سفر للاقصر والسكه طويله شرفتم وانستم 

كان الدكتور مهدى رجلا راقيا يدرس الجراحة فل كلية الطب وكان دمث الخلق عف اللسان ولكنه كان قادرا على اظهار اسوا ما فيه عند الغضب 

مهدى : ايه قلة الذوق دى ؟ اسمع يا جدع انت اقعد معووج واتكلم عدل انت فاكر علشان شايف قدامك ناس ببدل وكرافتات يبقى افنديه ؟ لا اصحى بدل ما اوريك شغل الاسكندرانيه الراجل ده مش حيقعد هنا ولو حاطير رقبته 

حامد : انت بتهددنى ؟ 

مهدى : ومستعد ارميك من البلكونه دى ولا يهمنى اوعى تفتكرنى دكتور يعنى ماليش فى اللبط اما حاوريك الوش التانى علشان نفوق 

عبد الرحمن : بالراحه شويه يا دكتور مهدى الموضوع محلول شوف يا حاج حامد ياللى بتطردنا من بيت مش بيتك اصلاوصاحبته ما ترضاش بكده انت عارف انا كنت باشتغل ايه ؟ 

حامد : بيتهيالى كنت مدير مدرسه 

عبد الرحمن : الله ينور عليك وعلى مدار اربعين سنه تعليم طلع من تحت ايدى ظباط ومحامين وعيال فشله وما كملوش ومنهم عيال شغاله بلطجيه كمان يعنى كده معاك وكده معاك وبتليفون ارمى جوز اختك ده فى الحبس وانت معاه احنا اتكلمنا بالادب فهمتنا غلط واضطريتنا لقلة الادب 

صمت حامد قليلا وفكر فى الخروج من المازق الذى وضع نفسه فيه بعدم تقدير خصومه 

حامد : يا جماعه انا ما اقصدش البيت بيتكم لكن انا كنت مستعجل على السفر بس برضه انتوا شايفين ان داليا لسه صغيره وما ينفعش امها تسيبها وفى نفس الوقت هى اتجوزت طيب ايه الحل ؟

عبد الرحمن : تروح تعيش مع جوزها هى عموما كده كده سايباها من زمان 

حامد : يعنى تحرموا الام من بنتها ؟ ده يرضى ربنا ؟

مهدى : طيب ايه الحل من وجهة نظرك بس الحل اللى فى مصلحة داليا 

حامد : طيب لو جوده جوز اختى عاش فى بيته وجه لاختى يومين فى الاسبوع من غير ما يضايق داليا خالص 

عبد الرحمن : طيب اختك تروح عنده اليومين دول 

حامد : بيته ما ينفعش ده ولا الزريبه انا رحت شفته قرفت بصراحه ادخله 

مهدى : خلاص علشان خاطر داليا بس اعمل حسابك لو حد ضايقها احنا اللى حنقف له

يتبع 

رواية دماء علي اوراق الورد الفصل السادس 6 من هنا

مجمع الرواية من هنا


Mohamed ME
Mohamed ME
تعليقات