رواية الخواجه الفصل السادس 6 بقلم ياسر عوده
روايه الخواجه ( الجزء السادس )
توقفنا لما انضرب سواق التاكسى اللى راكبه الخواجه وفكر ينزل يلحقه بس الزبونه اللى كانت راكبه معاه حولت تمنعه .
الأول اذكر الله وصلى على الحبيب المصطفى وادعوا لاخوانكم بفلسطين والسودان وكل بلاد المسلمين .
بص الخواجه ليها وكانه بيفكر هيعمل ايه ، بس شكل السواق وهو بيزنضرب استفذه ، علشان كده فتح باب العربيه ، وزق ايد الزبونه ، ونزل ووقف قدام ثلاث رجاله وقالهم : اللى بتعملوه ده مش رجوله ولا جدعنه ، بتتكترو على واحد لوحده ، اتعلموا الرجوله ولو ملقتوش حد يعلمكم تعالوا للخواجه يفهمكم .
طبعا محدش من رجاله المافيا الايطاليه فهم الخواجه بيقول ايه او عاوز ايه ، بس فهموا انه عاوز يتدخل في اللى بيعملوه ، سعتها اتكلم واحد فيهم وقاله انه لو هيتدخل هيتفع التمن غالى اوى وهيحصله اسوء من اللى حصل للسواق ، بس طبعا الخواجه مفهمش اى حاجه من كلامه .
سعتها الخواجه قال : ايه الاغبيه دوول ، شكلهم مابيعرفوش عربى ، ومن غير تفاهم هجم الخواجه على رجاله المافيا .
مسك واحد فيهم وفضل يضربه بالبوكس في وشه لغايه ما وشه باظ ووقع على الارض ، وقبل ما يهجم عليه التانى ويضربه اتفادا الخواجه الضربه ومسكه من شعره وضرب بوشه وراسه في عمود على رصيف الشارع لغايه ما اغمى عليه ووقع .
الثالث بقا خاف من الخواجه ، وطلع مسدس ، وحطه بوش الخواجه وهو عمال يتكلم كلام كتير الخواجه مش فاهمه طبعا ، بس كان لازم يتصرف ، وبسرعه مد ايده وغير اتجاه المسدس وشده بالعفيه منه ، وبص الراجل لقا ان المسدس بقا بايد الخواجه ومش فاهم ازاى ، سعتها فكر يجرى وفعلا لف وشه الناحيه التانيه ولسه بيجرى ، كان الخواجه مكعبله برجليه فوقع ، وقف الخواجه وقاله : بترفع السلاح في وش الخواجه ، ياض انا كنت بلعب بالسلاح وكنت انت لسه بتجرى ورا عربيات الرش في الشارع ، والله شكلك حمااار مش فاهم ، اقولك حاجه امك صحبتى ياض ، وراح ضارب بضهر المسدس على دماغه فاغمى عليه .
الخواجه مسك السواق وقومه وسنده لغايه العربيه ، طبعا السواق فضل يشكره بس الخواجه مش فاهم ، اما الزبونه بقا اول ما شافت اللى عمله الخواجه نزلت من العربيه ووقفت قدام الخواجه وهى مبهوره بيه وقالتله : شو هال القوه يا ابضاى ، انت جريت المافيا قدامك مثل الاطفال .
ابتسم الخواجه بغرور وقالها : مافيا ايه دوول ، دول هش خيش واش .
الزبونه : شنو .
الخواجه : بطلى كلام مفهمهوش ، المهم الراجل ده مدشمل مش هيعرف يسوق وانا عاوز اروح اى لوكنده او اى مكان اقعد فيه ؟
الزبونه : والله انت دخلت قلبى يا زلمه ، ما تشيل هم انا مش هسيبك ، انت من هون ورايح جوه عيونى .
الخواجه : كلامك مش مريحنى بس ماشى ، تعرفى مكان اسكن فيه .
الزبونه : بص انا ماجره شقه انا وزملتى ، بس هى نقلت مسكن تانى ، تحب تكون شريك معى بالشقه .
الخواجه : شريك معاكى ازاى يعنى ، انا وانتى بشقه لوحدنا .
الزبونه : ما تبقا شرقى رجعى ، انا بغرفه وانت بغرفه وكل واحد ليه خصوصياته ، قولت ايه يا زلمه .
الخواجه : انا مش مخوفنى غير كلمه زلمه دى .
ابتسمت الزبونه ومدت ايديها تسلم على الخواجه وهى بتعرفه بنفسها وقالتله : انا نور من لبنان وانت ؟
فرد الخواجه عليها من غير ما يمد ايده ويسلم " انا سليم الخواجه من ام الدنيا مصر .
نور : والله ما بحب الزلمه المصرى .
الخواجه : ليه يعنى ؟
نور : ما عندوا اخلاق ، ديما فاكر نفسه ما في زيه ، وقلبه ومشاعره زى عربيات المتروا مزحوم بالبنات والستات ، وميعرفش يخلص لوحده بس ابدا .
ضحك الخواجه بصوت عالى وقالها : اه احنا الرجاله المصرين قلبنا كبير يساع من الحبايب الف .
ضحكت نور وقالت : والله دمك مهضوم يا زلمه ، تعالى نروح للشقه اللى انا سكنه فيها ، انت هتدفع نص الايجار وانا نصه اتفقنا .
الخواجه : اتفقنا
مشى الخواجه مع وقعد معاها بشقه وحده ، دخل الخواجه الاوضه اللى ادتهاله نور ونام فيها كتير اوى ومصحيش الا على صوت خبط وصراخ نور وهى بتصوت وبتستنجد بيه وتنادى باسمه .
الخواجه قام مفزوع ، وجرى فتح باب الاوضه بتعته ، لقا اتنين رجاله سحلين نور وبيخدوها من الشقه غصب عنها زى ما يكون بيخطفوها .
الخواجه لا سأل في ايه ولا حتى حاول يتكلم ، هو زى ما يكون اتجنن لما سمع نور بتستنجد بيه ، هجم على واحد منهم وفضل يضرب فيه بالبوكس بوشه لدرجه ان الراجل اغمى عليه من الضرب والخواجه مسبهوش فضل يضرب فيه لغايه ما ملامح الراجل كلها اتغطت في الدم اللى نزف من وشه .
الراجل التانى ساب نور ، وحاول يهجم على الخواجه وكتفه من ضهره ، بس الخواجه رجع بيه وفضل يخبط الراجل في الحيطه وهو مكتفه مره واتنين وثلاثه ، لغايه ما الراجل ساب الخواجه ، وسعتها مسكه الخواجه وحط دراعه في فتحت باب الشقه وفضل يقفل الباب على دراعه ويفتحه ويقفله لغايه ما فضل الراجل يصرخ من الوجع ، طبعا دراعه اتكسر ، وبعديها زقه الخواجه برجليه وخرجه بره الشقه ، ورجع للراجل الاولانى ومسكه من رجله وسحبه وسحله وخرجه بره الشقه ، وقفل باب الشقه .
نور طبعا كانت في حاله رعب وخوف ، كانت بترتعش من الخوف وبتعيط ، كانت قاعده في ركن في الشقه وهى خيفه ، قرب الخواجه منها وقعد جنبها على الارض ، مسك ايديها اللى بترتعش وضغط عليها جامد وقالها : اهدى مالك محصلش حاجه ، دوول شويه عيال هتيه ولا يشغلوا دماغك ، انتى طلعتى خوافه اوى وانا اللى كنت فكرك جمده .
نور وهى بتعيط : عزب مش هيتركنى لحالى .
الخواجه : مين عزب ده ؟ وعاوز منك ايه .
نور : عزب الشخص اللى دمرنى وخلانى اعيش هنا لحالى بعيد ان اهلى واصحابى ، بدو يبعنى للى يدفع مسارى .
الخواجه : انا مش فاهم حاجه ، متحكيلى حكيتك من الاول ؟
نور : انا كنت عايشه بالبنان، بين اهلى واصحابى ، زى اى بنت كنت بحلم بفارس احلامى ، زلمه يحبنى ويخاف عليا ، واتعرفت على عزب ، زلمه مصرى عايش هون بايطاليا ، عيشنى اكبر قصه حب ، يهتم بيا ويسأل عنى ويقولى انا حبيبك وجوزك واهلك وكل دنيتك ، وانا صدقته وحبيته من كل قلبى ، وسمعت كلامه في كل حاجه .
انا مكنش ليا تجارب حب قبله ، كان بيطلب انى اتصورله وكان بيكلمنى في حاجات كنت بتحرج منها بس كنت بطاوعه علشان بحبه ووعدنى بالجواز .
اقنعنى عزب انى اسيب لبنان واجيله هون بايطاليا نجوز ونعيش سعداء طول عمرنا ، لما حطيته في قلبى بمقارنه مع اهلى قلبى اختاره ، وفعلا سبت بلدى واهلى واصحابى وجيت هون ، وقابلت عزب واتجوزته عرفى علشان قالى عنده مشاكل اقامه وكلام كتير مكنتش فهماه ، منا كنت ديما بصدقه من غير ما يتعب نفسه ويحاول يقنعنى بحاجه .
بعد اسبوع من الجواز ، او اللى كنت فكراه انا جواز ، اكتشفت الحقيقه ، عزب بيصاحب البنات الصغار على الفيس ويخليهم يسيب بلدهم ويجوا هون بايطاليا وبعد ما يضحك عليهم بالجواز العرفى بيكون مصورهم فديوهات وهما معاه بغرفه النوم ، وبعد كده يبتزهم علشان يشتغلوا في الملهى الليلى بتاعه ، وهو عمل كده معايا فعلا ، وانا كنت خسرت كل حاجه وطوعته واشتغلت معاه .
الخواجه : مرجعتيش بلدك ليه ؟
نور : هددنى عزب لو حاولت ارجع هيبعت فديوهات بتعتى لاهلى ، وكمان هينشر الفديوهات على الفيس ، وانا خفت من اهلى ومن الفضيحه .
الخواجه : اشتغلتى ايه في الملهى ده ؟
نور : كنت بنزل طلبات للزباين حين وبرقص حين ، كنت زى ما بتقولوا بمصر ركلام .
الخواجه : طيب هو عاوز ايه يعنى دلوقتى .
نور : انا سبت الشغل عنده ، علشان كان عوزنى اخرج مع الزباين ، وانا عمرى ما هعمل كده ابدا .
الخواجه بصلها بغضب وقالها : كلكم شبه بعض ، تبيعوا اهلكم اللى انتم حته من قلبكم علشان الوهم اللى بتسموه الحب .
نور : انا خايفه يا خواجه منه اوى .
الخواجه ابتسم لنور علشان يطمنها وقالها : متخفش يا بطل ، على الله حكيته ، اعتبريه موضوع ومات والبقاء لله .
نوزننر : هتعمل ايه .
الخواجه : خلاص يا وحش الكون متشليش هم حاجه ، واللى مربهوش ابوه وامه يربيه الخواجه ، يلا قومى معايا .
نور : على فين .
الخواجه : هنرد الزياره .
نور : شنو ، مش فاهمه ؟
الخواجه : زى ما الززفت عزب ده بعت رجاله لبيتك ، نروح الملهى بتاعه ده نكسره فوق دماغه .
نور : انت مجنووون .
الخواجه بسخريه : لا انا الخواجه .
يتبع