📁

رواية انتقام عبر الزمن الفصل الثامن 8 بقام إلهام عبد الرحمن

رواية انتقام عبر الزمن الفصل الثامن 8 بقلم إلهام عبد الرحمن

 🌹الفصل الثامن 🌹



صلوا على رسول الله ♥


بقلمى الهام عبدالرحمن الجندى 


🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹


فلاش بااااك......


قاسم بفرحة:« بابا..... يا بابا.... يا حاج عبد المقصود يا جدعان يا اللي هنا يا أمي...» 


خرجت رقية من المطبخ مسرعة إلى ابنها. 


رقية بلهفة:« إيه يا قاسم مالك يا ضنايا في إيه بتزعق كدا ليه؟!» 


قاسم بفرحة:« نجحت ياما نجحت أخيراً وخلصت من الإعدادية وهدخل ثانوي، ثم احتضنها بفرحة وظل يدور معها وهو يضحك من قلبه وأكمل حديثه:« وهدخل كلية الطب عشان أعالج بابا وقلبه يبقى زي الحديد.»


رقية:« ألف مبروك يا قلب أمك إن شاء الله هتبقى أحسن دكتور في الدنيا كلها ربنا يبارك فيك يا حبيبي.»


«ثانوي إيه وطب إيه اللي بتفكر فيه يا قاسم انت آخرك هتدخل دبلوم وكفاية كدا عشان تقف معايا في المحل.» كان ذلك صوت عبد المقصود والد قاسم.

لولو الجندى صلى على سيدنا محمد. 

قاسم بحزن:« ازاي يا بابا دا أنا جايب مجموع كبير يدخلني ثانوي ازاي حضرتك عاوز تدخلني دبلوم حضرتك كدا بتضيع مستقبلي.»


عبد المقصود بحدة:« أنا اللي هضيع مستقبلك! لما أبقى عاوزك تدير المحل اللي هو مصدر رزقنا لما تبقى انت الكبير والمفروض إنك سند ليا وعاوزك تتعلم أصول الشغل يبقى كدا بضيع مستقبلك الجامعة هتعلمك إيه فهمني كدا؟ أقولك أنا... الجامعة هتخليك تسيب المحل لأنك هتشتغل في مجال دراستك طيب فكرت أنا بقا لو جرالي حاجة مين هيمشي الشغل بعدى؟ طبعا ما فكرتش لأنك أناني وما بتفكرش غير في نفسك بس.»


رقية بحزن:«ليه بس كدا يا حاج تكسر بخاطر الواد ما تسيبه يتعلم ويبقى دكتور قد الدنيا واسم الله عليه يبقى حاجة تشرف وبعدين قاسم شاطر في دراسته.» 


عبد المقصود بحزم:« أنا قولت كلمتي خلاص من بكرا قاسم ينزل معايا المحل عشان يتعلم الشغل ماشي ازاي وكدا كدا الدبلوم مش محتاج لمذاكرة يعني لا شغله هيأثر على الدراسة ولا الدراسة هتأثر على الشغل.»


قاسم ببكاء:«يا بابا أرجوك طب والله هشتغل معاك بردو وفي نفس الوقت أذاكر وأحقق حلمي دا أنا كان نفسي أبقى دكتور  عشان خاطرك انت بس وأعالجك.»


عبد المقصود بغلظة:«قاااااسم قولت خلاص وبطل بكا زي الحريم انت راجل دموعك دي ما أشوفهاش تاني انت فاهم ولا لا؟» لولو الجندى صلى على سيدنا محمد. 


قاسم بقهر:«حاضر يا بابا اللي تؤمر بيه هنفذه، طيب هو إبراهيم أخويا هينزل هو كمان الشغل معايا؟!»


عبد المقصود بلهفة:« لا طبعاً إبراهيم لسة في سنة تانية إعدادي يعني لسة صغير وبعدين انت عارف إن إبراهيم صحته على قده لما يشد حيله ويخلص الإعدادية زيك يبقا يحلها ألف حلال.»


قاسم ببكاء مكتوم وقهر  :«حاضر يا بابا طالما حضرتك شايف كدا يبقا خلاص، عن اذنكم انا هدخل أوضتى.»


دخل قاسم حجرته ذلك الطفل ذو الخمسة عشر  عاما وأطلق لنفسه العنان وانفجر باكياً من ظلم والده له فلطالما أحب إبراهيم أكثر منه وفضله عليه في كل شيء والحجة دائماً أن إبراهيم يعاني مشاكل صحية في القلب فكان والده يدلله أكثر من اللازم مما جعل الغيرة والحقد تتولد في قلب قاسم تجاه إبراهيم فقد استطاع الشيطان اقناع قاسم بأن إبراهيم هو سبب حرمانه من التعليم العالي وضياع مستقبله ولم يراعي أن إبراهيم لا ذنب له فيما حدث فهو لم يطلب من الله أن يولد ولديه تلك الوعكة الصحية ولو كان الأمر بيده لحارب العالم كله من أجل أن ينال قاسم ما يتمناه فقد كان إبراهيم يحب أخاه بشدة وحاول اقناع والده بأن يكمل قاسم تعليمه ولكن قوبل طلبه بالرفض وكلما مرت الأيام ازداد دلال عبد المقصود لولده ابراهيم وازدادت قسوته على قاسم اعتقاداً منه أنه بذلك يجعل منه رجلاً له شأن، ومرت الأيام وأنهي إبراهيم الشهادة الإعدادية وكان قاسم سعيداً بأن أخاه سينزل معه للعمل بالمحل فيتقاسم الجهد ويتوفر له الوقت للدراسة فقد قرر بداخله أن يكمل تعليمه بعد الدبلوم ولكن كما هي العادة  تأتي الرياح بما لا تشتهي السفن فحينما ظهرت نتائج امتحان إبراهيم حضر إلى والده في المحل ليخبره بنجاحه.

لولو الجندى صلى على سيدنا محمد. 


إبراهيم بفرحة  :«بابا يا حبيبي... قاسم أخويا باركولي أنا نجحت» 


قاسم بفرحة:« ألف مبروك يا هيما انا فرحانلك أوي يلا بقى يا بطل عشان تيجي تشتغل معايا في المحل دا أنا اتعلمت حاجات كتير أوي وهعلمهالك كلها مش هبخل عليك بحاجة.»


عبد المقصود بحزم:« لا إبراهيم هيدخل ثانوي عشان يكمل جامعة مكانه مش هنا وصحته ما تستحملش مناهدة الزباين.» 


إبراهيم بفرحة:« بجد يا بابا يعني هتسيبني أكمل ثانوي... يعني هكمل تعليمي وأدخل الجامعة ربنا يخليك ليا يا أحن أب في الدنيا.» 


قاسم بصدمة:« يعني إيه يا بابا الكلام دا اشمعنا إبراهيم اللي هيكمل تعليمه أومال ليه ما سبتنيش أنا كمان أكمل تعليمي ليه نزلتني معاك الشغل رغم إن حضرتك كنت عارف إن كان نفسي أدخل كلية الطب.»


عبد المقصود بحدة:« في إيه يا سي قاسم هي قصة كل شوية هترغي فيها مش خلاص خلصنا من الموال ده وبعدين انت الكبير وانت اللي لازم تضحي وتبقى سند لأخوك، دا بدل ما تفرحله وتشجعه عاوز تضيع مستقبله وتخيب أمله عاوزه يبقا فاشل يا قاسم هي دي محبتك لأخوك؟ دا على كدا لو مت هتاكل حقه وترميه في الشارع؟!»

لولو الجندى صلى على سيدنا محمد. 

قاسم بصدمة:«كلام إيه اللي بتقوله دا يا بابا أنا!... أنا آكل حق أخويا؟ أنا أرميه برا للدرجة دي شايفني إنسان مش كويس  يا بابا بس والله أنا مش كدا أنا بحب أخويا لكن انت اللي بتفرق بينا كدا ودا حرام وظلم  وميرضيش ربنا.» 


عبد المقصود بقسوة:«انت اتجننت ياقاسم انت بتقول عليا إن أنا ظالم يا قليل الأدب يا عديم التربية.»


ثم رفع يده وصفعه على وجهه صفعة قوية أسقطته أرضاً فارتمى عليه إبراهيم صارخاً بإسمه. 


إبراهيم بحزن ولهفة:« قاسم أخويا ليه كدا يا بابا قاسم عنده حق ليه فرقت بينا في المعاملة ليه حرمته من التعليم انت فعلاً كدا هتخلي أخويا يكرهني أنا خلاص مش عاوز أكمل تعليمي هبقى زي قاسم وأدخل دبلوم خلاص مش عاوز كليات حب أخويا ليا أحسن من مليون كلية.»


عبد المقصود بحزم:« إبرااااهيم آخر مرة تعلي صوتك وتتكلم معايا بالأسلوب ده وانت هتدخل كلية يعني هتدخل كلية وهتكمل تعليمك أما انت يا قاسم على قلة أدبك دي حتى الدبلوم مش هتكمله وهتشتغل في المحل وبس.»


إبراهيم بذهول:« لا يا بابا بلاش تعمل في قاسم كدا بلاش تإذيه بالشكل ده عشان خاطري طيب خليه يكمل الدبلوم بس والنبي انت كدا بتضيع مستقبله وهو مايستاهلش العقاب ده أرجوك يابابا.» لولو الجندى صلى على سيدنا محمد. 


  قاسم بجمود:«وفر مجهودك يا إبراهيم وكفاية تمثيل وحضرتك يا بابا أنا هعمل اللي انت عاوزه عاوزني ما أكملش تعليمي حاضر عاوزني أشتغل في المحل حاضر كل اللي تؤمر بيها هنفذه.» 


إبراهيم وهو يمسك يد أخيه ويبكي:« والله يا قاسم أنا مش بمثل أنا بحبك والله وكان نفسي تدخل الكلية اللي بتحبها واتحايلت على بابا كتير حتى إسأله مش كدا يا بابا قوله خليه يعرف إني مش بكرهه وإني بتمنى إنه يبقى أحسن مني كمان.»


عبد المقصود بحزم:« إبراهيم روح على البيت وكفاية كلام في الموضوع دا أنا خدت قراري ومفيش رجوع خلاص.»


إبراهيم بحزن ودموع:«راجع نفسك يابابا بلاش تخليني أخسر أخويا اللى ماليش غيره فى الدنيا بلاش تظلمه أكتر من كدا بلاش تخليه يكرهنى اكتر من كدا.»  


قاسم بكره:«اسمع كلام بابا يا إبراهيم وامشي من هنا خلينا نشوف الشغل اللي ورانا كفاية تضييع وقت لحد كدا.»


فاق قاسم من شروده من تلك الذكرى وهو يلعن حظه العاثر الذي جعله الأخ الأكبر فكان من نصيبه الذل والإهانة وعدم تحقيق أمنيته الوحيدة.

 لولو الجندى صلى على سيدنا محمد. 

قاسم بقهر:« انت السبب يا بابا انت اللي خلقت مني إنسان حاقد غيور خلتني كرهت أخويا وأنا عارف ومتأكد إنه مالوش ذنب حتى بعد موته كرهى ليه اتنقل لبنته وهي ما لهاش أي ذنب وياريتك اكتفيت بكدا بس دا انت عملت اللى خلانى كرهتك أكتر وحتى الرحمة مش قادر أدعيلك بيها، يا رب وحياة حبيبك النبي تزرع محبتها في قلبي وتخلصني من كرهي وحقدي اللي غطى على قلبي سنين لما خلي قلبي بقا عامل زي الخرابة يا ترى هقدر أعوض المسكينة دي عن اللي عملته فيها؟ يا ترى هتسامحني إني خليتها ما تكملش تعليمها زي ما أبويا عمل فيا؟ أنا مش عارف أنا خدتها ليه بذنب أبوها أصلاً أبوها نفسه ما كانش ليه ذنب الذنب كله ذنب أبويا اللي بحبه لأخويا ملا قلبي كره ليه ولأخويا لكن ازاي أقدر أصلح العلاقة بيني وبين جنة؟ ازاي أقدر أخليها تنسى قسوتي عليها؟ ااااه يا علا لو تعرفي قد إيه أنا محتاجك في اللحظة دي قد إيه أنا محتاج نصيحتك يا رب انت اللي عالم بالحال حلها من عندك يا كريم فك الكرب يا رب.» 

لولو الجندى صلى على سيدنا محمد.

يتبع 

رولية انتقام عبر الزمن الفصل التاسع9 من هنا

مجمع الرواية من هنا

Mohamed ME
Mohamed ME
تعليقات