📁

رواية دماء علي اوراق الورد الجزء الاول 1الفصل السابع والعشرون 27 بقلم اثر توفيق

رواية دماء علي اوراق الورد الجزء الأول 1 الفصل السابع والعشرون 27 بقلم اثر توفيق


قضى منيع ليلته ساهرا لم يغمض له جفن والاف الافكار السوداء تتصارع فى خياله حين يتذكر منظر على وهو يخرج من العمارة مرتعبا حاملا حقيبته بعد ساعة واحدة من عودته من سفر طويل .

ترى ماذا حدث هل تشاجرا وطردته ؟ اكثر ما يخشاه ان يكون تشاجر معها وتسبب غى ايذائها باى صورة 

هل .... قتلها ؟ 

فى الصباح الباكر صعد للطابق الثالث ودق الجرس وهو يسائل نفسه ماذا لو لم ترد ؟ هل يبلغ الشرطة ؟ ربما عؤضها للخطر حين يعرفون ان على لم يعد مقيما هنا ويتركها وحيدة ؟ ربما اصابها ولم تمت وهناك فرصة لانقاذها ؟ ربما هى نائمة او مريضة وماذا لو فتحت الباب بماذا يبرر موقفه عندها ؟

داليا : مين ؟ 

الحمد لله انها بخير هل اهبط سريعا دون ان ترانى او ...

لم يطل تفكيره كثيرا فقد فتحت الباب لترى من الطارق 

داليا : حاج منيع ؟ خير يا حاج فيه حاجه ؟

منيع : انا .... اصلى .... اه كنت عاوز استاذ على فى موضوع 

داليا : على ؟ بس على سافر يا حاج 

منيع : سافر امتى ؟ انا لسه شايفه راجع امبارح 

داليا : اتصلوا بيه فى الشغل عاوزينه ضرورى سافر تانى بس خير يا حاج قوللى ايه الموضوع على لا حيحل ولا يربط 

لم يكن فى ذهنه شيء يقوله فتردد قليلا قبل ان يقول 

منيع : طيب اجى الضهر تكونى صحيتى براحتك انا جيت بدرى قلت الحقه 

انصرف سريعا وهو يفكر هل يعود ثانية ام يكتفى بان اطمئن عليها ؟ 

لم يستطع صبرا وبعد الظهر عاد اليها مرة اخرى بعد ان فكر فى حجة مقبولة 

منيع : صباح الخير يا ست الستات

داليا : صباح الخير يا حاج خير موضوع ايه اللى كنت عاوزنا فيه ؟ 

منيع : اصلى كنت عاوز اعمل صيانه للسباكه فى العماره كلها 

داليا : لا كده يبقى تدخل اعمل لك قهوه علشان الموضوع ده مش حينفع على الواقف كده اتفضل  

منيع : ما يصحش وعلى مش موجود 

داليا : معقول ؟ ده بيتك يا حاج انت لو تدوق قهوتى حتيجى كل يوم اتفضل يا حاج قبل ما حد من الجيران يشوفنا 

دخل واغلقت الباب واقتادته الى غرفة المعيشة ودخلت لتبدل ملابسها وتضع بعض الزينة لاخفاء اثر الدموع وعادت اليه سريعا 

داليا : خير يا حاج ؟

منيع : اصلى كنت عاوز اغير السباكه كلها واركب بولى بدل الحديد ولازم السباك ياخد المقاسات من جوه الشقق علشان كده كنت عاوز اعرف على حيبقى موجود امتى 

داليا : ودى حتكلفنا كام يا حاج ؟

منيع : لا دى على حسابى انا يا ست الستات بس هو وقت ما ييجى اجيب الراجل يرفع المقاسات وبعدين وقت الشغل اخليه يعمل شغل الشقه دى فى وقت برضه يكون على موجود فيه 

داليا : طيب ليه ؟ انت هات الراجل فى اى وقت وطالما انت حتبقى معاه انا حابقى متطمنه 

منيع : انتى شايفه كده ؟

داليا : طبعا انت وجودك جنبى بيحسسنى بالامان اكتر من على 

منيع : وانا اتمنى ابقى جنبك على طول 

مد يده يمسك بيدها بحنان فارتجفت وسحبت يدها فشعر بالحرج ووقف قائلا 

منيع : لا مؤاخذه ربنا يخليكى للاستاذ على 

داليا : اقعد يا حاج كمل القهوه هى ما عجبتكش واللا ايه ؟

منيع : دى احلى قهوه شربتها فى حياتى بس علشان المحل 

داليا : طيب كمل القهوه وانزل شوف المحل 

......................

غاب عدة ايام فنزلت هى الى المحل 

داليا : ازيك يا حاج منيع 

منيع : اهلا اهلا ست الستات نورتى 

داليا : انت .... ما جبتش الراجل ليه ؟

منيع : راجل مين ؟ 

داليا : السباك اللى قلت حيرفع المقاسات 

منيع : مقاسات ايه ؟ ااااه معلش اصل حصلت عندى مشكله بس حاجيبه بكره ... ينفع بكره كويس ؟

داليا : كويس يا حاج 

فى اليوم التالى صعد اليها بعد الظهر حاملا شريط قياس 

منيع : لا مؤاخذه يا ست الستات انا قلت اخد المقاسات انا ووقت الشغل يحلها ربنا 

داليا : طيب اتفضل يا حاج 

جلس فى الصالة ريثما اعدت القهوة وعادت 

داليا : خير ايه المشكله اللى حصلت عندك ؟ واللا موضوع خاص ؟

منيع : لا اصلى طلقت واحده من حريمى 

داليا : يا ساتر يارب ليه كده ؟

منيع : عادى النصيب 

داليا : استنى انت بتقول واحده من حريمك انت متجوز كام ؟

منيع : اربعه طلقت واحده من سنه وواحده الاسبوع اللى فات 

ضحكت بانوثة الهبت مشاعره وهى تقول 

داليا : اربعه متجوز اربعه يا حاج ؟

منيع : عادى دى عوايدنا نتجوز اتنين وتلاته واربعه عادى انتوا ما عندكوش فى مصر رجاله بتتجوز اكتر من واحده ؟

داليا : عندنا بس مش كلهم انا عن نفسى لو اتجوزت وجوزى فكر يتجوز عليا اخنقه هو وهى واولع فى جتتهم وبعدها احطهم على شريط القطر يفرمهم 

منيع : ياساتر يارب الهم احفظنا هاهاها طب افرضى على ات ...

داليا : ليه السيره الهباب دى بلاش والنبى سيره على بابقى عاوزه ارجع ههههههههه

تصبب منيع عرقا وهو يتامل ضحكتها الجميلة وانوثتها الطاغية واقترب منها وفكر فى تقبيلها ولكنه تراجع

منيع : ط ط طيب اقوم استاذن انا علشان المحل 

داليا : والمقاسات ؟ 

منيع : مقاسات ايه ؟

داليا : مقاسات السباكه اللى جاى ترفعها 

منيع : اااااه معلش نسيت طيب فين الحمام 

اوصلته للحمام ودخل واغلق على نفسه ووقف حائرا كيف يرفعون تلك المقاسات ؟ برغم انه مارس العديد من الاعمال الا انه لا يفقه شيئا فى السباكة بالذات الم يمكنه اختراع سبب افضل للمجئ اليها ؟

خرج اخيرا وهو يطوى الورقة البيضاء ويضعها مع القلم فى جيبه 

منيع : باقول ايه يا ست الستات انا كنت جايب لحريمى اطقم دهب من كام يوم بس لما طلقت اللى طلقتها كان لسه الطقم عندى ممكن اجييه تشوفيه ؟ يمكن يعجبك 

داليا : وماله يا حاج هاته ولو عجبنى اشتريه منك 

منيع : تشتريه ايه ؟ انا قصدى هديه انتى ليه مش عاوزه تقبلى منى اى حاجه ؟

داليا : انا مش عاوزه اخسرك يا حاج 

منيع : تخسرينى ؟ انتى لو تقبليه تسعدينى ودهب الدنيا كله ما يغلاش عليكى 

داليا : خلاص يا حاج ما تزعلش هاته وهديتك مقبوله 

امسك يدها فجاة يقبلها بسعادة فشعرت بجسدها كله يرتعد بينما انصرف منيع وهو يكاد يرقص من السعادة 

......................

فى اليوم التالى حضر منيع وهو يجمل كيسا ورقيا من اكياس الهدايا واخرج منه علبة من القطيفة

منيع : اتفضلى يا ست الكل حاجه بسيطه مش من مقامك 

داليا : متشكره قوى يا حاج كلك ذوق ثوانى اعمل القهوه 

منيع : مش حتتفرجى على الطقم الاول ؟

داليا : طالما انت اللى جايبه اكيد حيعجبنى 

منيع : يعنى علشان لو ما عجبكيش ممكن ابدله 

داليا : طيب اعمل القهوه وابقى افتحه واللا القهوه ما عجبتكش ؟

منيع : معقول حاجه من ايدك ما تعجبنيش ؟ انا بس مش عاوز اتعبك 

داليا : تعبك راحه يا حاج 

قامت ووضعت الطاقم جانبا لتعد القهوة وتعود سريعا لتضعها امامه وتجلس فى مواجهته وتمسك العلبة لتفتحها وتجد بها طاقما ذهبيا ثقيل الوزن غالى الثمن 

داليا : جمبل قوى يا حاج تسلم ايدك 

قام ليجلس بجوارها قائلا 

منيع : ياريته يليق بمقامك يا ست الستات انا ......

وقفت فجأة وقد تملك منها الرعب وقالت بتردد

داليا : هو هو هو انت ما جلتش السباك واللا .....

افاق منيع لنفسه ووقف لينصرف 

منيع : اه اه السباك حاجيبه قريب انا اسف استاذن انا 

.....................

غاب منيع عدة ايام حتى انها نزلت للاسفل فلم تجده ولم تعد تملك اى رغبه فى الذهاب للمولات او الحدائق العامة فعادت الى منزلها وحيدة كما كانت 

لقد آنس وحدتها لفترة بسيطة ولكنها كانت كافية لتستعيد توازنها مرة اخرى هى لم تطمع فى هديته الثمينة ولا ترغب فيها بل فقط ترغب فى صحبة تنسيها الشعور القاتل بالوحدة ولكن يبدو ان منيع لها مآرب اخرى وهى تخشى الا تجيبه الى ما يرغبه فيهجرها ويزهدها وتعود لوحدتها من جديد .

وعاد معتذرا غاب لاسبوع تقريبا ثم عاد معتذرا 

منيع : انا اسف يا ست الستات انا كنت مضطر اسافر الجنوب كان عندى مشاكل مع العيله 

داليا : انت من الجنوب ؟

منيع : اه من المظيلف بس هربت من هناك وانا عمدى عشر سنين 

داليا : هربت ؟ طيب ليه ؟

منيع : طيش وهبل ابوى كان مصمم اتعلم وانا كنت باكره المدرسه واامدرسين وهربت وجيت على الخبر فى الشرق واشتغلت مع مهندسين البترول ولفيت المملكه كلها شمال وجنوب وشرق وغرب وسافرت نص بلاد العالم حتى عشت فى مصر تلات سنين 

داليا : انت سافرت مصر ؟

منيع : كانت احلى سنين عمرى كان عندى مصرى يخدم معايا فى التوريدات لارامكو وكان شاطر ومخه نضيف وكنت عاوز اسافر واشوف العالم وعرضت عليه نعمل شركه فى مصر للتوريدات نورد موتد غذائيه للسفن فى دمياط وهناك اتعلمت القراءة والكنابة والانجليزى وحاجات كتير اكتر من نص اللى اتعلمته فى حياتى كان فى مصر ولما رجعت وقابلت المهندسين الامريكان بتوع ارامكو من غير ما يعرفوا انى اتعلمت الانجليزى لقيتهم بينهم وبين نفسهم بيتتريقوا عليا ويشتمونى وعرفت انهم كانوا بيشتمونى وانا مش فاهم وعرفت انه صحيح 《من تعلم لغة قوم امن مكرهم 》 

داليا : لا انت حكايتك حكايه انا اقوم اعمل القهوه ونكمل كلامنا 

ذهبت الى غرفتها لترتدى ثوبا حريريا ناصع البياض وفوقه روب من الساتان اللامع ثم ذهبت الى المطبخ لتعد القهوة وعندما عادت تعمدت ان تتعثر وتسقط الصينية من يدخا وتسقط نفسها على الارض 

داليا : ااااه الحقنى يا حاج رجلى 

منيع : ايه مالك سلامتك ؟

داليا : رجلى اتلوت مش قادره 

مد يده اليها يعينها على النهوض وتاوهت وهى تستند عليه حتى مددها على الاريكة ورفع قدميها ووقف ينظر اليها قلقا 

منيع : تحبى اجيب دكتور ؟ 

داليا : لالا مش مستاهله بس ياريت تجيب حتة تلج من المطبخ 

اسرع الى المطبخ وجلب الثلج فى طبق صغير وناولها اياه فوضعت بعض الثلج على قدمها ولكنها اسقطته ارضا 

منيع : عنك انتى التلج 

داليا : ما يصحش يا حاج 

ولكنه لم يبالى بما قالت واسرع يركع على ركبتيه بجوارها ويدلك موضع الالم بقطعة الثلج بينما هى تغمض عينيها وهى تشعر ببرودة الثلج رغم انها لم تكن تعانى اى اوجاع 

داليا : بس كده كفايه انا حاسسه انها ارتاحت 

وضع الثلج فى الطبق ومد يده يتحسس موضع الالم الوهمى واخذ يدلك قدمها برفق فابدت ارتياحها لذلك 

داليا : اااه كده رجلى بدات ترتاح تسلم ايدك يا حاج انا اسفه يا حاج انا محرجه منك بصراحه انت مقامك عندى كبير قوى 

منيع : صدقينى يا ست الستات انا مقامى يعلى لو اكون خدامك وتحت رجليكى 

نظر اليها بافتتان ودون ان يشعر انحنى ليقبل قدمها فتحرجت وسحبت قدمها من بين يديه واحمر وجهها خجلا وشعر هو انه تمادى فقام معتذرا 

منيع : انا اسف غصب عنى انا ..... تحبى ادخلك اوضتك ترتاحى شويه ؟

داليا : لالا مالوش داعى خلينى هنا احسن 

منيع : طيب تحبى اجيب دكتور او ابعت حد للمطعم يجيب اكل او ...

داليا : لا يا حاج مالوش داعى انا عندى كل حاجه وحاخد رقم تليفونك ولو احتجت حاجه حاكلمك

يتبع

رواية دماء علي تور الورد الجزء الأول 1الفصل الثامن والعشرون 28 من هنا

مجمع الرواية من هنا 

Mohamed ME
Mohamed ME
تعليقات