📁

رواية دماء علي اوراق الورد الجزء الاول 1 الفصل السابع والأربعون 47 بقلم اثر توفيق

رواية دماء علي اوراق الورد الجزء الاول1 الفصل السابع والأربعون 47 بقلم اثر توفيق


    ابى الحبيب الغالى الحاج مهاب دمت بخير

اعتذر لاضطرارى للسفر دون وداع وارحو ان تبلغ اعتذارى لامى الحنون الحاجه عاليه فانا حقا اخشى لحظات الوداع ولا اريد ان اتجرع مرارتها .

وكذلك حدث امر مؤسف جعلنى تخشى من مواجهتكم فبعد وفاة الاب الفاضل دكتور محسن ذهبت الى منزبه لاشد من اذر ابنته واواسيها ولكنها لم تكن موجودة بالمنزل وهناك طردتنى امها شر طردة واهانتنى وعاملتنى بكل وقاحة قائلة ( الدكتور محسن اللى لمك من الشارع خلاص مات ارجعى للشارع اللى جابوكى منه واوعى تعتبى البيت ده تانى ) 

وقد آلمنى كلامها جدا فبكيت وحاولت الخروج مسرعة الا انها استوقفتنى قائلة لتزيد جراحى ومهانتى ( اسمعى يا بت انتى انا لو شفت خلقتك هنا تانى مش حاطردك وبس لا ده انا حاضربك بالجزمه ) 

انا اغرف انها تكرهنى وان كنت لا اعرف لذلك سببا ولذلك برغم الالام الشديدة من كلماتها الجارحة الا انى عقدت العزم وقتها ان اذهب لداليا عند المدرسة فقد كنت اعتبرها اختا وصديقة لى وانا لم اصادق فى حياتى سواها هى واولادك الاعزاء محسن ونادر ولكنى فوجئت بها تقابلنى بجفاء قائلة ( من فضلك امشى وياريت ما تجيش هنا تانى انا مش عاوزه اشوفك ولا اشوف اى حد من طرف الحاج مهاب ياريت تسيبونى فى حالى وكفايه لحد كده ) 

انا لم افهم سر هذا الجفاء ولم افعل شيئا لاستحق كل تلك المهانة لم افهم ابدا كيف جف نبع الحب فجأة بعد وفاة الدكتور محسن ولكن ما حدث قد اخافنى ان يكون هذا التحول قد امتد اليكم وكنت قد وعدتنى بزيارة فى الاسكندرية ولكنك لم تحضر وطوال ايام لم اسمه منك او من ابنائك خبرا ورغم ذلك فكرت فى زيارتكم لتوديعكم قبل سفرى ربما افهم سر ما حدث او ربما وهو ما اتمناه الا تكونوا قد كرهتم وجودى بينكم مثل داليا وامها وقد سافرت فعلا حتى وصلت الى محطة ايتاى البارود ولكنى جبنت عن مواجهتكم خوفا من ان القى ما اكره على يديكم لقد خفت من تكرار التجربة الاليمة التى لقيتها على يد زوجة الدكتور محسن ولذلك فضلت الابتعاد فى صمت بل وطلبت من زوجى بالحاح التعجيل فى سفرنا حتى لا يغلبنى الشوق فاهرع اليكم والقى منكم الصد والجفاء وقتها لن ابكى بل ساقتل نفسى هربا من الخزى يعلم الله كم احبكم فانا لم ارى ابى الحقيقى ولم اعرف لى ابا غيرك وكذلك ماتت امى وانا صغيرة ولم اعرف حبا وحنانا سوى من امى الحاجه عاليه وليس لى اشقاء ولم اعرف معنى كلمة اخ الا عندما كنت فى كنف ابنائك محسن ونادر ولذلك لن اتحمل الصدمة على يديكم وستكون نهايتى سامحونى فقد اثقلت عليكم سنوات طوال لم ارى منكم الا عطفا وحنوا اكثر مما يمنحه الاباء الطبيعيين لابنائهم 

اشكركم على عطفكم وكرمكم واتمنى لو اقبل الارض الطاهرة بين اياديكم ولو ان ذلك لن يفيكم حقكم 

برجاء ان كان من الممكن ان تقبل لى يد امى الحنونة الحاجه عاليه اكون لك من الشاكرين واعلموا اننى لن انساكم ما حييت 

                                        ابنتكم العارفة بفضلكم 

                                         داليا طلال توفيق 

....................

انتهى حاتم من قراءة خطاب داليا الذى سمح له الحاج مهاب بقراءته والذى تركته مع مفتاح شقتها عند البواب وهو جالس فى شرفة الحجرة التى يقيم فيها قبل ان يطرق الباب ويدخل محسن قائلا 

محسن : خلصت الجواب ؟

حاتم : اه خلصت قوللى انت قريت الجواب ده ؟ 

دمعت عينا محسن وقال بحزن 

محسن : هو انا فاضللى منها غير الجواب ده ؟ 

حاتم : هو انت كان قصدك عليها لما قلتلى انك انت كمان ما قلتش ؟ 

محسن : اه ... انت عارف ؟ انا كنت عيل فى اعدادى يوم ما جابوها هنا كنت راجع انا ونادر من المدرسه لقينا ماما مش مستنيانا على الباب زى عادتها ولقيت ابويا وعمى محسن فى المضيفه سلمت على عمى وسالت على ماما خفت تكون عيانه بابا ضحك وقاللى انك فى اوضتها عاملالكم مفاجأه حتبسطكم قوى جريت انا ونادر على اوضتها ونادر سبقنى واول ما دخلت قلبى دق لاول مره لقيت ملاك فى الاوضه مخليها منوره زى ما تكون الشمس طالعه جواها ونادر طبعا جرى عليها وقعد يسالها على اسمها ويحاول يبوسها وهى تبعد عنه وتبصلى وانا اتسمرت على باب الاوضه نادر سال ماما قالتله دى اختكم جتلكم من عند ربنا نادر قال الله دى حلوه قوى ماما سالتنى عن رايى ما عرفتش ارد ولا انطق قامت قالتلى ياللا بقى وريها الاخ الكبير بيعمل ايه مع اخواته الصغيرين خدهم فسحهم بالكارته واشتريلهم حاجات حلوه اخدتهم فى الكارته لففتهم البلد حته حته وهى كانت فرحانه بالخضره والهوا والترعه وجبت تلات بواكى شيكولاته اديتها واحد ونادر واحد وخليت التالت فى جيبى ولما خلصت الشيكولاتها سالتها عن رايها قالتلى انها حلوه اوى احلى شيكولاته داقتها اديتها الباكو التالت وكنت فرحان قوى لما لقيتها مبسوطه وبعد ما خلصت الشيكولاته باستنى فى خدى حسيت ان جسمى كله بيقشعر وعرفت انى باحبها 

هم حاتم بقول شيء ما الا ان نادر دخل عليهما فصمت حاتم ونظر لمحسن الذى قال وهو ينظر لاخيه 

محسن : نادر الوحيد اللى عارف كل حاجه اصلى عمرى ما خبيت عليه ولا هو عمره خبى عليا حاجه احنا اخوات واصحاب  

اقترب نادر من اخيه فربت على كتفه وقبل راسه واضاف محسن

محسن : نادر الوحيد اللى لما احس انى محتاج دموعى تنزل احط راسى على صدره وابكى وانا مش خايف ان حد يعرف رغم انه اخويا الصغير لكن وارث حنية عيلة شركس 

نادر : يا حبيبى يا محسن انا شارب الحنيه منك انت كمان انت ناسى اللى كنت بتعمله معانا من صغرك ؟

حاتم : احكيلى يا محسن كنتوا بتعملوا ايه وانتوا صغيرين وعايشين ازاى ؟

محسن : كنا عايشين فرحانين نلعب ونضحك ونجرى يمين وشمال انا كنت الكبير كنت اخد بالى منهم وهم بيلعبوا واكتر حاجه لما كان عمى محسن ييجى البلد ويجيب معاه بنته داليا اصلها كانت زى العصفوره كانت جميله ولطيفه وكل اللى يشوفها يحبها اما داليا بقى كانت زى الفراشه الرقيقه تملى قلبك بالفرحه لما تشوف بسمتها الجميله وتحس ان قلبك حينط من بين ضلوعك لما ضحكتها ترن وكانت بتحب الشيكولاته قوى وكانت بتقوللى انا لما باجيب الشيكولاته بتبقى حلوه بس لما انت بتجيبهالى بتبقى احلى ربنا يخليك ليا يا اخويا يا حبيبى انا لما باكون جنبك باحس بالامان مش عارف ايه اللى سكتنى وما قلتش ليها ولا لبابا انى باحبها وانا متاكد ان بابا ما كانش حيرفض لانه بيحبها لكن النصيب انا استنيت لما تخلص جامعه وجه صاحب النصيب اتقدم وهى فى الجامعه واتجوزها 

مدعت عيناه فمسح دمعته بطرف يده واضاف 

محسن : ربنا يهنيهم بس نتطمن عليها يمكن تكون محتاجه لينا ولو هى مش محتاجه لينا احنا محتاجين لها ومستحيل نستغنى عنها 

........................

يتبع

مجمع الرواية من هنا

رواية دماء علي اوراق الورد الجزء الاول 1 الفصل الثامن والأربعون 48 من هنا

Mohamed ME
Mohamed ME
تعليقات