📁

رواية دماء علي اوراق الورد الجزء الاول 1 الفصل التاسع والعشرون 29 بقلم اثر توفيق

رواية دماء علي اوراق الورد الجزء الأول 1الفصل التاسع والعشرون 29 بقلم اثر توفيق

 

انتظر حاتم ثلاثة ايام قبل الذهاب لزيارة ام آيه ليمنحها فرصة كافية للسؤال عنه والاطمئنان من ناحيته وحين ذهب اليها كانت صدمته شديدة عندما فتحت الباب !

كانت ام آيه تشبه داليا تماما ام انه يتخيل ذلك ؟ فى المرة الاولى كانت ترتدى نقابا فلم يرى وجهها ولكنها الان ترتدى حجابا بسيطا ليرى نفس العيون الزرقاء والملامح ولكن باختلاف بسيط 

بالتاكيد هو اصبح يرى داليا فى كل الوجوه لذلك اطرق براسه ارضا وسمحت له المراة بالدخول لتكون الصدمة الثانية له حين يرى شقتها الخالية تقريبا من الاثاث 

ام آيه : اتفضل يا حاتم بيه 

اشارت الى مقعد بلاستيكى وحيد فى غرفة الصالون جلس عليه مدهوشا وهو لا يستوعب امكانية الحياة هكذا ويفكر فى الاسباب التى اوصلتهم لذلك 

داليا : دقيقه واحده اعمل لحضرتك قهوه بتحبها مظبوط ؟

حاتم : لا زياده لو سمحتى 

ذهبت لاعداد القهوة والفضول يقتله ولكنها لم تتاخر كثيرا وعادت لتضعها امامه فوق مقعد حمام صغير فرفع الكوب ووضع الصينية على الارض قائلا 

حاتم : اقعدى يا ام آيه 

جلست على المقعد المنخفض وسالها مباشرة

حاتم : انتى عايشه ازاى كده من غير عفش ؟

ام آيه : الحمد لله يا بيه ده قضاء ربنا واحنا راضيين ومتحملين لحد ما ربنا يحلها من عنده 

حاتم : وبقالكم كتير على الوضع ده ؟

داليا : مش كتير حوالى سنه 

حاتم : يعنى عدى عليكم الشتا اللى فات وانتم على الوضع ده ؟ 

ام آيه : لا مش قوى يعنى كان لسه فيه شوية عفش بس قضا ربنا بقى 

حاتم : طيب احكيلى ايه اللى حصل ؟ لو مش حيضايقك تتكلمى يعنى 

ام آيه : حاحكيلك يا بيه 

تنهدت بحرارة وقالت 

ام آيه : ان يا بيه كنت متجوزه من شاب محترم قوى واخلاقه الناس كلها تحلف بيها كان خريج سياحه وفنادق زيى وكان شغال فى الدش وبيكسب كويس وسافرنا مع بعض الامارات فتره ورجعنا اشترينا الشقه دى وفرشناها وكان فى حياته عمره ما بخل بحاجه كان كل يوم يدخل البيت شايل ومحمل وكان بيجيبلى احسن لبس واحسن اكل ومعيشنى احلى عيشه وكنا اتاخرنا فى الخلفه شويه لحد ما ربنا اكرمن بآيه ولما خلفناها كانت هى نور عينينا وفرحة الدنيا كلها ليه وليا وكان بيجيب لها احلى لبس وحلويات وشيكولاتات ولعب وكل حاجه وكنت اقول يا عبد الله نمسك ايدينا شويه نسيب قرش للزمن بكره البنت تكبر وطلباتها تكتر يقوللى يا ستى سيبى بكره على ربنا وبكره ييجى برزقه انا نفسى طول ما انا عايش ما يبقاش نفسكم فى حاجه 

دمعت عيناها ومسحت دمعتها واكملت 

ام آيه : لحد بداية الشتا اللى فات وكان فيه نوه جامده وفى يوم اسود كان عنده فيه شغل كتير قوى يطلع يركب اطباق طارت من الريح ويصين اطباق وينزل من سطح يطلع سطح وكان من الصبح بدرى وهلك من التعب وبيركب طبق على سطح عماره فى ميامى والهوا طيره من فوق السطح وقع من عشرين دور وكلمونى جريت على المستشفى لقيته بيخلص وجسمه كله متكسر والدكاتره قالوا الامل شبه معدوم قلتلهم اعملوا المستحيل انا وبنتى مالناش غيره قالولى العمليه حتتكلف كتير قوى قلتلهم مستعده اقطع من لحمى وابيعه واعمل كل اللى انتوا عاوزينه بس اعملوا اللى تقدروا عليه دكتور العظام الرئيسى فى المستشفى قاللى حتى مع العمليه الامل شبه معدوم قلتله ولو واحد فى المليون .

التقطت انفاسها واضافت 

ام آيه : المهم رحت فكيت وديعه باسم آيه وبعت دهبى ودهب ايه حتى الحلق اللى فى ودنها وسحبت كل الفلوس اللى فى البنك وبعت الصالون والسفره واغلب الاجهزه وعرضت الشقه للبيع وجمعت كل اللى جمعته ورحت للدكتور وقلتله اعمل العمليه وانا حابيع الشقه واجيب باقى الفلوس قاللى مالوش داعى تبيعى الشقه انا حاتكفل بالباقى وعملوا العمليه وقعد اسبوع فى العنايه وفى الاخر ربنا اخد امانته ورحمه من عذابه وسابنى انا وبنتى لوحدنا فى شقه على البلاط الهم لا اعتراض 

كفكفت دموعها واضافت 

ام آيه : انا مش ندمانه هو اكيد بين ايادى رحيم رحمن وفى مكان افضل بس ما كنتش حاسامح نفسى لو سمعت كلامهم واستسلمت فداه كل حاجه .

سمعوا صوت الصغيرة من الداخل تنادى على امها فاسرعت اليها وصحبتها للحمام والبستها ثوبا نظيفا وجاءت بها الى حاتم فاقبلت نحوه كملاك صغير وديع مد يديه اليها يرفعها اليه ويضمها لحضنه فشعر كأن كل همومه انزاحت عن كاهله ثم عاود الجلوس ووضعها على ركبته قائلا 

حاتم : تعالى بقى يا ست داليا انا مستنيكى تصحى من الصبح 

ام آيه : ايه حكاية داليا دى يا استاذ ؟ بنتى اسمها آيه 

حاتم : معلش لا مؤاخذه اصلها ...

ام آيه : معلش حصل خير طيب على ما تلعبوا مع بعض انا حاحضر لآيه الفطار تحب حضرتك تفطر ؟

حاتم : لو مع آيه افطر طبعا 

دخلت الى المطبخ وتركت حاتم يلاعب آيه ويمازحها قائلا 

حاتم : انتى مش بتروحى المدرسه ؟ 

آيه : انا عاوزه اروح بس انا لسه صغيره 

حاتم : لسه صغيره ازاى ؟ انتى بقيتى عروسه تيجى نلعب الحصان ؟

آيه : ماشى 

قبلها ونزل على الارض على اربع وركبت فوق ظهره واخذ يتجول بها فى الغرفة وهى تضحك بسعادة حتى عادت امها تحمل صينية الافطار وابتسمت بسعادة 

ام آيه : فكرتنى يا استاذ حاتم بذكرى جميله وغاليه عندى بس يا خساره راحت زى ما كل حاجه حلوه راحت ومش حترجع تانى 

حاتم : ان شاء الله الايام الحلوه حترجع تانى لازم يكون عندك ايمان بالله 

ام آيه : الحمد لله يا استاذ حاتم انا مش مصبرنى غير انى دايما باقول يارب اتفضل الفطار جاهز 

كان الافطار بسيطا من الفول والجبن والجلوس كان ارضا ولكن حاتم اكل بشهية كبيرة كما لم يفعل منذ غياب داليا وكان يطعم آيه فى فمها ويمازحها وبعد الافطار قال لامها 

حاتم : تقدرى تكملى يا ام آيه 

ام آيه : طيب اعمل شاى واللا انزل اجيب حاجه ساقعه ؟

حاتم : ولا اى حاجه كملى الاول وبعدين اعملى اللى انتى عاوزاه 

تنهدت قائلة 

ام آيه : بس يا بيه مافيش حاجه تانيه تتقال انا دورت على شغل كتير وانا معايا بكالوريوس سياحه وفنادق بس المشكله ما اعرفش اودى آيه فين فضلت ابيع اللى باقى حته حته لحد ما بقت الشقه زى ما انت شايف كده وفى الاخر اضطريت امد ايدى بس كنت باقى مكسوفه وحاسسه انى عريانه وكل الناس بتبص عليا وكنت بالبس نقاب علشان ماحدش يعرفنى وكنت لو نزلت وحد ادانى خمسه جنيه اجيب رغيفين وحتة جبنه وناكل انا وآيه ونحمد ربنا وماعداش يومين على كده الا وقابلت حضرتك وادتنى اللى اديتهولى ويومها كان اول يوم من يوم ما عبد الله مات آيه تدوق الشيكولاته اللى ما كانتش تنقطع ابدا من البيت وجبتلها لحمه وبطانيه وبقيت طول التلات ايام دول اصلى وادعيلك ربنا يسترك زى ما سترتنى انا وبنتى ورحمتنى من ذل السؤال 

انسابت دموعها فاسرعت اليها طفلتها تحتضنها وتمسح دموعها بيدها الصغيرة وحانم يحاول تهدئتها قائلا 

حاتم : هدى نفسك يا ام ايه انا ما هملتش غير الواجب واللى المفروض على اى بنى ادم مسلم يعمله المهم دلوقت خلينا فى الحاضر انا عاوز اعمل لك شهريه تقدرى تعيشى منها انتى وبنتك 

ام آيه : كتر الف خيرك لكن لو عاوز تساعدنى اربى بنتى ياريت تشوفلى شغل اقدر اروحه والبنت معايا 

حاتم : انا حاشوفلك شغل ان شاء الله لكن اصبرى شويه لحد ما آيه تدخل المدرسه ولحد وقتها انا متكفل بيكم وملزم بكل طلباتكم 

ام آيه : وحضرتك ذنبك ايه ؟ حضرتك اكرمتنى مره كتر خيرك اكتر من كده يبقى طمع 

حاتم : ما تقوليش كده انا مستنى الثواب من ربنا وزى ما انتى بتدعيلى بالستر انا فعلا محتاج دعواتك لكن مش علشانى انما علشان ناس قريبين منى ومش عارف اى حاجه عنها صدقينى دعاكى ليها اكتر من اللى ممكن اديهولك شكلك ست محترمه ومؤمنه وباذن الله ربنا يستجيب لدعاكى 

ام آيه : انت عارف ان آيه لسه حتدخل المدرسه كمان سنه وشويه ؟ 

حاتم : لا طبعا ايه ايه لو دخلت مدرسه خاصه يبقى كلها كام شهر وساعتها حاشوف شغلانه كويسه ومواعيدها مناسبه للمدرسه 

ام آيه : لا مدرسه خاصه ايه مش ممكن يا بيه دى مصاريفها كتير 

حاتم : انا متكفل بكل حاجه ما تشغليش بالك 

ام آيه : ليه يا بيه ؟ ما تزعلش منى بس ليه بتعمل معايا كل ده ؟

حاتم : مش قلتلك محتاج منك دعوة مؤمن بظاهر الغيب لواحده ما تعرفيهاش ؟ يمكن دعوتك دى تكون سبب سترها 

نظرت اليه بتفرس وهى تمعن التفكير فى امر ما فاسرع يقول 

حاتم : اتطمنى يا ام آيه عمرك ما حيصيبك شر من ناحبتى انا مش عاوز اضيع الثواب لكن انتى مش الوحيده اللى باعمل معاها كده 

ام آيه : انا متاكده يا استاذ حاتم فى اخلاقك ونبلك بس كنت عاوزه اسال هى الست دى اسمها داليا ؟

حاتم : انتى تعرفيها ؟

تم آيه : ابدا لكن انت على طول تغلط فى اسم ايه وتقول داليا 

حاتم : فعلا عندك حق اصلها شبه آيه قوى وهى صغيره لدرجة باحس انى شايفها هى 

حدد حاتم لام آيه مبلغا شهريا يكفيها لحياة كريمة ثم استاذن فى الانصراف ليعود بعد قليل حاملا معه بعض اللعب وفستان انيق لآيه واخيرا قال لامها 

حاتم : فيه حاجه كمان انا عندى شوية عفش قديم مش هلكان هو كويس لكن انا جددت العفش واحتفظت بيه فل مخزن فى الجاراج حاجيبه علشان العيشه كده مش حتنفع 

ام آيه : ربنا يقدرنى على رد جمايلك يا استاذ حاتم ويسترها معاها ويسترها مع كل ولايا المسلمين يارب

يتبع 

رواية دماء علي اوراق الورد الجزء الأول 1الفصل الثلاثون 30 بقلم اثر توفيق من هنا

مجمع الرواية من هنا

Mohamed ME
Mohamed ME
تعليقات