📁

رواية دماء علي اوراق الورد الجزء الأول 1الفصل الثلاثون 30 بقلم أثر توفيق

رواية دماء علي اوراق الورد الجزء الأول 1الفصل الثلاثون 30 بقلم أثر توفيق


رقم غير مسجل يدق هاتفه الامر معتاد وليس غريبا بالنسبة لحاتم فهو يتلقى مكالمات كثيرة بخصوص العمل ومن الطبيعى ان يرد 

ياسمين : الو حاتم ازيك 

حاتم : الحمد لله يافندم مين معايا ؟

ياسمين : اخص عليك يا حتومه مش فاكر صوتى ؟ نسيت ياسمين حبيبتك ؟

تذكرها اخيرا فهو لم يلتقيها منذ زمن بعيد 

حاتم : ياسمينا ازيك اخبارك ايه ؟ كعلش اصلى سايق مش مركو بس ده مش رقمك 

ياسمين : لا ده رقمى الجديد اصلى غيرت الرقم المهم انا فى اسكندريه انت فين ؟ 

حاتم : فى اسكندريه معقول ؟ يبقى لازم نتقابل 

ياسمين : غريبه اومال انا مكلماك ليه ؟ اسمع انا عندى شغل مع شركة ملاحه فى محطة الرمل حاخلص الساعه اتنين تقريبا 

حاتم : تمام وانا قبل الساعه اتنين حاكون فى محطة الرمل حاستناكى عند تريانون 

التقيا فى الموعد فى كافيتريا تريانون الشهيرة واحتضنته ياسمين وتقبل منها ذلك ببساطة ودعاها للركوب 

حاتم : اومال فين عربيتك ؟

ياسمين : العربيه جيت ادورها لقيتها عطلانه جيت بالقطر 

حاتم : طيب انتى وراكى حاجه تانيه واللا نروح نتغدى ؟ 

ياسمين : لا مافيش انا خلصت النهارده حتغدينى فى المطعم اللى بتروحه على طول ؟ 

تردد حاتم فهو لا يرغب فى اصطحاب احد هناك سواها هذا المطعم هو مكانها المفضل وهو يرغب فى الاحتفاظ بتلك الذكرى خاصة بها فقط 

حاتم : لا بلاش المطعم انا اصلى النهارده نفسى اكل سمك ايه رايك نروح ابو قير واللا بحرى ؟

ياسمين : لا خليها ابو قير ونروح المطعم بكره 

حاتم : هو انتى حتيجى بكره تانى ؟

ياسمين : جرى ايه يا حاتم مالك انت عاوزنى اسافر وارجع تانى ؟ انا حابات هنا لسه عندى شغل بكره وبعده كمان 

بدا القلق على وجه حاتم ولم يرد فنظرت له ياسمين بدهشة قائلة 

ياسمين : مالك يا حاتم متغير ليه ؟ انت عندك حد بايت فى شقتك ؟

حاتم : انا بطلت اى حد ييات فى شقتى معلش انا اسف لكن انا اتغيرت يا ياسمين انا مش حاتم بتاع زمان انا واحد تانى 

ياسمين : والتانى ده بقى مستشيخ واللا ايه الحكايه ؟

حاتم : لا مش مستشيخ لكن التانى ده بيحب وبيخلص لحبيبته ومش عاوز ....

ياسمين : مش مصدقه ودانى حاتم بيحب ؟ اهى دى بقى تبقى المعجزه الثامنه 

اخذت تضحك حتى دمعت عيناها وحاتم ينظر لها بضيق فقالت معتذرة 

ياسمين : معلش انا اسفه يا حاتم بس ما كنتش اتصور ابدا انك ممكن تحب وحتى لو حبيت الحب يغيرك بالشكل ده ؟ 

حاتم : فعلا يا ياسمين الحب غيرنى وخلانى شخص تانى مختلف تماما 

ياسمين : طيب بجد يا حاتم انت عارف انى حبيتك من كل قلبى وعشت معاك فتره من اجمل فترات حياتى لكن ده ماضى بالنسبالى وصدقنى مش حاغير وفعلا والله انا فرحانه علشانك وعاوزه اعرف كل حاجه من طأطأ لسلام عليكم 

حاتم : حاحكيلك يا ياسمين حاقول لك على كل حاجه لانى محتاج اتكلم لكن الاول عاوز اعرف اخبارك طول السنين اللى فاتت 

ياسمين : طيب اسمع يا حاتم انت مش لسه عامل اوضتين ؟ ينفع ابات عندك كاصدقاء بس ؟ واوعدك انى اكون مؤدبه طبعا انت مش مصدقنى بس اوعدك 

حاتم : احكيلى اخبارك الاول وبعدين نشوف 

ياسمين : انا اخبارى سهله وبسيطه اتخطبت لواحد فتره ولقيته ما يستاهلش فسخت الخطوبه ورميت الدبله فى وشه وكان مدير الشركه بتاعتى مشيته وباباشر شغلى بنفسى وخلاص على كده 

حاتم : خساره يا ياسمين هو ايه يعنى زعلك فى حاجه ؟

ياسمين : مش راجل يا حاتم عيل مش بتاع مسئوليه وما يصونش ولا يعرف يبنى بيت ولا يشيل مسئوليه ولا عنده دم ولا كرامه 

حاتم : لا يبقى سيبك منه ان شاء الله تلاقى احسن منه انتى رغم جنانك الا انك بجد انسانه جميله وتستاهلى كل خير 

كانا قد وصلا الى مطعم الاسماك واختارا مائدة وطلبا الطعام 

ياسمين : وانت بقى اخبارك ايه ؟ خلاص حبيت وحتتجوز ؟

حاتم : انا حبيت اه لكن اللى حبيتها بقالى سنتين ونص ما اعرفش عنها حاجه 

ياسمين : سنتين ونص ليه ؟ انت زعلتها ؟

حاتم : حاحكيلك كل حاجه احنا النهارده وبكره مع بعض بس الادب فاهمه ؟

ياسمين : فاهمه انا حاقعد فى اوضه واقفل على نفسى بالمفتاح او انت اللى مفروض تقفل على نفسك لو خايف منى هههههههه

حاتم : هاهاها طيب يا ستى حاحكيلك 

حكى حاتم لها كل شيء من البداية للنهاية منذ طفولته وبداية تعرفه بها حتى زواجها وسفرها حكى وهما يتناولان الطعام وحكى وهما يسيران جنبا الى جنب فى بحرى وحكى وهما جالسان فى صالة منزله واستمعت ياسمين بدون تعليق حتى انتهى تماما ومسحت دمعة سقطت رغما عنها وقامت فى صمت لتصعد الى الغرفة التى اختارتها وتغلق الباب عليها حتى الصباح 

......................

تكررت زيارات منيع لداليا حتى صارت شبه يومية وللحق كان منيع كريما معها وكان يبدى حزنا عندما تطلب منه ان يكف عن احضار الهدايا فتضطر لقبولها وعند انصرافه كانت تلقى بها فى دولابهاون ان تنظر اليها او حتى تعرف ما بها .

كان منيع قد سافر كثيرا وجاب كثيرا من الاقطار ولديه خبرات وحكايات كثيرة وكان محدثا لبقا اضافة الى انه كان يحبها ويعاملها برقى شديد ولم تعد العلاقة الحميمة هى الاساس فكانا اغلب الاوقات يقضيانها فى غرفة المعيشة يتبادلان الحديث فى مختلف المجالات وفى النهاية يقبل جبهتها او حتى يدها ويخرج من عندها سعيدا اذا ما لمح فى عينيها ابتسامة رضا عند نهاية اللقاء 

اما هى فكانت ترسم تلك الابتسامة غصبا احيانا وكانت فى احيان كثيرة تمنحه اياها راضية ممتنة ان اصبح انيس وحدتها وسمير جلستها .

ورغم تحسن حالة داليا النفسية الا انها اصبحت تنظر لنفسها باحتقار يزداد يوما بعد يوم حتى اصبحت ترى نفسها امراة سقطت فى الوحل ولم تعد تفكر فى العودة لمصر او رؤية حاتم بعد ان دنست شرفها للمرة الثانية بعد ان فكرت فى التوبة .

وخلال كل ذلك كان ما اسعد داليا حقا اكثر من اى شيء اخر هو غياب على بعد ان طردته اخر مرة حتى انها كادت تنسى وجوده تماما لولا ان عاد فجاة بعد شهرين وهو يتقافز فى انفعال 

على : الحقى فيه مصيبه انا مش قادر اتكلم 

داليا : مصيبه اكتر من دخلة امك عليا ؟ مصيبة ايه ما تنطق يا حيوان 

على : امك قصدى والدتك مش قادر امسكى اعصابك 

داليا : الله يخرب بيتك على بيتها فى يوم واحد فيه ايه انطق ؟

على : ماتت ... البقيه فى حياتك كانت بتعمل عمليه و ....

داليا : الف نهار ابيض وهى دى مصيبه ؟ عقبالك انت واهلك يا بعيد اول مره تجيب خبر كويس عقبال ما تجيبلى خبر الحيوان حامد وجوده 

نظر اليها بدهشة وظن انها فى حالة صدمة 

على : انا باقول امك ماتت

داليا : سمعت وفى رايى ان ده اسعد خبر سمعته من يوم ما شفت خلقتك انا عمرى ما حسيت انها امى عمرى ما حبيتها ولا حسيت انها بتحبنى مش هى دى اللى بلتنى بالبلوه دى ؟ مش كفايه انها كانت السبب فى جوازتى السوده منك ؟ طب وعلى كده بقى جبتلى جواز سفرى علشان اروح اخد عزا الغاليه ؟

على : لا ما جبتهوش لسه شويه على الس...

قاطعته بحدة 

داليا : اومال جاى تنيل ايه ؟ الهى تتشوى فى نار جهنم البعيده هى واخوها حامد الزفت 

على : على فكره هو حاول يكلمك على تليفونى كتير طول السكه امسكى اهه بيتصل 

لم تكن ترغب فى سماع صوته ولكن على فتح الخط واعطاها الهاتف فسمعت صوته يقول 

حامد : البقيه فى حياتك يا داليا امك تعيشى انتى 

داليا : فى ستين داهيه عقبال ما اسمع خبرك 

حامد : انتى بتقولى ايه يا بت انتى ؟

داليا : ما سمعتش اسمعك تانى باقول فى ستين الف داهيه كلبه وراحت عقبال ما اسمع خبرك يا حامد يا هوارى 

حامد : انتى شكلك اتجننتى يا بنت ال ...

داليا : اوعى لسانك يغلط فى ابويا انت فاهم ؟

كانت تصيح بحدة وغضب ثم ضحكت باستهزاء قائلة 

داليا : اتجننت ؟ دى اقل حاجه ممكن تحصل انت كنت عاوز ايه غير كده ؟

حامد : ماشى اتجننى كمان انا اعرف اعقلك لو ما بقيتيش خايفه على نفسك منى ايه ما بقيتيش خايفه على حبيب القلب ؟

داليا : قرب له وفكر بس تمس شعره واحده منه وانا ودينى اكون واكله مصارينك بسنانى اوعى تفكر انى لسه داليا الصغيره الجبانه المغلوبه على امرها اللى وطت على رجلك تبوسها زمان لا اصحى ودينى وما اعبد لو رجعت مصر حاوريك بنى ادمه تانيه خالص انت نفسك لازم تحس بالرعب لما تشوفنى او حتى تسمع عنى 

حامد : حامد الهوارى ما يخافش يا بت حامد الهوارى الناس تخاف منه 

داليا : طز وستين الف طز وحياتك حتكون نهايتك على ايدى واصبر عليا 

اغلقت الخط والقت العاتف ارضا ونظرت لعلى بغضب قائلة 

داليا : فين فلوس الزفت القبض الشهر اللى فات والشهر ده ؟

على : انتى قلتى مش عاوزه فلوس 

داليا : انت حتستعبط ؟ انا قلت مش عاوزه فلوس ومستعده ارجعلك فلوسك ورجعنى مصر انت رجعتنى ؟

على : انا كنت فاكر انك ....

داليا : فاكر انى ايه ؟ انا حافضل اخد كل مليم لحد ما ترجعنى ووقت ما تجيب جواز سفرى مستعده ارجعلك كل فلوسك وزياده 

ثم نظرت اليه باحتقار قائلة 

داليا : فلوس هى دى فلوس ؟ انت وفلوسك تحت جزمتى يا ابن الكلب انا باخد الفلوس غصب علشان اذلك واهين كرامتك لكن اوعى تفكر ان داليا شركس تهمها ملايين الدنيا كلها تروح دلوقت تجيب الفلوس وتغور مش عاوزه اشوف خلقتك واعمل حسابك لو ما جبتش الفلوس حتلاقينى عندك فى الجنوب وافضحك

يتبع

رواية دماء علي اوراق الورد الجزء الاول 1 الفصل الواحد والثلاثون 31 من هنا 

مجمع الرواية من هنا

Mohamed ME
Mohamed ME
تعليقات