📁

رواية دماء علي اوراق الورد الجزء الأول 1 الفصل الواحد والثلاثون 31 بقلم اثر توفيق

  1. رواية دماء علي اوراق الورد الجزء الأول 1الفصل الواحدوالثلاثون31 بقلم اثر توفيق


ان اوان التحرك !

اتصل حاتم بجابر طالبا منه ملاقاته فى الكافيه 

حاتم : عملت ايه فى اللى طلبته منك ؟

جابر : والله يا باشا انت ابن حلال وربنا بيسهل كل حاجه ليك واكيد اكيد انت ماشى فى سكه خير 

حاتم : انجز يا جابر خلاص الوقت ازف طمننى عملت ايه 

جابر : من كام يوم كنت رايح العلمين اسلم عربية زبون اصل الورشه صيتها بقى مسمع و ...

حاتم : ما تخلص يا جابر خلينا فى المهم 

جابر : يا باشا خليك حليم وانا فى العلمين قابلت ضاب شغال فى الامن فى مارينا وطبعا الساحل فى الشتا بيقى بينش ومافيش لقمة عيش كلمه منى كلمه منه اتعرفنا وطلع من الاقصر وعرضت عليه اشوف له سكن قريب منى فى باكوس واجيبه يشتغل هنا فى المنطقه 

حاتم : حلو قوى وحييجى امتى ؟

جابر : يومين تلاته ويكون هنا بس خد التقيله بقى عارف الجدع ده منين فل الاقصر ؟ من البلد الل اسمها حضن الجبل اللى سالتنى عليها مش باقول انت ابن حلال وربنا بيسهل طريقك ؟ 

.........................

كان حاتم قد تعود على الذهاب لرؤية آيه مرة كل اسبوعين وقضاء اليوم معها وكان يشعر بالراحة والسعادة كلما ذهب الى زيارتهم وكان دوما يحمل لها العابا وملابس جديدة وكانت امها تتقبل ذلك راضية ولكنها كانت ترفض ان يهديها اى شيء ولم يكن يلح عليها فى ذلك خشية ان تمنعه من رؤية آيه .

وفى نفس الوقت اعتادت ياسمين كلما حضرت الى الاسكندرية لمتابعة اعمال شركتها ان تبيت فى شقة حاتم اذا اضطرت لذلك ولم يكن يمانع بعد ان رآها تلتزم بالتعامل معه فى حدود الصداقة البريئة .

ولكنها اتصلت به يوما تخبره انها فى الاسكندرية وقد تاجل عملها فى نفس الوقت الذى كان مرتبطا فيه بزيارة آيه 

 ياسمين : اخص عليك يا حاتم حتسيبنى فى الشارع ؟ طيب والله بعد ما جيت لقيت مدير المشتريات اعتذر عنده ظرف ومش عارفه اروح فين بدرى كده 

حاتم : طيب انا حاجيلك اقعدى فى سيسيل او تريانون وانا عشر دقايق اكون عندك 

حضر اليها سريعا وطلب قهوة وبعدها قال 

حاتم : اسمعى انا ما عنديش مشكله من بياتك عندى بس انا عندى مشوار ضرورى لازم اروحه ومش عارف اوديكى فين بدرى كده ؟ اروحك من دلوقت واللا تقعدى فى اى كافيه لحد ما اخلص ؟ 

ياسمين : طيب انت حتتاخر فى مشوارك ده ؟

حاتم : ايوه ممكن للمغرب كمان اصل فيه جماعه معرفه بازورهم كل فتره وعندهم بنت صغيره باموت فيها وباحب اقعد العب معاها وبانسى نفسى واطول بصراحه قعدتى مع البنت دى بتريح نفسيتى 

ياسمين : عندك مشكله لو جيت معاك ؟ 

حاتم : بصراحه اه اصل الناس دول حساسين وعلى قد حالهم وانا عارفك مجنونه 

ياسمين : حاتم انا مجنونه صحيح بس مستحيل اجرح شعور حد انا تقريبا كده فهمت الموضوع ياريت تاخدنى معاك وصدقنى مش حاضايقهم  

حاتم : طيب حاتصل استاذن منهم الاول 

اتصل حاتم بام آيه يستاذنها فى اصطحاب صديقة معه ورحبت ظنا منها انها فتاته التى حدثها عنها وحين وصلا فتحت لها الباب مبتهجة وادرك حاتم ما دار بخلدها فاسرع بتعريفهم قائلا 

حاتم : احب اعرفك يا ام آيه بالانسه ياسمين صديقه عزيزه من القاهره ودى يا ياسمين الست ام آيه 

عبست ام آيه بعد ان استبشرت بالقادمة ثم استعادت ابتسامتها سريعا وقالت مرحبة 

ام آيه : اهلا اهلا منوره اسكندريه اتفضلى بيتك ومطرحك 

ياسمين : اسكندريه منوره باهلها يا ام آيه الصراحه حاتم حكالى عن آيه زقلت لازم اجى اشوفها 

حاتم : ياسمين لسه واصله من القاهره النهارده وما قدرتش ااجل ميعادكم لان ده اهم ميعاد بالنسبالى 

ام آيه : يا استاذ حاتم حضرتك تشرف فى اى وقت وضيوفك على راسنا من فوق بعد اذنكم اعمل القهوه 

ذهبت لتعد القهوة ثم ذهبت لايقاظ ايه الى اقبلت على حاتم ضاحكة والقت نفسها فى حضنه فاخرج لها قطعة كبيرة من الشيكولاتة ثم اخرج لها فستانا انيقا وقال يداعبها 

حاتم : ايه رايك بقى فى الفستان الجميل ده ؟ 

آيه : الله ده حلو قوى ميرسى يا عمو حاتم 

وقبلته فى وجنته فقالت امها 

ام آيه : دايما تاعب نفسك يا استاذ حاتم 

حاتم : تاعب نفسى على ايه يعنى ؟ انا لما باشوف آيه فرحانه قلبى بيرقص من الفرحه بس انا كان نفسى تجيبلك حاجه بسيطه وخفت تكسفينى زى كل مره 

ام آيه : كتر خيرك كفايه اللى بتعمله مع آيه انا مش محتاجه حاجه 

ياسمين : طيب ما تلبسى ايه الفستان الجديد علشان نشوفه عليها 

ام آيه : من عينيا دقيقه واحده 

اصطحلت ابنتها الى غرفة نومها وابدلت لها ثوبها بالثوب الجديد وخرجت بها وهى مزهوة جميلة كالفراشة الرقيقة وتاملتها ياسمين بفرحة قائلة 

ياسمين : الله الله الله الهم صلى على النبى الفستان حينطق عليكى تعالى تعالى 

فتحت لها ذراعيها فاقبلت عليها آيه ببساطة قائلة 

آيه : حلو يا تانت ؟

ياسمين : حلو ؟ انتى اللى حلوه ومحليه الفستان بسم الله ما شاء الله عليكى قمر وكلمة تانت طالعه من بقك زى السكر ما تجيبى بوسه 

وقبلتها من شفتيها ووضعتها على ركبتها قائلة 

ياسمين : بسم الله ما شاء الله بنتك جميله وتدخل القلب من اول نظره 

ام آيه : متشكره يا مدام ياسمين قصدى يا انسه ياسمين 

ياسمين : لا باقول ايه لا مدام ولا انسه قولى ياسمين وخلاص ايه رايك يا حاتم لو ييجوا معانا نتغدى مع بعض ؟

ام ايه : لا انتوا النهارده حتتغدوا معانا انا ست بيت شاطره يا ياسمين 

حاتم : لا يا ام آيه احنا نروح ابو قير نتغدى وايه تلعب براحتها على البحر ويبقى يوم من نفسها تتفسح 

.....................

كان يوما ممتعا قضوه على البحر ولم يكن الجو شديد البرودة برغم حلول الشتاء وفى النهاية تبادلت ياسمين وام آيه ارقام الهواتف وواعدتها ياسمين بزيارتها فى اليوم التالى 

وفى اليوم التالى ذهبت اليها بعد ان انتهت من اعمالها تحمل حقيبة متوسطة الحجم 

ياسمين : انا النهارده عازمه نفسى على الغدا عندك حتغدينى ايه ؟

ام آيه : شوفى اللى نفسك فيه انا ست بيت شاطره واللا بتحبى الاكل الجاهز ؟

ياسمين : لالا جاهز ايه انا عاوزه اكل من عمايل ايدك بس بشرط تعلمينى بس الاول كنت عاوزه اقول على حاجه انتى ممكن تكسفى حاتم لو جابلك هديه بس بيتهيالى احنا ستات زى بعض وقريبين لبعض فى السن وبقينا اصحاب يعنى بيتهيالى مش حتكسفينى 

ام آيه : ماعاش اللى يكسفك 

ياسمين : طيب انا جبتلك شوية حاجات على ذوقى يارب تعجبك وكلها تنفع للمحجبات 

فتحت الحقيبة واخرجت لها بعض الملابس الانيقة اشترتها لها خصيصا فدمعت عينا ام آيه وشكرتها فاحتضنتها ياسمين قائلة 

ياسمين : ليه بقى الدموع دى ؟ انتى زعلتى منى ؟

ام آيه : ابدا هديتك مقبوله انا بس صعبت عليا نفسى 

ياسمين : ليه يا حبيبتى ؟ والله انا جبتلك الحاجات دى علشان حبيتك من اول ما شفتك وحبيت بنتك قوى وصدقينى لو عندى اخت مش حاحبها زى ما باحبك طيب انتى عارفه من امبارح وانا نويت اتجوز ونفسى اجيب بنوته شبه ايه وحاسميها ايه كمان 

.......................

استيقظت داليا ضباحا وهى تشعر بالارهاق وعدم الرغبة فى الخروج او الطعام او اى شيء فتحت التليفزيون واخذت تقبل القنوات دون اهتمام ثم قامت لتعد لنفسها كوبا من القهوة ووضعته امامها واخذت تفكر فى حالها وحياتها التى اصبحت خاوية تماما الا من منيع الذى اصبح يزورها يوميا تقريبا .

تذكرت حياتها فى مصر وصديقات الجامعة وحاتم وثارنت بين حياتها هناك وحياتها هنا وحيدة فى غربة فرضت عليها و .....

شعرت بالغثيان والرغبة فى القيء فاسرعت الى الحمام وتقيات ثم عادت لجلستها على الاريكة تفكر فى منيع الذى يغدق عليها بهدايا لا تفتحها واموال لا تنفقها ولا تحتاجها وهى مضطرة لاعطائه ما يريد خشية ان يهجرها وتعود لوحدتها القاسية من جديد .

لم يكن منيع راغبا فى المتعة فقط بل كان يكن لها حبا صادقا يظهر فى عيونه وكان ان تعللت بالارهاق او عدم الرغبة لا يلح عليها بل كان كثيرا ما يجالسها ويحادثها احاديثا شيقة ويحكى لها عن اسقاره وزيجاته وقصة هروبه من الجنوب وهو صغير بسبب عدم رغبته فى التعليم وفى النهاية يكتفى منها بقبلة ربما على خدها او يدها وابتسامة فى الوداع ولكنه .....

احست بالرغبة فى القيء مرة اخرى فاسرعت الى الحمام وخرجت لتعد لنفسها بعض الليمون الدافيء محدثة نفسها انها ربما اصيبت ببرد فى المعدة وعادت لتضعه امامها بعد ان رشفت رشفة صغيرة وتركته بجوار كوب القهوة التى لم تمسها 

اتصل منيع يستاذن فى الصعود اليها فقد كان يعاملها كملكة ولا يصعد اليها ابدا دون استئذان ولكنها اعتذرت قائلة 

داليا : بلاش النهارده يا منيع انا تعبانه شويه 

منيع : سلامتك الف سلامه يا ست الستات تحبى اجيب دكتور واجى ؟

داليا : لا مافيش داعى دول شوية برد وانا حارتاح وبكره حابقى كويسه 

منيع : طيب ممكن اجى اتطمن عليكى ولو من على الباب وامشى على طول ؟ 

داليا : البيت بيتك تشرف فى اى وقت بس لو تسيبنى لبكره يبقى احسن 

اتصل يطمئن عليها كل ساعة تقريبا انعا ممتنة له فلولاه لربما ماتت وتعفنت جثتها دون ان يدرى بها احد على الاقل هناك من يشعرها بانها انسانة وان احدا يهتم بها حقا وان احدا يحبها حقا .

كان منيع يحبها حقا .

فى اليوم التالى استمر شعورها بالارهاق فذهبت الى المستشفى وقام الطبيب بالكشف عليها 

الطبيب : حضرتك متجوزه طبعا 

داليا : اه 

الطبيب : اومال جوز حضرتك ماجاش معاكى ليه ؟

جوزى فى الشغل هو فيه ايه يا دكتور ؟ قلقتنى 

الطبيب : لا ما تقلقيش ولا حاجه مبروك يا ستى حتجيبى ولى العهد قريب 

دفنت وجهها بيديها ونظرت للطبيب بفزع قائلة 

داليا : يا نهار اسود معناه ايه الكلام ده يا دكتور ؟ 

الطبيب : فيه ايه يا مدام ؟ انتى مش متجوزه ؟ انتى حامل 

شعرت بالصدمة تزلزل كيانها كيف لم تتخذ احتياطاتها لمثل ذلك ؟ هذه مصيبة كبرى فوق كل ما عانته اما يكفيها ما عانت من مصائب ؟ ماذا تفعل الان والطبيب ينظر اليها بشك قائلا 

الطبيب : فيه حاجه يا مدام ؟ شكلك مش فرحانه 

بماذا تجيب ؟ تشعر ان راسها يغلى ولكنها فى النهاية قالت بعد تردد 

داليا : اصل اصل يا دكتور انا وجوزى كنا متفقين مافيش خلفه الا لما نرجع مصر 

الطبيب : كلام ايه ده ؟ دى حاجه بتاعة ربنا مش بايد حد يمنعها عموما انا حاكتبلك شوية فيتامينات وضرورى ...

ولكنها قاطعته وهى تختطف تذكرة الكشف وتهرع للخارج قائلة 

داليا : شكرا يا دكتور شكرا

يتبع

رواية دماء علي اوراق الورد الجزء الأول 1 الفصل الثاني والثلاثون 32 بقلم اثر توفيق من هنا

Mohamed ME
Mohamed ME
تعليقات