📁

رواية دماء علي اوراق الورد الجزء الأول 1الفصل الثاني والثلاثين 32 بقلم اثر توفيق

رواية دماء علي اوراق الورد الجزء الأول 1الفصل الثاني والثلاثين 32 بقلم اثر توفيق


عادت الى منزلها وهى عاجزة عن ايجاد حل لمصيبتها واتصلت بمنيع فحضر اليها على الفور وبادرته قائلة 

داليا : مصيبه يا منيع مصيبه ... انا حامل 

شعر بالصدمة وقال بذهول 

منيع : حامل ازاى ؟ منى ؟

داليا : اومال من مين ؟ 

منيع : مش قصدى بس قصدى يمكن يكون من على 

ضحكت بسخرية وقالت 

داليا : على ازاى بالمراسله ؟ اسمع يا منيع انا حاقول لك على سر على ده مافيش خالص 

منيع : يا نهار اسود ازاى ؟

داليا : زى ما باقول كده على ده زيه زيى بالظبط مافيش يعنى مافيش خالص 

منيع : يعنى معناها ان انا ابو الجنين ؟ طيب ازاى وانتى ما كنتيش بنت ؟ 

تلعثمت فى البداية ولم تدر بماذا تجيب ثم تمالكت نفسها قائلة 

داليا : اصل ... اصل على كان فى الاول كويس وبعدين عمل حادثه واحنا راجعين من شهر العسل واثرت عليه بس هو خبا عليا لحد ما سافرنا وجينا هنا وبعدها سرق جواز سفرى ومانعنى انزل مصر ومقعدنى معاه بالعافيه 

هز راسه باستغراب وقال بهدوء 

منيع : اسمعى لما ييجى على نكلمه يطلقك وانا مستعد اتجوزك ونصلح الغلطه دى انا لو خلفت منك حيكون اغلى اولادى 

داليا : مش وقت الكلام ده يا منيع احنا فى مصيبه ولازم نشوف حل انا مش ممكن اقول لعلى انى حامل ساعتها حيذلنى 

منيع : انا اقتله لو يمس شعره منك 

داليا : يا منيع هو احنا نعالج مصيبه بمصيبه اكبر ؟ لازم نشوف حل 

منيع : حاضر انتى بس هدى نفسك وحنشوف حل انا مستعد اعمل اى حاجه علشانك بس فكرى وقوليلى اعمل ايه 

داليا : كل اللى طالباه منك انك ما تتخلاش عنى انا لازم انزل الجنين 

منيع : ايه ؟ لالالا ده حرام 

داليا : ومش حرام اللى عملناه ؟ الجنين ده لازم ينزل وانت لازم تساعدنى 

منيع : اسمعى يا داليا انا باحبك صحيح ومش حاتخلى عنك لكن انا مش عاوز فضايح اللى تطلبيه لحد مليون ريال انا تحت امرك 

داليا : مليون ايه اللى بتتكلم عليه هو انا جايباك عاوزه فلوس ؟ لا اصحى وفوق انت كل الهدايا اللى جبتها ما تلزمنيش وما فتحتهاش فيه حاجات لسه بغلافها لو عاوزهم خدهم ولو عاوز الفلوس اللى اديتهالى خدها وخد فوقها كل ده على الجزمه عندى انا كنت عاوزه راجل يقف جنبى بس مع الاسف ما لقيتش من فضلك يا منيع امشى وسيبنى دلوقت 

منيع : يا داليا انا ....

ولكنها قاطعته بحدة قائلة 

داليا : امشى يا منيع دلوقت انا مش طايقه نفسى ... ياللا انا حاتصرف لوحدى متشكره 

.....................

احست بالعجز وقلة الحيلة وشعرت انها عادت للوحدة من جديد . وحيدة تماما فى عالم موحش مقبض كل من فيه يناصبها العداء .

شعرت بالرغبة فى الخروج ولم تكن قد ابدلت ثيابها بعد فانتعلت حذاءها وخرجت لا تلوى على شيء ولا تدرى اين تذهب وظلت تهيم على وجهها فى الشوارع حتى قادتها قدماما امام مول العالمية توقفت امامه وهى تتذكر يوم كردت منه سابقا بلا ذنب اصابها شعورها الشديد بالياس بالعناد ورفعت راسها عاليا ودخلت وهى تنظر لافراد الامن منتظرة من منهم سيتبعها واخذت تتجول بين المحلات حتى صعدت الى الكافيه ودخلت مرفوعة الراس تنظر للجميع بحدة واختارت مائدة تتوسط المكان بدلا من المائدة المنعزلة التى اعتادت الجلوس عليها وجلست بكبرياء واضعة ساقا على ساق وهى تحدث نفسها 

( نعم اخطات ولكن من كان منكم بلا جريرة فليرمنى بحجر ) 

حضر الجرسون مسرعا وقال بتلعثم 

الجرسون : مدام من فضلك احنا مش ....

داليا : اسمع مش عاوزه كلام كتير عاوزه قهوه زياده بن محوج وقزازة ميه وكبايه نضيفه وبسرعه مفهوم 

كانت رغم صوتها المنخفض تتحدث بثقة وحدة وحزم فقال الجرسون بتردد

الجرسون : انا .... انا حاروح اجيب المدير لحضرتك 

حضر المدير سريعا وهو يتعثر فى خطواته وهى تجيل بصرها فى النساء المترقبات وقد بدا التوتر يظهر عليهن امام نظراتها المتعالية 

المدير : مدام من فضلك انا قلت لحضرتك قبل كده ....

داليا : اسمع علشان ما اطولش لسانى انا مش حامشى يا تروح تجيب طلباتى يا تجيب الامن اتحرك كن قدامى 

المدير : انا كده مضطر فعلا اطلب الامن يا مدام ارجوكى قدرى الموقف 

ارتفع صوتها بحدة واسمع جميع الجالسات 

داليا : ما تخلينيش اعلى صوتى اكتر من كده انا ممكن اطول لسانى وايدى كمان قلت يا تجيب طلبلتى يا تجيب الامن الشرطه ان شالله الجيش ما يهمنيش اتفضل باحترامك بدل ما تتفضل من غيره 

اسرع المدير بابلاغ امن المول وبعد دقائق وقف امام مائدتها رجل لم يتجاوز الاربعين وسيم الطلعة يرتدى زيا رسميا ويعلق شارة الامن على جيب بذلته الايسر قائلا باحترام وابتسامة مطمئنة 

جاسم : صباح الخير يا مدام 

داليا : اهلا صباح الخير 

جاسم : تسمحيلى اقعد مع حضرتك شويه ؟

اشارت الى المقعد المقابل لها قائلة 

داليا : اتفضل 

جلس امامها وعرفها بنفسه 

جاسم : مع حضرتك جاسم بكر الدوسرى مدير امن المول ممكن اتشرف بحضرتك ؟

داليا : داليا محسن ممتاز شركس من مصر 

اخرجت من حقيبة يدها بطاقة الاقامة السارية وناولتها له فنظر اليها واعادها اليها قائلا 

جاسم : فيه اى مشكله مع حضرتك يا مدام داليا ؟

داليا : اه طبعا انا عندى مشكله . انا جيت من حوالى نص ساعه وطلبت قهوه ولحد دلوقت ما حدش اهتم بطلباتى رغم انى كنت دايما بادفع بقشيش وعاوزينتى امشى مش فاهمه ليه رغم انى عمرى ما عملت مشكله وانا مش حامشى على الاقل لحد ما اعرف سبب مقنع انهم يطردونى بالمنظر المهين ده .

جاسم : معاذ الله ماحدش يقدر يهينك يا مدام ثانيه واحده 

واشار الى المدير فحضر مسرعا 

جاسم : ايه المشكله مع المدام يا استاذ ؟

المدير : انا سبق ووضحت لحضرتك المشكله يا افندى جاسم 

جاسم : قول المشكله مره تانيه مش عاوز تتكلم قدام المدام ؟ من حقها تعرف 

المدير : المشكله ان المدام يعنى ..... بتكلم نفسها وده بيخوف باقى الزباين 

جاسم : حصل منها اى مشكله مع حد من الزباين او معاكم ؟ 

المدير : لا لكن انا باحاول امنع المشكله قبل ما تحصل ...  اااه فيه مره حاولت تمسك بنت صغيره وامها لحقتها 

جاسم : يعنى كانت حتعمل ايه مع البنت ؟

المدير : مش عارف هى ما لحقتش تعمل حاجه  

جاسم : طيب قدامك دقيقتين تكون قهوة المدام قدامها 

انصرف المدير فنظر جاسم الى داليا متسائلا 

جاسم : حضرتك عاوزه تقولى حاجه ؟ تشرحى اى حاجه او تكذبيه لى اللى قاله ؟ قولى كل اللى فى نفسك انا هنا علشان اسمعك وعلشان اجيب حقك قبل اى حد تانى 

داليا : انا مش حاكذبه . يا استاذ جاسم انا ست وحيده بقالى هنا اكتر من سنتين ونص ما باعرفش حد وما باتكلمش مع حد حتى جوزى بيسافر لشغله بالشهر ما باشوفهوش حاولت اتغرف على اى واحده هنا كلهم رفضوا ليه ؟ مش عارفه انا عمرى ما عملت مشكله مع اى حد اساله اساله وحلفه عمرى مثلا مثلا يعنى كسرت كبايه على الارض ؟ ابدا ما حصلش اساله وحلفه عمرى مثلا مسكت طبق حدفته فى المرايه او رف الكبايات او طولت لسانى على حد ؟ ابدا ما حصلش ولا عمر حصلت منى مشكله واحده 

سالت دموعها على خديها واجالت نظرها فى المكان ثم اشارت الى احدى النساء وقالت بصوت مسموع للجميع 

داليا : الست دى مثلا رحت مره علشان اقول لها عاوزه اتعرف عليكى قالتلى مش عاوزه اتعرف الكل بيقول عليكى مجنونه وبتكلمى نفسك ولمت حاجتها ومشيت وسابتنى زى ما اكون جربانه او عندى مرض 

مسعت دموعها وقالت بسخرية 

داليا : باكلم نفسى ؟ هو انا كنت لقيت حد اكلمه ؟ 

عادت تنظر حولها فلمحت احدى النساء تجلس خلفها فاشارت اليها قائلة 

داليا : والست دى مره كان معاها بنوته صغيره جميله قوى بتلعب مع كل الناس وانا قمت علشان ابوسها واسالها عن اسمها ما عملتش اكتر من كده لقيتها بتقوللى ابعدى عن ولادى انا باحذرك . انا مستحيل اضر طفل صغير ابدا ولا حتى حد كبير انا مستحيل اسبب اذى لاى حد ولا عمرى اذيت حد لكن وحيده لما بالاقى نفسى لوحدى كده باتخيل والدى الله يرحمه قاعد معايا واتكلم معاه اتخيل زميلتى فى الكليه مثلا جارى او جارتى فى مصر اى حد اتكلم معاه فى خيالى طالما مش لاقيه فى الواقع حد راضى يكلمنى نص كلمه . الناس مش قابلانى مش عارفه ليه ؟ طيب مش مهم سيبونى فى حالى بقى هو انا لما باكلم نفسى ده فيه ضرر لحد ؟ حضرتك راجل شكلك محترم ومتفهم قوللى ايه الغلط اللى عندى ولو عندى غلط لو انا خطر على حد حامشى فورا ومش حارحع هنا تانى ولا ادخل اى مول غيره حتى 

استمع جاسم بهدوء شديد واجاب 

جاسم : الغلط عندنا احنا يا مدام داليا انا اسف بالنيابه عن الجميع ومستعد لاى ترضيه تطلبيها انا عن نفسى فى فتره اعطيت تعليمات ان لازم فرد امن يتابعك لما تدخلى المول ولحد ما تخرجى وحاعاقب نفسى بالجزاء على القرار ده لانى غلطان وباعترف قدامك انى غلطان وباقولها قدام الكل 

داليا : انا متشكره جدا يا استاذ جاسم مافيش داعى للجزاء كفايه الوقت اللى قعدته معايا حضرتك عارف ؟ لو مره فى الشهر الاقى حد يقعد يتكلم معايا كده ؟ اى حد ماكنتش احتاج ادور على حد اكلمه فى خيالى 

جاسم : اما تحت امر حضرتك فى اى وقت ومكتبى معروف ودلوقت اسمحيلى لانى ممنوع ادخل هنا الا لظروف العمل واسمحيلى القهوه على حسابى 

داليا : معلش اسمحلى انا متعوده لما اطلب حاجه ادفع حقها 

جاسم : خلاص براحتك تسمحيلى اعزمك على ليمون فريش بعد القهوه ؟

داليا : خلاص مافيش مانع 

قام جاسم وابلغ الجرسون بالليمون واستدعى مدير المحل وعند حضوره قال بصوت مسموع للجميع 

جاسم : الكافيه ده مكان مفتوح لخدمة اى عميله ليها حق طالما ما حصلش منها مشكله تتسبب فى منعها والمدام ليها حق عندنا وهلى فكره من حقها تشتكيك لكن انا طمعان فى كرم اخلاقها انها تسامحك المره دى لكن لو اتكرر منك اى تقصير فى حقها بعد كده حاخليها تشتكيك واشهد معاها وتكون النتيجه انك تخسر شغلك 

المدير : انا اسف يا افندى جاسم للمدام وباعتذر قدام الجميع وتشرفنا فى او وقت مش حتلاقى مننا غير كل الاحترام 

انصرف جاسم بعدها وامسكت داليا فنجان القهوة تديره بين يديها وتحركه يمينا ويسارا وهى شاردة حتى افاقت من شرودها على يدين ناعمتين تحيطان براسها وقبلة تنطبع على راسها مع صوت انثوى رقيق يقول 

انا اسفه 

......................

صباح الخير 

اتعمدت اقفل البوست على الموقف ده علشان اشوف توقعاتكم وحيحصل ايه مع داليا ومين هى الست اللى باست راسها وحتعمل معاها ايه ؟

بمجرد ما يتنشر البوست حابدا فى كتابة البوست اللى بعده

يتبع 

رواية دماء علي اوراق الورد الجزء الاول 1 الفصل الثالث والثلاثون 33 من هنا

Mohamed ME
Mohamed ME
تعليقات