📁

رواية دماء علي اوراق الورد الجزء الأول 1 الفصل الثالث والثلاثون 33 بقلم اثر توفيق

رواية دماء علي اوراق الورد الجزء الأول 1 الفصل الثالث والثلاثون 33 بقلم اثر توفيق

 

توافدت النساء تباعا على داليا يعتذرن لها ويحاولن التسرية عنها بعدما لمسن حاجتها للصحبة ومعاناتها مع الوحدة وانصرفت بعدها كل الى مائدتها بعد ان تبادلت بعضهن مع داليا ارقام الهواتف بينما بقيت المرأة الاولى التى قبلت راسها وبدات بالاعتذار وكانت هى ام الطفلة الجميلة التى هددتها  لتجلس معها طالبة التعرف عليها 

خديجه : انا خديجه ام فهد اولا انا باعتذر وعارفه انى غلطانه لكن والله غصب عنى انتى عارفه اى ام تخاف على اولادها ولما حد يقول ..... القصد خلينا نفتح صفحه جديده وننسى الماضى 

داليا : صدقينى انا مش زعلانه وعاذره كل واحده منكم ولو كنت مكانكم كان ممكن اعمل كده لكن انا كنت بافضفض واطلع اللى جوايا انتى ست ذوق وجميله وبنتك بسم الله ما شاء الله زى القمر بصراحه انا كان نفسى اسلم عليها وابوسها بس مش اكتر اول مره اتكلم مع طفله وقلت يمكن يكون حظى معاهم احسن 

خديجه : حبيبتى بعد ما نقعد براحتنا اخدك معايا نتغدى فى بيتى ويكون الولاد رجعوا من مدارسهم وتشوفى كاظمه وتلعبى معاها براحتك 

داليا : اسمها كاظمه ؟

خديجه : على اسم ابوها ابوها اسمه كاظم وعندى غيرها فهد وسعيده لكن كاظمه احب واحده لقلبى اصلها شبهى وكمان علشان اسم ابوها 

كان الوقت الذى قضته داليا فى بيت خديجه هو امتع وقت قضته منذ وصولها للمملكة فبعد الغذاء جلسوا ف  الحديقة واستمتعت باللعب مع كاظمه وسعيده ما شاء لها اللعب حتى نسيت همومها ونسيت حتى المشكلة التى تتعرض لها حتى اصابها التعب فجلست على الارجوحة بجوار خديجه 

خديجه : تعرفى انك جميله جدا وروحك اجمل خساره انى ما عرفتكيش من زمان 

داليا : وانتى كمان زى القمر كل شيء فى الدنيا ربنا جعله باوان انتى جيتى فى وقت كنت محتاحه ليكى فيكى عارفه لو ما كنتيش انتى النهارده كان زمانى موتت نفسى 

خديجه : بعد الشر عنك ليه كده ؟ ما تقوليش كده ابدا طول ما انا عايشه انا عارفه ان جواكى هموم كتير احكيلى .. اعتبرينى اختك واتاكدى ان سرك فى بير انتى لما تعرفينى كويس تعرفى انى صندوق اسرار لكل صاحباتى ما ينفتح الا لصاحبه عموما بلاش تقولى حاجه دلوقت خليها لما تعرفينى اكتر وتثقى فيا ووقت ما تحبى تحكيلى انا تحت امرك تجيلى او اجيلك حتى لو نص الليل 

ظهر التردد على وجه داليا وقالت وهى تغالب ترددها 

داليا : صدقينى يا خديجه انا ارتحت لك ونفسى احكيلك لكن معلش شويه برضه النهارده اول يوم تعارف بيننا 

خديجه : على راحتك وقت ما تحبى انا مش مستعجله انا دايما موجوده ووقت ما تطلبى نضيحتى انصحك واحل معاكى لاخر نفس  

.......................

اتصل به جابر يبلغه ان الرجل الذى طلبه قد وصل 

حاتم : راجل مين يا جابر ؟

جابر : الراجل اللى من الاقصر اللى قابلته فى الساحل وصل النهارده 

حاتم : طيب وبتاع البحيره ؟

جابر : ده عنده مخاضرات وحيرجع على العصر على الورشه 

حاتم : خلاص حاستناكم العصر فى الكافيه 

وبعد العصر حضر جابر زمعه شابين الى الكافيه رحب بهما حاتم وجلسوا وطلب لهما مشروبا 

حاتم : نتعرف ببعض الاول ؟ مش تعرفنا يا جابر 

جابر : حاتم بيه فريد راجل من الناس الافاضل اللى هنا اصيل وابن اصول وبيحب يعمل الخير مع الناس اللى تستاهل 

حاتم : متشكر يا جابر 

جابر : ده الاخ احمد فرج من ايتاى البارود طالب فى كلية الهندسه وباعتبره اخويا الصغير 

قالها وهو يشير الى احد الشابين قبل ان يشير للاخر قائلا 

جابر : وده بقى مصطفى علوانى البكرى وشهرته مصطفى الصعيدى من الاقصر شغال معانا فى الامن جديد 

حاتم : اهلا وسهلا بالرجاله خلونا نبدا باحمد انت اخبارك ايه فى الجامعه ؟

احمد : الحمد لله يا باشا انا فى تالته السنه دى وشغال مع عم جابر فى الورشه اصلى قسم ميكانيكا وشغل الورشه منه تدريب ومنه اجيب جزء من مصاريفى 

حاتم : كويس جدا ممتاز انت من ايتاى البارود ؟

احمد : ايوه يا باشا من بلد صغيره تبع مركز ايتاى اسمها عزبة الباشا 

حاتم : جميل جدا يعنى تعرف واحد اسمه الحاج مهاب شركس ؟

احمد : طبعا اعرفه هو فيه حد فى البحيره ما يعرفش الحاج مهاب شركس كبير عيلة شركس وعزبة الباشا ومحافظة البحيره كلها ؟ واللا المرحوم الدكتور محسن شركس اخوه ده كان مثلى الاعلى واللى خلانى احلم ادخل هندسه 

حاتم : وايه اللى تعرفه عن الحاج مهاب ؟ 

احمد : وحضرتك بتسال عنه ليه ؟

حاتم : ما تخافش ده مصلحه بينى وبينى وعاوز اعرفه قبل ما اقابله 

احمد : لا انا مش خايف الحاج مهاب سيرته سابقاه والناس كلها عارفاه 

حاتم : طيب كويس ايه بقى اللى تعرفه والناس كلها تعرفه ؟

احمد : الحاج مهاب احسن راجل فى البحيره كلها راجل محترم وخيره على الكل كبير وصغير وانا واحد من الناس لولاه ما كنتش حققت حلمى ابويا شغال عنده سواق من زمان كان هو اللى بيوصل ولاده المدرسه وهم صغيرين ولحد دلوقت معاه ولما لقانى شاطر ومخى شغال وجبت مجموع كبير ساعدنى علشان ادخل هندسه وجابلى واسطه اتنقل هندسة اسكندريه واتكفل بكل مصاريفى حتى انا باشتغل علشان اخد خبره ولو احتجت زياده لبس واللا حاجه رغم ان الحاج من الاول قاللى انه حيعرف ياخد منى كل ده انما بالطريقه 

حاتم : ازاى يعنى ؟

احمد : حاحكيلك من الاول انا لما نجحت فى الثانوى خلى ابويا يبعتنى ليه علشان يباركلى واخدنى المضيفه وادانى اللى فيه النصيب حلاوة نجاحى وسالنى حادخل كلية ايه وبصراحه وقتها قلتله اى كليه مش حتفرق قاللى ازاى يعنى مش حابب حاجه معينه ؟ قلتله والله يا حاج لو كان فيه امكانيه كنت دخلت هندسه انما مصاريفها كتير قوى واحنا مش حملها يبقى خلاص مش فارقه تجاره زى اداب زى حقوق كله محصل بعضه قام عرض عليا انه يساعدنى ادخل هندسه وكمان فى اسكندريه وحيتكفل بكل مصاريفى بشرط انى ما ادخلش مدنى وقال اختار ميكانيكا او كهرباء علشان يعرف يستفيد منى 

حاتم : واشمعنى مش مدنى ؟

احمد : اصل الباش مهندس نادر ابنه خريج هندسه مدنى وهو شايف ان كفايه واحد فى العزبه يبقى واحد تانى كهرباء او ميكانيكا ده حتى قاللى بهزار يا واد انت عبيط هو انا باعمل كده شفقه او صدقه ؟ انا باشغل فلوسى كأنك بالنسبالى مشروع او كأننا شركاء انا بالفلوس وانت بمذاكرتك ولما تتخرج حنعرف ازاى مع بعض نرجع الفلوس دى اضعاف اسمع كلام عمك الحاج مهاب انا لو مسكت وزير اسدد ديون البلد فى عشر سنين اصل الحاج ساعد ناس كتير من ولاد العزبه اللى يدخل تجاره واللى يدخل زراعه وحقوق وكل واحد منهم بعد ما يتخرج يساعده فى الشغل لما يقف على رجليه وياخد خبره يبدا يستفيد منه انما الصراحه حتى الاستفاده مش لنفسه 

حاتم : ازاى يعنى فهمنى اومال الاستفاده لمين ؟

احمد : الاسنفاده بتبقى لاهل العزبه حاحكيلك حاجه من قريب كان عندنا واحد اسمه ممدوح كان ابوه غفير على قده وهو كان شاطر قوى وطلع الاول على المحافظه فى اعدادى وثانوى وبعدها الحاج ساعده يدخل كلية الطب وفضل وراه لحد ما اتخرج وبعدها جابله شغل فى مستشفى خاصه فى اسكندريه سنتين وبعدين مستشفى تانيه فى القاهره وبعدها لما لقاه بقى عنده خبره وبقى دكتور شاطر فتحله عياده فى ايتاى فى اكبر ميدان اللى عند المحطه وجهزها من الالف للياء وفى الاخر كل اللى طلبه منه انه يفتح اوضه فى بيته عياده لاهل العزبه يومين فى الاسبوع ببلاش والحاج يتكفل بالادويه وافتكر يوم افتتاح عيادة العزبه الحاج كان دابح وعازم اهل العزبه كلهم وانا كنت صغير ورايح العب مع العيال وسمعت الدكتور ممدوح بيساله بيقول يا حاج نفسى افهم بعد كل اللى صرفته ده كله انت استفدت ايه الحاج رد عليه رد عمره ما راح كن بالى قالله استفدت دعا الناس وحبهم يا ممدوح اللى اكبر من كل اللى صرفته انا ربنا بيرزقنى واللى باصرفه ده بيبارك فى رزقى وصحتى وعيالى ومش قصدى عيالى عيال شركس انا قصدى عيالى كل اهل العزبه فهمت يا ممدوح ؟ البركه دى يابنى اغلى من الفلوس 

شرد حاتم مفكرا فى كلام احمد وقال متسائلا 

حاتم : مش فاهم ازاى راجل زى ده يطمع فى حق بنت اخوه 

احمد : بتقول ايه يا باشا ؟ مين يطمع فى مين ؟

حاتم : الحاج مهاب بعد وفاة اخوه الدكتور محسن طمع فى ميراث بنته واخد الارض كلها وما ادالهاش نصيبها 

احمد : مستحيل اكيد فيه حاجه غلط انتوا مش فاهمينها الحاج مهاب عمره ما طمع فى حق الغريب ولو انطبقت السما على الارض استحاله ياكل حق الانسه داليا بالذات 

حاتم : انت تعرفها ؟

احمد : البلد كلها تعرفها كانت بتيجى العزبه مع الدمتور وهى صغيره وكان الحاج بيدلعها اكتر من عياله ده كان بيركبها الحصان ويمسك اللجام ويلف بيها البلد كلها ويقول انا غفير ست البنات طيب تغرف ان عندنا جنينة فاكهه فى البلد اسمها جنينة الموز الانسه داليا اللى سمتها كده والبلد كلها عارفه ان الجنينه دى بالذات بتاعة الانسه داليا 

حاتم : مش فاهم انا كده اتلخبطت وما بقيتش فاهم حاجه 

احمد : اللى حضرتك لازم تفهمه وتتاكد منه مليون فى الميه ان الحاج لو الشيطان لعب بدماغه وطمع فى اللى فى ايد ولاده محسن ونادر مستحيل يطمع فى اى حاجه تخص الانسه داليا بالذات 

فكر حاتم فى كل ذلك ولم يجد تفسيرا للامر فقرر انه يجب عليه الذهاب للبحيرة ومقابلة الحاج مهاب ثم التفت الى مصطفى قائلا 

حاتم : وانت يا مصطفى من الاقصر مش كده ؟

مصطفى : بالظبط كده سعادتك من بلد صغيره اسمها حضن الجبل 

حاتم : وعلى كده تعرف واحد اسمه حامد الهوارى 

انتفض مصطفى هاتفا 

مصطفى : اعوذ بالله عارف سعادتك الكلام اللى قاله الاخ احمد ده عن الراجل اللى سالته عليه ؟ قول عكسه وزود عليه كمان وبرضه مش كفايه ده بقى شيطان فى صورة بنى ادم قتال قتله وايده متعاصه دم وسكته خراب وشمال فى شمال 

حاتم : سكته شمال ازاى ؟

مصطفى : سكته سوده يا باشا يارست تعفينى انا ولادى واخواتى فى البلد وده راجل مؤذى خلينى فى حالى احسن 

حاتم : اتكلم يا مصطفى ما تخافش انا اقدر احميك منه 

مصطفى : الحامى ربنا يا حاتم باشا بس معلش خلينى انا بعيد 

نظر حاتم الى مصطفى وادهشه انه لا يرى ملامح الخوف على وجهه وانما كان يبدو فى عينيه نظرات اقرب الى الغضب وقال جابر محتدا 

جابر : جرالك ايه يا مصطفى حد يبقى مع حاتم باشا ويخاف ؟ والله ولا حامد ده ولا اقوى منه حاتم باشا راجل حقانى وبيسعى فى الخير وربنا دايما بيقف معاه 

حاتم : خليه على راحته خلاص يا مصطفى قوللى انت شغال فين ؟

مصطفى : انا مع عم جابر فى الامن يا باشا بس لسه اول ليله النهارده ومش عارف مكانى فين 

حاتم : طيب يا رجاله قوموا شوفوا اشغالكم وانا حاروح مشوار ولو حد فيكم محتاج اى حاجه سجلوا تليفونى عندكم 

املى عليهم حاتم رقم هاتفه وكان على يقين ان مصطفى سيتصل به قريبا

يتبع

رواية دماء علي اوراق الورد الجزء الأول 1 الفصل الرابع والثلاثون 34 من هنا 

مجمع الرواية من هنا

Mohamed ME
Mohamed ME
تعليقات