📁

رواية دماء علي اوراق الورد الجزء الأول 1الفصل الرابع والثلاثون 34 بقلم اثر توفيق

رواية دماء علي اوراق الورد الجزء الأول 1 الفصل الرابع والثلاثون 33 بقلم اثر توفيق


اصبحت داليا وخديجه تلتقيان كل يوم للتنزه وكانت خديجه تصحبها الى اماكن لم تعرفها داليا من قبل مطاعم على البحر واحات للتنزه واماكن للترفيه جعلها تظن انها طوال اكثر من عامين ونصف لم تعرف شيئا فى تلك المدينة الهادئة 

وكانت خديجه فى كل مرة تدعو عددا من صديقاتها للخروج وتعرفهم بداليا التى كانت تجذب محبتهم بحلو حديثها وثقافتها وطبيعتها البسيطة فزاد عدد اصدقائها وبدات تشعر بالالفة وسطهم 

كانت داليا تلاحظ فى بعض الاحيان عند الخروج ان احدى صديقات خديجه تنفرد بها لبعض والوقت وعلى ملامحها علامات الانزعاج وبعد القليل من الوقت تعود وقد زال انزعاجها زعادت اليها صفاء نفسها واخيرا سالتها 

داليا : انتى ايه حكايتك امبارح ام ايمن جايه مش طايقه نفسها قعدت معاكى ربع ساعه رجعت رايقه ومن كام يوم ام سلطان نفس الحكايه والنهارده فاطمه ايه الحكايه 

خديجه : شوفى مش حاقدر اقول اسرارهم لكن كل واحده من صاحباتى بيكون عندها مشكله تاعباها ومش لاقيه حل ما تلاقى الا خديجه تحكيلها والحمد لله ربنا بيلهمنى بالحل اللى يريحهم والسر بينى وبينهم يفضل فى بير وعلشان كده صاحباتى بيحبونى 

داليا : طيب اسمعى بكره مش عاوزه اخرج بكره عاوزه اجيلك تلبيت نقعد لوحدنا ممكن ؟

خديجه : معقول ؟ انتى بتستاذنى علشان تيجى بيتك ؟ البيت بيتك يا حبيبتى وانا واحده من خدامينك 

داليا : تسلمى ويسلم ذوقك يا بنت الاصول 

......................

وفى اليوم التالى ذهبت داليا لزيارة خديجه صباحا قبل عودة الاولاد من المدرسة فجلسا فى الحديقة واحضرت احدى الخادمات المشروبات ونبهت عليها خديجه الا ياتى اليهما احد من الخادمات مطلقا 

داليا : خديجه انتى دلوقت صاحبتى الوحيده وانا تعبانه نفسى اتكلم معاكى بس كنت مستنيه اقدر اتشجع اللى حاقوله ممكن يغير رايك فيا ويخليكى تحتقرينى لكن والله انا عارفه انك اهل للثقه من اول يوم شفتك فيه 

خديجه : صدقينى يا داليا مافيش حاجه ابدا ممكن تغير رايى فيكى حتى لو عملتى مصيبه كل بنى ادم بيغلط واحنا مش ملايكه وكونك خايفه تتكلمى ده دليل انك مش راضيه عن اللى عملتيه احكيلى وفضفضى وان شاء الله مش حاكتفى بالنصيحه انا معاكى لحد ما احل كل مشاكلك حتى لو كلفتنى عمرى 

داليا : سلامة عمرك تسلميلى حاحكيلك يا خديجه حاحكيلك كل حاجه 

حكت داليا كل شيء من بداية اجبارها على الزواج من على واكتشافها لعجزه وسرقة جواز سفرها وعلاقتها بمنيع حتى وصلت الى اكشاف الحمل كانت دموعها تسيل وخديجه تحتضنها وتضع راسها على صدرها وتمسح دموعها بيدها حتى قالت داليا اخيرا 

داليا : وادينى دلوقت زى ما انتى شايفه بقيت عايشه هنا زى المحبوسه ورجوعى لمصر اصبح حلم قربت انساه واياس انه يتحقق بالذات بعد ما ضيعت شرفى 

خديجه : ما تقوليش كده انتى غلطتى بس مين فينا ملاك ؟ ربنا غفور رحيم وانتى واضح انك ندمانه عارفه انا دلوقت حسيت بالذنب ناحيتك يمكن يوم ما جيتى تلاعبى كاظمه لو كنت سبتك تلاعبيها او اتصاحبت عليكى ما كانش حصل اللى حصل كلنا اذنبنا فى حقك ومش لازم دلوقت تدبحى نفسك على غلطه رغم انى ما اقدرش اقول انها صغيره لكن بلاش تكون نهايتنا خلينا نحاول نصلح 

داليا : ازاى ؟ اللى انكسر عمره ما يتصلح 

خديجه : لا يتصلح كل مشكله وليها حل اسمعى الاول سيبينى اشوف حل لمشكلة الحمل دى بس حاقول لك حاجه هو حرام لكن الحمل ده لازم ينزل وربنا يغفر لنا انما فيه قاعدة بتبيح اختيار اهون الضررين سيبينى اشوف نحلها ازاى وبعدين نشوف مشكلة سفرك لمصر 

داليا : خلاص يا خديجه مش عاوزه ارجع مش حاقدر اورى وشى لحد 

خديجه : لا حتقدرى وترجعى وترفعى راسك عارفه انا لو مكانك واتجوزت واحد زى ده والله فى سماه اسبوع اما يطلقنى او افضحه لكن انتى غصب عنك لانك فى غربه ووحيده صبرتى سنين وشفتى الويل والمر الله يكون فى عونك انتى عارفه انا دلوقت حبيتك اكتر من الاول لانى حسيت بروحك طاهره وجميله وحتى الخطيئة اللى وقعتى فيها يمكن تكون خير وتقربك من ربنا 

داليا : بس انا جبت العار لاهلى 

تنهدت بحزن وهى تدفن راسها اكثر فى حضن خديجه وتقول 

داليا : انا والدى الله يرحمه كان دكتور فى الجامعه وعميد كلية الهندسه وجدى كان صاحب عزبه وكان كبير عيلة شركس وراجل بيقف مع الحق وينصر المظلوم وعمى .....

سكتت وتنهدت بحرارة فربتت خديجة على ظهرها وتساءلت 

خديجه : ماله عمك 

داليا : عمى كان زى جدى بس يا خساره ما طلعش حقانى زيه بعد ما مات ابويا اكل حقى فى الميراث واخد ارضى بعقد مزور وسابنى لعيلة امى تتحكم فيا . امى اللى عمرى ما حسيت انها امى او انها تنفع ام اصلا وخالى المرعب زعيم العصابه البلطجى ياريت عمى قال عاوز الارض كنت اديته كل حاجه وكفايه انى افضل فى حمايته بعد ابويا انا مش زعلانه على الارض لكن حقيقى زعلانه قوى على عمى 

خديجه : كل شيء يتصلح وحترجعى احسن من الاول وانا مش حاسيبك الا بعد ما احل كل مشاكلك وارجعك مصر وازورك هناك كمان 

امسكت داليا بيدها تقبلها قائلة 

داليا : الله يا خديجه اول مره فى حياتى احس بحنان الام انتى عندك كام سنه ؟ 

خديجه : سبعه وعشرين سنه اسمعى انتى بتصلى ؟ 

ادارت داليا وجهها بحرج قائلة 

داليا : بصراحه لا انا عارفه انى مقصره لكن .....

خديجه : طيب عندك مانع تقومى تتوضى ونصلى دلوقت واللا عندك اعذار 

داليا : لا ما عنديش بس ازاى حاقدر اقف بين ايدين ربنا وحاقول ايه ؟

خديجه : حتقولى انك تايبه وندمانه وتبكى بين ايدين الرحمن الرحيم وهو غافر الذنب وقابل التوب ياللا قومى 

وبعد الصلاة جلست داليا اكثر من ساعة تستغفر وتبكى ندما على ما فعلته حتى شعرت بالراحة وخديجه بجوارها تسبح وتستغفر ثم عادتا الى الحديقة لانتظار وصول الاطفال 

خديجه : اسمعى ابو فهد النهارده مش موجود ايه رايك تباتى عندى وحاعمل عزومه اجيب كل صاحباتنا نقضى سهره جميله 

داليا : اعملى اللى انتى عاوزاه بس مش ضرورى البيات 

خديجه : طاوعينى دى فرصه وابو فهد النهارده فى البيت التانى 

داليا : البيت التانى ؟ انا كنت فاكره انه مسافر معقول يتجوز عليكى انتى ؟ ازاى ؟

خديجه : مين ده اللى يتجوز عليا ؟ انا اقتله 

ضحكت وجاوبتها داليا الضحك ثم اضافت 

خديجه : لا كاظم كان متجوز قبلى واتجوزنى انا عليها بس مراته على فكره صاحبتى وهى طيبه وبنت ناس ومش زعلانه من جوازه منى 

داليا : طيب ايه اللى خلاك. توافقى تتجوزى واحد متجوز ؟

خديجه : اولا دى عوايدنا الراجل عادى يتجوز اتنين وتلاته وحتى اربعه وثانيا وده الاهم انى باحبه من وانا لسه صغيره وهو كمان بيحبنى 

داليا : طيب اتجوزها ليه وهو بيحبك ؟

خديجه : كان مسافر يدرس فى الاكاديميه البحريه فى اسكندريه وابوه صمم يجوزه قبل ما يسافر لانه شاب وممكن يغلط ووقتها انا كنت لسه اتناشر سنه واول ما خلص دراسه ورجع اتجوزنى وانا عندى ستاشر سنه 

......................

حضرت الكثير من الصديقات للحفل وقضين وقتا ممتعا فى التنافس فى الشعر والرقص والغناء وكانت داليا محط انظار الجميع بثقافتها ولباقتها وحسن حديثها وروحها العذبة واستحوذت على اعجاب الجميع لحسن خلقها وجمالها .

كانت داليا تلاحظ ان خديجه تنشغل كثيرا عن الحفل حيث تتغيب بصحبة احدى الصديقات ثم تعاود الظهور لتتغيب مجددا بصبحة صديقة اخرى واستمرت السهرة طويلا حتى شعرت داليا ببعض الارهاق فصبت لنفسها كوبا من العصير واخذت ركنا تجلس فيه تشاهد الباقيات فى تنافسهن حتى اقبلت عليها صهباء صديقة خديجه السوريه 

صهباء : قوليلى صحيح انتى من الشام ؟ 

داليا : لا انا من مصر 

صهباء : معقول ؟ ملامحك كلها شاميه بس اهل مصر برضه حلوين انما مش عارفه ليه احساسى انك من الشام انتى صاحبة خديجه من زمان ؟

داليا : بقالى حوالى عشر ايام 

صهباء : صراحه ومش علشان هى صاحبتى يا بختك بيها ويا بختها هى كمان بيكى الحقيقه خديجه ما تصاحبش غير الناس النضيفه 

داليا : متشكره قوى 

صهباء : انا بامدح نفسى انا كمان هههههه انا كمان ليا فتره طويله صاحبة خديجه وباعتبر ان احلى حاجه حصلت فى حياتى هى معرفتى بخديجه الحقيقه هى انسانه فوق الوصف 

داليا : هى فعلا انسانه محترمه وجميله وتستاهل كل الناس تحبها 

صهباء : لا واكتر من كده دى اكتر واحده تقف جنب صاحباتها تعرفى من سنه حصلت معايا مشكله ما لقيتش غير خديجه اللى وقفت جنبى 

داليا : مشكلو ايه خير ؟

صهباء : انا زوجى محاسب كان بيشتغل فى شركه وفى يوم الشرطه قبضت عليه واتهموه بالاختلاس وكانت كل الظروف ضده رغم انه كان بريء وانا واثقه من براءته ووقتها كانت غلاقتى بخديجه سطحيه وماليش عشم كبير معاها يادوب لسه متعرفين وزادت المشكله ان الشركه رفضت تدفع راتبه او ايجار السكن وبعد تلات شهور وهو فى الحبس فلست وصاخب السكن جه فى يوم عاوز يطردنى انا وبناتى ووقتها كانت خديجه بتتصل بيا تلاقى تليفونى مقفول لانى اضطريت ابيعه وكانت تسال عنى ماحدش يعرف عنى حاجه سالت على عنوانى وجت تزورنى ووصلت والناس بيرموا العفش فى الشارع وانا واقفه فى الشارع حاضنه بناتى وباعيط نزلت من عربيتها سالتنى فيه ايه حكيت لها قامت ركبتنى وانا والبنات عربيتها ومسكت الراجل فى الشارع كانت حتاكله بسنانها لدرجه انه جرى من قدامها واتصلت على زوجها بعت عربيات نقلت العفش لمخزن عنده واخدتنى انا وبناتى على بيتها هنا وقعدنا عندها اكتر من شهر معززه مكرمه وهى تعاملنى كأنى صاحبة البيت وانا من الظروف الصعبه اللى كنت فيها طلبت منها تشغلنى عندها خدامه قالتلى عيب انتى صاحبتى وزى اختى وانا اشيلك على راسى ولو مية سنه ووكلت محامى على حسابها وزوجها الله يكرمه كلف ناس من عنده يتقصوا لحد ما عرفوا ان فيه محاسب تونسى زميل زوجى هو اللى اختلس ودبر كل حاجه علشان يتهموا زوجى وقدر يثبت براءته وبعدها الشركه حاولت تعوضه عن السجن وتراضيه وتديله وظيفه اكبر لكن زوج خديجه هو اللى اتصدى لهم وقال انتم لازم تعوضوه تعويض مالى اما الوظيفه لو اخر شركه فى المملكه سامر مش حيشتغل معاكم وخلاهم دفعوا تعويض كويس وشغله معاه فى شركة الملاحه بتاعته اما خديجه تصدقى رغم التعويض الكبير اللى زوجها اصلا السبب فيه لكن رفضت تاخد الفلوس اللى ظفعتها للمحامى وقالت دول هديه منى للبنات 

نظرت صهباء ناحية خديجه باعجاب وقالت 

صهباء : حقيقى خديجه دى ملاك 

داليا : فعلا من يوم ما عرفتها ورغم المده الصغيره دى لكن انا حاسسه انها نعمه ربنا انعم بيها عليا 

انصرفت كل النساء فى نهاية السهرة واصرت خديجه على مبيت داليا عندها وافردت لها غرفة مريحة بمنزلها وحين ذهبت للنوم قالت 

خديجه : اعملى حسابك بكره حنقوم بدرى حنروح مشوار مع بعض 

داليا : حنروح فين ؟

خديجه : حنروح مستشفى فى بلد صغيره بعيد عن هنا علشان نخلص من مشكلة الحمل بتاعتك

يتبع

رواية دماء علي اوراق الورد الجزء الأول 1 الفصل الخامس والثلاثون 35 من هنا

مجمع الرواية من هنا

Mohamed ME
Mohamed ME
تعليقات