📁

رواية دماء علي اوراق الورد الجزء الاول 1 الفصل السادس والثلاثون 36 بقلم اثر توفيق

رواية دماء علي اوراق الورد الجزء الأول 1 الفصل الست والثلاثون 36 بقلم اثر توفيق

 

تابع Flash back

وفى اليوم التالى وجدت جثة مسعود فى المصرف وحين حضر المغسل لاحظ مصطفى ان فقرات العنق مكسورة فسارهوا بغسله وتكفينه ودفنه فى صمت وقد نوى مصطفى الانتقام ولكن اولا لابد ان ......

وفى تلك المرة لم يرسل حامد غفيرا للعزاء ولكنه حضر بنفسه 

كانت فاطمه تنتحب فى صحن الدار بجوار الفرن ومصطفى بجوارها يواسيها بينما محمد الاخ الاوسط يجلس القرفصاء وهو يضع كفه فوق راسه حين فوجئوا بالابا ينفتح اثر ضربة قوية وجهها حامد بقدمه وراوه يتقدم الى منتصف صحن الدار بقامته المديدة وهو يدق الارض بعصاه وخلفه ثلاثة من الغفر 

حامد : البقيه فى حياتكم حتاخدوا العزا واللا حتعملوا زى احمد ؟ 

محمد : والله ما فيه فلوس لمصاريف العزا يا حاج 

قالها وهو جالس فى موضعه فرفع حامد عصاه ليضربه فى صدره باحتقار قائلا 

حامد : فز قوم وانت بتكلمنى يا كلب 

قام محمد ووقف امامه وهو يطاطئ راسه فقال حامد 

حامد : هو اخوك مات ازاى يا واد يا محمد ؟

نظر اليه محمد واخذ يبكى بقهر وهو لا يستطيع الرد فاسرع مصطفى يقول 

مصطفى : اصل احمد الله يرحمه قال انه شاف ارانب بتلعب فى الجبل وطلع يضطاد ارنب للعيال التعبان عضه يا سيد البلد 

حامد : وجوز اختك مات ازاى ؟

مصطفى : اهو ده اللى غلطان والغلط راكبه طول عمره ماكانش يحب ينزل المصرف يستحمى الا بالليل وياما كلمناه مافيش فايده عمره كده 

حامد : صح يا واد يا مصطفى هو ده اللى حصل ولو اتقال حاجه غير كده يبقى تدوروا على حد يربى عيالكم 

مد يده بغطرسة نحو مصطفى الذى انحنى يقبل يده وهو يضغط على اسنانه فاطلقت فاطمه صرخة كأنها تحترق بنيران الجحيم فاتجه اليها حامد وهى جالسة على الارض تنتحب وتلطم خديها فرفع عصاه ولكزها فى صدرها قائلا 

حامد : بتنوحى على ايه يا بنت الكلب ؟

اسرع مصطفى يقف بينه وبينها محاولا تهدئته 

مصطفى : مغلش يا سيد البلد لسه جوزها مدفون ودمه ما بردش 

حامد : ما فى يتين داهيه هو ده راجل يتبكى عليه ؟ اكتمى يا بت وبطلى نواح 

ثم اجال بصره بينهم فبمح فى عيون محمد نظرة تنبض بالكراهية بينما لمح فى عيون مصطفى نظرة لم يستطع تفسيرها فالتفت لفاطمة قائلا 

حامد : انا حاعوضك عنه واخدك البندر عند بنتى ستك نجاة هانم تشتغلى عندها خدامه 

انتفض محمد وصاح بغضب 

محمد : بتقول ايه ؟ كمان عاوز اختى تشتغل خدامه ؟

رفع كفه ليصفعه على وجهه وانهال عليه بالصفعات ودفعه فالقاه ارضا وداس بقدمه على عنقه قائلا 

حامد : انتوا تطولوا يا ولاد الكلب ؟ اى واحده فى البلد تتمنى تتشرف بخدمة بنتى ست البلد بحالها انت اختك اتفتحت لها طاقة القدر 

اقترب مصطفى منه قائلا برجاء 

مصطفى : ابوس ايدك يا حاج اختى تعبانه ومش قادره تصلب طولها 

ثم ركع امامه وقبل يده قائلا 

مصطفى : ابوس ايدك محمد من الصدمه مش دريان بيقول ايه احنا كلنا خدامينك ابوس ايدك اخويا حيموت 

حامد : ما يموت واللا يروح فى داهيه انا حاعقله واعرفه ازاى يكلم اسياده 

زاد من الضغط بقدمه على عنق محمد الذى احتبست انفاسه وتحشرج صوته وازرق وجهه فاسرعت فاطمه بالاقتراب من حامد وقبلت يده قائلة 

فاطمه : ابوس ايدك يا حاج اخويا حيموت انا حاجى معاك بس سيبه 

اشار حامد للغفر قائلا 

حامد : هاتوا حبل واربطوا البهيمه دى وارموها فى دواسة عربيتى 

فاطمه : لا ابوس ايدك انا حامشى معاك 

امسك شعرها بقسوة وسحبها خلفه حتى الباب وتوقف وهم ينظرون اليه بمزيج من العجز والمهانة قبل ان يقول بتحذير 

حامد : مش عاوز اسمه سيرة احمد ولا مسعود الا بالىى قلت عليه 

ثم اخرج من حافظته نقودا القاها على الارض قائلا 

حامد : الليله تاخدوا عزا الاتنين الا اذا كنتوا مستنيين تاخدوا تاركم من تعبان 

End flash back

كان حاتم يستمع لمصطفى فى صمت وهو مطرق براسه ارضا حتى انتهى فرفع راسها ناظرا اليه فوجده يحكى ودموعه تنساب على وجنتيه صامتة وهو ينهى حديثه قائلا 

مصطفى : وبعدها قررت انى لازم انتقم من حامد ولازم موته يكون على ايدى واتفقت انا ومحمد اخويا انى اسافر اشتغل والم فلوس واحاول ادبر مكان بعيد عن حامد وعيونه نجيب كل عيالنا فيه علشان اقدر اصفى حسابى ودراعى مش ملوى وكنت فى الساحل شغال فى الامن بالليل وبالنهار انضف الشاليهات واغسل العربيات واعمل اى حاجه تجيب فلوس ولما جيت هنا من اول يوم اخلص شغلى واطلع على كوبرى ابو سرحه اشتغل مع عمال اليوميه بس المشكله كلها فاطمه اختى اللى مش عارف اطلعها من هناك ازاى اصل بنته متجوزه عضو مجلس الشعب وهى دى المصيبه 

حاتم : مصيبه فى ايه ؟

مصطفى : بيته عامل زى القلعه وعليه حراسه شديده من كل ناحيه مش عارف اخرجها من هناك ازاى انا بقالى سنه ما شفتهاش ولا عى شافت عيالها ولا نعرف عنها اى حاجه احنا حتى ما نعرفش عايشه واللا ميته 

قام حاتم وربت على كتف مصطفى وقال بحزن 

حاتم : طيب يا مصطفى انا حاشوف حاقدر اعمل ايه واحاول اساعدك باى طريقه تطلع اختك من هناك وباقى عيلتك وبعدها نبقى نصفى حسابنا احنا الاتنين مع الكلب ده 

........................

لم يستطع حاتم النوم وهو يفكر فى تلك الماساة التى سمعها وحار فى امر هذا الشخص الذى غلب الشيطان فى قسوته فكر ان الشيطان نفسه ليس بهذه القسوة هل يوجد فى الدنيا حقا مصل هذا الشر ؟ 

فكر فى داليا وما لاقته على يد هذا الملعون وفكر انها مهما رات فان امرها سيكون هينا بجانب ما لاقاه مصطفى وعائلته وخصوصا اخته التى قتل زوجها واجبرت على ان تصبح خادمة تحت اقدام ابنة قاتله فاى قسوة اشد من هذا واى عذاب تراه تلك المسكينة بداخل تلك القلعة التى لا يدرى احد ما بداخلها ؟ 

شعر بمرارة فى حلقه وغصة لا تزول وشعر برغبة شديدة فى رؤية آيه فقد كانت الوحيدة التى تستكيع ان تزيل طعم المر من حلقه وتبهج روحه مهما كانت همومه كان ينسى احزانه عندما يراها وكانت كل جراحه تشفى اذا اخذها فى حضنه وداعبها فاتصل بامها طالبا الاذن فى زيارتهم فواقفت شريطة ان يتناول معهما طعام الغذاء 

ذهب اليهم قبل الظهر حاملا الهدايا لآيه كعادته وجلس يلاعبها بينما تعد امها طعام الغذاء وحين جلسوا لتناول الطعام وضعها امامه فوق المائد. واخذ يطعمها بيده ويلاعبها ووسط الطعام قالت امها 

ام آيه : يا حاتم بيه فيه موضوع كده كنت عاوزه اكلم حضرتك فيه 

حاتم : خير موضوع ايه ؟ محتاجه فلوس ؟

ام آيه : هو حضرتك مخلينا محتاجين حاجه ؟ ده خيرك مغرقنا انا بس كنت عاوزه اكلمك بخصوص الشغل 

حاتم : تانى ؟ احنا مش اتفقنا لما آيه تدخل المدرسه ؟ هانت كلها كام شهر واللا انتى شايفانى مقصر ؟

ام آيه : العفو يا بيه انت افضالك وجمايلك فوق الوصف 

حاتم : بلاش والنبى الكلام ده ده حقكم ودى مش فلوسى ده مال الله وانا راجل مؤتمن عليه وربنا حيسالنى صرفت الامانه فى ايه 

ام آيه : يا استاذ حاتم ارجوك افهمنى انا عاوزه اشتغل علشان تحس بالامان وبرضه مستحيل نقدر نستغنى عنك انا عمر شغلى ما حيخلينى ادخلها المدرسه اللى انت قلت عليها يعنى حضرتك اللى حتتكفل بالمدرسه انما انا عشت حياه صعبه قوى كانت الدنيا تشيلنى لفوق وتنزلنى على جدور رقبتى لدرجة كل ما اشوف الدنيا تضحك واتطمن تطلع ضحكتها صفره وراها غدر . الله يرحمه عبد الله كان معيشنا ملوك ومش مفكر فى بكره ومات فجاه وهو فى سن حضرتك ولو يعنى بعد الشر حصل لحضرتك حاجه حنرجع تانى نمد ايدينا بلاش نقدر الشر افرض حضرتك من غير ما يحصل حاجه غيرت تفكيرك وصرفت نظر عن مساعدتنا 

حاتم : انا عمرى ما حاتخلى عنكم ابدا خليكى واثقه من كده انا امبارح كنت فى مشكله حسيت بعدها ان الظنيا سوده وضلمه وكلها شر ما نورتش غير لما شفت آيه تفتكرى انا ممكن اتحمل اتحرم منها ؟ اتحرم من المخلوقه الوحيده اللى بتخلينى افرح من قلبى ؟

ام آيه : ربنا يخليك لينا آيه كمان بتحبك قوى زى ما كانت بتحب المرحوم ابوها ولما بتشوفك بتفرح قوى لكن يعنى شغلى حيخلينى احس بالامان وابقى قادره اوفر مصاريفى وابقى حاسسه ان ورايا ضهر اتسند عليه لما احتاجك الاقيك مستحيل نستغنى عنك ربنا ما يحرمنا منك 

حاتم : اسمعى يا ام آيه لو شغلك يحسسك بالامان حابتدى ادور على شغل كويس وحالاقى ان شاء الله بس بشرط مصروف آيه يفضل زى ما هو وبلاش والنبى تبصى لها على انها مساعده اعتبرى انه من اب لبنته والله باحب آيه زى ما تكون بنتى وبيتهيالى لو خلفت مش حاحب ولادى اكتر منها

ام آيه : يا بيه المصروف ده اصلا كتير قوى اكتر من حاجتنا

حاتم : وايه المشكله يا ستى افتحى حساب فى البوسطه او فى البنك بس تعيشوا كويس واللى حتوفريه ده حينفع آيه لما تكبر فى جهازها وعلى رايك ما تضمنيش الزمن يمكن يحصل لى حاجه 

ام آيه : الف بعد الشر عنك ربما ما يحرمنا منك انا موافقه بس شوفلى شغل 

حاتم : خلاص يا ستى انا عندى كام موضوع كده مشغول فيهم اخلصهم وافوق وحاشوف شغل يناسبك 

ام آيه : طيب اقوم اجيبلك صوره من ورقى 

حاتم : طيب معلش حطيهم فى ظرف وهاتيهم 

اسرعت تحضر نسخة من اوراقها فى ظرف صغير ناولته له وهو على مائدة الطعام فالتقطه منها باطراف اصابعه ووضعه فى جيبه الداخل واستكمل طعامه

يتبع 

رواية دماء هلي اوراق الورد الجزء الاول1 الفصل السابع والثلاثون 37 من هنا

مجمع الرواية من هنا

Mohamed ME
Mohamed ME
تعليقات