رواية دماء علي اوراق الورد الجزء الأول 1 الفصل السابع والثلاثون 37 بقلم اثر توفيق
عادت داليا الى بيتها بعد ان مكثت فى بيت خديجه اسبوعا كاملا كانت ترعاها وتخدمها بنفسها برغم وجود العديد من الخادمات فى بيتها وكانت ترفض عودتها لولا اصرار داليا وبمجرد دخولها بيتها دق الجرس لتجد منيع على الباب
منيع : ست الستات حمد الله على السلامه فين الغيبه دى كلها وتليفونك مقفول ؟
داليا : ازيك يا منيع ادخل
دخل الى غرفة المعيشة وقال بصوت هادئ مفعم بالشوق
منيع : قلقت عليكى يا ست الستات وما كنتش عارف اتصل واتطمن عليكى ومش عارف حتى انتى فين وعامله ايه
داليا : مافيش قعدت عند واحده صاحبتى كام يوم اتطمن يا منيع الموضوع هلاص خلص انا نزلت اللى فى بطنى والموضوع انتهى
بدا على منيع الحزن وقال باسى
منيع : كان نفسى لو اقدر اخليه واربيه ويكون اغلى اولادى لانه من اغلى انسانه عندى . طيب لو اتطلقتى من على يا ست الستات انا مستعد اتجوزك واعيش خدام تحت رجليكى
داليا : ما تزعلش منى يا منيع انا لو اتطلقت من على خلاص مش حافكر فى اى راجل فى الدنيا
منيع : داليا انا باحبك حقيقى كن كل قلبى انا اسف عارف انى جرحتك وظلمتك لكن انا مستعد اعوضك عن اللى حصل
داليا : تعوضنى ؟ تعوضنى ازاى وعن ايه بالظبط ؟
منيع : اعوضك عن اللى راح منك اى واحده بتتمنى الامومه وبعد الحلم ما يتحقق يروح بتبقى صعبه اسمعى انا مستعد اديلك اتنين مليون ريال ولو عاوزه اكتر ....
انتفضت داليا وقالت بغضب
داليا : فلوس ؟ هى دى اخرتها ؟ هو انا فى نظرك خلاص بقيت مومس ؟ عاوزنى ابيع لحمى بالفلوس ؟
منيع : يا داليا انا ما اقصدش
داليا : اومال تقصد ايه ؟ هو انت فاكرنى كنت عاوزاك تعاشرنى ؟ فاكرنى ملخوفه على الهدايا اللى بتجيبها ؟
اندفعت بغضب الى غرفة نومها وعادت حاملة كومة من الاكياس وعلب الهدايا القتها على الارض بحدة وهى تقول
داليا : ادى الهدايا بتاعتك ما فتحتهاش ولا اعرف فيها ايه
ثم اتجهت الى دولاب بجوار التليفزيون لتحرج منه كيسا وعلبة مجوهرات اخرجت عباءة من الكيس وفتحت العلبة والقت كل هذا على الارض وهى تقول فى شبه ذهول
داليا : العبايه دى انت اللى صممت اتفرج عليها واقول رايى والطقم ده انت فتحته بايدك علشان لو ما عجبنيش تغيره
ثم فتحت درجا اسفل التليفزيون اخرجت منه رزما نقدية القتها ارضا وقالت
داليا : الفلوس اللى اديتهالى علشان اشترى على ذوقى ما صرفتش منهم ريال واحد وحتى ما اعرفش دول قد ايه ما عديتهمش
وقفت فى منتصف الغرفة تشير الى كل تلك الاشياء وتقول
داليا : انا مش عاوزه كل ده . ما يلزمنيش كل ده ولا كنت عاوزه كل اللى حصل بيننا انا كنت باخاف اقول لك لا تسيبنى وتمشى وانا .... انا كل اللى كنت عاوزاه حد اتكلم معاه انا كان بقالى سنتين ونص مافيش حد اى حد راجل او ست اتكلم معاه وكنت قربت اتجنن لو تروح تسال عنى فى مول العالميه او الوطنيه يقولولك الست دى مجنونه بتكلم نفسها علشان كده بس عرفتك مش علشان ننام مع بعض لأ علشان نتكلم مع بعض انا كنت باخاف ارفض اديلك اللى انت عاوزه تسيبنى وتمشى وكل ما اقول مش عاوزه هدايا تزعل واخاف تسيبنى وانا خلاص ما بقيتش اعرف غيرك وانا كل اللى كنت عاوزاه حد اتكلم معاه وانا ما صدقت لقيت حد اى حد انا ... انا ......
ارادت ان تبكى فعجزت عن البكاء ولم تجد دمعة واحدة تخفف ما تعانيه واحست انها تختنق ولا تستطيع ان تتنفس فاخذت تدور حول نفسها وهى تردد بلا انقطاع
داليا : كل اللى كنت عاوزاه حد اتكلم معاه كل اللى كنت عاوزاه حد اتكلم معاه
ثم ركعت على ركبتيها ودفنت وجهها بين كفيها وهى تكرر مرارا وتكرارا نفس العبارة واقترب منها منيع ليمسك بذراعيها ليعينها على النهوض ولكنها دفعت يده بعيدا عنها وهى تكرر نفس العبارة وصوتها يعلو مرة وينخفض مرة حتى ادرك انها موشكة على الاصابة بانهيار عصبى فنادى عليها ولم تجبه واخذت تصرخ وتشد شعرها بيديها حتى خرجت خصلات منه بيديها فامسك بيديها ليمنعها من ايذاء نفسها الا انها قاونته بعنف وهى تخمش وجهها باظفارها فما كان منه الا ان هوى بصفعة على وجهها فصمتت تماما واخذت تنظر اليه بغضب وفجاة سقطت فاقدة الوعى ولكنه اسرع بالتقاطها بين ذراعيه قبل ان تقع على الارض وحملها ليضعها على فراشها وجلس على الارض بجوارها مستندا بظهره على الفراش وبعد قليل مد يده يتلمس قدمها فوجدها باردة كالثلج فاخذ يدلكها برفق حتى عاد اليها الدفء مجددا واخذ يتاملها وهو دامع العينين ثم قال وهو يعرف انها لا تسمعه
منيع : لو كنت اعرف ما كنت امس ضفرك ولا افارقك لحظه لو اعرف بس ما كنت اعرف سامحينى انحنى يقبل قدمها وقد اغرقها بدموعه ثم عاود الجلوس القرفصاء واسند ظهره على السرير واسند راسه بين كفيه واستعاد ذكرياته معها منذ البداية
كانت اجمل ايام قضاها فى حياته رغم تعدد زيجاته ولكنه الان نادم عليها لقد نال منها السعادة وابدلها بها العذاب .
الان يجب ان يساعدها حتى تنال حريتها وتطلق حتى لو لم تكن ستقبل به زوجا لم يعد هذا يهمه كل ما يهمه الان ان تتخلص من هذا الكابوس وتعود الى بلدها وتعيش باقى عمرها سعيدة وهو يكفيه من الدنيا لو سمخت له ان يعرف اخبارها ويطمئن عليها وسيعيش على ذكراها .
صحيح انه يحبها كما لم يحب احدا من قبل ولكنه لم يعد يرى نفسه جديرا بها الم يتخاذل حين الجد وتركها وحيدة تواجه الامعا ومصائبها ؟
انه لم يعد يعرف كيف تطورت بينهما الامور الى تلك العلاقة التى تدفع ثمنها وحدها لقد كان كل ما يرجوه ان يراها فى غدوها ورواحها ولم يكن يكمع ابدا فى شيء من ذلك ولكنه حدث ووقت الجد حين احتاجت رجلا تخلى عنها ولم يكن قادرا على فعل شيء وقامت هى وحدها . نعم وحدها بتحمل كل المسئولية وحل المشكلة دون مساعدة كأنما كتب عليها الوحدة والحرمان فى كل شيء .
والان ضاع الولد الذى لو كان قد جاء الى الدنيا سيكون اجمل طفل بالعالم ولكنه ضاع ... مات ....
الان يجب ان يفعل المستحيل لتنال حريتها وتعود الى وطنها وكفاها ما لقيت من عذاب ولكن كيف ؟ وماذا يفعل ؟ كان محيرا فى البحث عن اجابة لهذا السؤال
افاقت داليا فاقترب منها وامسك بيدها يقبلها ضارعا
منيع : حمد الله على سلامتك انا اسف اسف يا ست الستات حقك على راسى انا مش عارف ازاى قلت الكلام اللى زعلك ولا ازاى عملت اللى عملته
داليا : هو ايه اللى حصل ؟ انا حاسسه ان روحى حتطلع وجسمى كله متكسر وزى ما يكون وشى سهن وبيوجعنى
منيع : انتى كنتى متعصبه وحالتك صعبه قوى وانا اضطريت ... غصب عنى انى اضربك بالقلم علشان تهدى انا اسف ياريت ايدى النجسه اتشلت قبل ما تتمد عليكى ياريتنى كنت اموت قبل ما امسك
نظرت له داليا بعتاب قائلة
داليا : بتمد ايدك عليا يا منيع ؟
منيع : انا اسف انا مستعد اجيب سكينه تقطعى بيها ايدى انا مش قادر ارفع عينى فيكى بس والله كان غصب عنى
نكس راسه وسالت دموعه غزيرة حتى ابتلت لحيته فمدت يدها تربت على راسه قائلة
داليا : انا عارفه خلاص يا منيع انا مسامحاك مافيش داعى تلوم نفسك اكتر من كده اللى حصل حصل وانت اتصرفت صح قوم اسندنى عاوزه اروح الحمام
اوصلها الى الحمتم وانتظرها حتى خرجت وهم باعادتها الى غرفتها ولكنها فضلت الذهاب لغرفة المعيشة وتمددت على الاريكة قائلة
داليا : خلاص بقى يا منيع انا بقيت كويسه تقدر تروح تشوف شغلك
منيع : مافيش حاجه فل الدنيا اهم منك انا لازم اتطمن عليكى
داليا : معلش عاوزه اقعد مع نفسى شويه وبعدين اتطمن انا مش ناويه اموت نفسى كفايه اللى شفته فى الدنيا مش حيبقى دنيا واخره
......................
استيقظت داليا صباح اليوم التالى على صوت هاتفها ووجدت خديجه تتصل بها قائلة بمرح
خديجه : الجميل لسه نايم ؟ ياللا قومى خلى الشمس تطلع
داليا : صباح الخير يا حبيبتى هى الساعه كام دلوقت ؟
خديجه : الساعه حداشر قومى البسى علشان حاعدى عليكى نخرج
وصلت خديجه عندها سريعا وتعجبت من حالة الفوضى فى الشقة فارسعت ترتب كل شيء وتعيد وضع علب الهدايا والاكياس فى الدواليب حتى انتهت داليا من ارتداء ملابسها ونزلوا وفى السياره قالت خديجه
خديجه : اليوم افتتاح مطعم جديد على البحر احلى من اللى بنروح فيه وكلمت كل صاحباتنا نتقابل هناك نتغدى مع بعض ووصيت السواق يجيب الاولاد على هناك بعد المدرسه
داليا : تصدقى كلهم وحشومى رغم انى لسه شايفاهم عندك اول امبارح
خديجه : وانتى كمان وحشتيهم لكن انتى مالك وشك اصفر ليه انتى تعبانه ؟
داليا : مرهقه شويه اصل منيع كان عندى امبارح وزعلت معاه شويه بس خلاص
خديجه : كان عندك بيعمل ايه تانى ؟ لا انتى لاوم تحكيلى
اشارت للسائق بايقاف السيارة والنزول منها على جانب الطريق فحكت داليا كل ما حدث حتى بظات فى الانفاعل والتعصب ثم قالت
داليا : بس يا ستى مش فاكره اى حاجه تانى من اول ما ابتديت اتعصب وهو بيقول انى كنت باضربه واشد فى شعرى واخربش فى وشى وهو ضربنى بالقلم وسورقت ودخلنى اوضة النوم وفضل جنبى لحد ما فوقت
تنهدت خديجه وقالت
خديجه : انا افتكرت ان حصل حاجه تانى بينكم
نظرت اليها داليا بحزن قائلة
داليا : انتى كمان يا خديجه فاكره ان انا كده ؟ والله عمرى ما اهتم بالحاجات دى والله يا خديجه وغلاوتك عندى وانتى عارفه غلاوتك انا كل اللى كنت عاوزاه انى الاقى حد اكلمه ويكلمنى
خديجه : حبيبتى انا اسفه انا عارفه والله ومصدقاكى خلاص حصل خير اسمعى حاقول لك على حاجه خطرت فى بالى دلوقت عارفه مين يقدر يساعدك تخلصى من على وترجعى مصر ؟ جاسم الدوسرى
داليا : مين جاسم الدوسرى ؟
خديجه : نسيتى جاسم الدوسرى ؟ مدير امن المول
داليا : اه افتكرته وده معقول حيقدر يحل مشكلتى ؟
خديجه : اكيد طبعا جاسم ده ابن عمى وانا اعرفه كويس ده كان ظابط فى الحرس الوطنى وعلاقاته كبيره ومهمه لكن اتصاب بطلقه فى رجله وسوى معاشه وبيشتغل فل المول بدل ما يقعد فى الفراغ من غير شغل خصوصا ان ابويا وعمى شركاء فى المول
داليا : طيب ده نكلمه ازاى ؟
خديجه : سيبى الموضوع ده عليا انا بعد ما نخلص مع اصحابنا نقعد مع بعض نتفق حنقول له ايه وانا حارتب معاه نقابله ودلوقت ياللا على المطعم
.......................
مساء الخير متشكر جدا على تعليقاتكم الجميله اللى بتسعدنى ومناقشاتكم اللى بتلهمنى افكار جديده لاعمال جديده تحت الكتابه واحب اقول انه لا قيمة لكاتب او اى مبدع بدون جمهور الجمهور هو الاساس وهو صاحب الفضل الاول والمحفز للمبدع ليستمر فى الابداع
اتمنى لا تبخلوا بارائكم وانا حريص على الرد على تعليقاتكم
يتبع
رواية دماء علي اوراق الورد الجزء الاول1 الفصل الثامت والثلاثون 37من هنا