📁

رواية دماء علي اوراق الورد الجزء الاول 1 الفصل الأربعون 40 بقلم اثر توفيق

رواية دماء علي اوراق الورد الجزء الاول1 الفصل الأربعون 40 بقلم اثر توفيق 


بداية باعتذر لان الحلقة السابقة رقم 39 اتكتبت خطا. 29 وحاصلحها قريب فى اول يوم ما اقدرش انزل البوست التالت لان ده اكثر عدد ممكن انزله يوميا ودلوقت مع الحلقة 

....................

اما فى منزل الحاج مهاب فبعد الغذاء جلسوا فى المضيفة العربية على الارض وحضر الشاى وقال مهاب 

مهاب : عاوزك تاخد راحتك على الاخر لان قعدتنا حتطول اصل علشان تفهم كل حاجه لازم احكيلك من الاول خالص من قبل حتى ما يتولد اخويا محسن علشان تعرف انا عملت ايه معاه وهو عمل ايه معايا ومين صاحب الحق الاول سمعونا الصلاة على النبى 

الجميع : الهم صلى وسلم وبارك على سيدنا محمد 

وبدا الخاج مهاب يستعيد شريط الذكريات 

Flash back 

كان الحاج ممتاز رجلا مهيبا بهى الطلعة قوى الشخصية وكان متزوجا من ابنة العمدة وله منها ابن وحيد فى الثامنة من عمره هو مهاب حين دخل الحاج مهاب الى غرفته بينما زوجته سميحه تستذكى لولدها 

ممتاز : مهاب تعالى يا حبيبى اطلع ذاكر بره وسيبنى انا وماما لوحدنا شويه 

خرج مهاب بينما التفت ممتاز لزوجته بحرج قائلا 

ممتاز : باقول ايه يا سميحه انا عندى موضوع عاوز اكلمك فيه بس مش عاوزك تزعلى 

سميحه : خير يا ممتاز قول هو انا عمرى زعلت منك ؟

ممتاز : اصل الموضوع ده بالذات يزعل 

ثم زاغ بصره وهو يقول 

ممتاز : انتى عارفه ان المرحوم عمى نشأت بيك مات وساب بنت وحيده ومالهاش حد فى الدنيا ومع الاسف ما سابلهاش حاجه تستاهل والبنت ضعفانه يعنى مش بصحتها يعنى قصدى ان اتقدم لها اكتر من واحد وما حصلش نصيب بسبب ضعفها هى مش مريضه ولا عندها حاجه معديه لكن ضعيفه وظى بنت عمى ومالهاش بعد ربنا غيرى وانا فكرت اجيبها تعيش معانا هنا 

سميحه : وماله يا ممتاز ربنا يقدرك على فعل الخير 

ممتاز : ايوه بس انتى عارفه كلام الناس 

سميحه : هو فيه حد يقدر يجيب سيرتك بالشر ؟ انت الناس كلها بتحلف بحياتك طول عمرك خيرك على الكبير قبل الصغير والناس كلها عارفه انت مين وابن مين واصلك وفعلك ايه 

ممتاز : ايوه بس برضه الامر ما يسلمش 

سميحه : عاوز تقول ايه يا ممتاز ؟ قول يا حبيبى وانا عمرى ما حازعل منك ولا ينكن افهمك غلط ابدا انا عارفه انك بتحبنى لكن برضه عارفه ان شرع ربنا يحلل لك تتجوز اتنين وتلاته واربعه 

نظر لها ممتاز بدهشة وادرك انها قرات ما يجول بخاطره فاضافت 

سميحه : اعمل اللى انت شايفه صح وانا مش زعلانه وحاعاملها زى اختى شفت بقى انى اعرف اقرا الكلام فى عينيك ؟

ممتاز : انا اسف يا سميحه انا مش عارف افكر فى حل تانى 

اقتربت سميحه منه وربتت بيديها على ذراعيه قائلة بحب 

سميحه : يا حبيبى انا فاهمه انك حتتجوزها لله علشان تصون لحمك ومش زعلانه انا واثقه ان مافيش فى قلبك غيرى ده اخنا عشرة عمر انت جوزى و حبيبى وابو ابنى يعنى لازم افهمك من نظره واكون جنبك وفى ضهرك فى اى حاجه عاوز تعملها طالما لوجه الله روح يا حبيبى ولو عاوزنى انا اروح اخطبهالك انا مستعده اروح من بكره 

قبل ممتاز راسها ويديها واحتضنها قائلا 

ممتاز : مش عارف من غيرك كنت عملت ايه ربنا يخليكى ليا انا باحبك قوى يا سميحه 

احست بالرغبة فى البكاء ولكنها منعت نفسها ان تبكى امامه وقالت 

سميحه : ياللا بقى يا ممتاز يا حبيبى روح دلوقت علشان ماما سميحه عاوزه تفرح بيك 

قبل ممتاز يدها ثانية وانصرف واغلق الباب خلفه فاجهشت سميحه بالبكاء 

...................

كانت شاهيناز ضعيفة الجسم فعلا ولكنها كانت حميلة ذات وجه صبوح وابتسامة عذبة كانت كالفراشة حين تخطو حتى انك تخشى ان تلمسها حتى لا تجرحها وكانت روحها اجمل ما فيها وفوق كل ذلك كانت ذكية تعرف كيف تكتسب محبة من حولها .

حين دخلت بيت الحاج ممتاز اول مرة نادى زوجته سميحه ليعرفهما ببعضهما فاقبلت سميحه واضعة على شفتيها ابتسامة شاحبة رسمتها رسما وندت يدها ترحب بها فانحنت شاهيناز تقبل يدها فاحتضنتها سميحه لتمنعها قائلة 

سميحه : ايه يا عروسه ؟ عيب تعملى كده 

شاهى : عيب ليه يا ست الستات ؟ انتى ست البيت وانا ليا الشرف لما ابوس ايدك واعيش خدامه تحت رجليكى 

سميحه : لالالا عيب يا عروسه انتى دلوقت مراة الحاج ممتاز شركس كبير عيلة شركس وايتاى كلها يعنى ست والخدامين يخدموكى انتى هنا راسك براسى وحقك زى حقى واحترامك واجب على الكبير قبل الصغير فى العزبه واولهم ابنى مهاب 

ثم التفتت الى مهاب صغيرها وقالت 

سميحه : تعالى يا مهاب سلم على ماما شاهيناز وبوس ايدها 

اقترب مهاب منها وسلم عليها وقبل يدها فاحتضنته قائلة 

شاهى : بسم الله ما شاء الله ايه القمر ده ؟ اخيرا ربنا كرمنى بابن 

سميحه : وان شاء الله ربنا يكرمك ويكرمنى باخ ليه 

شاهى : ما بيتهياليش يا ابله سميحه 

ابتسمت سميحه وقالت مازحة 

سميحه : ابله ايه ابله دى ؟ انتى شايفانى عجزت يا بت ؟ انا اصبى منك 

شاهى انتى اصبى واحلى واحن كمان يا ست الكل 

سميحه : لالا باقول ايه علشان ما نزعلش مع بعض انا اسمى سميحه .. سميحه وبس ياللا بقى ادخلى ارتاحى انتى جايه من السفر واكيد تعبانه 

دخلت شاهيناز الى غرفتها وبعدها دخلت سميحه ايضا الى غرفتها وهى تبكى الما وهى لا تدرى ما القادم 

......................

وحملت شاهيناز !

كانت الحياة تمضى هادئة مستقرة بفضل حكمة سميحه وروحها الطاهرة وايضا بفضل ذكاء شاهيناز وصفاء نفسها حتى حاء يوم سقطت شاهيناز فاقدة الوعى وحضر الطبيب ليخبرهم بحملها وطلب اجراء بعض الفحوص والاشعة ومضى .

لم تخبره امه ابدا عن شعورها لحظة سماعها بخبر حمل شاهيناز ولكنها حمت له ان شاهيناز لزمت غرفتها وقتا طويلا تبكى ليل نهار دون ان تتكلم وقد حايلها ممتاز كثيرا لمعرفة سبب حزنها ولكنه لم يخرج منها بطائل حتى انه اعتزلها فترة وظن بها الظنون وشكا لسميحه التى اسرعت اليها بغرفتها وعلى وجهها الصبوح ابتسامتها العذبة 

سميحه : الف مبروك يا شاهى اخيرا حنخاوى مهاب 

نظرت لها شاهيناز بحزن وبكت بحرارة فاسرعت سميحه تجلس بجوارها على طرف الفراش وتحتضنها قائلة 

سميحه : الله الله الله فيه ايه ؟ فيه واحده تعيط لما تسمع خبر زى ده ؟ مالك بقالك كام يوم حابسه نفسك وما بتخرجيش من اوضتك احكيلى اخص عليكى ده يوم المنى وانتى المفروض تفرحى 

شاهى : افرح ؟ ازاى عاوزانى افرح وانا حاخلف عيل يتكتب عليه اليتم من صغره ؟

سميحه : ليه يا حبيبتى بتقولى كده ؟ 

شاهى : سميحه انا اصلى ... عندى تعب فى القلب والمحهود خطر عليا يعنى الحمل ده خطر عليا وحاموت وانا باولد 

سميحه : كلام ايه ده انتى حتخرفى ؟ الاعمار بيد الله هو حد عارف حيموت امتى ؟ 

شاهى : اصل ماما كانت مريضه بنفس العله وماتت وهى بتولدنى وانا عشت كول عمرى يتيمه ربتنى الدادات وبابا كان بيحبها قوى وكان شايف انى السبب فى موتها وبعد موتها غرق نفسه فى الخمره لحد ما ضيع كل فلوسه على الحمره والستات انا مش مهم عندى الفلوس لكن تفتكرى ممتاز حيشوف ابنى او بنتى باى عين ؟ ومين اللى حيربيه ؟

سميحه : انتى طبعا اللى حتربيه ان شاء الله يا بنت يا هابله الاعمار بيد الله 《 وما تدرى مفس ماذا تكسب غدا وما تدرى نفس باى ارض تموت 》 

شاهى : صدق الله العظيم استغفر الله بس انا عارفه نفسى والدكتور حياكد الكلام ده لما اعمل الاشعه اصلى كشفت قبل كده وعارفه وقلت لممتاز ويمكن علشان كده اتجوزنى لان اللى زيى ماحدش يرضى بيها 

سميحه : اللى زيك ايه ؟ ايه الهبل ده ؟ انتى اللى زيك مليون واحد يتمناها 

شاهى : كتر خيرك انتى دايما بتجبرى بخاطرى يا سميحه لكن بكره نشوف ومش عارفه ساعتها ممكن اعمل ايه 

سميحه : العمل عمل ربنا يا حبيبتى وافرضى كلامك صح وبعد الشر وانتى بتولدى حصل لك حاجه انا رحت فين ؟

نظرت لها شاهيناز والدموع تغرق عينيها وقالت برحاء 

شاهى : يعنى انتى اللى حتربى ابنى لو ربنا افتكرنى ؟

سميحه : ربنا يطول فى عمرك وتربى الاتنين هم الاتنين ولادك لكن لو حصل بعد الشر انا امه وحاربيه 

شاهى : توعدينى يا سميحه انك ما تفرقيش بينه وبين اخوه ؟

سميحه : اخص عليكى هو انتى لسه حتعرفينى النهارده ؟ انا برضه مككن افرق بين مهاب واخوه ؟ طيب ده يوم المنى لما يكون له اخ من صلبه يشيل الحمل معاه ويبقى كتفه فى كتفه انتى عارفه انى وانا باولد مهاب شالولى الرحم ومش حاخلف تانى وانتى بقالك معايا سنه عمرى ما خليت مهاب يقول لك غير يا ماما لالا يا شاهيناز مالكيش حق انا كنت فاكره ان العشره اللى بيننا خلتك تعرفينى كويس وتعرفى ان ابنك او بنتك حيكونوا ولادى وفى عينيا حتى وانتى عايشه 

شاهى : عارفه يا سميحه ومتاكده بس نفسى اسمعها منك صريحه اوعدينى 

سميحه : اوعدك . اوعدك يا شاهيناز ان الاتنين حيكونوا ولادى فى حياتك او بعد الشر لو حصل لك حاجه وان. اربيهم احسن تربيه ولو ربنا كرمك بولد حاخلى الاتنين رجاله تفرحى بيهم ولو جالك بنت حاخليها ست البنات 

نظرت لها شاهيناز بامتنان وقالت 

شاهى : سميحه عاوزه اطلب منك طلب 

سميحه : طلب واحد ؟ مليون طلب انتى تؤمرى وانا انفذ 

شاهى : خدينى فى حضنك 

ابتسمت سميحه وحتضنتها قائلة 

سميحه : بس كده تعالى يا حبيبتى فى حضنى 

شاهى : عارفه يا سميحه ماما ماتت وهى بتولدنى وعشت كول عمرى يتيمه وما حسيتش بحنان الام الا لما دخلت بيتك 

سميحه : بيتى لوحدى ؟ انتى ليكى فى البيت ده زى ما ليا بالظبط ده بيت الحاج ممتاز شركس وعيلته انا وانتى لينا فيه ومش البيت وبس ومهاب كمان ليكى فيه زى ما ليا واللى فى بطنك سواء ولد او بنت انا ليا فيه زى ما ليكى من يوم ما دخلتى البيت يا حبيبتى وانا معتبراكى اختى وباتعامل معاكى بنيه صافيه وعمرى ما حسيت انك بالنسبالى ضره ولا عمرى حسستك بكده 

تعلقت شاهيناز بيد سميحه تقبلها قائلة 

شاهى : باحبك قوى يا سميحه يا اختى يا امى يا ست الكل يا احن انسانه خلقها ربنا 

....................... 

بقيت شاهيناز مريضة لفترة طويلة وسميحه تلازمها وتقوم على خدمتها وبعد ان تعافت اصطحبوها لاجراء التحاليل والاشعة التى لم تكن نتيجتها فى تلك الايام البعيدة تظهر سريعا وبعد ظهور النتائج ذهب بها ممتاز للطبيب واصرت سميحه على مرافقته وقد صدقت ظنون شاهيناز وصارحهم الطبيب بالامر فاسقط فى يد ممتاز 

ممتاز : والحل يا دكتور نعمل ايه ؟ 

الطبيب : العمل عمل ربنا انتوا اتاخرتوا فى الاشعه واحنا دلوقت فى نهاية الرابع 

ممتاز : طيب ننزل الجنين ؟

سميحه : يا لهوى دى تموت فيها 

الطبيب : فعلا هى تموت فيها يا مدام بس مش من الزعل انما الحقيقه ان صعوبة التخلص من الحنين دلوقت زى صعوبة الولاده بالظبط 

سميحه : يعنى ايه يا دكتور ؟

الطبيب : يعنى مجهود الولاده زى مجهود الاجهاض بالظبط يعنى ما بنفعش كده كده حتموت الا لو ربنا شاء ينقذها وتبقى معجزه هو انت كنت عارف بمرضها يا حاج ممتاز ؟

ممتاز : ايوه يا دمتور كنت عارف 

الطبيب : ما كانش لازم تحمل من الاصل كده نحاول نخليها مرتاحه على قد ما نقدر ونستنى رحمة ربنا بيها فى السادس والسابع بس اعملوا حسابكم ان بنسبة 90% ان المولود ده حيكون يتيم 

ضربت سميحه على صدرها بقوة مشيرة لنفسها قائلة 

سميحه : امه موجوده يا دمتور وعمره ما حيكون يتيم ابدا

يتبع

رواية دماء علي اوراق الورد الجزء الأول 1 الفصل الواحد والأربعون 41 بقلم اثر توفيق من هنا

مجمع الرواية و من هنا 

Mohamed ME
Mohamed ME
تعليقات