رواية دماء علي اوراق الورد الجزء الاول 1الفصل الثالث والأربعون 43 بقلم اثر توفيق
هز حاتم راسه يمينا ويسارا بدهشةوقال باستغراب
حاتم : استنى عليا كده شويه يا حاج لما استوعب يعنى عاوز تقوللى انك قسمت ورثك من والدتك بينك وبين اخوك الدكتور محسن ؟
مهاب : لو مش مصدقنى صورة العقد موجوده عندى وموجوده كمان فى اوراق اخويا الدكتور محسن
حاتم : لا العفو انا مصدقك طبعا بس مش مستوعب ان فيه ناس ممكن تعمل كده حقيقى فيه ناس ممكن تحب بعضها الحب ده كله ؟
مهاب : يابنى الحاجه سميحه ربتنا على كده وهى كانت شايفه اننا الاتنين ولادها وتربيتها ونفسها يورث منها ويدعيلها وانا شفت انه طبيعى يكةن له حق فيها وكمان يعنى ما راحتش للغريب ده اخويا لحمى ودمى وضفره عندى بارض العزبه بحالها
حاتم : انا اسف يا حاج حقك على راسى
مهاب : اسف على ايه يابنى ؟
حاتم : اسف انى شكيت لحظه انك ممكن تكون سرقت ارض داليا ودلوقت ان مقتنع مليون فى الميه ان الدكتور باع فعلا وان الارض بتاعتك
ابتسم مهاب باشفاق وتثائب قائلا
مهاب : عيبكم يا شباب اليومين دول انكم تقروا اول سطر تفتكروا نفسكم فهمتم الموضوع يابنى انا قلتلك ان اخويا هو اللى كتب العقود بنفسه وبخط ايده اصبر لما اكمل كلامى وتعرف كتبها ليه الصبر طيب يا طيب
نظر حاتم الى ساعة يده وقال معتذرا
حاتم : انا اتاخرت يا حاج وتعبتك معايا انا حاستاذن دلوقت واجيلك بكره
مهاب : عيب يا ابن الاصول احنا حنتعشى مع بعض وبعدين تطلع ترتاح والصبح نكمل انما سفر دلوقت لا انت مش حتمشى الا لما تعرف كل حاجه
حاتم : لكن يا حاج اصل ....
مهاب : مافيش لكن . نادر حيجيبلك جلابيه نضيفه تريح فيها وتطلع ترتاح للصبح ولو عاوز تسهر براحتك اوضتك فيها كل حاجه واخواتك نادر ومحسن موجودين انا اصلى بانام بدرى علشان باصحى اصلى الفجر ولما تصحى بكره براحتك نبقى نكمل
...................
صعد بصحبة محسن الى غرفة مؤثثة جيدا لها شرفة على الحديقة واحضر له جلبابا ريفيا مريحا بينما ذهب نادر ليجلب له بعض الفاكهة وبعد ان ابدل ثيابه شعر بالراحة والبساطة فى الجلباب النظيف الواسع وجد محسن يساله بدون مقدمات
محسن : انت قلتلها ؟
فهم حاتم ما يقصظه فاطرق براسه بحزن قائلا
حاتم : لا مع الاسف لا وندمان انى ما اتكلمتش
محسن : انا كمان ما قلتش بس مش ندمان اصلها كانت سعيده مع جوزها
حاتم : هى مين دى ؟
مسح محسن دمعته باطراف انامله وقال
محسن : ما تاخدش فى بالك الايام جايه كتير
.....................
وفى الصباح ااباكر استيقظ حاتم وهو يشغر بنشاط جم وخرج الى الشرفة يستنشق الهواء النقى المنعش فلمح الحاج مهاب جالسا وبجواره سيده ذات وجه صبوح وملامح مريحة واقتربت منهما شابة انيقة سمراء ظن حاتم لاول وهلة انه رآها من قبل كانت تحمل بين يديها رضيعا ناولته للمراة وقبلتها وقبلت الحاج مهاب وركبت سيارتها وانصرفت
اتصل بعدها بنادر يستاذن فى المزول للحديقة وهناك استقبله الحاج مهاب ببشاشة
مهاب : نمت كويس ؟
حاتم : بقالى مده ما نمتش زى امبارح
اشار الحاج مهاب للمراة الجالسة بجواره حاملة الرضيع قائلا
مهاب : دى بقى الحاجه عاليه ام محسن احلى هديه من ربنا وده بقى يبقى اكرم ابن نادر واول احفادى
حاتم : تشرفنا يا حاجه
عاليه : الشرف لينا يابنى احنا زارنا النبى
وبعد الافطار طلب حاتم بالحاح ان يستمع الى باقى القصة فابتسم الحاج مهاب وهو يتذكر قائلا
مهاب : حاحكيلك بقى اهم مافى الموضوع
Flash back
حدثت مشكلة بين قريتين مجاورتين لعزبة الباشا تطورت الى تشابك بالايدى والعصى وهم مهاب بالتدخل للصلح ولكنه سبقه خاله العمده عبد القادر الذى ورث العمودية من ابيه الحاج صالح وقام بالتدخل ودعا كبار القريتين للغذاء فى مضيفته لحل النزاع وارسل لمهاب طالبا منه الحضور مع اخيه للجلوس مع كبار القرية لفض النزاع كالعرف الجارى .
كان العمدة عبد القادر شقيق الحاجه سميحه هو اقرب اخواله اليه وكان رجلا صالحا ذا معابة يحبه الجميع ويقدرونه وكان حريصا على اظهار معاب واخيه فى مكانة كبار القرية واحضارهم دوما لفض المنازعات .
ذهب مهاب ومحسن الى دولر العمدة مبكرا ليعرفوا من العمدة اسباب النزاع قبل الجلوس بين المتخاصمين والحكم بينهم وحين دخلوا للمضيفة لم يكن العمدة هناك وحده بل كانت تجلس معه .... سميحه !!!!!!
نعم هذا ما رآه مهاب حين دخل فنظر اليها بدهشة كأنها يراها اول مرة كانت هى امه سميحه ولكن فى ريعان الصبا وبواكير الشباب نفس الابتسامة نفس الملامح ونفس الروح .
كانت ابنة خاله عاليه ابنة الثمانية عشر ربيعا التى رفضت كثيرا من الخطاب وواصرت على استكمال تعليمها الجامعى وكانت اول فتاة فى القرية تلتحق بالجامعة ورغم انه يعرفها منذ ولادتها ولكنه لم يلحظ قبل الان كم تشبه امه . وكان الكل يصف عاليه بالجمال والكمال وحسن الخلق ورجاحة العقل .
حين راتهم عاليه انصرفت من الباب المؤدى الى داخل الدوار وحانت منها التفاتة نحو مهاب ونظرة خجلى قبل ان تدخل الى الدار كان محسن قد جلس بجوار الحاج عبد القادر بينما مهاب مازال واقفا ينظر بعجب الى الباب الداخلى حتى قال العمدة
عبد القادر : مالك يا مهاب واقف ليه ؟
مهاب : هاه ؟ معلش يا خالى اصلى سرحت فى حاجه
ابتسم محسن بخبث ووارى ابتسامته بينما بدا الحاج عبد القادر يشرح لهم تفاصيل المشكلة بين القريتين
عندما ذهب مهاب للنوم راى فى منامه الحاجه سميحه تربت على راسه وتقول باسمة
سميحه : مبروك عليك ست البنات يا سيد الرجاله مبروك عليك عاليه
قام من نومه مستبشرا فوجد ان الوقت لم يزل مبكرا وان اذان الفجر لم يحن بعد فقرر ان يصلى ركعتين وفى الصباح يفاتح اخاه فى خطبة عاليه وحين خرج ليتوضا ويصلى وهم بالعودة الى غرفته وجد محسن مقبلا عليه
محسن : ايه اللى مصحيك دلوقت انا كنت جاى اشوفك
مهاب : خير انا قلقت وقمت صليت ركعتين وكنت محتار اصحيك واللا اسيبك للصبح اصلى حلمت حلم جميل قوى
محسن : انت كمان ؟ تصدق انا كمان حلمت حلم جميل قوى حلمت بماما سميحه وكل ما انام تجيلى قلت ما بدهاش لازم اصحيك
مهاب : حلمت بايه ؟ خير
محسن : امك عاوزاك تتقدم لعاليه بنت خالك عبد القادر ايه رايك ؟
مهاب : انا كنت ماجل موضوع الجواز ده لحد ما اتطمن عليك لكن انت عارف انى عمرى ما اقدر اكسر كلمتها ولا ارفض لها طلب اصلها جاتلى فى المنام وقالتلى مبروك عليك عاليه فكرت اصحيك فى ساعتها واللا استنى لقيتك جاى عليا
محسن : يعنى موافق ؟ خلاص يبقى خير البر عاجله احنا نروح الدوار عند خالك بعد ما نصلى الظهر
وبعد صالة الظهر خرجا من المسجد الى دوار العمدة الذى استقبلهم ببشاشة وبادره محسن قائلا
محسن : يا حاج احنا بصراحه جايين النهارده ضيوف مش ولاد اختك
عبد القادر : فيه ناس يدخلوا بيتهم ضيوف ؟ كلام غريب اكيد وراه حاجه
مهاب : هو فعلا وراه حاجه وحاجه كبيره طلب غالى قوى
ثم نظر الى محسن وصمت ولم يستطع اكمال حديثه فقال محسن
محسن : احنا بصراحه كده عاوزين نطلب ايد بنتك الانسه عاليه لاخويا مهاب
ابتسم الحاج عبد القادر وقال وهو بنظر لمهاب
عبد القادر : هو انت اخيرا نويت على الجواز ؟ بس عاليه بنتى مصممه ما تتجوزش الا لما تكمل تعليمها ودى بنت العمده تعمل ما بدالها
مهاب : طيب يا حاج اسالها ولو عاوزه تكمل تعليمها متجوز واوعدك اخليها تكمل ولو مصممه الجواز بعد الجامعه وموافقه عليا اخطبها ونتجوز بعد ما تخلص
حدجه الحاج عبد ااقادر بنظرة مستفهمة وقال
عبد القادر : ايه الاستعجال ده كله ؟ ما هى قدامك من يوم ما اتولدت اشمعنى دلوقت ؟ طيب خلاص سببونى يومين اسالها واشوف نفسى وارد عليكم
مهاب : يومين ليه يا خالى هو انت حتسال على اخلاقى ؟ انا مش حامشى غير لما تدينى الرد
عبد القادر : جرى ايه يا واد يا مهاب بقالك سنين ما فكرتش فى الحواز وجاى دلوقت عةوز الرد دلوقت ؟
مهاب : ايوه يا خالى دلوقت ومش ماسى ان شالله تموتنى
عبد القادر : اموتك ؟ انا حاقوم اديك قلمين على صداغك واللا اقول لك اقوم اشوف رايها ايه احسن
ووقف عند الباب الداخلى وقال ليغيظه
عبد القادر : ولو انى عارف ان بنتى مش حترضى بيك
ولكنه عندما صعد الى غرفتها ووقف امامها يسالها
عبد القادر : باقول لك يا عاليه فيه موضوع عاوز اخد رايك فيه
اجابت بلهفة دون تفكير
عاليه : موافقه
عبد القادر : انتى عارفه ايه عو الموضوع اللى حاسال عليه ؟
ابتسمت بخجل واطرقت براسها ولم ترد فقال بدهشة
عبد القادر : هو اتكلم معاكى فى الموضوع ده قبل كده ؟
عاليه : لا والله ابدا عمره ما نطق بكلمه انا حتى كنت باقول لو ابو الهول نطق مهاب ابن عمتى مش حينطق
اراد ابوها مشاكستها فقال بخبث
عبد القادر : مهاب ؟ بس دول جايين يخطبوكى لمحسن
علت الدهشة وجهها وقالت بفزع
عاليه : لالالا محسن ازاى ؟ انا عمتى سميحه قالتلى فى الحلم مهاب
تذكر الحاج عبد القادر اخته سميحه وقال بدهشة
عبد القادر : انتى عاوزه تفهمينى ان عمتك هى اللى قالتلك فى الحلم ؟
عاليه : اه والله يابا النهارده قبل الفجر
احتضنها ابوها بحنان وقال
عبد القادر : طيب يا حبيبتى على خيرة الله نعلن خطوبتكم والجواز بعد ما تخلصى كليتك واللا ايه رايك ؟
عاليه : الراى رايك انت يا حاج بس انا يعنى معايا بنات كتير فى الجامعه متجوزين وبيكملوا عادى
فتعجب الحاج عبد القادر وضرب كفا بكف قائلا
عبد القادر : سبحان الله الواد شكله واكل عقلك
عاليه : هو مهاب ابن عمتى فيه عيب ؟ ده سيد الرجاله وزينة الشباب ومافيش راجل فى ادبه وكماله وحنيته
End flash back
حاتم : يعنى انتوا كنتوا بتحبوا بعض قبل الخطوبه ؟
عاليه : حب صامت كنت باحبه من غير ما اقول ولا حتى المح وهو كمان كان بيحبنى من غبر ما يقول ولا حتى يلمح وعمتى اللى جوزتنا لبعض بعض وفاتها بحوالى سنه
مهاب : اصل انا فى شبابى كنت شاب وسيم ومهندم سواء لبست جلابيه وعبايه واللا بدله وكرافته شفت رايها فيا زمان كان ازاى ؟
عاليه : ولحد دلوقت رايى فيك زى ما هو ما اتغيرش ومش حيتغير انت فى عينى سيد الرجاله ومافيش راجل فى ادبك وكمالك وحميتك
مهاب : تسلميلى يا غاليه
امسك يدها يقبلها والتفت لحاتم قائلا
مهاب : عارف يا حاتم يابنى عمرها فى حياتها ما طلبت حاجه رغم اننا حالتنا متيسره ومقتدرين
عاليه : انا عمرى ما حسيت معاه انى ناقصنى حاجه اللى باحلم بيه وانا نايمه الاقيه جايبه من نفسه قبل ما اقول عليه كل اللى نفسى فيه جابه حتى اللى غيره ما يعرفش يجيبه
مهاب : ما عدا حاجه واحده كان نفسك فيها بس دى بتاعة ربنا مش بايدى
عاليه : حتى دى جبتها واللا نسيت ؟ غير بس النصيب والدنيا بتفرق للاحباب
دمعت عيناها كأنما تتذكر فقال حاتم
حاتم : وحدى الله يا حاجه فيه ايه ؟ دى لسه ضحكتك كانت منوره
مهاب : اصل يابنى الحاجه الوحيده اللى كان نفسنا فيها ان يكون لينا بنت بس انت شفت عندى اتنين صبيان اى نعم هم رجاله تفرح لكن البنت برضه رحمه وحنان
حاتم : يعنى حضرتك خلفت بنت وماتت واللا ايه ؟
مهاب : لا يابنى ما ماتتش لسه عايشه بس احنا ما خلفناهاش
عاليه : ما خلفناهاش بس بنتى واجمل البنات وحتفضل بنتى وترجع تانى لحضنى
حاتم : اومال ايه اللى حصل ؟
مهاب : حاحكيلك يابنى اصل بعد جوازى محسن اخويا حب بنت زميلته فى الجامعه وطلب منى اخطبهاله وكانت بنت ناس كويسين وقلنا على بركة الله
حاتم : يا حاج ما تتوهنيش الاول ايه حكاية بنتك ؟
يابنى اصبر كله مربوط ببعضه كنت باقول ايه ؟ اه العروسه كانت كويسه وبنت ناس كويسين بس عيبها الوحيد كان اخوها حامد اعوذ بالله من ده بنى ادم شيطان ملعون الشر بيطق من عينيه بس قلنا ان البنت مالهاش ذنب واخويا كان بيحبها المهم اتجوزوا واخويا خلص الجامعه وسافر انجلترا يحضر دكتوراه وهى سافرت معاه بس رفضت تكمل دراستها وعيشتها فى انجلترا غيرت اخلاقها وخلت مناخيرها فى السما وباصصه للكل من فوق وبتعاملنا على اننا فلاحين المهم ربنا حرمها من الخلفه لحكمه لا يعلمها الا هو
حاتم : هو حضرتك بتتكلم عن مين ؟
مهاب : عن رجاء الهوارى يابنى
حاتم : ام داليا ؟
انتفض مهاب غاضبا وقال
مهاب : قلتلك مش امها رجاء مش ام داليا
يتبع
رواية دماء علي اوراق الورد الجزء الاول 1 الفصل الرابع والأربعون 44 من هنا