📁

رواية دماء علي اوراق الورد الجزء الاول1 الفصل السادس والأربعون 46 بقلم اثر توفيق

رواية دماء علي اوراق الورد الجزء الاول1 الفصل السادس والأربعون 46 بقلم اثر توفيق

دخلت الحاجه عاليه الى غرفتها دامعة العينين وجلست على مقعدها بجوار النافذة وامالت راسها الى الخلف وعادت بها الذكرى الى سنين مضت تذكرت حينما وضعت طفلة كانت تتمناها بعد ولدين اكبرهما فى الثالثة عشر والاصغر فى الثامنة من عمريهما ولكن ارادة الله ان تولد ميتة ليتحطم لها قلب عاليه فتلزم حجرتها لا تغادرها الا لتقابل اولادها حين عودتهم مز المدرسة وخلاف ذلك لا تغادر حجرتها لاى سبب تبكى ليل نهار حتى جاء يوم كان اسعد ايام حياتها 

Flash back 

دخل الحاج مهاب اليها باسما وقبل راسها قائلا 

مهاب : الدكتور محسن معايا بره وعاوز يشوفك 

عاليه : طيب حاضر 

قانت لتخرج معه فقال بسرعة 

مهاب : لالا خليكى حاجيبه هنا بس هو على فكره مش لوحده معاه ضيوف حتفرحى لما تشوفيهم 

عاليه : ضيوف مين دول اللى حتجيبهم هنا ؟

قبل راسها وابتسم قائلا 

مهاب : حتشوفى 

دخل محسن وهو يحمل بين يديه لفافة بها رضيعة وتمسك بملابسه طفلة فى نحو الخامسة من عمرها كانت اجمل ما رات عيناها كانت طفلة بيضاء الوجه جميلة الملامح لها شعر ذهبى ناعم وعينان زرقاوتنان تميلان للاخضرار فقامت اليها كالمسحورة ولمحت نظرات الوجل فى عينيها وهى تضع اصبعها فى فمها وتختبئ خلق ساق محسن فامسكت بذراعها برفق وجذبتها اليها وانثنت على ركبتيها امامها قائلة 

عاليه : انتى .... انتى اسمك ايه ؟

داليا : داليا 

قبلتها واحتضنتها بقوة ثم التفتت لمهاب تساله 

عاليه : مين دى ؟ 

مهاب : هديه من ربنا يعوضنا بيها عن اللى راحت 

مدت يدها تمسك بيده وتقبلها قائلة 

عاليه : ما انحرمش منك طول عمرك بتجيبلى الحلو والغالى ربنا يخليك ليا 

ثم نظرت الى الطفلة بفرحة وقالت 

عاليه : انتى عارفه انا مين ؟ 

هزت الطفلة راسها بالنفى فاضافت 

عاليه : انا ابقى ماما ... ماما عاليه 

داليا : انتى حلوه قوى 

جذبت اليها لتحتضنها فارتج جسد الطفلة واخذت تبكى بحرقة فسالتها عاليه بجزع 

عاليه : مالك بتعيطى ليه ؟

داليا : اصلى خايفه 

عاليه : خايفه من ايه ؟

داليا : اصل بابا طالا سابنى وجه بابا محسن وماما ميساء سابتنى وجيتى انتى ماما عاليه وبعدين بابا محسن بقى عمو محسن مش عارفه ليه وعمو مهاب بقى بابا مهاب مش عارفه ازاى وانا دلوقت خايفه تسيبونى ومش عارفه حاروح لبابا وماما تانيين واللا حاقعد من غير بابا وماما خالص انا تعبت ونفسى اعيش مع بابا وماما يفضلوا معايا على طول 

عاليه : يا حبيبتى انا حافضل معاكى على طول ومش حاسيبك ابدا 

ثم ابعدتها عن حضنها قليلا لتتمكن من مسح دموعها واخذت تقبل وجهها ويديها حتى قال مهاب بحرج

مهاب : يا عاليه احنا قاصديتك فى معروف للدكتور محسن 

عاليه : من عينيا الاتنين اؤمر يا دكتور 

مد محسن يده بالرضيعة قائلا 

محسن : دى بنتى داليا 

وقفت عاليه لتتلقف منه الرضيعة وهى تسال 

عاليه : هو انت خلفت يا دكتور ؟ الف مبروك اومال يعنى رجاء كانت مخبيه انها حامل هو احنا حنحسدها ؟ احنا نفرح علشانك يا دكتور 

محسن : معلش يا ست الكل اصل .....المهم اننا عاوزين نسيبها امانه عندك تربيها وترضعيها لحد ما تتفطم  

عاليه : وهى رجاء ما رضعتهاش ليه ؟ 

محسن : رجاء ؟ رجاء مستحيل حترضعها 

عاليه : ايه هو ربنا زى ما نزع من قلبها الرحمه نزع من صدرها اللبن ؟ 

اشاح محسن بوجهه بضيق بينما قال مهاب 

مهاب : مالوش لازمه الكلام ده يا عاليه 

عاليه : لا مؤاخذه يا دكتور انا اسفه بس ايه ده ؟ 

قالتها وهى تنظر للرضيعة بدهشة وتجيل نظرها بين البنتين 

عاليه : البنتين دول شبه بعس بالتمام زى ما يكونوا اخوات 

اشاح محسن بوجهه بينما قال مهاب بارتباك 

مهاب : علشان كده الدكتور محسن سمى بنته على اسم اليتيمه دى 

عاليه : ما تقولش يتيمه دى حتبقى بنتى وعمرى ما احسسها باليتم ابدا على العموم مش مهم كفايه عليا انى حاعيش فى حضن حبايبى دول يا سلام على كرم ربنا 

بكت الرضيعة فقال محسن 

محسن : بقالها كتير ما اكلتش واكيد جعانه ياريت ترضعيها وانا حاطلع بره 


خملت عاليه الرضيعه باحدى يديها وامسكت الصغيرة باليد الاخرى واتجهت نحو فراشها وجلست عليه والرضيعة فى حجؤها والاخرى بجوارها وهى تطوق عنقها بذراعها وهى تكاد تطير من الفرحة وقالت 

عاليه : يا سلام على عوض ربنا وكرمه عوضنى عن اللى راحت باتنين مره واحده بس مين يصدق ان شيطانه زى رجاء تخلف ملاك زى دى ؟

قالتها وهى تنظر لمهاب الذى ارتبك امام نظراتها وخرج من الغرفة متعللا بالبحث عن اخيه 

back

استمرت الحاجه عاليه تهيم مع ذكرياتها وتذكرت عندما اخبرها زوجها بقصة داليا وتعهدت له بكتمان الامر حتى عن اولادها خوفا عليها بسبب مشاكل دخول والديها لمصر فاقسمت ان تربيها كالاميرات والا تدع للحزن عليها سبيلا وتذكرت كيف ارضعت داليا الصغيرة حتى فطامها وذهابها لابيها وتركت لها تلك الوردة التى عطرت حياتها وكبرت يوما بعد يوم اما ناظريها وتحت رعايتها لتصبح الشمس التى تضىء حياتها وتمنحها دفئا ونورا وتغمرها بالسعادة حتى قكع عليها حبل ذكرياتها دخول اولادها عليها يحملون ابيهم ويضعونه فى الفراش فهرعت اليه وجلست بجواره تدلك صدره وتمسح دموعه قائلة 

عاليه : الف سلامه عليك يا سيد الرجاله سلامتك يا جبل 

مهاب : فاتونا الغاليين يا ست الستات راحوا والفرحه معاهم وسابوا الحزن فى قلوبنا 

عاليه : راجعين يا حبيبى بمشيئة الله والله راجعين وقريب انا قلبى حاسس بيهم وكأنه شايفهم كانوا فى ضيقه واتفكت وخلاص زمانهم فى السكه على هنا تصدق ممكن الباب يخبط دلوقت تلاقيهم داخلين علينا 

مهاب : يسمع من بقك ربنا يا غاليه يا بنت الاصول 

.....................

استاذن حاتم فى الاطمئنان على الحاج مهاب عند المغرب فادخله محسن اليه ووجده ممددا فى فراشه يمسك بيده خطابا يقرأه فلما دخل قال له 

حاتم : الف سلامه عليك يا حاج ان شالله تكون احسن 

مهاب : احسن الحمد لله يابنى انا كويس بس افتكرت البنات 

حاتم : ربنا يجمع شملكم عن قريب ان شاء الله دلوقت انا حاستاذن وارجع لحضرتك وقت تانى 

مهاب : اقعد يابنى انت مش حتمشى من هنا الا لما تعرف حكاية محسن اخويا وبنته وارضها 

قرب حاتم مقعدا من فراش الحاج مهاب وجلس 

مهاب : اسمع انا حاختصر ولو انى كنت عاوز احكيلك كل حاجه بالتفصيل 

Flash back

محسن : قلبى مش متطمن يا مهاب يا اخويا 

مهاب : من ناحية ايه بالظبط ؟

محسن : من ناحية داليا بنتى انا حاسيبها تحت وصاية رجاء وانا حاسس انى غلطت غلطه كبيره قوى لما سجلت بنتى باسمها ودلوقت لو انا حصللى حاجه يبقى عليه العوض فى ارض البنت 

مهاب : ربنا يطول فى عمرك يا دكتور انت لسه فى عز شبابك 

محسن : هو الموت بالسن يا مهاب ؟ واللا القبر مكتوب عليه للكبار فقط ؟ وبعدين انا مش صغير انا قربت على الستين ولازم اعمل حاجه اضمن بيها حق بنتى 

مهاب : ايه رايك تكتب لها كل حاجه بيع وشراء ؟

محسن : وايه الفايده ورجاء هى الوصيه عليها ؟ اه لو ربنا طول فى عمرى لحد ما توصل لسن الرشد وتبقى حرة نفسها 

مهاب : طيب ايه الحل ؟

محسن : الحل الوحيد انى اكتب كل حاجه باسمك انت ولما تكبر تبقى تديها حقها انت الوحيد اللى اقدر اثق فيه واضمنه 

مهاب : ايوه يا محسن بس دى مسئوليه كبيره 

محسن : ومين قد المسئوليه دى غيرك ؟ اذا كنت انت شلت مسئوليتى انا وانا صغير مش حتشيل مسئولية بنتى ؟

مهاب : انت عارف ان داليا دى بنتى واغل. عندى من نور عينيا 

محسن : يبقى على خيرة الله وفيه حاجه كمان انت عارف انى اشتريت شقة رشدى علشان المرحومه ميساء ودلوقت عاوز اكتبها باسم داليا بنتها علشان البنت ما عندهاش حاجه امان من غدر الدنيا واحنا مش ضامنين اعمارنا 

مهاب : تصدق انت اخدتها من على طرف لسانى انا كمان كنت عاوز اكتبلها حتة ارض تأمنها البنت دى هى اللى خلتنى احس بحلاوة الدنيا وباحبها زى ما تكون من صلبى 

محسن : طيب وماله زيادة الخير خيرين انا حاجهز الاوراق مع الاستاذ عبد العزيز 

وبالفعل حرر محسن العقود وحرر توكيلا لاخيه لاتمام الاجراءات وبعد ان اتما كل شيء كما خطط له محسن تماما فتح حسابا جديدا باسم داليا فى فرع احد البنوك فى ايتاى البارود وحرر توكيلا داخليا لاخيه على الحساب واودع كافة الاوراق لديه وسافر على ان يعود مع البنات ولكنه تعرض لحادث سير اثناء عودته الى الاسكندرية وتوفاه الله قبل ان يخبر ابنته باى شيء 

End flash back

حاتم : يعنى معنى كده ان الدكتور محسن كتب العقود دى علشان يستامنك على ارض داليا علشان خايف من مراته تاخد حقوقها 

مهاب : الله ينور عليك وحقوقها كامله حتفضل محفوظه وامانه فى رقبتى لحد ما اسلمهالها انت عارف انى كل سنه باجيب محاسب من القاهره مخصوص يراجع الحسابات ويحسب نصيبها وابعت منه الشهريه بتاعتها والباقى احطه فى الحساب اللى ابوها فتحه هنا باسمها ما بارضاش اجيب محاسب من البلد ولا حتى من ايتاى علشان ما يجاملنيش رغم ان مراة نادر محاسبه وشغاله فى البنك اللى فيه كل حساباتنا وطبعا يعنى انا مش عاجز انى اصرف على بنت اخويا من جنيه لمليون لكن انا بابعت الشهريه من فلوسها علشان ما يكونش فيه مخلوق ولا حتى انا له فضل عليها تبقى عايشه وبتصرف من مالها انت عارف انى شايل فى الخزنه نسخ من كشوف الحسابات لحد ما تيجى تراجع وتتطمن ان كل مليم من حقها فى امان داليا دى يابنى غاليه عندى قوى 

حاتم : طيب ليه ما حاولتش تشرح لها 

مهاب : حاولت كتير لكن هى رفضت تقابلنى او تسمع منى وكنت خايف عليها علشان لسه صغيره لسانها يفلت بالكلام قدامهم يعملوا معاها حاجه وهى بعيد عنى اكتفيت انى اتابعها من بعيد عن طريق مراة نادر اصلها كانت صاحبتها بس ما كانتش معرفاها انها من ايتاى بس برضه انا غلطان كان لازم تحاول تانى وتالت وعاشر لكن اخر مره رحت عندها المدرسه قالتلى انا عمى مات وكانت تعبانه قوى وانا كمان تعبت وقعدت فتره فى المستشفى فى حاله خطره ولما خرجت لقيت بنتى سافرت وسابتنى وسابت مفتاح شقتها عند البواب 

حاتم : لا احكيلى كده انا مش فاهم سافرت ازاى من غير ما تقول او تودعك ؟

مهاب : اصل بنتى جالها عريس كويس وهى لسه بتدرس كان شاب طيب ومؤدب وابن حلال ومستقيم ومحسن كان مستعجل على الجواز علشان يتطمن عليها لانها كانت بتسافر وترجع كل يوم علشان كليتها وفى نفس الوقت هو حاسس ان اجله قرب المهم اتجوزوا فى شقة امها فى رشدى وبعد العزاء جاتلى وقالتلى انها مسافره مع جوزها الامارات قلتلها اصبرى كام يوم وحاجيلك اسكندريه نتكلم لكن اتلهيت فى حكاية داليا وتعبت وعلى ما خرجت لقيتها سابت الجواب ده وسافرت ومن ساعتها مش عارف هى فين لسه بره واللا رجعت والدنيا عامله فيها ايه ؟ قلبى واكلنى عليها وبيقوللى انها بتعيش ايام مره حاسس بمرارة ايامها فى حلقى لكن باقول يارب اشوفها قبل ما اموت ولو بتعانى انا اخفف عنها واعوضها عن اللى شافته ومخى بيودى ويجيب يا ترى العريس ده كان اخلاقه غير ما شفناه واللا فيه حاجه تانيه مش عارف 

عاليه : اتطمن يا حاج انا شفت بشاره فى المنام ان ربنا فرج كربهم وفك ضيقتهم وانهم راجعين قريب لحضننا يدفونا ويتدفوا بينا 

مهاب : داليا دى يابنى كانت الورده اللى بتعطر بيتنا كانت حتة السكر اللى بتحلى ايامنا الاتنين يابنى مش دى ولا دى كانوا هم اللى بينوروا الدنيا كلها حوالينا بلاش تسالنى ولا تسال الحاجه بلاش تسال محسن ولا نادر اطلع لف على العزبه بيت بيت واسالهم واحد واحد من الكبير للصغير يقولولك ان كانوا هم فرحة الدنيا لكل العزبه كانت اللى تخرج منهم تتفسح بالكارته تنور السكه وتلاقى الفلاحين بيجروا عليهم فرحانين بيهم ومن يوم ما غابوا والشمس غابت والدنيا بقت ضلمه وبرد يارب يارب ردلى روحى ونور عيونى يارب

يتبع مجمع الرواية من هنا

رواية دماء علي اوراق الورد الجزء الاول1 الفصل السابع والأربعون 47 بقلم اثر توفيق من هنا

Mohamed ME
Mohamed ME
تعليقات