📁

رواية دماء علي اوراق الورد الجزء الثاني الفصل الثالث عشر 13 بقلم أثر توفيق

رواية دماء علي اوراق الورد الجزء الثاني 2 الفصل الثالث عشر 13 بقلم أثر توفيق


طريق طويل قطعه سيرا على الاقدام لاكثر من ساعتين فى الحر والتراب لعن غباءه فى لحظات على قراره وندم على عدم تناول اى طعام منذ اليوم السابق حينما كاد يسقط مغشيا عليه بسبب التعب والجوع ولكنه تنبه الى ان المشقة التى يعانيها فى هذا المشوار اقل كثيرا مما ينتظره فى الايام القادمة .

دخل الى القرية اخيرا وقد اصابه الاعياء والشحوب وتحامل على نفسه حتى وصل الى المقهى الصغير القريب من احد مداخل القرية الثلاث فاستلقى على مقعد خشبى وهو متقطع الانفاس واسرع اليه بعض الجالسين فطلب بضعف كوبا من الماء احضره احدهم فجرعه بسرعة حتى ٤ي الاغرق صدره وجلبابه واعتدل على المقعد يلتقط انفاسه وبعد قليل وصل احد رجال حامد 

شنوانى : انت رجعت من مصر يا واد يا مصطفى ؟ 

مصطفى : ايوه .. ايوه يا ريس ..... شنوانى 

شنوانى : ومالك يا واد عامل كده ليه ؟ 

مصطفى : اعمل ايه بس ... يا ريس شنوانى ... انا جاى من البندر ماشى وبقالى يومين ... ما دفتش لقمه ناشفه ... انا كنت حاقع من كولى فى السكه ..... لولا جيت على نفسى لحد ما وصلت 

شنوانى : هو انت مش كنت نازل مصر تشتغل ؟

مصطفى : اشتغل ؟ هاهاها يا حسره على الشغل .... كانت سفرية الندامه لقيت الشغلانه نصب اخدوا منى ميتين جنيه علشان اشتغل بواب وفص ملح وداب واتمرمطت ما بين قهوه ومعصره واسرح بكارو ابيع خضار وبيكيا واشتغل فى جاراج واشقى بملاليم ويوم اشتغل وعشره لا لحد ما ولاد الحلال شحتونى اجرة السكه علشان ارجع البلد وتوبه اسافر تانى ولو حاموت من الجوع 

شنوانى : عديت على حامد بيه تقول انك رجعت ؟ 

مصطفى : انا لسه داخل البلد دلوقت حتى ما رحتش البيت وواقع من طولى اخد نفسى بس واروح اشوف اى لقمه تسندنى واروح لسيد البلد 

اقترب عادل صديقه منه وهو يحمل رغيفا وقطعة جبن قائلا 

عادل : خد يا مصطفى يا اخويا خد اسند نفسك باللقمه دى لحد ما تروح 

تلقفها منه مصطفى والتهمها بسرعة وجوع شديد حتى انتهى فزجره شنوانى 

شنوانى : خلاص سندت طولك ؟ قوم علشان تروح لحامد بيه 

وقف مصطفى ناظرا للارض بانكسار وسار خلف شنوانى بلا اعتراض حتى وصلوا الى بيت حامد الهوارى ودخل خلفه للمضيفة حيث كان جالسا يدخن الشيشة فاقترب منه مصطفى وامسك يده يقبلها فانتزعها منه بعنف قائلا 

حامد : ايه القرف ده يا ابن الكلب ؟ انت مش شايف نفسك عرقان توسخ ايدى ؟ 

مصطفى : حقك عليا يا سيد البلد انا كنت حاروح اكل لقمه واتشطف واشوف اى حاجه البسها بدل الجلابيه الوسخه دى لكن الريس شنوانى صمم نيجى الاول يا سيد البلد انا اتبهدلت واتمرمطت فى مصر وجاى واقع فى عرضك

نظر نحوه حامد بسخرية وهو ينفث دخان الشيشة فى الهواء 

حامد : وكان ايه اللى خلاك تسافر طالما مش قد مصر واهل مصر واللى فيها ؟

مصطفى. : قلت اجرى على اكل عيشى علشان العيال والبلد ما فيعاش شغل طيب اعمل ايه ؟ ابوس رجلك يا سيد البلد خدنى راجل من رجالتك انا مخى نور واعجبك 

هب حامد منزعجا وهتف بغضب 

حامد : بتقول ايه يا ابن الكلب ؟ راجل من رجالتى يعنى ايه ؟ ايش عرفك بشغلى ؟ شنوانى 

وعلى الفور اسرع شنوانى يلوى ذراع مصطفى ويجبره على الركوع على ركبتيه ووقف حامد امامه ممسكا بشعرت بقسوة قائلا

حامد : انت حد مسلطك عليا يا ابن الكلب ؟

مصطفى : حد مين ؟ ابدا والله يا سيد البلد انا تعبت واتمرمطت وجاى طمعان فى كرمك ابوس رجلك انا مش عاوز اكتر من انى اوكل العيال 

اشار الى شنوانى فاطلق ذراعه ودفعه ليلقيه ارضا بينما اسرع حامد يدوس بحذائه على عنق مصطفى بقوة حتى كاد يزهق روحه وهو يقول بغضب 

حامد : انت فاكر نفسك تقدر تضحك على سيدك حامد الهوارى يا كلب ؟ انطق مين اللى مسلطك عليا وقال ايه عاوز تبقى راجل من رجالتى مش لما تبقى راجل الاول ؟ انت راجل اصلا ؟

مصطفى : اللى تشوفه يا سيد البلد ... اااه انا خدامك انا فى عرضك رقبتى 

شدد حامد الضغط على عنق مصطفى حتى كاد يكسره وصاح 

حامد : مش عاوز تنطق يا كلب ؟

مصطفى : ابوس رجلك يا سيد البلد فى عرضك والله جاى من قلة الحيله اتوقع فى عرضك تشغلنى واكون خدامك وتحت جزمتك 

فكر قليلا ثم رفع قدمه من فوق عنق مصطفى وعاد ليجلس مكانه واضعا ساقا فوق اخرى وقال 

حامد : طيب يا واد يا مصطفى انا حاصدقك وعلشان تعرف ان سيد البلد كلها قلبه كبير انا حاشغلك عندى هنا مرمطون فى البيت لحد ما اشوف تعالى هنا يا ولا 

واشار الى حذائه فزحف مصطفى حتى اصبح تحت قدمه وانكب عليها تقبيلا حتى ركله حامد بقدمه قائلا 

حامد : خلاص يا ابن الكلب قلت مصدقك امشى روح على بيتكم وبكره الصبح تكون هنا

وبعد انصرافه اقترب شنوانى من حامد متسائلا 

شنوانى : انت حتشغله فى السرايه يا كبير ؟

حامد : لازم يبقى تحت عينى لحد ما ينطق خلوا عينيكم عليه ليل ونهار ما تغفلوش اما انا ليا ترتيب تانى معاه حاخليه ينطق والجزمه فوق رقبته 

.....................

اما فى عزبة الباشا بعد انصراف الجميع بقى حاتم مع الحاج مهاب واولاده فى المضيفة حيث قص عليهم كل ما دار بينه وبين على واخبرهم انه ارسل مصطفى لتقصى اخبار حامد الهوارى استعدادا لابلاغ تلك المعلومات لخاله القيادى الكبير فى وزارة الداخلية 

حاتم : المشكله دلوقت يا حاج فى اخت مصطفى اللى حامد حابسها فى بيت بنته فى المركز علشان كا يفتحوش بقهم ودى بالذات غلبانه اتظلمت كتير والله اعلم بيحصل معاها ايه تانى هناك وكمان زى ما مصطفى قاللى جوزها عضو مجلس الشعب والبيت عليه حراسه شديده ولما كلمت خالى قاللى مش حيقدروا يعملوا حاجه فى الموضوع ده علشان معاه حصانه غير ان حامد ليه عيون فى المديريه حتبلغه باى تحرك لانقاذ الست دى اما بالنسبه لعلى ده كلب جبان وانا حاعرف ازاى اخليه يندم على كل اللى عمله ولو انى بصراحه بقيت باحس باحتقار لنفسى من اللى باعمله فيه 

مهاب : موضوع الست بتاعة الاقصر دى مشكله كبيره فعلا بس انا حاعمل محاوله وربنا يسهل يمكن نقدر نخرجها من البيت ده من غير حكومه اما بالنسبه للكلب ده يابنى انا عاوزك تجيبه عندى وانا حاعرف ازاى اخليه يطلقها اللى حاعمله فيه حيخليك تشوف نفسك ملاك انا عمرى ما كنت شرانى لكن لو حد يمس ضفر حد من عيالى حاكون قادر اعمل حاجات ما تتخيلهاش وحامد نفسه يخاف يفكر فيها 

محسن : معلش يا حاج بس ياريت نخلى على ده عند حاتم يومين تلاته كمان 

محسن : ليه طيب يا محسن ؟ فهمنى اللى فى دماغك احنا عاوزين نخلص بنت عمك 

محسن : يا حاج داليا دلوقت فرحانه وسعيده وبتنسى الهم من امبارح من ساعة ما جت خليها شويه كده نفسيتها ترتاح حنجيب على نفكرها بهمومها ؟ نستنى يومين تلاته ترتاح فيهم وبعدها صدقنى انا مستعد علشان خاطرها اضربه بالنار بنفسى واخلصها منه 

نادر : وانا رايى من راى محسن يا حاجزنسيبها ترتاح شويه وتنسى الهم دى بقالها تلات سنين عايشه فى جحيم 

مهاب : خلاص نخليه يومين تلاته ووقت الجد نعرف نجيبه اهو تحت ايدينا 

حاتم : خلاص وانا ما عنديش اى مشكله على يفضل عندى اسبوع او شهر حتى 

مهاب : المهم يا ولاد انا عاوز اخد رايكم فى حاجه وانت معاهم يا حاتم 

محسن : قول يا حاج تحت امرك 

مهاب : انتوا عارفين انى عديت السبعين والعمر خلاص ما فاضلش فيه قد اللى راح وخايف بكره اقابل وجه كريم واسيب داليا اختكم ما عندهاش حاجه تامنها من غدر الدنيا هى وبنتها وطبعا هى قانونا مالهاش ورث فيا رغم انها بنت قلبى لكن هو ده القانون . انا فكرت اكتب لها حتة ارض امان من غدر الدنيا بس لازم توافقوا للنكم ولادى وانتوا اللى تورثونى ولازم تكون نيتكم مسامحه 

نادر : معقول الكلام اللى انت بتقوله ده يا حاج ؟ داليا دى تاخد عينينا مش خساره انا عن نفسى لو حتكتب لها الارض كلها وانا اشتغل عندها بلقمتى موافق وفرحان كمان ومش حاقول علشان ده مالك وانت حر على حياة عينك تتصرف فيه زى ما يعجبك ولو ان ده حقك لكن حاقول علشان دى اختنا ونوارتنا ولو ما كنتش انت تعمل كده كنا انا ومحسن بعد عمر طويل حنديها نصيب زينا احنا طول عمرنا عايشين وحاسسين انها اختنا الغاليه دلوعتنا اللى بنحبها ومستعدين نموت علشانها مش كده يا محسن ؟

ابتسم محسن ولم يرد فساله مهاب 

مهاب : مالك يا محسن ما بتردش ليه ؟ انت زعلان ؟

محسن : لالا طبعا يا حاج معقول ازعل علشان حاجه تفرح داليا ؟ مش ممكن طبعا وربنا عالم ان انا نفسى .....

واطبق شفتيه وانتظر مهاب ان يستكمل ولكنه اطرق براسه ارضا ولزم الصمت 

مهاب : نفسك فى ايه يابنى ؟ ما تقول وتريحنى 

فتح محسن فمه لينطق ثم عاد ليطبقه صانية فقال مهاب بعصبية 

مهاب : واد يا محسن ما تزهقنيش يا تنطق يا تقوم من قدامى بلاش عله 

محسن : اصل يا حاج انا قصدى اقول ان داليا .... لا قصدى يعنى آيه .....

زفر مهاب بضيق وقال بغضب حقيقى 

مهاب : ما تتكلم يا محسن ان كنت حتتكلم ايه اللى بتقوله ده ؟ 

صمت محسن ونظر لنادر مترددا فتنحنح قبل ان يقول 

نادر : يا حاج محسن قصده ان آيه محتاجه اب يربيها 

ابتسم الحاج ابتسامة سريعة ولكن اخفاها بسرعة ونظر لمحسن قائلا 

مهاب : معناه ايه الكلام ده يا محسن ؟ ما تتكلم يابنى 

حاول محسن ان يتكلم ولكنه تردد ووقف وبقى صامتا فقال حاتم ضاحكا 

حاتم : الكلام واضح يا حاج محسن عاوز يتجوز داليا 

مهاب : صح الكلام ده يا محسن ؟ 

نظر محسن لابيه واطرق براسه وصمت فقال مهاب 

مهاب : انا لا يمكن اوافق على الجوازه دى 

نظر محسن لابيه بدهشة وكذلك نادر الذى قال مبهوتا 

نادر : ليه يا حاج ؟ هى داليا يعيبها حاجه لا سمح الله ؟

مهاب : قطع لسان اللى يقول فى بنتى عيب انما انا بنتى محتاجه راجل قوى وشجاع يحميعا ويعوضها اللى شافته مش واحد جبان خايف يتكلم 

محسن : انا مش جبان يا حاج انا من يوم ما دخلت البيت وهى عندها خمس سنين باحبها انا باحبها وانا لسع عيل فى اعدادى ما اعرفش يعنى ايه حب كل الحكايه انى خجول شويه ما عنديش تجارب هى تجربتى الوحيده وهى املى الوحيد فى الحياه عشت طول عمرى اتمنى تكون ليا ومن غيرها الدنيا كلها مش لازمانى 

مهاب : وما قلتش ليه كده من زمان ؟

محسن : استنيت تخلص دراسه لكن غيرى سبق وخطبها وهى لسه بتدرس كنت عاوزنى اعمل ايه ؟ اقف فى طريق سعادتها ؟

مهاب : كان ممكن انت تكون طريقها وسعادتها تبقى معاك 

محسن : النصيب والله يرحمه عبد الله كان راجل محترم وما يتعيبش 

مهاب : الله يرحمه ويحسن اليه انت اتكلمت معاها ؟

محسن : ازاى يا حاج ؟ انا كل ما اقف قدامها لسانى يتربط وجسمى يتلبش وابقى مش عارف اتلم على بعضى حاولت كتير لكن مش قادر افاتحها لحد النهارده الصبح 

مهاب : ولحد امتى حتفضل كده ؟ اسمع انت حتقدر على مهر بنتى ؟ تقدر على مهر بنت الحاج مهاب شركس ؟ دى مش اى حد دى ست البنات 

محسن : لو مهرها عمرى حادفعه ولو ملايين حادفعهم 

مهاب : ملايينك دى مش لازمانى مهر بنتى انك تجمد قلبك وتروح تفاتحها ولو ما فاتحتهاش يبقى خلاص مافيش جواز مش حابقى متطمن على بنتى مع واحد جبان 

محسن : لا يا حاج انا مش جبان وحتشوف

يتبع

رواية دماء علي اوراق الورد الجزء الثاني 2 الفصل الرابع عشر 14 من هنا

مجمع الرواية من هنا

Mohamed ME
Mohamed ME
تعليقات