📁

رواية انتقام عبر الزمن الفصل الخامس عشر 15 بقلم إلهام عبد الرحمن

رواية انتقام عبر الزمن الفصل الخامس عشر 15 بقلم إلهام عبد الرحمن 



 🌹الفصل15🌹


بقلمى الهام عبدالرحمن 🌺


صلوا على رسول الله ♥


🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹


كانت جنة تجلس على الأريكة ممسكة بيدها هذا الكتاب العجيب الذي بدأ غلافه يشع ضوءاً أرجوانيا فزادها ذلك فضولاً وأصرت على فتحه وقراءة محتواه وحينما فتحته وجدت به رسومات كثيرة لغابة أشبه ما تكون بغابة سحرية كل رسمة تتوسط صفحة من صفحات الكتاب وحولها الكثير من الرموز الغريبة وأسفل كل صورة بعض الكلمات الغير مفهومة حاولت قراءة تلك الكلمات ولكنها فشلت في فهمها حتى وصلت لتلك الصفحة في منتصف الكتاب وحاولت قراءة الكلمات أسفل الصورة التي بدت لها وكأنها كلمات بسيطة ولكن دون معنى فكانت المفاجأة بعد قراءتها أن شع ضوءاً شديداً من الكتاب وتحولت تلك الرموز حول الصورة إلى رموز مضيئة ثم بدأت في الابتعاد عن الصورة وتطايرت فارتعبت جنة من ذلك المنظر وألقت الكتاب أرضاً بعيداً عنها وحاولت الهروب من المكتبة ولكن قوة رهيبة ألصقتها بمكانها على الأريكة كذلك حاولت الصراخ والإستنجاد بعمها أو زوجة عمها ولكن هيهات فقد اختفى صوتها فبدأ الهلع يملأ أوصالها وتساقطت دموعها ورددت فى نفسها:«ليتني استمعت إلى نصيحتك يا جدتي.»


لولو الجندى صلى على سيدنا محمد 


ظلت تنظر إلى الكتاب الذي سقط مفتوحاً وظلت أوراقه تتراقص يشع منها ضوءاً شديداً ويتطاير خارج هذه الأوراق تلك الرموز التي كانت تزين صفحاتها، ثم تحولت الصورة في منتصف الكتاب إلى صورة مجسدة حيث خرج من كل صفحة على جانبي الكتاب فروعاً لأشجار يغلب عليها الضوء الزهري والأرجواني وتناثرت على الصفحات حشائش خضراء يتزينها زهور ثم تقوست تلك الفروع فأصبحت كبوابة سحرية يتطاير فوقها فراشات مضيئة باللون الذهبي وأخرى باللون الأرجواني كما ظهرت بعد الفراشات باللون السماوي ولكن كانت أكبر حجما، ظلت جنة تنظر لما يحدث أمامها وهي جاحظة العينين وأخذت تتأمل تلك البوابة فرأت من خلالها قصر وكأنه مملكة ولكن صورتها غير واضحة قليلاً


لولو الجندى صلى على سيدنا محمد 


وفجأة اتسعت تلك البوابة ووجدت نفسها تسير دون إرادة منها وتدخل من تلك البوابة وفجأة تحولت ملابسها من منامة بيتية بسيطة إلى فستان زهري رقيق وشعرها أصبح منسدلاً على أكتافها ظلت تسير خطوات بسيطة حتى توقفت أمام شلال من الماء يكسوه أضواء غريبة وكأنها مصابيح تزينه لها ألوان مبهجة حوله فروع لأشجار تُنبت أوراق قليلة تقف بجوار ذلك الشلال فراشة ضخمة ذات لون سماوى تشع هي الأخرى ضوءاً جذاباً. 


لولو الجندى صلى على سيدنا محمد 


وقفت جنة أمام تلك الفراشة تنظر لها بذهول يعجز لسانها عن النطق حتى تفاجئت بذلك الصوت الصادر من تلك الفراشة.


الفراشة:« أهلاً بكِ يا حفيدة رقية الغالية لقد طال انتظارك فتاتي الجميلة.»


جنة بذهول:« من انتِ وكيف أتيتُ إلى هنا وكيف تتحدثين وانتِ مجرد فراشة؟! انتظري.... ما هذا لماذا أتحدثُ الفصحى؟!» 


تحدثت الفراشه برقة وهدوء:« أنا فراشة العالم السحري، أما كيف أتيتِ إلى هنا فذلك لأنك قرأتِ الكلمات أسفل الصورة والتي هي بمثابة مفتاح لعالمنا، وأنا أتحدث لأننا بعالم سحري وسترين هنا كل ما هو غريب، أما أنكِ تتحدثين الفصحى فلأنه عالم لا يقبل سوى بالرقي والفصحى من طرق التحدث الراقية.»


جنة بخوف:«ولماذا أتيتُ إلى هنا أيتها الفراشة؟ وهل لك اسم أناديكِ إياه؟» 


الفراشة:« لقد أتيت إلى هنا بسبب أمنية أرقتكِ خلال الفترة الماضية وتريدين معرفة جوابها وذلك الإلحاح في قلبك ساعدك في فتح تلك البوابة، أما اسمي فهو بيرهات وتعني الذكرى فأنا جوابك لذلك السؤال الذي طالما أرقك قد وضعتني هنا جدتك الحبيبة حتى ما إذا حالفك الحظ واستطعتِ دخول هذا العالم أن تحصلي على جواب سؤالك وحل مشكلتك.» لولو الجندى صلى على سيدنا محمد 


جنة وقد بدأ يزول عنها الخوف قليلاً:«ماذا تقصدين ما هو هذا السؤال الذي تقصدينه؟ وما هي تلك الذكرى التي تركتها لي جدتي؟ ولماذا تركت لي ذكرى وهي كانت دائمة التحذير لي بعدم فتح الكتاب إلا بعد اتمام عامى الواحد والعشرون؟!»


الفراشة بيرهات:«لا أستطيع إظهار تلك الذكرى إلا إذا سألتي سؤالاً مباشراً عنها، أما جدتك فقد تركت لكِ تلك الذكرى حتى لا تأكل الكراهية قلبك تجاه شخص قريب منكِ، وكانت دائمة التحذير لك لأن العالم السحري يبدو جميلاً جذاباً ولما لا فهو سحري ولكن ليس كل ما هو جميل يحوي في باطنه نفس الجمال الظاهري فدائما يوجد الشر حيث يوجد الخير.»


جنة بفهم:«وها أنا علمت سؤالي.» 


الفراشة بيرهات:« والآن أطلقيه لكي أتحرر فقد انتظرت سنوات طوال.»


جنة:« لماذا كان عمي قاسم قاسي القلب معي؟ لماذا جعلني أعيش حزينة في كنفه رغم حبي له؟»


الفراشة بيرهات:«الآن سوف ترين كل شيء انظري إلى ذلك الشلال لتري ما حدث في زمن فات وانقضى.»


التفتت جنة إلى ذلك الشلال ونظرت بقلق وبدأت تلك الذكرى في الظهور حيث رأت قاسم وهو طفل عندما نجح بالشهادة الإعدادية وكيف أن والده حرمه من التعليم العالي وجعله يعمل بالمحل خاصتهم كما رأت والدها أيضاً حينما نجح بالشهادة الإعدادية وكيف أن جدها أصر على أن يكمل تعليمه ليدخل أعلى الجامعات، رأت عمها قاسم والحزن ينهش قلبه وحلمه يضيع بين يديه حينما أصر والده على عدم إكمال تعليمه المتوسط أيضاً، وظل هكذا لم يحصل سوى على الشهادة الإعدادية، رأت اهتمام جدها بوالدها بسبب مرضه واعتماده الكلي على عمها في العمل ودلاله لوالدها، رأت حب والدها المستمر لعمها كما رأت كراهية عمها لوالدها وحقده عليه، رأت ذكرى مريرة أخرى لعمها بعد أن أصبح شاباً يافعاً حينما ذهب إلى جدها يطلب منه أن يذهب معه لطلب يد إحدى الفتيات في حيه للزواج ولكنه صُدم حين استمع لرد والده والذي قال بتهكم:« لا أستطيع الذهاب واحراج نفسي معك فتلك الفتاة جامعية كيف ستقبل بك وانت لم تكمل تعليمك؟!»

لولو الجندى صلى على سيدنا محمد 

فرد قاسم:«ولكني أحبها يا أبي وأريد أن أتزوجها مهلا ألم تكن انتَ أبي سبب عدم إكمال تعليمي رغم أنك ساعدت أخي الصغير ابراهيم لاستكمال تعليمه؟!»


فرد عليه والده:«هل هذا وقت إحياء تلك الذكرى التافهة مرة أخرى، اتركك من تلك المواضيع فلدي زوجة مناسبة لك أما تلك الفتاة فهي تناسب أخيك ابراهيم أكثر فهو جامعي مثلها.»


شعرت جنة بانقباض قلبها حينما رأت تلك الذكرى وكيف أن عمها قاسم نظر لوالده وهو جاحظ العينين يشعر بالنار تأكل قلبه فأشاحت بوجهها بعيداً وسقطت بعض دموعها، ثم استعادت رباط جأشها ونظرت مرة أخرى إلى ذلك الشلال لترى بقية الذكريات فرأت عمها قاسم وهو يتزوج علا وكيف كان حزينا وكيف أنه لم يستطع الاقتراب منها ومعاملته القاسية لها ولكنها استطاعت أن تجبره على حبها بل عشقها وكيف لا فقد تعدى عشقه الحدود فقد رفض نصيحة والده بالزواج من أخرى لينجب ويصبح له ذرية واكتفى بوجود علا في حياته تلك السيدة الطيبة الحنونة رقيقة القلب جابرة الخواطر كما أنها رأت والدها والذي أصر على الرفض من تلك  الفتاة لأن أخيه كان يريدها لنفسه ورأت أيضاً يوم ولادتها وكيف أن عمها قاسم كان يحملها بين يديه يشع وجهه سعادة وفرحاً، رأت تعلقه الشديد بها وفرحته وكأنها ابنته هو، واهتمامه بها وعدم تركها لحظة لدرجة إنها تساءلت أين ذهبت تلك المحبة، رأت وفاة والدتها وحزن أبيها ومواساة عمها لوالدها، رأت وفاة جدها و الوصية الملعونه التي تركها ومعها خطاب موجه لقاسم، فكانت تلك الوصية تنص على أن المحل من نصيب ابراهيم وقاسم هو الذي يديره ويعطي إيراده لإبراهيم ويأخذ قاسم راتباً مناسباً له، رأت عمها وهو يثور أمام أخيه والمحامي بعد قراءة تلك الوصية فناوله المحامي ذلك الخطاب المرفق مع الوصية ففتحه وقرأ محتواه.


عبد المقصود والد قاسم:« قاسم ولدي الحبيب أعلم أني تحاملت عليك كثيراً ولكن على من أتحامل وانت ولدي الأكبر وسندي بالحياة سامحني يا ولدي فقد ظلمتك كثيراً ولكن ليس بإرادتي فقد ابتلانى الله بمرض أخيك وقد علمت من الأطباء أن حياته لن تطول هو الآخر فأحببت إسعاده ولقد كتبت المحل بإسمه وأعلم أنه بعد وفاته انت من سترثه وستربي ابنته وبذلك يكون عوضك الله عن عدم انجابك وأعاد إليك إرثك مرة أخرى.»

لولو الجندى صلى على سيدنا محمد 

نظر قاسم لهذا الخطاب بكل كراهية وظل يتحدث بصوت عالي وحاد ويردد قائلا.


قاسم بقهر ووجع :«ظلمتني طوال حياتي لأن ولدك الآخر لن تطول حياته كان بامكانك إسعادنا نحن الاثنان ولكن ولدت الكراهية  بدلا من الحب في قلوبنا ماذا استفدت أبي الآن وقد تركت أخٌ ينتظر وفاة أخيه حتى يحصل على حقه ماذا استفدت الآن والكراهية أكلت قلبي كما تأكل النار الهشيم لا سامحك الله والدي على ما جعلتني أعيشه.»


رأت كيف حاول والدها إرجاع المحل ليتشارك هو وأخاه فيه بشرع الله ولكن رفض قاسم واعتقد أن أخيه يمن عليه وسيطر عليه شيطان نفسه ولم يرى حب أخيه له وزادت كراهيته أكثر وأكثر ويا ليت تلك الكراهية اقتصرت فقط على ابراهيم ولكن شملت تلك الصغيرة اليتيمة التي لا حول لها ولا قوة فبعد أن كان ملتصقا بها طوال الوقت أصبح لا يقربها وينفر منها، شعرت جنة بالحزن والقهر ووجع القلب على حال عمها قاسم والتمست له العذر في معاملته القاسية معها وسامحته وأصرت على أن تعوضه على كل ما حدث معه.


انتهت الذكريات ونظرت جنة للفراشة بأعين دامعة وتحدثت بصوت رخيم. 


جنة:«شكراً لك أيتها الفراشة بيرهات لقد أثلجتي قلبي بمعرفة الحقيقة وأدعو الله أن يعينني على تعويض عمي العزيز والآن أخبريني كيف أعود إلى عالمي؟!»


الفراشة بيرهات:«ستستطيعين الخروج بسهولة بعد حصولك على المفتاح من الجزيرة القمرية.» 


جنة بدهشة:«مفتاح.... وجزيرة قمرية! وأين أجد تلك الجزيرة؟» 


الفراشة بيرهات:«ستذهبين عبر ممر الفراشات الذهبية 


لولو الجندى صلى على سيدنا محمد 


وستمرين بالنساء ذات الرداء الأبيض ولكن إياكِ والنظر إليهم ففي لحظة مرورك عليهم هن لا يشعرن بكِ ولكن إن نظرتي  أنتِ لهم وهم يؤدون تعويذاتهم احترقتي وتحولتِ إلى رماد،



ثم ستمرين بقصر شهبانو أي قصر الملكة وهو قصر ضخم أبيض كالكريستال يشع أضواء جذابة حوله شجيرات كأنها مغطاة بالثلج يحاوط هذه الشجيرات وأرضية القصر الضباب وكأنه يسبح بين السحب 



لا تغرك هذه المناظر الجذابة فتاتى الطيبة فكما قلت لك سابقا حيثما يوجد الخير يوجد الشر أيضاً فملكة هذا القصر سيدة يافعة لا ترتدي سوى الأبيض لها شعر رمادي غجري يصل إلى أسفل ظهرها ترتدي تاجاً كأفرع الشجر يزينه بعض أحجار الزمرد لها ذئب ضخم ذو فراء أبيض يهابه كل من في الغابة فهو حارسها الوحيد


لولو الجندى صلى على سيدنا محمد 


آجلاً عاجلاً ستلتقين بها ولكن ليس الآن فإياكِ ثم إياك أن تنبهري بشيء. بعد القصر بعدة أمتار سترين سلم يحاوطه الزهور وأعلاه القمر كبدر ستجدين أعلى السلم مفتاحاً يحلق بالهواء هذا هو أحضريه وعودي بسرعة



اه نسيت اخبارك أن كل ممر تمرين فوقه ستتغير ملابسك بألوان تناسب المكان الذي تمرين عليه فلا تنزعجي ولا تخافي حينما تعودين بالمفتاح سيعود كل شيء كما كان وستضعين المفتاح في هذا الجانب من الكتاب وأشارت إلى غلاف الكتاب وحينما وحينها ستفتح البوابة مرة أخرى وتخرجين منها وتعودين مرة أخرى إلى نفس الوقت الذي دخلتِ فيه إلى عالمنا وهنا تنقضي مهمتي فقد أتممتها على أكمل وجه بعد انتظار دام لسنوات وسأذهب للقاء جدتك الحبيبة فسلامي لك حبيبتي الغالية وأتمنى حينما تعودين إلى هنا ألا تخسري خسارة عظيمة كما خسرت جدتك حياتها.»


جنة بدهشة:«انتظري أيتها الفراشة بيريهات أخبريني كيف فقدت جدتي حياتها؟!» 


الفراشة بيرهات « ليس مسموح لي بإخبارك فسوف تعلمين حينما تعودين مرة أخرى إلى هذه البوابة وأتمنى أن لا تعودين إليها مرة أخرى والآن اذهبي سريعاً قبل أن يتحول القمر من حالته وتسجنين هنا إلى الأبد هيا أسرعي فتاتى الغالية.»


ثم بدأت في الإختفاء وهي تردد:« حافظي على حياتك.. حافظي على حياتك.. لا تنبهري بأي شيء فحيثما يكمن الخير يكمن الشر معه.» 


نظرت جنة في إثرها ثم نفذت ما أمرتها به تلك الفراشة وعادت بالمفتاح ووضعته بغلاف الكتاب وفتحت البوابة مرة أخرى وخرجت منها ووجدت نفسها جالسة على الأريكة بمكتبة منزلها تمسك بيدها الكتاب وترتدي نفس المنامة البيتية التي كانت ترتديها سابقاً وكانت الساعة الثالثة وكأن شيئاً لم يحدث ونظرت إلى الكتاب وسؤالاً يراودها «هل ستعود فعلاً إلى تلك الغابة السحرية مرة أخرى وتعيش مغامرة جديدة أم أنها ستهاب الرجوع بسبب تحذير تلك الفراشة لها؟» 


والآن قررت أنها ستكتفى بتلك الحقيقة التى توصلت إليها وستترك مسألة رجوعها إلى تلك الغابة لوقت آخر، ثم ذهبت لتنال قسطا من النوم.   


🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹


ترى ماالذى حدث لجدة جنة وماهى الخسارة التى خسرتها؟ 


ممن ست نتقم جنة؟!» 


هل ستؤذى جنة من هذا العالم السحري أم لا؟» 


هل ستعود جنة الى هذا العالم أم أنها ستخاف؟

يتبع

رواية انتقام عبر الزمن الفصل السادس عشر 16 من هنا

مجمع الرواية من هنا

Mohamed ME
Mohamed ME
تعليقات