📁

رواية انتقام عبر الزمن الفصل التاسع عشر 19 بقلم الهام عبد الرحمن

رواية انتقام عبر الزمن الفصل التاسع عشر 19 بقلم إلهام عبد الرحمن


صلوا على رسول الله ♥


🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹

عاد كرم من عمله ودخل شقته فوجد والده يجلس في شرفة المنزل هادئا يتلذذ بشرب كوب من العصير فجلس بجواره على أحد المقاعد والابتسامة تعلو ثغره. 


كرم:«ازيك يا بابا ما شاء الله شايفك مزاجك عالي وقاعد هادي لا وبتشرب عصير كمان ومروق على نفسك طيب اعزم عليا وقولى اتفضل يا كرم يا ابني.»


محسن وهو يبعد كأس العصير عن متناول يد كرم:« لا العصير ده بتاعى أنا وبس محدش يشرب منه غيري.» 


كرم باستغراب:« أنا بهزر يا بابا بألف هنا ليك يا حبيبي أومال بسمة فين هى لسة نايمه ولا إيه؟!»


محسن بتوتر:« لا دي خرجت من بدرى وقالت إنها رايحة عند واحدة صاحبتها بس مش فاكر اسمها إيه.»


كرم باستغراب:«خرجت! خرجت ازاي وهي تعبانة يعني هي ما راحتش الشغل عشان ترتاح تقوم تخرج عند صاحبتها.»


محسن:«ما أعرفش والله يا ابني مش يمكن ما حبتش تقعد معايا انت عارف إنها لسة مش متقبلة وجودي.»


كرم:« معلش يا بابا شوية شوية عليها وهي إن شاء الله هتتقبل وجودك في حياتها بسمة حنينة وقلبها طيب زي أمي الله يرحمها وعلى العموم أكيد هي عند جنة هي أصلاً ما لهاش أصحاب غيرها أنا هتصل عليها عشان تيجي ونتغدى سوا.» 

لولو الجندى صلى على سيدنا محمد 

محسن بلهفة:« لا استنى ما تتصلش.»


كرم باستغراب:« ليه يا بابا هو في إيه بالظبط مش عاوزنى أكلم بسمةليه هو حصل حاجة بينكم وحضرتك مش عاوز تقولى.»


محسن:«مفيش حاجة حصلت  يا ابني أنا بس عاوزك تيجي معايا مشوار ضروري فعشان كدا بقولك ما تتصلش عليها عشان ما تجيش تقعد لوحدها.»


كرم بتساؤل:« مشوار  ! مشوار إيه دا؟»


محسن:«لما نروح هناك هتعرف كل حاجة أنا أصلاً مستنيك من الصبح يلا يلا عشان ما نتأخرش على الناس.»


ذهب كرم ووالده محسن واستقلا سيارة أجرة والتي توجهت بهم إلى أحد المناطق الراقية فى المدينة  حيث توجد بها ڤيلا كبيرة على مساحة شاسعة فاستغرب كرم من تواجده في ذلك المكان وما هي المصلحة التي تخص والده في ذلك المكان الفخم، ذهب والده وتحدث لأحد الحراس الموجودين فقام الحارس باتصال هاتفي ثم أدخلهم إلى الڤيلا حيث استقبلهم كبير الخدم وأجلسهم فى الصالون، ثم ذهب ليخبر مصطفى بحضورهم بعد دقائق نزل إليهم مصطفى وصافحهم وجلس واضعاً قدم على الأخرى.


محسن بترحاب:«مصطفى باشا أخبار معاليك أنا جبتلك كرم أهو عشان حضرتك تتفاهم معاه براحتك.»


نظر إليه كرم باشمئزاز فكيف لوالد أن يضع ولده في هكذا موقف كيف له أن يضعه أمام الأمر الواقع دون أن يخبره أنهم سيأتون للتفاوض على بيع المنزل رغم أنه أخبره برفضه ألا يخجل هذا الأب عديم القلب من نفسه.


مصطفى بحزم:« كدا مهمتك انتهت يا محسن اتفضل امشي انت ونسبتك هتوصلك لحد عندك ويا ريت ما أشوفش وشك تاني وكلامي دلوقتي هيبقى مع كرم.»


نظر لهم كرم نظرة ثاقبة ولم يعقب على حديثهم بل وضع قدم على الأخرى هو الآخر وجلس بثقة زائدة منتظراً حتى خرج أبيه، ثم تحدث بثقه وجمود. 


كرم:«ها بقا ليه عاوز تشتري البيت بتاعي بالذات ويا ريت ما تقوليش عشان عاوز أبني مكانه عمارة أو هتشتريه هو والبيوت اللي حواليه وتعملوا قرية سياحية أنا عاوز الكلام الحقيقي اللي مخليك مصمم على شرا البيت بالشكل دا.»


مصطفى بابتسامة إعجاب:« يعجبني ذكائك وعشان كدا هكون صريح معاك وأقولك على اللى فيها أصل أنا بحب الكلامالدوغرى مبحبش اللف والدوران لأنه بيضيع الوقت.»


كرم بانتباه:«اتفضل أنا سامعك كل آذان صاغية.»


مصطفى:« أولا أنا مش محتاج بيتك في حاجة أنا محتاج اللي مدفون تحته.» 


كرم بدهشة نجح فى اخفائها:«وإيه هو اللي مدفون تحته كنز؟» 


مصطفى:«لا  مش كنز بس اللى هيوصلنا للكنز  مفتاح مقبرة الملكة خنتكاوس التالتة الشيخ اللي عرف مكان المقبرة هو اللي حدد مكان المفتاح واللي بالصدفة طلع مدفون تحت البدروم بتاع بيتك على بعد عشرة متر وطبعا لما ناخد المفتاح هنقدر نفتح المقبرة بكل سهولة.»


كرم بتفكير:« ونسبتي في الموضوع دا كام على كدا.»


مصطفى:« أنا اتفقت مع محسن على التلت.» 

لولو الجندى صلى على سيدنا محمد 

كرم بثقة:« اتفاقك مع بابا دا تنساه خالص البيت بإسمي أنا وأختي بابا مالوش حاجة فيه والتلت دى نسبة قليلة أوى على مقبرة ملكة اللى مفتاحها عندى انا  فعشان نقصر فى الكلام أنا هاخد النص ودا آخر كلام عندي.»


مصطفى بسخرية:« النص مرة واحدة طب إيه رأيك في اللي يخليك تدينا البيت من غير ما تاخذ ولا مليم؟»


كرم بتساؤل وابتسامة ساخرة:«ودا ازاي إن شاء الله هتخطفوني وتجبروني على البيع ولا إيه؟» 


مصطفى بضحكة مستفزة:« لا هو إحنا مش هنخطفك انت إحنا خطفنا خلاص بسمة أختك هي منورة عندنا لأني كنت متوقع إنك هترفض عشان كدا عملت حسابي وخطفتها ووديتها في مكان الجن الأزرق ما يعرفش يوصل له وطبعاً لو ما وافقتش انت اللي هتخسر والبيت بردو هاخده فيا ريت نمشيها بالذوق بدل ما تخسر أختك  الوحيدة ويمكن حياتك كمان.»


كرم بثقة وجمود:« بقولك إيه لو فاكر إنك كدا خوفتنى تبقى غلطان ياباشا  أنا اللي يهمني الفلوس مقبرة يعني آثار كتير لا ومش أي مقبرة دي مقبرة ملكة يعني مليانة خيرات لا تعد ولا تحصى وأنا المفتاح معايا لأنه مدفون في بيتي يبقا إيه بقا نلايمها وتزود النسبة عشان ما يبقاش في شوشرة والخسارة مش هتبقى ليا لوحدي لا انتم كمان هتخسروا.» 


مصطفى بتهكم:« طيب ما كنت تقول كدا من الأول دا أبوك طالع بيك السما وبيقول إنك شريف وهتبلغ البوليس طيب كنت وفرت علينا المدة اللي فاتت دي.»


كرم:«أديك عرفت يا باشا ودلوقتي نتفق بقا عشان كلنا نبقى مرضيين واااه لازم أحضر فتح المقبرة عشان أتأكد إنكم مش هتضحكوا عليا  وتستغفلونى في النسبة بتاعتي معلش ياباشا الحق حبيب الله ومن الآخر كدا المفتاح هيفضل معايا لحد ميعاد فتح المقبرة ها قولت إيه؟!»


مصطفى بخبث:« تمام يا كرم بس المحروسة أختك هتفضل معانا ما هو أنا كمان لازم آخد احتياطاتي منك ووجودها معانا هيخليك ما تلعبش بديلك.»


كرم:«أنا قولتلك يا باشا أنا ما يفرقش معايا غير الفلوس لأن بصراحة أنا عاوز أقب على وش الدنيا بس انت ما يرضكش يا باشا إني أبان قدام أختي عديم الشهامة والنخوة تقدر تاخذ الضمان اللي يعجبك بس أنا ما ينفعش أسيب أختي مع رجالة غريبة ولا إيه وبعدين إحنا هنروح من بعض فين؟.» 


مصطفى بخبث:« عندك حق على العموم انت هتروح مني فين دى مصر كلها أوضة وصالة يعني يوم ما تفكر تغدر مفيش حتة فيك يا مصر تقدر تخبيك عن عيني وساعتها هخليك تشتهي الموت وما تطلوش.»


كرم:«اطمن يا باشا أنا عقلي مش صغير ومش ناوي أضحي بثروة زي دي دا أنا ماصدقت الدنيا هتضحكلى أخيراً اطمن المهم دلوقتي أختي فين  ؟!»


مصطفى بحزم:« قبل ما توصل بيتك هتكون هي هناك في سريرها بكرا الساعة 12:00 بالليل رجالتي هتيجي وتطلع المفتاح.»


كرم:« خلاص اتفقنا ياباشا عن إذنك أنا دلوقتي.»


في منزل جنة كانت تجلس في حجرتها بعد انتهائها من الأعمال المنزلية تؤنب نفسها فى أنها كيف سمحت لنفسها أن تحدث شخصاً غريباً كيف وافقت أن تعطيني رقم هاتفها له كيف لها أن توافق على إقامة علاقة حب دون ارتباط رسمي ظلت تلوم نفسها وتجلدها وتذكر نفسها أن هذه خيانة ثقة ترى ماذا سيكون موقف زوجة عمها اذا علمت هل ستسامحها وستعذر قلبها البريء الذي دق بالحب وهو لم يكن يعلم ما معنى تلك الكلمة أم ستفقد الثقة بها وتعنفها؟!  ظلت هكذا إلى أن أتتها رسالة على هاتفها وبالطبع لم يكن سوى خالد.


خالد:« ازيك يا قلبي وحشتيني ما قدرتش استنى  لغاية بالليل عشان أكلمك قولت أخطف لحظة كدا من الشغل أكلمك فيها وأرجع تاني قبل ما حد ياخد باله ها بقا قوليلي عاملة إيه طمنيني عليكي؟!»

لولو الجندى صلى على سيدنا محمد 

رأت جنة الرسالة وظلت في حيرة أترد عليه أم لا حينما تأخرت على خالد في الرد أرسل لها مرة أخرى.


خالد:« جنة مالك يا روحي ما بترديش ليه هو انتى زعلانة مني في حاجة؟!» 


جنة:«خالد أنا زعلانة من نفسي أوي وبعدين كلامك دا بيزود إحساسي بالذنب في إيه لسه قايلي امبارح إنك معجب بيا وفي إيه كل شوية تقولى قلبي وروحي وحبيبتي.» 


خالد:«طيب اهدي كدا بس وفهميني بالراحة إيه اللي مزعلك وليه حاسة بالذنب من كلامي؟!»


جنة:« أنا مش قادرة أسامح نفسي وأنا بكلمك من ورا أهلي حاسة إني بجد مش مرتاحة ومش هقدر أعمل كدا عشان خاطري ما تزعلش مني أنا مش هتكلم تاني ولو لينا نصيب مع بعض ربنا هيجمعنا حتى لو مش بنتكلم.» 


خالد مسرعاً:«استني بس يا جنة هو إيه اللي حصل لكل دا عشان خاطري بلاش تبعدي عني وبعدين أنا بحبك وعاوز أتجوزك بس بردو مش عاوز أستعجل عشان دا جواز مش لعبة وكلامي معاكي عشان بس نعرف بعض وناخد قرار بدل ما نتسرع ونرجع نندم عشان خاطري وحياتي بلاش تسيبيني أنا ما صدقت لاقيتك ولو عاوزة آجي أخطبك دلوقتي أنا موافق يا ستي بس اديني فرصة بس شهرين عشان أنا ليا فلوس برا ومش هتيجي إلا بعد شهرين انتى ميرضكيش آجى أتقدملك وأنا محلتيش أى حاجة ولا معايا حتى تمن الشبكة.»


جنة:« طيب خلاص أنا موافقة أستنى الشهرين دول بس مش هنتكلم مع بعض لحد ما تجهز وتيجي اتفقنا.»


خالد:«لا أبوس إيدك أنا ما أقدرش أقعد شهرين من غير ما أكلمك وأسمع صوتك اللي جنني وقلب كياني وحياتي يا جنة بلاش تقسي عليا كدا.» 


جنة بتردد:«بس أنا خايفة ياخالد لو حد من أهلى عرف هيزعلوا منى أوى ومش بعيد يرفضوك لما تيجى تتقدملى.» 


خالد:«إن شاء الله محدش هيعرف حاجة بس خليكى انتى معايا ومتبعديش عنى عشان خاطري.» 


جنة بخجل:«حاضر مش هبعد وهستنى الشهرين دول يعدوا وتيجى تتقدملى رسمى.» 


خالد:«إن شاء الله ياحبيبتى هسيلك أنا دلوقتي عشان الشغل وهبقا أكلمك بالليل سلام ياروحي.» 


فى منزل كرم دخل كرم مسرعاً إلى حجرة شقيقته ليطمئن عليها فوجدها نائمة ورأسها مغطى برباط طبى  فاقترب منها واطمئن أنها بخير فدثرها جيداً وخرج يبحث عن والده فوجده يجلس فى حجرته يمسك بصورة والدة كرم ويبكى فنظر له كرم بجمود ثم تحدث قائلاً. 


كرم:«أنا عاوز أعرف إيه اللى انت عملته دا هو أنا للدرجة دى مش فارق معاك زمان بعد موت ماما بعتنا وسيبتنا نواجه الدنيا لوحدنا ودلوقتي عاوز تضيعنا انت عارف إن بسمة كانت مخطوفة يعنى كانت ممكن تضيع للأبد.» 


كرم ببكاء:«يابنى أنا أعمل إيه أنا اتفاجئت بواحد بيكلمنى وبيقولى إنه خطف بسمة ولو مجبتكش وروحتلهم هيأذوها ودى بنت غصب عنى خوفت عليها دى بنتى بردو فاضطريت آخدك معايا من غير ماأعرفك عشان متبلغش البوليس هو أنا كدا غلطان.» 


كرم بعدم ثقة:«هحاول أصدقك المهم إن بسمة موجودة معانا دلوقتى بس هى وصلت هنا ازاى؟!» 

لولو الجندى صلى على سيدنا محمد 

محسن بتوتر:«أنا.. أ.. أنا كنت قاعد مستنيك لما ترجع فجأة سمعت صوت جرس الباب ولما روحت أشوف مين لاقيت بسمة مرمية قدام الباب  فخدتها ودخلتها أوضتها يظهر إنهم كانوا مخدرينها  لأنها لحد دلوقتي مش دريانة بالدنيا اللى حواليها.» 


كرم براحة:«الحمدلله إنها بخير.» ثم همَّ للذهاب فاستوقفه محسن وسأله بتردد. 


محسن بتردد:«هو انت عملت إيه مع مصطفى باشا؟!» 


كرم بجمود:«أظن دا شئ مايخصكش البيت ملكى أنا واللى هيجى بتاعى أنا وبس، بس ممكن أديك منه جزء عشان تقدر تبدأ حياتك من جديد بعيد عننا وكفاية اللى شوفناه منك لحد دلوقتي.» 


محسن بحدة:«بس أنا اللى جايب الناس وأنا اللى عرفتك على الخير اللى موجود في البيت يبقا المفروض ليا نسبة محترمة مش ملاليم هترميهالى وخلاص ولا إيه ياسى كرم.» 


نظر له كرم باشمئزاز:«اطمن يا.... محسن بيه مش هتاخد ملاليم ولا حاجة هتاخد كل اللى نفسك فيه أنا اتفقت مع مصطفى باشا على النص مش التلت زى ماكان بيضحك عليك.» 


محسن بضحك:«بجد ياكرم بجد ياابنى أخيراً هنودع الفقر ونقب على وش الدنيا.» 


كرم:«هتاخد نصيبك وياريت ميبقاش ليك وجود فى حياتى أنا وأختى مرة تانية حتى لو فيك إيه انسى إن ليك ولاد زى ماإحنا هننسى إن لينا أب.»

يتبع

رواية انتقام عبر الزمن الفصل العشرون 20 من هنا

مجمع الرواية من هنا

Mohamed ME
Mohamed ME
تعليقات