رواية دماء علي اوراق الورد الجزء الثاني 2 الفصل العاشر 10 بقلم أثر توفيق
فى العاشرة مساء توقفت سيارتان امام احد الفنادق الرخيصة فى منطقة محطة مصر ونزل منها عدد من الرجال يتقدمهم رجل يرتدى بذلة سوداء كاملة تقدم بثقة الى موظف الريسبشن الذى يرتدى ملابس رثة ونظارة طبية قائلا
سعد : النقيب سعد الدين عرفه الامن الوطنى
الموظف : مين ايه ؟ خير يافندم ؟
سعد : بلغنا ان فيه مجىم خطير نازل عندكم هنا وانكم ما بلغتوش القسم بصور بطايق النزلاء
الموظف : يافندم احنا ....
سعد : خلاص انت حتتكلم كتير ؟ فين صور اثباتات الشخصيه اللى عندك ؟
الموظف : بس يافندم اصل ...
سعد : يظهر انك حتتعبنى يا محمود خد الراجل ده على العربيه نحقق معاه فى المكتب
الموظف : لالا يافندم اتفضل صور البطايق وجواز السفر اهيه
لم يكن الموجودين كثيرون مجرد فردين من الصعيد وجواز سفر على عبد الرحيم الذى تفحصه سعد قبل ان يسال
سعد : ده نازل فى اوضه كام ؟
الموظف : اوضه 31 فى الدور التالت
سعد : حد تانى معاه فى الدور ؟
الموظف : لا يافندم الفندق فاضى زى ما سيادتك شايف مستنيين امتحانات الثانويه تخلص و...
سعد : خلاص انا مش وزارة السياحه انا امن وطنى فاهم يعنى ايه امن وطنى ؟ مفتاح الاوضه معاه واللا هنا ؟
الموظف : لا هنا يافندم اتفضل
سعد : لا خليه مكانه وهات المفتاح الاحتياطى ولما يوصل ما تنطقش بكلمه انت عارف ده تهمته ايه ؟ تخابر يعنى جاسوس ودى فيها اعدام ولو حاولت تنبهه حنتهمك انك شريك معاه
الموظف : يافندم ولا اعرفه خالص
سعد : خد بالك الشخص ده خطير ومسلح واحنا بنقبض عليه ممكن يقاوم ويحصل صوت عالى حتعمل ايه ؟
الموظف : حابلغكم طبعا انا خدام الحكومه
سعد : يابنى حتبلغنا ليه واحنا اللى عاملين الصوت ؟ لو حصل اى صوت عالى كأنك ما سمعتش
الموظف : انا اصلا اطرش يافندم
ضحك سعد ونظر الى احد الرجال قائلا
سعد : يا نبيل انت خليك معاه هنا واول ما الهدف يوصل ترن علينا نجهز وانت يا جمال خليك على الباب بره واحنا حنطلع نعمل الكمين فى الاوضه
صعد سعد ومعه محمود الذى يحمل على كتفه حقيبة ظهر ورجلين اخرين الى الغرفة وانتظروا حتى اخر الليل حين ابلغهم نبيل بوصول الهدف فاطفاوا نور الغرفة وانتظروا فى الظلام
دخل على الغرفة وقبل ان يضيء النور وجد من يجذبه للداخل ويغلق الباب ثم اضيئت الانوار
على : ايه ده انتوا مين ؟
سعد : مش فاكرنى ؟ انا اللى قلبتك قبل كده واخدت منك التليفون معقول نسيتنى بالسرعه دى ؟
على : طيب وعاوز ايه ؟
سعد : حاعوز من اللى شكلك ايه ؟ ولا حاجه حاتم باشا هو اللى عاوزك
على : بس انا مش عاوز اروح هناك
صاح سعد بحدة
سعد : مش بمزاجك حتروح غصب عنك
ثم استعاد هدوءه واشار لمحمود الذى انزل حقيبة الظهر وفتحها ليخرج منها جوالا من المستخدم لتعبئة الدقيق وهو يبتسم بسخرية
سعد : خلينا فى المهم حاتم باشا عاوزك فى شوال بس ما حددش عاوزك ازاى سابها لاختيارك تدخل الشوال حته واحده واللا حتت ؟
على : يعنى ايه ؟
سعد : يعنى مممن تدخل بمزاجك وتحافظ على حياتك
ثم اشار لمحمود الذى اخرج من الحقيبة ساطورا كبيرا مما يستخدمه الجزارون لتقطيع اللحم وقال سعد
سعد : او تعصلج نقوم نقطعك حتت ونرميك فى الشوال
على : انا حاصوت والم عليكم الناس
سعد : ايه كلام النسوان ده ؟ فيه راجل يقول كده ؟ واللا راجل ايه انا هرشتك من اول مره شفتك فيها
بينما اقترب محمود بالساطور قائلا وهو يمسك فكه ويجبره على فتح فمه
محمود : ولا ما تخنقناش صوت براحتك بس ساعتها تبقى اخترت تدخل الشوال حتت واول حته حتبقى لسانك
على : لالالا ابوس ايديكم طيب انا حاجى معاكم وبلاش الشوال
محمود : مش بمزاجك اخلص حتدخل واللا ندخلك بمعرفتنا
وقرب الساطور من عنقه فصاح على
على : حادخل حادخل
كمموا فمه وحمله رجلان ليلقياه فى مؤخرة احدى السيارتين بينما توجه سعد الى موظف الريسبشن قائلا
سعد : الراجل ده تهمته خطيره وثابته عليه بس لسه باقى افراد العصابه لو فتحت بقك بكلمه من اللى حصل هنا حنعتبرك شريك معاهم ونيجى نقبض عليك
الموظف : يافندم انا اخرس اصلا واطرش واعمى كمان
وفى الطريق ارسلوا رسالة لحاتم ان العصفور فى القفص وجارى اعادته الى العش
.....................
دخل حاتم الى الورشة مسرعا وحين راه على هتف به
على : الحقنى يا حاتم
فصفعه محروس على قفاه قائلا بحدة
محروس : حاتم باشا يا ابن الكلب
حاتم : الله ينور عليكم يا رجاله سيبوهولى بقى انا اعرف حسابى معاه
جابر : بس يا باشا احنا عاوزين نخدمك ما تسيبنا نروقه
حاتم : لا ده يلزمنى انا انتوا عملتوا اللى عليكم كتر الف خيركم خد يا جابر انت والرجاله
اخرج مبلغا كبيرا من المال فقال جابر
جابر : اعفينا يا باشا احنا جبناه علشان نرد حاجه من جمايلك ونكون سند لواحده ست من المنطقه احتاجت لينا
حاتم : معلش كتر الف خيركم خد يا جابر علشان الرجاله تعبت ياللا فكوه يا رجاله
فكوا وثاقه اشار اليه حاتم ان يسير معه فمشى دون اعتراض حتى وصلا الى شقة حاتم الذى اغلق الباب وجلس بهدوء واضعا ساقا فوق اخرى وهو ينظر لعلى بصمت مثير للاعصاب حنى نطق على اخيرا
على : انت عاوز منى ايه ؟
حاتم : انت ازاى تمشى من غير اذنى ؟ انا مش قلتلك ان زعلى وحش ؟
على : اعمل ايه اذا كانت المجنونه طردتنى وكانت عاوزه تقتلنى
انتفض حاتم واقفا وصفعه صفعة قوية القته ارضا وقال بحدة
حاتم : اتكلم عنها كويس اللى بتقول عليها مجنونه دى جزمتها برقبتك
نهض على وتحسس خده وضغط على اسنانه قائلا
على : ماشى . لا مؤاخذه ست الستات طردتنى اروح فين ؟ ما كنتش اعرف ان لازم اخد من معاليك الاذن
حاتم : قلبك جمد وطريقتك فى الكلام اختلفت ما تجيب من الاخر
على : اجيب من الاخر كمان اسبوعين عيد ميلاد السنيوره قصدى الهانم المحترمه حتكمل خمسه وهشرين سنه وتفك الوديعه اخد النص واطلقهالك وهنيالك الهانم بالشقه بالباقى ولو مش عاوز تصبر ادينى فلوسى دلوقت واطلقها حالا
حاتم : نفسى اعرف ايه اللى جمد قلبك كده فجاه بس حاقول لك عرضك مرفوض ايه رايك انا عندى حل احسن ؟ انا حاخلى دكتور يكشف عليك ويعمل تقرير طبى بحالتك وتتطلق منك فى المحكمه
على : وحتفضحها ؟ معقول حتقدر تبول فى المحكمه انك انت اللى كنت راجلها ؟ واللا ساعتها حتتخلى عنها وتهرب بجلدك من الفضيحه ؟ امها قالتلى على العلاقة اللى بينكم
بذل حاتم جهدا خارقا للتماسك والا يظهر عليه اى اضطراب بعد ان فوجئ بما قاله على وقال بثقة وهو يضغط على اعصابه
حاتم : الكلام ده كله كدب فى كدب لا حصل حاجه بينى وبينها ولا هى حد لمسها اصلا الانسه داليا لسه انسه والطب الشرعى ممكن يثبت كده وعندنا اثباتات كمان ان الست دى كانت بتشوه سمعتها
على : معقول فيه حد يصدق ان ام تشوه سمعة بنتها ؟
حاتم : مش لو كانت امها اصلا ؟ هاهاها دى مش امها واحنا تحت ايدينا الدليل على كده
اختفت الابتسامة الواثقة من على وجه على وظهر انه لم يكن على علم بذلك بينما ابتسم حاتم وقد استعاد ثقته بنفسه
حاتم : شفت بقى ان الموضوع كله من الاول كان كدب فى كدب ؟ باين عليك كان مضحوك عليك من الاول بس انت برضه مش ضحيه . شوف انت حتطلق او يبقى قدامنا حل تانى نخلص بيه بس حنحلص حنخلص حتى لو قتلتك بايدى
ارتبك على وقال محاولا اخفاء خوفه
على : فى الحاله دى ساعتها حتدخل السجن وتخسر حبيبة القلب
حاتم : مش مهم المهم انها تسترد حريتها هى المهمه انما انا مش مهم واوعى تكون فاكر انها طلبت منى اطلقها منك علشان اتجوزها تبقى غلطان انا من يوم رجوعها ما اتكلمتش معاها لانها ست محترمه ولكلمك قبل الجوازه السوده دى كنت باخرج معاها كل يوم بس كنا لنروح البورصه كنت باعلمها الشغل وما حصلش بيننا اى حاجه غلط ولا معايا ولا مع غيرى النوضوع من اوله انت كان مضحوك عليك فيه بس ايه السبب ؟ ده اللى عاوز اعرفه
ارتبك على امام ثقة حاتم ومنطقه ولكنه حاول المقاومة والقى باخر اوراقه
على : برضه الطلاق وانا مجبر غير جائز وانت مالكش صفه تتكلم بالنيابه عنها ولو ليك صفه ثوللى ممكن فى دى كمان اكون غلطان
حاتم : لا مش غلطان فى دى عندك حق انا فعلا ماليش صفه اللى ليه صفه هى الفلوس انت عاوز كام ؟
على : نص الوديعه عشره مليون
حاتم : لا انا حادفع خمسه بس ودلوقت حالا لو عاوزهم فكر ورد عليا
فكر على قليلا قبل ان يقول
على : موافق
جلس حاتم باسترخاء ووضع ساقا على ساق واشار الى غرفة مكتبه المفتوحة قائلا
حاتم : ادخل اوضة المكتب وروح على مكتبى حتلاقى على الشمال تلات ادراج افتح الدرج التانى حتلاقى فايل بلاستيك شيله حتلاقى تحته ظرف اصفر مكتوب عليه لحامله هاته وتعالى
على : وانت ما تروحش تجيبه ليه ؟
حاتم : انت اللى عاوز الفلوس مش عاوز تتعب شويه ؟ عاوز كل حاجه على الجاهز ؟ عاوز تخلص ادخل هات الظرف لانى لو قمت من مكانى حيبقى عندى كلام يزعلك
تردد على قليلا ثم دخل الى غرفة المكتب واضاء النور وجلب الظرف وعاد الى حاتم
حاتم : الظرف ده فيه اسمهم لحامله قيمتها خمسه مليون خدهم وطلق علشان ما نضطرش لاى حاجه تانى
نظر على الى الاوراق بتردد وهو لا يفقه اى شيء عن الاسهم او السندات او اعمال البورصة عموما
على : انا مش حاطلق غير لما اروح اتاكد من الورق ده انا مش عبيط وكمان ايه اللى عرفنى انهم خمسه مليون مش اقل
حاتم : فعلا انت مش عبيط خلاص خد الظرف وامشى ولما تتاكد ابقى طلق
تردد على وظهر عليه الخوف فقال حاتم
حاتم : ياللا مستنى ايه الظرف فى ايدك والباب مفتوح
نظر نحوه على بغباء وخوف قائلا
على : افرض انى اخدت الورق ده ورفضت اطلق ؟
حاتم : خلاص ما تطلقش خد الورق وامشى هاهاها
على : مش فاهم
حاتم : افهمك انت دخلت المكتب وفتحت النور وفتحت الدرج بايدك ورفعت الفايل اللى فوقه لحد ما اخدت الظرف اللى فيه اسهم لحامله ممكن اى حد يتصرف فيها بس هى مش بخمسه مليون يعنى
ثم ضحك بصوت عالى ومد يده خلف ظهره ليخرج سلاحه الشخصى المعلق بجراب فى حزامه قائلا
حاتم : ودى شقة رجل اعمال وله مكتب تداول وشغال فى البورصه ومعرض للسرقه وكن حقه يطلع رخصة سلاح علشان لما حرامى يدخل يسرق ظرف زى اللى فى ايدك ده يقدر يحمى نفسه هاهاهاهاها
توقف ليلتقط انفاسه من الضحك على منظر على المرتعب واضاف وهو يقوم ليقترب منه
حاتم : يعنى قبل ما توصل عند باب الشقه طلقه واحده وتبقى حرامى وقتلتك وانت بتسرق من شقتى يعنى انا براءه
القى على الظرف من يده برعب قائلا
على : انا مش عاوز حاجه ما اخدتش حاجه
التقط حاتم طرف الظرف باطراف اصابعه والقاه بعيدا وهو يقول بحدة
حاتم : انت مش حتاخد حاجه انا اللى اخدت بصماتك على الظرف وحاقتلك واثبت انك حرامى يعنى كلب وراح شوفت الموضوع سهل ازاى ؟
على : اسمع انا ممكن اتفاهم معاك
حاتم : ما تخافش انا مش حاقتلك عارف ليه ؟ علشان حترتاح لو قتلتك دلوقت
ثم اشار الى الظرف البعيد قائلا
حاتم : الظرف بالبصمات اللى عليه موجود لو فكرت اقتلك بعد اسبوع او حتى شهر لما استكفى منك انا حاعذبك عذاب يخليك تتمنى الموت وتبوس جزمتى علشان اريحك برصاصه بس مش حارحمك
ركع على على الارض وامسك بيد حاتم يقبلها ويقول برجاء
على : ابوس ايدك انا فى عرضك
حاتم : لسه مش دلوقت انا لسه ما ابتديتش انت من دلوقت مش حتشوف الشارع لحد ما اخلص عليك وحياة امك لاخليك عبره لاى كلب يتجرا على اسياده الانسه داليا دى ستك وست اهلك كلهم وانت يا واطى يا حقير بتساومها ؟
ثم خلع حزامه وانهال عليه ضربا وهو يصرخ هاتفا بغضب
حاتم : مش كفايه السنين السودة اللى قضتها معاك ؟
اخذ على يصرخ من الالم فقال له بازدراء
حاتم : اصرخ زى النسوان ولا حد حيسمعك الصوت عندى معزول خالص والا كنت حبستك فى الورشه
اخذ يضربه بالحزام ويركله ويبصق عليه حتى فقد وعيه فسحبه من قدمه على الارض حتى ادخله الى غرفة صغيرة كان قد اخلاها تماما من الاثاث وقيد يديه خلف ظهره وكمم فمه وتركه وذهب ليتصل بالحاج مهاب ليبلغه بما حدث
يتبع
دماء علي اوراق الورد الحزء الثاني 2 الفصل الحادي عشر 11 من هنا