رواية دماء علي اوراق الورد الجزء الثاني الفصل الحادي عشر 11بقلم أثر توفيق
كانت داليا تجلس مع اختها على الارجوحة فى حديقة المنزل الريفى الانيق من الصباح الباكر وكانت تستنشق الهواء النقى المشبع برائحة الفل بنشوة حينما فوجئت بيدين حانيتين تغطيان عينيها وصوت دافئ يقول
مهاب : صباح الورد يا وردة البستان يا احلى ورده فى جنينة قلبى
تلمست يديه وازالتهما من فوق عينيها وقبلتهما قائلة
داليا م : صباح الفل يا عمى لا قصدى يا بابا مهاب
مهاب : الله الله الله حلوه قوى كلمة بابا طالعه من بقك مزيكا
وقبل جبهتها بحنان فقالت داليا طلال
داليا ط : ماشى يا عم الحلو ادينا اتركننا على الرف تانى
التفت اليها مهاب يقبل جبهتها قائلا
مهاب : ما عاش اللى يركنك على الرف يا حبة قلبى من جوه ده انتوا الاتنين احلى حاجه فى عمرى لا انتوا الاتنين احلى حاجه فى الدنيا كلها باقول ايه خدونى فى وسطكم واللا اقول لكم خليكم براحتكم وانا امرجحكم
اخذ يهز بهما الارجوحة وهما تضحكان معا بسعادة حتى جاء محسن
محسن : ايه الصباح الجميل ده ؟ الجنينه مالها اتملت ورد كده ليه ؟
داليا : صباح الخير يا محسن رايح فين بدرى كده ؟
محسن : حاروح مزرعة المواشى علشان انقى العجول اللى حتتدبح النهارده علشان سلامة رجوع القمر بتاعنا لحضننا وبعدها اروح على الغيط البحرى شويه وارجع على العصر اثف على الدبيح واشوفكم بقى بالليل
داليا م : انا مروحه النهارده بعد الغدا
مهاب : مافيش مرواح انتى مش حتمشى من هنا الا بعد ما تاخدى عزايا
داليا م : ربنا يطول فى عمرك يا حبيبى بس عاوزه ارجع بيتى
مهاب : هنا بيتك يا روحى والله انتى ليكى نصيب فى البيت ده الدور التالت ده بتاعك لوحدك بس امك عاليه مصممه تقعدى فى الاوضه اللى جنبها
داليا م : ما انا عارفه اصلها افتكرتنى رجعت صغيره تانى طول الليل تدخل اوضتى تتمم على الغطا وتبوسنى من خدى وانا اعمل نفسى نايمه علشان تبوسنى يا سلام على حنان الام حقيقى كنت محرومه من حاجات حلوه كتير
محسن : خلاص عاوزه تسافرى وتتحرمى منها تانى ليه ؟ انتى لسه فيه حاجات حلوه كتير قوى كنتى بتحبى تعكليها وانتى صغيره ولسه ما رجعتيش تعمليها تانى
داليا م : خلاص يا محسن انا مستنيه
داليا ط : محسن باقول ايه هو انا لو رحت الغيط البحرى قصدى يعنى انا وداليا حنلاقيك هناك امتى ؟
محسن : لو انتى رايحه انا حاطلع هناك من دلوقت استنى قصدى انتوا الاتنين
داليا ط : فى جنينة الموز ؟
ابتسم محسن بخجل وانصرف دون ان يرد وبعدها التفت مهاب لداليا محسن قائلا
مهاب : ايه رايك بقى يا برنسيسه اطلعلك الفرس واسرجه واخرج معاكى نتفسح فى البلد ؟
نظرت داليا محسن الى اختها بخجل وقالت
داليا م : طيب ما تخلينا نخرج بالكارته احنا التلاته يا حاج
مهاب : لالا انا حاركبك الفرس وامسكلك اللجام زى زمان اما دودو بقى تروح تركب الكارته وتتفسح براحتها تروح مطرح ما يعجبها
داليا ط : اه سيبونى انا النهارده على راحتى انا عاوزه اتفسح لوحدى
قامت من فورها متجهة نحو الاصطبل لتسحب الكارتة فقال لها مهاب مازحا
مهاب : لسه بدرى
داليا ط : بدرى على ايه ؟ انت قصدك ايه يا حاج ؟
مهاب : لالالا براحتك يا روحى براحتك خالص
ابتسمت بحياء وانصرفت بينما همس هو بعد انصرافها قائلا
مهاب : يارب
داليا م : خد بالك يا حاج ان داليا بتحس انكم بتنسوها لما اجى
مهاب : عمرنا يا بنتى ما ننساها ابدا دى ربنا عوضنى بيها عن بنتى اللى ماتت ولو كانت عاشت ما كنتش حاحبها قد داليا انا فاهم قصدك ايه بس عمرنا ما حسبناها كده وممكن نكون غلط بس هى كل الحكايه انها كانت بيننا فى وسط اب وام واخوات وانتى كنتى يا بنتى وحيده مافيش غير ابوكى جنبك ولما كنتى لتيجى العزبه مع ابوكى كنا كلنا بنحاول نعوضك ونكون حواليكى فى اليوم واللا اليومين اللى قاعداهم من كل اسبوع انما ننسى داليا ده المستحيل انا انسى روحى ولا يمكن انسى اللى اغلى من روحى
داليا م : ودلوقت برضه عاوز تعوضنى عن الحرمان ؟
مهاب : لا المره دى مش كده كلام فى سرك انا حاسس انها مقربه شويه من محسن وبينى وبينك بعد جوازها عرفت ان محسن كان رايدها وكان مستنى لما تخلص دراستها انما النصيب بقى وانا نفسى ومنى عينى يتم المراد اقله اموت وانا متطمن عليها انها فى حمى راجل . محسن لحد دلوقت مش راضى يتجوز لان قلبه متعلق بيها وعنده حق مين تبقى داليا قدامه ويبص لغيرها ؟ انا قلبى حاسس وباتمنى تكون رايحه على جنينة الموز علشان كده اخدتك علشان اسيبها على راحتها يمكن ربنا يوفق يارب انتى عارفه انا مش باتمنى الجوازه دى علشان اجوز ابنى لواحده بنت حلال تصونه لا انا باتمنى الجوازه دى علشان اجوز بنتى لراجل ابن حلال يراعيها ويحميها ويتقى الله فيها قلتى ايه بقى يا سنيوره اروح اسرج الحصان ؟
نظرت نحوه باعجاب قائلة
داليا م : قلت يا بختنا بيك يا اجمل واحن اب فى الدنيا
......................
صعدت لتغير ملابسها بثياب تصلح لركوب الخيل ومرت على حجرة الحاجه عاليه فوجدتها نائمة وايه فى حضنها فهمت بالخروج ولكنها وجدت الحاجه عاليه تشير اليها فاقتربت منها وقبلتها وقبلت يدها قائلة
داليا م : انتى خلاص استوليتى على ايه ما بتناميش غير وهى فى حضنك ؟
عاليه : طبعا انتى عارفه زمان كنت بانام وانتى واختك فى حضنى ولما اتفطمتى وكبرتى شويه ورحتى تعيشى مع ابوكى بقيت بانام وداليا فى حضنى وبعد ما اتجوزت عينى اتحرم عليها النوم لحد ما ايه شرفت اصل اسيل بنت نادر لسه بترضع وامها ما بترضاش تسيبها بالليل وبتجيبهالى الصبح وهى رايحه الشغل بس النهارده الجمعه وامل هانم بتصحى براحتها
داليا م : انتى حتشعلى على امل شغل الحموات واللا ايه ؟
عاليه : ابدا والله دى اموله دى حتة سكره وهى عارفه انى باحبها بس لو تسيبلى البت يوم وهى يوم حيجرى ايه ؟
داليا م : على فكره انتى صاحيه طول الليل انا كنت باحس بيكى لما تغطينى واعمل نايمه علشان تبوسينى كنت فرحانه قوى بس يا وليه غكا فى الصيف والحر ده ؟
عاليه : يوووه عليكى انتى واختك خايفه عليكم تاخدوا برد طول الليل من اوضتك لاوضة اختك
داليا م : ربنا ما يحرمنى من حنيتك يا امى ويخليكى لينا يارب
عاليه : ولا يحرمنى منكم يا فرحة عمرى كله انتوا كلكوا صبيان وبنات
......................
نزلت الى الحديقة لتجد عمها قد اعد فرسا جميلا ابيض اللون فاقتربت من الفرس تربت على راسه قائلة
داليا م : بس ده مش الفرس بتاع زمان
مهاب : انتى لسه فاكره الفرس بتاع زمان ؟ ده عجز وراحت عليه خلاص انما ده لسه صغير واصيل مأصل ما تركبوش غير برنسيسات ماحدش ركب عليه قبلك غير اختك وانتى التانيه من يوم ما اتولد اصله مولود عندى هنا
شبك اصابعه ليساعدها على الركوب فامسكت بيديه ترفعهما الى شفتيها تقبلهما وتضعهما تحت ابطيها قائلة
داليا م : لا شيلنى ركبى زى زمان
مهاب : عجزت يا بنتى ما بقيتش زى زمان
داليا م : فشر انت زينة الشباب
رفعها ليضعها على صهوة الجواد وشعر بتدفق العافية فى عروقه وادهشه انع لم يجد عناء فى رفعها برغم سنه التى تجاوزت السبعين ورغم انها كبرت وزاد وزنها ولكنه رآها كعصفورة رقيقة واحس ان الطقاة والشباب يتدفقان فى جسده حتى ظن انه اذا نظر الى المراة فلن يرى اثرا للشيب فى راسه ثم امسك المقود مازحا
مهاب : ياللا بقى يا سمو الاميره قولى لغفيرك بسطاويسى عاوزه تروحى فين ؟
داليا م : بسطاويسى ؟ ايه بسطاويسى دى ؟
مهاب : اسامى الغفر كده بسطاويسى عليوه حسنين اومال عاوزه غفير اسمه مهاب ؟
داليا م : لا مهاب ده ما ينفعش غفير مهاب ده سيد الناس
امسك بالمقود وخرج بها من باب البيت واخذ يتجول بها فى طرقات القرية والفلاحون فى الحقول يحيونهم حتى سمعوا صوت القرآن المنبعث من المسجد استعدادا لصلاة الجمعة
مهاب : تحبى ارجعك واروح اصلى واللا تكملى لوحدك ؟
داليا م : مش عارفه حاعرف امشى لوحدى ازاى حاخاف
مهاب : حتخافى من ايه ؟ دى بلدك وكل اللى فيها اهلك امسكى اللجام
ناولها اللجام واخذت تتمشى بالفرس حتى مرت بجوار بعض القرويات اللاتى خرجن لتوصيل الغذاء لذويهن فاشرن اليها مرحبات فنزلت من فوق صهوة الفرس وذهبت اليهن فاخذن يقبلنها ويحتضننا ويهنئنها على السلامة بينما يصدح صوت القران فى الفضاء الواسع وعيونها تلتمع بالدموع ورن هاتفها فنظرت لتجدها خديجه فاجابت على الفور
خديجه : داليا وحشتينى حبيبتى اخبارك ايه
داليا م : انا مبسوطه مبسوطه قوى يا خديجه وتليفونك ده فرحنى اكتر
خديجه : داليا انتى بتبكى ؟ مالك حبيبتى طمنينى
داليا م : ده من فرحتى يا خديجه انا اتصالحت مع عمى وفى العزبه دلوقت وباسمع قران الجمعه قصة سيدنا ايوب وسمعت الايه الكريمه 《فاستجبنا له وكشفنا ما به من ضر وآتيناه اهله ومثلهم معهم 》 بابص لقيت كل اهل العزبه حواليا فرحانين برجوعى كلهم اهلى يا خديجه عرفت ان من كرم ربنا عليا انه رجعنى لاهلى وقدهم عشر مرات
يتبع
رواية دماء علي اوراق الورد الجزء الثاني 2 الفصل الثاني عشر 12بقلم من هنا