📁

رواية دماء علي اوراق الورد الجزء الثاني 2 الفصل الثاني عشر 12 بقلم أثر توفيق

رواية دماء علي اوراق الورد الجزء الثاني 2 الفصل الثاني عشر 12بقلم أثر توفيق


وصلت بالكارتة عند جنينة الموز ووجدت سيارة محسن هناك وغرفت انه بالداخل ولا تدرى لماذا قررت ان تفاجئه لا تدرى اصلا لماذا جاءت الى هنا خلفه هل جاءت خلفه فعلا ؟ انها تعشق هذا المكان المبهج بكل ما فيه من انواع الفواكه واحواض الزهور وتاتى الى هنا كثيرا ولكن اليوم كان هناك نداء خفى بداخلها ان تاتى هنا اليه هو .

اوقفت الكارتة بعيدا عن المدخل ثم اقتربت ونظرت بالداخل لتجده منحنيا عند احدى الاشجار ربما كان يعدل وضع احد رشاشات الرى ولكنها حين خطت خطوتها الاولى فى الداخل وقف بغتة والتفت اليها وهرع نحوها بسعادة وامسك بكلتا يديها يضمهما الى صدره قائلا بهيام عاشق 

محسن : كنت حاسس انك حتيجى 

داليا ط : انا ما عملتش اى صوت وانا داخله وكنت عاوزه افاجئك انت شفتنى ازاى ؟

محسن : قلبى هو اللى شافك وانا باروى حسيت ان الشجره بتضحك فرحانه عرفت انك جيتى 

تدرج وجهها بخجل وهى تسحب يديها منه فى رقة وقالت وهى تحاول الا تلتقى اعينهما 

داليا ط : فرحان انى رجعت با محسن ؟ 

محسن : انتى اصلك مش عارفه لما يكون الولاد كلهم صبيان يبقى البيت كده ناشف ومالوش طعم وممل انما لما يكون ليهم اخت بنوته جميله وحنينه قوى زيك كده بتبقى الحياه جميله وتخلى كل حاجه حواليهم لها طعم جميل شوفى بقى لما يتعودوا انهم كل يوم يصطبحوا بالورده الجميله دى وفجاه تروح بعيد عنهم بيحسوا ان ناقصهم حاجه مهمه جدا لا دى اهم حاجه فى حياتهم ناقصهم البهجه والجمال والروح عايشين كده وخلاص منتظرين بفارغ الصبر رجوعها فى وسطهم تنور حياتهم انتى بقى ما كنتيش بالنسبالى .... قصدى بالنسبالنا كلنا ورده بتعطر حياتنا لا انتى كنتى شمس جميله دافيه بتنور الدنيا بحالها مش حياتنا بس انا من اول يوم دخلتى فيه البيت وانا حسيت ... قصدى يعنى كلنا حسينا انك بقيتى اجمل واهم حاجه فى حياتنا من يومها وقلبى بقى ... قصدى قلوبنا كلنا بقت هايمه حواليكى .

داليا انا عاوز اقول ... انا قصدى ... انتى عارفه انا باحب ايه جدا زى ما تكون بنتى من لحمى ومن دمى انا عاوز اقول هى كمان بتحبنى وما بتقولش غير بابا محسن رغم انها بتنادى نادر تقول عمو نادر لكن انا بتقول بابا محسن والله هى من نفسها بتقول كده ما حدش قال لها وحقيقى باسمعها منها بافرح وباقول ......

ارتج عليه القول فلم يدرى ماذا يقول فنظر الى ساعته وقال معتذرا 

محسن : انا اسف انا .... لازم اروح اشوف العجول اللى حتتدبح 

وهم بالانصراف الا انها امسكت بذراعه لتوقفه قائلة 

داليا ط : محسن انا .....

محسن : انا نسيت كنت حامشى من غير ما اديلك ده 

مد يده فى جيبه واخرج لها باكو شيكولاته من النوع الذى تحبه فلمعت عيناها بفرحة واختطفت من يده الشيكولاتة وقالت 

داليا ط : عارف يا محسن انا على طول باجيب الشيكولاته دى هى حلوه بس مش عارفه ليه لما انت بتجيبهالى باحس انها احلى محسن انا من وانا صغيره كنت نفسى اسالك ليه بتدينى الشيكولاته بتاعتك بدل ما تاكلها انت ما بتحبهاش ؟

محسن : باحبها جدا من صغرى وانا باحب الشيكولاته بس من يوم ما جيتى وانا بقيت باحب الفرحه فى عينيكى وانتى بتاكليها ..... معلش ارجوكى انا اتاخرت ولازم امشى 

انصرف محسن على عجل حتى انه نسى اغلاق محابس المياة وكانت داليا طلال تجيد اعمال المزرعة لتربيتها فى العزبة فقامت باغلاق المحابس بعد انصرافه ثم حلست على دكة رخامية وشردت قائلة تحدث نفسها 

داليا ط : طيب وبعدين معاكى يا دنيا يا ترى مكتوبلى فيكى الفرح واللا لسه حاشوف منك غدر ؟

.......................

وصل مصطفى الى محطة الاقصر عصرا واتصل باخيه ليقابله فى بوفيه المحطة ودخل الى الحمام ليخلع ملابسه ويرتدى جلبابا قديما باليا كان يحمله فى كيس من البلاستيك وضع فيه الثياب التى خلعها وذهب الى البوفيه ليجد اخاه قد وصل 

محمد : حمد الله على سلامتك يا مصطفى مالك ؟ شكلك مش ولا بد 

مصطفى : لا اتطمن انا كويس الحمد لله بس للضرورة احكام اقعد وانا احكيلك  

حكى مصطفى لاخيه كل ما حدث معه خلال العام الذى غابه عن القرية وما دعاه للعودة وختم حديثه قائلا 

مصطفى : الراجل حيجهز كل حاجه فى اسكندريه ويشغلك شغلانه كويسه باقى بس نشوف طريقه ناخد بيها فاطمه اختنا من ايديهم بس لازم اقعد كام يوم فى خدمة الكلب اللى اسمه حامد والمهم زى ما وصيتك عاوز كل الناس تعرف انى راجع منفض وانتى اتمرمطت فى مصر وما لقيتش اللقمه الحاف وراجع على فيض الكريم خد يا محمد 

اخرج هاتفه ونقوده ليناولهم لاخيه واضاف 

مصطفى : التليفون ده خبيه فى وسط عدتك مش عاوز حد يشوفه وخلى الفلوس دى معاك وابقى هات لحمه للعيال وابقى قول ان ربنا كرمك بشغلانه كويسه او ان حد كان دابح وبيفرق وتعمل نفسك اتفاجئت انى رجعت وما تعرفش 

محمد : يا مصطفى اللى انت حتعمله ده خطر ولو اتكشفت .....

مصطفى : ما تخافش انا عامل حسابى انى كده كده ميت المهم انت والعيال والاهم فاطمه المسكينه اختنا اللى اتاخدت مننا غصب وقلبى محروق عليها لحد دلوقت اسمع سجل عندك رقم حاتم بيه للضروره يا عالم ممكن اتكشف 

محمد : طيب قوم اوصلك تركب للبلد 

مصطفى : لا انا حاخدها للبلد ماشى علشان اوصل خلصان من الجوع والتعب انا ما رضيتش اكل من امبارح وعمال اديها قهوه وشاى وسجاير علشان لما اوصل ابقى خلصان وواقع من طولى بدل ما امثل التعب ما اعرفش او يبان عليا انا عاوز لما اروح للكلب ده اقول له انى اتمرمطت فى مصر وجاى واقع وبايعها يصدقنى 

محمد : عمره ما حيصدق وحيبهدلك 

مصطفى : مش مهم حاستحمل يعنى هو ما بهدلناش طول عمرنا ؟ ما جتش على كام يوم ومصيرى اخلص عليه بايدى 

محمد : طول عمرك راجل يا مصطفى انا حافضل طول عمرى فخور بيك 

نظر مصطفى الى اخيه وعلى شفتيه ابتسامة يدارى بها خوفه 

مصطفى : ابقى احكى لعيالنا يا محمد وقول لهم انى شلت كفنى على كفى وضحيت بروحى علشان ارد كرامتنا اللى اتهانت ولما اموت قول لهم انى مت راجل وما تنساش تقول لهم انى اخترت اشيل الكوم الصغير وارمى على كتفك الكوم الكبير انا اخترت اروح فى سكة الموت وارمى حمل العيال على كتافك وانا عارف يا اخويا انك جبل وحتقدر تربيهم .

......................

وصل حاتم الى العزبة بعد المغرب بعد ان اوصى سعيد على شقته واخبره بامر على 

وفى المنزل الريفى وجد موائد كثيرة فى الحديقة الامامية للبيت وراى العديد من اهل القرية وبعض القرى المجاورة جالسين لتناول الطعام فى المادبة الكبيرة التى اعدها الحاج مهاب بمناسبة عودة ابنة اخيه من السفر بينما وجد محسن ونادر وكلا منهما يرتدى جلبابا ريفيا ويضع على كتفيه عباءة مطرزة ويقومان على خدمة الضيوف وحضر اليه الحاج مهاب وهو يرتدى الجلباب والعباءة ليصطحبه الى المضيفة قائلا 

مهاب : تعالى بقى انت اقعد فى المضيفه مع الضيوف الكبار 

حاتم : معلش يا حاج مكانى مش فى المضيفه 

مهاب : اومال عاوز تقعد بره مع الفلاحين ؟ مش مقامك مش كبر ولا غرور بس الناس مقامات 

حاتم : ولا مكانى بره يا حاج بعد اذنك انا مكانى اخدم على الناس زى اخواتى محسن ونادر مش انت قلت انى زى ابنك ؟ 

مهاب : لا يابنى انت مش زى ابنى انت ابنى وربنا العالم بمعزتك عندى على راحتك خلى نادر يجيبلك جلابيه وعبايه وزى ما يعجبك 

اما فى الحديقة الخلفية فقد وضعت موائد للنساء جلست عليها نساء القرية وكانت الحاجه عاليه ومعها امل والاختان يقومون على خدمة النساء وجلب الطعام واباريق المياة وكانت داليا محسن تدور عليهم باباريق المياة وتحادثهم وتشكرهم على حفاوتهم بها وقد بلغت اقصى درجات السعادة وشعرت ان الله قد غفر لها فوقفت على باب المطبخ بجوار اختها وعيناها دامعتان من السعادة وهى تقول 

داليا م : يا سلام على كرم ربنا وعطفه حب الناس خلانى احس ان ربنا رضى عنى وغفر لى ذنبى ياما انت كريم يارب يا غفور يا رحمن يا رحيم 

انطلقت اصوات الزغاريد لتشق عنان السماء وتفيض اعين داليا محسن بالدموع فارسعت الى الطابق الاعلى وتوضأت ولبست اسدال الصلاة ووقفت تصلى لربها ركعتين تعبر بهما عن شكرها وامتنانها ان من الله عليها بالغفران وردها الى اهلها وحين عادت لاحديقة الخلفية وجدت النساء جميعا يغنين لها 

سالمه يا سلامه داليا رجعت بالسلامه 

سالمه يا سلامه الغاليه رجعت بالسلامه

يتبع

رواية دماء علي اوراق الورد الجزء الثاني2 الفصل الثالث عشر 13من هنا

مجمع الرواية من هنا

Mohamed ME
Mohamed ME
تعليقات