📁

رواية دماء علي اوراق الورد الجزء الثاني 2 الفصل الرابع عشر 14 بقلم اثر توفيق

رواية دماء علي اوراق الورد الجزء الثاني 2 الفصل الرابع عشر 14 بقلم اثر توفيق


خرج حاتم من منزل الحاج مهاب مبكرا للهودة الى الاسكندرية وكانت داليا محسن واقفة على باب شرفتها خلف الستار تطل عليه محاذرة ان يراها ودموعها تنساب على خديها فلم تشعر بباب غرفتها يفتح ولا بتلك الخطوات القادمة نحوها ولم تشعر الا بتلك اليد الحانية التى امسكت بذراعيها وتلك القبلة الحانية على كتفها مع صوت اختها تقول 

داليا ط : وبعدهالك يا بنت امى لحد امتى تعذبى نفسك ؟

داليا م : مش ثادره يا داليا باحبه ومش قادره اقرب منه 

داليا ط : هو كمان بيحبك يبقى ليه العذاب والحرمان ؟ 

داليا م : مش حاقدر اوسخه بعارى ولا حاقدر اعترف له بخطيئتى ولا اقدر اخبى عليه 

كان حاتم عندها قد ادار وجهه متطلعا الى شرفتها ثم تنهد بياس وركب سيارته وانطلق فاستدارت لتلقى نفسها فى حضن اختها وتفتح مقلتيها للدموع فمسحت على شعرها بحنان قائلة 

داليا ط : يا حبيبتى ان الله غفور رحيم انتى غلطتى ؟ طيب وماله انتى تبتى توبه صادقه من قلبك وربنا يغفر لك ومين فينا مالوش ذنب ؟ لو ربنا ما غفرش ذنبك ازاى تلاقى الناس بتحبك كده ؟ مش ده برضه دليل على رضا ربنا عليكى ورحمته بيكى ؟ مش انتى كنتى بتقولى كده امبارح ؟ 

داليا م : تفتكرى هو حيسامحنى ؟

داليا ط : ما تزعليش منى هو مش ملاك هو برضه غلط كتير طيب يمكن انتى غلطه مره وتبتى ده يبقى اولى انك انتى اللى تسامحيه بلاش يا حبيبتى تعذبى نفسك اكتر من اللازم كفايه تانيب الضمير 

ثم التقطت انفاسها ونظرت عبر الشرفة الى الصباح المشرق وقالت 

داليا ط : ايه رايك الجو النهارده جميل تيجى ناخد الكارته ونطلع ؟ اصلى عاوزه اخد رايك فى موضوع مهم ايه رايك نروح جنينة الموز نتكلم على راحتنا 

داليا م : طيب مين حيشدلنا الكارته مافيش حد صحى لسه 

داليا ط : انا اللى حاشدها هو انتى فاكرانى جايه من هونولولو ؟ انا متربيه فى العزبه بس حتساعدينى واعلمك 

وفى حديقة الموز افترشت الاختان ملاءة واقتطفتا بعض الفاكهة الطازجة وجلستا ارضا 

داليا م : غريبه ان اسمها جنينة الموز رغم ان كلهم اربع شجرات موز وفيها ييجى خمسين شجرة مانجة غير الجوافه والبرقوق وكفايه النخل اللى محاوطها داير ما يدور 

داليا ط : هو انتى مش فاكره ليه سموها جنينة الموز ؟

داليا م : لا مش فاكره 

داليا ط : اصل يا ستى وانتى صغيره كنتى بتحبى الموز قوى وكانوا سجيبوكى هنا ويشيلوكى علشان تقطفى الموز من الشجر وكنتى كل شويه تقولى عاوزه اروح جنينة الموز عمك معاب قال طالما دوللى قالت اسمها جنينة الموز تبقى جنينة الموز المهم سيبك من الموضوع ده انتى فكيتى خلاص ؟

داليا م : خلاص فيه ايه ؟

داليا ط : فيه موضوع كده عاوزه احكيلك عليه واخد رايك 

داليا م : قولى بس يارب يكون موضوع حلو 

ابتسمت داليا طلال بحياء وتحاشت النظر الى اختها وقالت 

داليا ط : بصى يا ستى بقى لما بابا مات ... قصدى بابا طلال ماما اتجوزت الدكتور محسن اللى هو بقى بابا محسن ليه ؟ علشان انا كنت طفله صغيره محتاجه اب يربينى . اه اصل اى طفله صغيره عندها خمس سنين بتبقى محتاجه اب يربيها . وبعدين لما ماما ماتت وبابا محسن ما قدرش ياخدنى عنده عمل ايه ؟ جابنى عند الحاج مهاب والحاجه عاليه وبقوا بابا مهاب وماما عاليه ليه بقى ؟ علشان برضه كنت طفله صغنتوته محتاجه اب يربيها قصدى اب وام مع بعض اصل اى طفله صغنتوته بتبقى محتاجه اب وام مع بعض يربوها 

نظرت لها داليا محسن بخبث وابتسمت وقالت ساخرة 

داليا م : حلوه حدوتة قبل النوم دى اما حكايه هيه وبعدين 

داليا ط : ما تتريقيش عليا انا قصدى اقول ... يعنى ... ان ايه عندها خمس سنين .. وعبد الله مات مش عبد الله مات ؟ 

داليا م : والله ؟ اسمعى يا بت اتكلمى على طول فيه حد عاوز يربى ايه واللا ايه ؟ 

ضربتها داليا طلال فى كتفها برفق قائلة 

داليا ط : يا بت ما انا باقول اهه بس واحده واحده انتى مش فاهمه اللى انا قلته ؟ 

داليا م : لا انا حماره 

داليا ط : طيب اسمعى واحده واحده انا دلوقت عندى بنت عندها خمس سنين محتاجه اب يربيها معايا وكمان انا لسه تلاتين سنه يغنى صغيره وقمر اهه 

داليا م : من ناحية قمر اه قمر حاكذب يعنى ؟ 

داليا ط : ربنا يخليكى يبقى فاضل ايه ؟

داليا م : يبقى فاضل ابن الحلال 

داليا ط : ابن الحلال بجم مش عاوز ينطق رغم ان اللى فى قلبه باين فى عينيه 

استدارت داليا محسن ناحية مدخل الحديقة وقالت بمرح 

داليا م : اهه ابن الحلال جه على السيره 

داليا ط : محسن ؟ 

قالتها لا شعوريا وهى تستدير ناحية المدخل ولكنها لم تجد احدا ووجدت اختها تنفجر فى الضحك فعرفت انها تمازحها فقامت غاضبة ولكن داليا محسن امسكت بيدها تصالحها قائلة 

داليا م : خلاص ما تزعليش اكيد حينطق 

داليا ط : امتى بس 

محسن : دلوقت 

كان قد دخل الحديقة من الخلف ومجح فى مفاجئتها واصبح خلفها تماما فقامت داليا محسن من جلستها لتنسحب بهدوء لتقف بعيدا عنهما لتفسح لهما المجال بينما داليا طلال ترتجف من التوتر والاثارة ووجهها احمر من الخجل 

محسن : كفايه ضيعت اجمل سنين عمرى محروم منك بسبب خجلى وترددى مش حاتردد تانى لازم الحق الباقى من عمرى 

ابتلعت ريقها بصعوبة واحمر وجهها اكثر خجلا وفرحة وفوجئت به يركع امامها على ركبة واحدة غير عابئ بالطين الذى لوث بنطلونه واخرج من جيبه علبة من القطيفة فتحها واخرج منها خاتما ذهبيا ثمينا قديم الطراز قائلا 

محسن : الخاتم ده اشتريته واناى فى الجامعه كنت عاوز اخطبك بيه اول ما تخلصى لكن النصيب . تقبلى تتجوزينى ؟

فتحت فمها لتتكلم فخرج صوتها مضطربا مبحوحا 

داليا ط : ما اقدرش اتجوزك يا محسن 

شعر ان قلبه قد توقف وغاض لونه وجحظت عيناه هلعا وهم بالحديث ولكنه لم يستطع قول اى شيء وحاول النهوض ولكنه شعر ان جسده بالكامل تجمد مكانه واصبح يتمنى لو مات لحينه او ان الارض تنشق لتبتلعه حتى قالت اخيرا 

داليا ط : الا لما تتقدم لابويا الاول 

عادت اليه الحياة ثانية وهتف بمزيج من الفرحة والرجاء والاسترحام 

محسن : كلمته والله كلمته واساليه واسالى نادر وحاتم بس هو اشترط عليا لازم اجى واعترف لك بحبى 

امسك يديها بحب وقال 

محسن : بحبك من يوم ما شفتك اول مره وانا لسه عيل فى اعدادى ما اعرفش يعنى ايه حب بحبك . بحبك لا من قبلها من اول ما امى ولدتنى وعيونى لسه ما فتحتش على الدنيا قلبى فتح على حبك واتكتب على قلبى يحبك بحبك لا من قبلها من يوم ما ربنا كتب عنده مقادير الخلق وكتب عليا انه يخلقنى كتب عليا انى احبك بحبك وحاعيش عمرى كله احبك واموت وانا بحبك ولو ما عملتش حاجه فى حياتى غير انى احبك كفايه وحافضل احبك 

قبل يديها برجاء مستعطفا ونظر اليها بلهفة وشوق فقالت 

داليا ط : يعنى بقالك سنين ساكت ودلوقت حتفضل تتكلم من غير ما تلبسنى الخاتم ؟

اسرع يمسك بيدها يمطرها بالقبلات واخرج الخاتم من العلبة ووضعه فى اصبعها وقبل الخاتم بحب صافى احست به داليا كتيار خفيف لذيذ ينساب فى عروقها عبر خاتمه الذى استدار مطوقا اصبعها فقالت بدلال 

داليا ط : محسن انا عاوزه ....

محسن : جاهز طبعا هو انا اقدر اجى من غيرها ؟

وضع يده فى جيبه ليخرج لها باكو شيكولاتة من النوع الذى تحبه 

.......................

وصل مصطفى مبكرا الى بيت حامد الهوارى فوجد فى انتظاره مهران ذراع حامد الايمن واقرب رجاله اليه الذى امره بعجرفة ان يدخل لتنظيف المضيفة فدخل مصطفى واخذ ينظف بهمة ويجمع الاوراق المهملة الملقاة على الارض حتى لمح جزءا مقطوعا من اسفل فرش احد المقاعد فمد يده يزيد من القطع واخرج الهاتف الذى كان يخبئه بين فخذيه ملصقا بشريط مطامى عريض ( استك ) بعد ان جعله على وضع الطيران وبدا تشغيل التسجيل وبعد ان انتهى عاد الى مهران الذى قال 

مهران : عاوزك دلوقت تغسل الكارته وتحمى الحصان وبعدها تبقى تغسل عربية الحاج الكبيره عاوزهم يبرقوا والا حادعك بوزك فى البلاط عاوزك تلحس الكاوتش بتاع العربيه بلسانك فاهم يا لطخ 

مصطفى : تحت امرك يا ريس مهران وامر سيدى الحاج 

انطلق مصطفى ينفذ ما طلب منه بهمة وجدية حتى انتهى ووجد ان حامد قد استيقظ ونزل الى المضيفة وطلب احضار الشيشة فاسرع مصطفى باحضارها ووضعها امامه وجلس على الارض يخدم حامد ويبدى له كل ما يستطيع من الخضوع والطاعة 

بعد قليل قام حامد وخرج الجميع خلفه ومعهم مصطفى وركب حامد الكارتة وامر مصطفى ان يتبعه ماشيا ودارا على بعض الحقول حتى جلسا تحت نكعيبة فى احد الحقول واعد احد الرحال الشاى وحامد يتابع الحصاد وبعد قليل قام ليركب الكارتة مجددا ليستعد للانصراف وقبل ان يتحرك نظر الى الفلاحين فى الحقل وكان عددهم كبيرا بسبب موسم الحصاد فرفع صوته قائلا 

حامد : واد يا مصطفى تعالى وطى امسحلى الجزمه يا حمار 

اقترب مصطفى وهو يحاول الا يبدو عليه الغضب وانحنى يمسح حذاء حامد قائلا 

مصطفى : خدامك يا سيد البلد 

حامد : اعمل حسابك يا حمار بكره الصبح من بدرى تجيب الحريم اللى عندك فى البيت ينضفوا السرايه فاهم يا لطخ ؟ 

ضغط على فكه حتى كاد يكسره ولكنه قال محاولا ابداء طاعته واخفاء غضبه 

مصطفى : فاهم يا سيد البلد ..... تحت امرك 

عةدوا الى السرايا وكان مصطفى يهرول خلفهم لاهثا وهناك وجدوا سيارة بانتظارهم فقال مهران 

مهران : دت الحاج عمران وصل يا كبير 

حامد : خلى الرجاله يدوروا حوالين السور من بره واوعى حد يقرب 

مهران : طيب والواد اللطخ ده امشيه ؟

حامد : لا لا يا مهران الواد ده لازم يدخل بس تخلى شنوانى يسيب كل اللى فى ايده ويخلى عينه عليه ما يبربشش حتى 

مهران : بس يا كبير ....

حامد : اعمل اللى باقول عليه يا مهران الواد ده لازمله طعم يزغلل عينه علشان يكشف نفسه بس تهم حاجه عينيكم ما تغفلش بالذات شنوانى 

ادخلوا مصطفى وامروه باحضار الشاى فذهب الى المطبخ وطلب من الخادمة اعداد الشاى وخرج سريعا الى الحديقة يحاول استراق السمع من اسفل شباك المضيفة فسمع حامد يقول بغضب 

حامد : جرالك ايه يا عمران ركز معايا الخميس الجاى مش اللى بعده انا ميعادى مع الخواجه يوم السبت فى شرم الشيخ 

شنوانى : بتعمل ايه عندك يا واد يا مصطفى 

فوجئ مصطفى بشنوانى فاسرع يقول 

مصطفى : باقطف نعناع علشان الشاى يا ريس شنوانى 

شنوانى : مش لاقى نعناع غير هنا ؟

مصطفى : اول حوض شفته لما خرجت الجنينه انا خلاص اهه الحق اروح اغسلهم 

انصرف الى المطبخ وحمل صينية الشاى وذهب الى المضيفة وطرق الباب ودخل 

مصطفى : الشاى يا سيد البلد 

حامد : تعالى حطه هنا واخفى 

وضع الصينية وخرج عائدا الى المطبخ وبعد الغذاء رحل الضيوف وخرج حامد لتوديعهم وبعدها صعد لاعلى ودخل مصطفى المضيفة لتنظيفها واخراج الهاتف من مكمنه ولكنه خاف ان يفتشوه بعدما راه شنوانى يحاول استراق السمع ففكر قليلا وراى مزهرية على شوفينيرة بقرب الباب بها بعض الورود فعلق العاتف بالشريط المطاطى واسقطه داخل المزهرية وخرج ليجد شنوانى ومهران فى انتظاره 

مهران : تعالى هنا يا واد يا مصطفى تعالى معانا الحاج عاوزك .

اصطحباه الى غرفة صغيرة وحين دخلا صفعه مهران بقوة قائلا 

مهران : كنت بتعمل ايه تحت الشباك يا ابن الكلب ؟

مصطفى : شباك ايه والله ما اعرف 

مهران : شباك المضيفه يا جعر انت حتستعبط انطق قول كنت بتعمل ايه ؟

مصطفى : والله كنت باجيب نعناع حتى اسال الريس شنوانى انا اخدت نعناع من الحوض ومشيت على طول 

مهران : اشمعنى الحوض ده بالذات ؟

مصطفى : اول حوض شفته لما خرجت ادور مش عارف مزروع فين اول حوض شفته والله وما اخدتش دقيقه ولا اعرف شباك ايه 

مهران : فتشه يا شنوانى 

قام شنوانى بتفتيش كل جيوب مصطفى ولكنه لم يجد فيها اى شيء فقال هازئا 

شنوانى : اومال عاملين جيوب فى الجلابيه ليه يا ابن الكلب ؟ علشان تسيبها فاضيه ؟ 

مصطفى : وانت مستنى تلاقى ايه فى جيوبى فلوس ؟ هاها منين يا حسره اذا كمت راجع من مصر الهى ما اوعى ارجعها تانى شاحت اجرة السكه من اهل الخير وراجع حتى من البندر ماشى ربنا يسهل وتتملى من خير سيد الناس 

مهران : طيب اجرى يا حمار سيدك طالع اوضته يرتاح اطلع علشان تقلغه الجزمه يا ابن الجزمه 

وصفعه على قفاه ودفعه للخارج ومصطفى يحاول ان يضحك متظاهرا بعدم الاهتمام

يتبع

رواية دماء علي اوراق الورد الجزء الثاني 2 الفصل الخامس عشر 15 بقلم اثر توفيق من هنا

مجمع الرواية من هنا

Mohamed ME
Mohamed ME
تعليقات