📁

رواية دماء علي اوراق الورد الجزء الثاني 2 الفصل الخامس عشر 15 بقلم اثر توفيق

رواية دماء علي اوراق الورد الجزء الثاني 2 الفصل الخامس عشر 15 بقلم أثر توفيق


عاد مصطفى الى بيته ليلا وهو يكاد ينفجر من الحزن والغضب بسبب ما لقيه من مهانة واذلال اضطر الى تحمله طوال اليوم وسيضطر ايضا للتحمل فى الايام القادنة حتى يصل الى هدفه ولكن اكثر ما اغضبه انه لم يستطع استعادة الهاتف من مكمنه ولو عثروا عليه لضاع كل شيء وربما كانت النهاية له ولباقى اسرته

صعد الى سطح منزله يدخن الكثير من السجائر حتى صعد اليه اخيه 

محمد : مالك يا مصطفى ؟

مصطفى : حامد عاوز الحريم بكره يروحوا ينضفوا السرايه ؟

محمد : ايه ؟ هى حصلت ؟ مصطفى اسمعنى يا اخويا تعالى ناخد العيال ونطفش واحنا لينا ايه فى البلد نخاف عليه ؟ 

مصطفى : وفاطمه يا محمد نسيبها ؟ 

محمد : نبلغ الحكومه انها مخطوفه 

مصطفى : الراجل عنده حصانه والحكومه مش حتقرب ناحيته والحكومه هنا كلها فى جيب حامد والناضورجيه اللى واقفه على مداخل البلد مش حيسسبونا نهرب حيخلصوا علينا وساعتها حريمنا وعيالنا الله اعلم حيحصل فيهم ايه 

شعر محمد بالحنق ووقف وضرب السور بقبضته قائلا 

محمد : النوت اهون من الذل ده 

اسرع اليه مصطفى وقبل ان يتكلم لمح ظلا مختفيا خلف محول الكهرباء فاشار لاخيه وتحدث بهمس 

مصطفى : طيب وطى صوتك الكلب ده بيراقبنى 

ثم رفع صوته قائلا 

مصطفى : معلش يا محمد ده اكل عيش واللى بيجرى على البلد كلها يجرى علينا البلد كلها خدامين الحاج حامد واحنا مش احسن من غيرنا يبقى نطاطى ونبوس الايادى علشان العيال 

محمد : انا حاخد عدتى واطلع على البندر من الفجر واللى انت عاوز تعمله اعمله انا طهقت 

نزل محمد وبعد قليل صعدت حليمه زوجة مصطفى وهى تحمل له كوبا من الشاى 

مصطفى : اقعدى يا حليمه عاوز اكلفك بحاجه تعمليها بكره 

شرح لها مكان الهاتف واخبرها كيف تقوم باخفائه بحيث لا يعثر عليه احد وفى الصباح التالى اصطحب مصطفى النساء الثلاث الى سرايا حامد حيث وجده مستيقظا فى المضيفة يرتدى بذلة كاملة بدون حذاء ويلبس شبشب منزلى فى قدميه 

حامد : اومال الواد اللى اسمه محمد فين يا ولا ؟

مصطفى : نزل الاقصر يا سيد البلد انت عارف انه شغال فى الفاعل 

حامد : انا مش قلت تيجوا كلكوا تنضفوا السرايه يا ابن الكلب ؟ 

مصطفى : انت قلت اجيب الحريم واهم كلهم قدامك يا سيدى 

وقف حامد ضاحكا بسخرية واقترب من مصطفى قائلا 

حامد : ومحمد ده راجل ؟ مصيبه لتكون مفكر نفسك انت كمان راجل يا مره 

صفعه بقوة وامسكه من عنقه والقاه على الارض وداس بجبروت على صدره بقدمه قائلا 

حامد : فاكرين نفسكم رجاله يا كلاب ؟ 

مصطفى : اللى تشوفه يا سيد البلد انا مستعد انزل البندر اجيبه من موقف العمال 

نظر حامد اليه من اعلى واجال نظره بين النساء المرتعبات وهن يرين ذل مصطفى امامهن باعين دامعة 

حامد : لا خلاص سيبه ما تشغلش بالك 

رفع قدمه وعاد لمجلسه قائلا 

حامد : اطلع هات جزمتى من فوق وانتوا شوفوا شغلكم انا عاوز البيت ده يبرق 

اسرع مصطفى لاعلى ووزع النساء على الغرف واحضر حذاء حامد والبسه له وبعد خروجه اسرع باحضار حليمه لتنظيف المضيفة حنى تستطيع اخفاء الهاتف  

وقبل الحادية عشر عاد حامد من الخارج ونادى مصطفى الذى حضر اليه سريعا 

حامد : حتاخد معاك اتنين من الحريم وتنزلوا الاقصر تروحوا تنضفوا الفيلا بتاعة ستك نجاة هانم 

هل سيرى اخته اخيرا ؟ كاد قلبه يتوقف وهو يحاول جاهدا الا يظهر على وجهه اى انفعال 

مصطفى : تحت امرك يا سيد البلد 

حامد : روح هات التلات نسوان هنا  

احضر مصطفى النساء الثلاث فاشار حامد الى حليمه قائلا 

حامد : خلى دى هنا تكمل شغل وخد الاتنين دول 

توقف عقله عن التفكير لثوانى ماذا سيحدث مع حليمه حين يتركها وحدها وماذا لو اكتشفوا الهاتف معها ؟ بالتاكيد سيقتلوها 

حامد : فيه ايه يا حمار ما تخلص ؟

مصطفى : امرك يا سيد البلد بس ...  انا ما حيلتيش جنيه واحد مش عارف اروح البندر ازاى انا لو عليا اخدها مشى انما دول مش حيقدروا 

مد حامد يده فى جيبه واخرج بعض النقود القاها على الارض قائلا 

حامد : وطى خد دول بس اعمل حسابك المشاور ياخد نص ساعه وعشر دقايق من الموقف لبيت بنتى لو بنتى ما كلمتنيش قبل الساعه اتناشر اقرا الفاتحه على البت دى 

واشار الى حليمه فدق قلب مصطفى بخوف ولكنه انحنى ليلتقط النقود متظاهرا بالفرحة قائلا 

مصطفى : هوا يا سيد الناس طياره احنا قبل النص ساعه حنكون تحت رجليها 

ثم استدار لينصرف بضحبة انعام ارملة احمد اخيه وسعاد زوجة محمد وقبل ان يضل الى الباب سمع حامد يهتف بحدة 

حامد : استنى عندك يا ابن الكلب 

استدار مذعورا لا يدرى ما الامر فوجد حامد يقول 

خد البت دى معاك وخلى دى تكمل شغل 

واشار الى زوجة محمد لتبقى بدلا من حليمه 

.....................

اتصل حامد بابنته بعد ان صرف سعاد من امامه 

حامد : ازيك يا نوجه عامله ايه 

نجاة : ازيك انت يا ابويا 

حامد : انا بعتت الكلاب دول وزمانهم فى السكه اول ما يوصلوا تبلغينى وزى ما فهمتك عاوزك تفرجيه اخته بيتعمل فيها ايه وبزياده 

نجاة : طيب فهمنى يا ابويا اشمعنى المره دى باعتلى ناس من البلد تنضف واشمعنى دول بالذات ؟ 

حامد : انا ليا غرض فى دماغى هو انا جبتلك البت فاطمه دى ليه ؟

نجاة : علشان يحطوا لسانهم جوه بقهم 

حامد : تمام وعلشان لسانهم يفضل جوه بقهم عاوزك تسمعى كلامى وتركزى فيه وتنفذيه بالحرف الواحد . الكلاب دول بعد ما يخلصوا شغل وخلاص على الباب عاوزك تاخدى البت اللى اسمها حليمه تخليها عندك وترمى للواد ده اليت اخته 

انتفضت نجاة من جلستها وهبت بغضب 

نجاة : اديله مين ؟ لا كله الا كده البت دى مش حتخرج من عندى الا ميته 

هتف حامد بحدة 

حامد : اسمعى اللى باقوله وما تراجعينيش البت خلاص الميتين بقوا احسن منها والواد اللى اسمه مصطفى ده انا مش مرتاح له وحاسس انه مزقزق عليا من الحكومه انا وصلنى من المديريه اكتر من مره ان فيه ناس من مصر بتحاول تجمع معلومات عنى لكن كلهم فشلوا لان المديريه كلها فى جيبى وما تنسيش ان الواد ده صعيدى ورجالتى موتوا اخوه وجوز اخته 

نجاة : معقوله يا حاج ؟ حتة صرصار زى ده يخوفك ؟ هو ده يقدر ياخد منك انت التار ؟

حامد : يا بنتى مش مخوفنى انا عاوز اعرف مين اللى وراه افعمى بقى ما تقاطعينيش الواد دلوقت حيشوف اخته واللى حصل لها لما تاخدى مراته مكان اخته حيخاف على مراته تحصلها حييجى راكع ويقر بكل حاجه وحاعرف مين اللى وراه علشان يلحق مراته اما لو فضلت اخته عندك ممكن يستعوس ربنا فيها ويقول خلاص فاطمه عقلها راح ويقدر انها ماتت 

نجاة : طيب اخلى الاتنين اديله اخته ليه ؟

حامد : وبعدين بقى يا نجاة فى دماغك الناشفه لما تديله اخته وتحكيله على اللى حصل فيها ويعرف والحكايه لسه سخنه ومراته لسه متاخده منه حيخاف ويجرى عليا ويقر بكل حاجه وبعدين يا نجاة انتى مش خلاص بردتى نارك ؟

ارتبكت نجاة قائلة 

نجاة : قصدك ايه يا ابويا ؟

حامد : قصدى انى عارف كل حاجه يا نجاة ولو ما كنتيش بنتى الوحيده كنت دبحتك بايدى لعلمك انا كنت حاخلى البت عندى واجيبهالك انا واخد اخته ارجعهاله لكن قلت كده احسن علشان عاوزك توريله عينه من اللى حتشوفه مراته وهم شغالين . خلاص يا نجاة واللا لسه دماغك ناشفه ؟

نجاة : خلاص يا ابويا اللى تشوفه 

.....................

ركبا السيارة الربع نقل التى تنقل الركاب من القرية الى الاقصر ودارى مصطفى بجسده على زوجته حتى تتمكن من اخراج الهاتف من حمالة صدرها قبل ان يصل ركاب اخرون واخذ الهاتف وارسل التسجيل الى حاتم عبر خاصية الواتس اب كما علمه دون ان يسمعه وهو يشعر ان هذا التسجيل يحوى امرا خطيرا بدليل سكوتهم عند دخوله عليهم فى المضيفة والشك الزائد من رجال حامد لمجرد وقوفه اسفل الشباك وحين نزلوا من السيارة اسرع يتصل بحاتم 

مصطفى : الو يا حاتم بيه انا يعتتلك تسجيل على الواتس حاسس انه مهم وسمعتهم بيتكلموا على خواجه ويظعر ان فيه صفقه ....

قاطعه حاتم بحدة قائلا 

حاتم : صفقة ايه يا مصطفى ده فيه بلاوى اهم انت سمعت التسجيل ده ؟ ده فيه مصيبه

مصطفى : مصيبه ؟ لا انا ما سمعتش حاجه لسه لكن حاسس انه مهم انا حاسمعه بالليل لما اروح اصله باعتنى بيت بنته فى البندر انا والحريم علشان ننضفه ومهددنى لو ما وصلتش قبل اتناشر حيقتل مراة اخويا انا وصلت مع السلامه اكلمك بالليل 

حاتم : استنى يا مصطفى طالما انت رايح بيت بنته حاول تصوره وتعرف قد ايه الحراسه جوه وبره علشان نعرف نطلع اختك من هناك 

مصطفى : طيب سلام علشان الحق اخبى التليفون قبل ما ادخل 

توارى خلف صندوق قمامة فى زقاق جانبى وثبت الهاتف بالشريط المطاطى حول فخذه واسدل جلبابه واصطحب النساء الى باب الفيلا ليجد غفير وبجواره حارس افريقى مسلح 

مصطفى : احنا جايين من عند سيدى حامد بيه ننضف 

ادخلوهم من البوابة وقاموا بتفتيشه ولكن لم يصلوا لمكن الهاتف ودخل بهم الحارس الافريقى الى داخل الفيلا فوجد نجاة تتمدد على الاريكة وعلى الارض تقبع فاطمة تدلك قدميها وهى شاردة فنظر نحوها بحزن قبل ان تقول نجاة 

نجاة : انتوا الخدامين اللى باعتكم ابويا ؟

مصطفى : خدامينك يا ست الناس 

سمعت فاطمه صوته والتفتت اليه وحينما راته هبت مفزوعة فركلتها نجاة بقدمها فى صدرها بعنف 

نجاة : رايحه فين يا بنت الكلب 

صرخت فاطمه بذعر وهى تنظر اليها ثم الى الحارس الافريقى الضخم الذى يحمل السلاح النصف الى على كتفه وارتمت على قدميها تقبلهما بخوف

فاطمه : مش رايحه مش رايحه ابوس رجلك مش رايحه فى حته 

مصطفى : حقك علينا يا ست الناس اصلنا ما شفناش بعض من اكتر من سنه انا مصطفى اخوها ودى مراتى ومراة اخويا قربوا بوسوا ايد الست 

نجاة : لا ما يبوسوش ايدى يوسخوها ياللا غوروا شوفوا شغلكم 

.....................

وصلت الرسالة الى حاتم وفتحها ليجد تسجيلا صوتيا اخذ يستمع اليه بصدمة وعيناه تتسعان شيئا فشيئا وهو لا يصدق ما يسمعه وبعد ان انتهى اتصل سريعا بالحاج مهاب 

حاتم : الحق يا حاج فيه مصيبه كبيره حامد بيخطط لها 

مهاب : مصيبة ايه يا حاتم ؟ 

حاتم : حامد بيخطط لقتل داليا

يتبع

مجمع الرواية من هنا

رواية دماء علي اوراق الورد الجزء الثاني 2 الفصل السادس عشر 16 بقلم اثر توفيق من هنا

Mohamed ME
Mohamed ME
تعليقات