📁

رواية دماء علي اوراق الورد الحزء الثاني 2الفصل السايع عشر 17 بقلم اثر توفيق

لو دماء علي اوراق الورد الجزء الثاني 2 الفصل السابع عشر 17 بقلم اثر توفيق


انهى مصطفى الاتصال مع حاتم ونظر حوله فلم يجد اخته ولا ارملة اخيه فاخذ يبحث عنهما حتى عثر على ارملة اخيه تقف حائرة عند احد النواصى تتطلع يمينا ويسارا 

مصطفى : انتوا فين يا انعلم وفاطمه راحت فين ؟

انعام : مش عارفه لقيتها شدت ايدها منى وجريت جريت وراها ومش عارفه دخلت هنا واللا هنا 

مصطفى : طيب خليكى هنا وانا حاروح ادور عليها ولو لقيتيها نادى عليا مش حابعد 

اتجه للشارع جهة اليمين وانطلق فيه حتى بلغ اخره وكان مسدودا ولكن لم يكن لفاطمه اثر فيه فعاد ادراجه وانطلق جهة اليسار حتى وجد فى منتصف الشارع فردة حذاءها فعرف انها فى هذا الشارع فاخذ يبحث وينادى عليها حتى سمع نحيبا مكتوما صادرا من خلف صندوق القمامة نظر خلف الصندوق ليجدها تتكوم على نفسها وتغطى نفسها ببعض اوراق الكرتون اقترب منها فصرخت بهلع فاشفق عليها وقال بعطف 

مصطفى : فاطمه يا حبيبتى ما تخافيش انا مصطفى اخوكى 

مد يده ليساعدها على النهوض ولكنها انكمشت على نفسها وقالت بخوف 

فاطمه : انت حتموتنى ؟

مصطفى : انا ؟ انا اقطع ايدى قبل ما تتمد عليكى مين اللى قال لك كده ؟ انتى مش عارفه انا باحبك قد ايه ؟ تعالى ما تخافيش 

فاطمه : انا ما عملتش حاجه هم اللى عملوا فيا كده 

مصطفى : هم مين دول ؟

فاطمه : كلهم الباشا والراجل صاحب الهانم والعبيد كلهم كلهم الهانم كانت بتسلطهم يدخلوا عليا الاوضه وي.......

مصطفى : بس .... كفايه .. كفايه يا فاطمه ما تكمليش 

ساعدها على النهوض واحتضنها برفق وهو يبكى 

مصطفى : انتى مالكيش ذنب يا فاطمه انا اللى ما كنتش راجل وما قدرتش احميكى حقك عليا يا اختى بس وحياة غلاوتك ما حاخلى حد يمد ايده عليكى تانى واللى اذوكى دول مش حاسيب واحد منهم حى حتى لو اخر يوم فى عمرى تعالى يا حبيبتى نروح بيتنا وترتاحى يومين وبعدها حنسيب البلد كلها ونسافر بعيد وبعدها وغلاوتك عندى حاخلص عليهم كلهم واولهم الملعونه بنت الملعون اللى سلطتهم عليكى 

فاطمه : مصطفى هو مسعود فى البيت ؟

فوجئ بسؤالها ولم يرد ماذا يقول هل فقدت ذاكرتها ام ان عقلها به مس ؟ هل نسيت ان مسعود مات ؟ 

مصطفى : لا يا حبيبتى مسعود مستنى فى حته تانيه وحنروح له بعدين 

فاطمه : عند ربنا ؟ 

ارتجف جسده كله وفجاة افلتت يدها منه وانطلقت فى الشارع تجرى خلف القطط وتتلمس السيارات وتنظر بدهشة الى اعمدة الاضاءة وهى تضحك بهستيريا حتى امسك بها واخذها الى حيث تقف انعام واصطحبهم عند الموقف بجوار محطة القطار وهو يدعو باكيا 

مصطفى : يارب خليك جنب حليمه يارب ربنا يسترها معاكى يا حليمه 

عند الموقف اتصل ثانية بحاتم وقال باكيا 

مصطفى : الحقنى يا خاتم بيه انا فى مصيبه فاطمه اختى اتجننت مش عارف اعمل ايه لا قادر ارجع بيها البلد ولا قادر اخدها واهرب مش عارف افكر ولا عارف اعمل ايه 

حاتم : اصبر يا مصطفى كلها بكره الموضوع ده حيخلص وحنطلع مراتك من هناك 

مصطفى : يا بيه واعمل ايه فى فاطمه لحد بكره انا لو اخدتها البلد مش حنعرف نطلع منها حتفضحنا وهى مش دريانه بتعمل ايه ولو اخدتها هى وانعام وهربنا حيموتوا محمد والعيال 

حاتم : طيب استنى دقيقه يا مصطفى 

سمع اصواتا مختلطة كأنهم يتناقشون فى امر ما ثم عاد اليه حاتم قائلا 

حاتم : يا مصطفى خد كلم الحاج مهاب 

مهاب : اسمع يا مصطفى يا ابنى انت فين دلوقت ؟

مصطفى : انا عند الموقف جنب المحطه يا حاج 

مهاب : استنى فى بوفيه المحطه حابعتلك حد من طرفى حياخد اختك ويوصلها لحد عندى فى البيت 

مصطفى : هو انت الحاج مهاب تبقى عم الست داليا اللى عاوزين يموتوها ؟ 

مهاب : ايوه يابنى داليا عندى ماحدش يقدر يمس شعره منها واختك كمان حتبقى فى حمايتى لحد ما توصلوا بالسلامه خد حاتم عاوز يكلمك 

حاتم : اسمع يا مصطفى استنى الراجل اللى من طرف الحاج مهاب وسلمله اختك حيوصلها لحد هنا وانت تروح تعمل محضر تقول فيه انك نزلت بيها المركز توديها لدكتور هربت منك علشان حامد ما يشكش فيك وبكره بالليل تعملوا حسابكم تسيبوا البلد وفيه ناس حيقابلوك فى الاقصر حيطلعوا مراتك من فيلا بنت حامد 

مصطفى : بس انا لسه ما صورتش المغارات 

حاتم : مش مهم المغارات فى ستين داهيه حامد وبلده كلها مراتك واختك وعيلتك اهم من كل حاجه وصدقنى حنلاقى فرصه تانيه ناخد تارنا منه 

مصطفى : لا يا بيه انا مش حافوت الفرصه دى خلى تليفونك مفتوح وعلى الفجر حتلاقى كل اللى انت عاوزه 

حاتم : يا مصطفى لازم ترتاح علشان بكره لازم تدخل مع الناس بيت طه بدران علشان يتغرفوا على مراتك من غيرك مش حيعرفوا يعملوا حاجه نام وارتاح وانسى حامد دلوقت 

مصطفى : لا يا بيه كلها كام يوم وبعدها حانام على طول 

.......................

دخل مصطفى القرية متاخرا وخلفه ارملة اخيه وقبل ان يصل لبيته وجد مهران الذراع الايمن لحامد ومعه رجل اخر بانتظاره 

مهران : ايه اللى اخرك كل ده يا واد يا مصطفى ؟

تباكى مصطفى متظاهرا بالقهر ونكس راسه قائلا 

مصطفى : اختى فاطمه هربت يا ريس مهران 

خرج محمد على صوت مصطفى واسرعت انعام بالدخول ارؤية صغارها وهتف محمد

محمد : بتقول ايه يا مصطفى ؟ اختك فاطمه هربت يعنى ايه ؟ وفين حليمه ؟ 

مهران : انتوا حتقعدوا تعددوا ؟ تعالى معايا يا ابن الكلب كلم سيدك حامد بيه 

مشى مصطفى خلفه واصر محمد على الذهاب معهم رغم الحاح مصطفى وهناك وقفا امام حامد ومصطفى ينكس راسه قائلا 

مصطفى : البت فاطمه اختى هربت منى يا سيد البلد دورت عليها كتير ما لقيتهاش ابوس ايدك ساعدنا 

حامد : هربت ازاى منك يا حمار ؟ راحت فين بنت الكلب دى ؟ 

قلب مصطفى كفيه يعبر عن جهله وعجزه قائلا 

مصطفى : مش عارف اول ما خرجنا من عند الست نجاة شديت ايدها منى وبابص ما لقيتهاش وروحت ادور عليها كتير مش عارف راحت فين وعملت محضر و ....

قاطعه حامد هاتفا 

حامد : محضر ؟ محضر ايه ؟

مصطفى : اعمل ايه بس يا سيد الناس مش لاقى طريقه تانيه 

وقف حامد وامسك بخناقه قائلا بغضب 

حامد : وقلت ايه فى المحضر ده ؟ اوعى تكون جبت سيرة ستك نجاة هانم 

مصطفى : لا والله يا سيد الناس والله ما حصل انا قلت انى كنت واخدها البندر اكشف عليها وانها تعبانه من يوم ما جوزها مات واول ما وصلنا اختفت وادى صورة المحضر انا جاى واقع فى عرضك تشوف معارفك يوصوا على المحضر علشان يدوروا عليها 

امسك حامد بالمحضر يقراه بينما محمد لا يفهم ما يدور 

محمد : فاطمه راحت فين يا مصطفى ؟ فاطمه راحت فين يا حاج حامد هى مش كانت عند بنتك ؟ وفين مراتك يا مصطفى راحت فين هى كمان ؟ 

مصطفى : اسكت يا محمد كفايه اللى انا فيه انت ايه اللى جابك ؟

محمد : جاى اشوف اختى ومراة اخويا راحوا فين ؟ راحوا فين يا حاج حامد ؟ حسبنا الله ونعم الوكيل فى كل ظالم لك يوم يا ظالم 

امسك مهران بتلابيبه وقال مهددا 

مهران : بتقول ايه يا ابن الكلب ؟

اسرع مصطفى يمسك بيد مهران ويقدل مهدئا 

مصطفى : ما يقصدش ما يقصدش يا ريس مهران 

ثم نظر لحامد متوسلا 

مصطفى : فى عرضك يا حاج اخويا ما يقصدش والله ما يقصد 

نظر حامد لمحمد بغلظة وقال لمهران 

حامد : سيبه يا مهران 

اطلق مهران ملابسه فاطبق حامد بيده على عنق محمد بقسوة وقربه منه ونظر الى عينيه مباشرة وقال بصوت كالفحيح 

حامد : ان كنت خايف على عيالك روح على بيتكم وما تفتحش بقك بدل مراتك ما تروح هى كمان وعيالك وراها ياللا روح 

دفعه بقسوة حتى اسقطه ارضا وقام يجرى مهرولا نحو بيته ونظر حامد لمصطفى قائلا 

حامد : انت عاوزنى اكلم الناس فى المديريه يدوروا على اختك ؟ هى قالتلك ايه قبل ما تهرب ؟

مصطفى : ما لحقتش تقول حاجه قعدت تبص للعواميد والعربيات وتجرى ورا القطط ولقيتها شدت ايدها منى وجريت فى شارع ضلمه جريت وراها لقيت مفارق وما عرفتش دخلت يمين واللا شمال دورت غليها ما عرفتش الاقيها ولما رحت عملت المحضر قلت اللى انت قريته ده من غير ولا كلمه زياده 

حامد : انا مش عارف دماغك فيها ايه يا ولا يا مصطفى لكن مش مرتاحلك قوللى مين اللى وراك وانا اجيبلك اختك وارجعلك مراتك 

مصطفى : يا سيد الناس . يا سيد الناس انا جاى واقع فى عرضك ابوس ايدك انا عاوز اشوف اختى راحت فين بقالى سنه ما شفتهاش وساعه ما لقيتها ما الحقش اخدها فى حضنى ؟ تضيع منى ؟ مش كفايه مراتى اتاخدت منى النهارده ؟

حامد : اتاخدا راحت فين يا ابن الكلب ؟ هى مش عند ستك نجاة ؟ 

اصطنع الارتباك قائلا 

مصطفى : ايوه يا سيد البلد مش قصدى انا بس متلخبط علشان فاطمه 

حامد : سيبك من الشويتين اللى اتعلمتهم فى مصر دول وانطق بدل ما اخلص عليك بطلقه زى الكلب واخلى عيالك تتيتم والله لو ما نطقت يا ابن الكلب لاخلص عليك بطلقه واحده ومش لوحدك انت واخوك اما عيالك بقى ....

نظر نحوه بنظرة تنطق بالوعيد وجلس واضعا ساقا فوق اخرى فى غطرسة واضاف بصوته الذى يشبه فحيح الافعى 

حامد : حاجيبهم هنا هم والنسوان يعيشوا عبيد تحت رجلى انت عارف فاطمه كان بيتعمل فيها ايه ؟ 

كتم مصطفى غضبه وقال وهو يتحاشى النظر لحامد 

مصطفى : لا ما اعرفش غير انها كانت خدامه لست نجاة هانم 

حامد : حتعرف لما الاقيها واجيبها من شعرها ومراتك والاتنين التانيين حيتعمل فيهم زيها واكتر حتى البنات الصغيرين مش حارحمهم وحيتعمل فيهم زى الحريم حتنطق واللا ......

كان التهديد واضحا ولكن مصطفى لم يكن مستعدا للاعتراف فقد كان يرى فيما يفعله السبيل الوحيد للخلاص وبعد لحظات صمت نكس راسه قائلا 

مصطفى : عاوز تعرف اللى ورايا ؟ ورايا كوم لحم يا سيد البلد 

ثم اسبل عينيه مظهرا الاستسلام الكامل واضاف بصوت حاول جاهدا ان يسبغه بالذل 

مصطفى : انا يا سيد البلد لما سافرت مصر كنت رايح اشتغل بواب علشان لقمة عيش للعيال علشان على كتافى انا واخويا كوم لحم ولاد احمد ومسعود بقوا مع عيالنا وكلهم على كتافنا ولا حيلتنا ارض ولا دياولو طيب ناكل منين ؟ احنا مش مهم نجوع لكن العيال الصغيره تاكل منين ؟ وهناك اتنصب عليا فى الفلوس اللى كنت شاحتها من عادل صاحبى اخدوها منى عمولة الشغل وفص ملح وداب واتبهدلت واتمرمطت واشتغلت فى عماره امسحها واغسل عربيات واجيب طلبات والناس بتعاملنى زى الخدام لا بالعكس دول الخدامين فى بيوت السكان فى العماره كانوا بيبصولى من فوق لتحت اما السكان ما كانوش بيستنضفوا يبصولى اصلا وسبتها واشتغل فى قهوه اخدم على الزباين ومن القهوه لمعصره وشويه اسرح بكارو ابيع خضار مره الم بيكيا مره وكل ده ومش عارف ااكل نفسى ولا ابعت حاجه للعيال ومحمد هنا بيشتغل فى الفاعل ويطفح الدم علشان اخر النهار يقدر يجيب كان رغيف ياكل العيال ويبات جعان .

الدنيا علمتنى ان ربنا خلقنا كده اسياد وعبيد وانت يا سيد البلد ابوك قبلك كان سيدنا وانت بعده سيدنا وتاج راسنا واحنا اهلنا قبلنا واحنا من بعدهم عبيدك وحنبقى عبيد عيالك وعيالنا حتبقى عبيدهم ورث وبتسيبوه لولادكم . 

عرفت يا سيدى اننا فى الاخر شوية صراصير دوسه واحده من جزمتك يموت بيها كام صرصار مننا يبقى ايه ؟ يبقى مافيش غير اننا نرضى نكون عبيد ليكم اصل لو غضبت علينا حتدوس علينا بالجزمه تموتنا ولو سبتنا حنموت من الجوع ومالناش امل نعيش غير انك تكون راضى عننا علشان ترميلنا فضلة خيرك ناكل منها . الفتافيت اللى بتقع تحت رجليك هى اللى بناكلها قلت لنفسى ادى اختى اهيه بقت خدامه لست نجاة وماله على الاقل بتاكل وبتشرب اروح انا كمان اوطى على جزمة سيدى وابوسها علشان يعملنى خدام ليه علشان اكل والعيال تعيش ولما يكبروا يبقوا خدامين لسيدهم وولاد سيدهم يبقوا اسيادهم .

هو ده قدرنا ومش حنقدر نهرب منه ولا نغيره والمثل بيقول لو جالك الغصب خده بالرضا يبقى خلاص اتكتب علينا نبقى عبيد يبقى نرضى بكده ونبوس الارض تحت رجلين اسيادنا علشان يرضوا عننا ويسيبونا نعيش .

انا مش عارف ايه اللى حصل لفاطمه لكن فاطمه وحليمه وانعام وسعاد جوارى تحت رجليكم يا سيدى والباشا جوز ستنا وتاج راسنا برضه من اسيادنا طيب حنقدر نقول لا ؟ حنموت والنسوان برضه حيفضلوا جوارى لما الست نجاة ضربت فاطمه بالرجل فى وشها وخلتها تبوس رجلها لا انا فتحت بقى ولا هى فتحت بقها ولا واحده من الحريم اللى معايا فتحوا بقهم علشان احنا لما نفتح بقنا لازم نقول اللى يرضى اسيادنا بس نقول حاضر وتحت امركم وخدامينكم بس ما نقولش حاجه تانى علشان اى حاجه تانى مش احنا اللى حنجوع ما احنا على طول جعانين اى حاجه غير كده نقولها العيال هى اللى حتجوع وتموت من الجوع 

اقترب مصطفى من حامد وركع على ركبتيه امامه وقال وهو يبكى 

مصطفى : يا سيد الناس انا قلت كل اللى جوايا يا تصدقنى يا تدينى طلقه وتريحنى علشان انا تعبت والله العظيم تعبت 

ثم انكفا على قدمه يقبلها ويبكى راجيا 

مصطفى : ابوس رجلك يا سيدى وتاج راسى يا تصدقنى يا ترحمنى بطلقه 

كان تمثيل مصطفى متقنا بشدة لدرجة ان حامد اوشك ان يصدقه ولكن حافز الشك والحذر بداخله ابى ان يدعه يصدق ففكر قليلا قبل ان يقول 

حامد : انا حابعت كل الغفر دلوقت يقلبوا المركز كله على البت دى ويجيبوها من تحت الارض وحاعمل نفسى مصدقك بس اعمل حسابك لو لعبت بديلك مش حاقتلك انا حادبح عيابك تحت رجلى عيل عيل ثدام عينيك واخليك تتمنى الموت 

مصطفى : ما عنديش ديل العب بيه والله ما عندى ديل

يتبع

رواية دماء علي اوراق الورد الجزء الثاني 2 الفصل الي عشر 18 من هنا

Mohamed ME
Mohamed ME
تعليقات