📁

رواية دماء علي اوراق الورد الجزء الأول 1 الفصل الثامن والعشرون 28 بقلم اثر توفيق

رواية دماء علي اوراق الورد الجزء الأول 1الفصل الثامن والعشرون 28 بقلم اثر توفيق


اتصل منيع للاطمئنان عليها بعد العصر واتصل بعد المغرب وبعد العشاء واتصل اخر الليل ولم يكف الا عندما اخبرته انها ستنام .

لم تكن داليا مستاءة من كثرة اتصالاته بالعكس لقد كانت ممتنة له فهو يشعرها ان احدا يهتم لامرها حقا وانها ليست وحيدة وربما لو ماتت الان فلن تترك حتى تتعفن جثتها .

لقد اصبح منيع هو انيس وحدتها وبدد احساسها بالانعزال وهذا جيد ولكنها لابد ان تدفع الثمن !

حضر اليها فى الصباح التالى ودق الجرس فتعمدت ان تبطئ عليه قليلا وحين فتحت رسمت على وجهها امارات الالم ودعته للدخول 

منيع : ازيك دلوقت يا ست الستات ؟

داليا : شكلى رجلى ورمت انا ماشيه عليها بالعافيه وما قمتش غير هلشان افتح الباب 

منيع : طيب ارجعى ارتاحى فى سريرك تعالى اتسندى عليا 

كانت ترتدى قميصا لامعا وتضع عطرا مثيرا اهاج مشاعره ولكنه تحامل على نفسه حتى اوصلها الى الفراش وتمددت فيه فانحنى يتفحص ساقها الناعمة بقلق ولهفة واشتياق ولكنه تنهد باطمئنان وهو يبعد يده قائلا 

منيع : لا الحمد لله ده وجع بسيط ومافيش ورم ولا كسر انا جبتلك معايا مسكن فولتارين ان شاء الله حيريحك ولو ما جابش نتيجه اخدك للمستشفى 

ركع على ركبتيه واخرج انبوب المسكن ووضع بعضا منه على ساقها واخذ يدلكها برفق والعرق يقطر من جبينه وهو يشعر ان حرارة جسده تزداد رويدا بينما داليا تتحاشى النظر اليه وتحاول ان تتماسك امام نظراته الملهوفة المفعمة بالرغبة والافتتان وهو يقول 

منيع : انتى عارفه ؟ انا مش عارف انتى عملتى فيا ايه من اول مره شفتك فيها وانا بقيت ملهوف عليكى مفتون ومسحور بيكى انا عمرى ما كنت كده حتى مع نسوانى الاربعه اللى اتجوزتهم انتى خليتينى عامل زى الشباب المراهقين انحنى يقبل ساقها فارتعش جسدها كله وحاولت سحب قدمها من بين يديه ولكنه نهض واقترب منها وضمها الى حضنه بشوق واخذ يقبلها بينما كانت محاولاتها لمقاومته ضعيفة باهتة لا تنم عن رغبة حقيقية فى المقاومة واخيرا استسلمت له وكان ما كان بينهما .

بعد ان انتهيا ادارت وجهها للجانب الاخر فاحتضنها من ظهرها وضمها اليه يقبل كتفها 

منيع : باحبك يا داليا ما اعرفش ازاى وامتى لكن لقيت نفسى غرقان فى حبك انتى اجمل ما رات عينى بل اجمل ما خلق ربى 

مد يده ليدير وجهها اليه ففوجئ بدموعها تغرق يده وقال بفزع 

منيع : انتى بتعيطى ؟ انتى زعلتى منى ؟ انا اسف لكن ما قدرتش امسك نفسى انا اتجوزت اربعه وعمرى ما قربت لواحده مش مراتى ..... انا .......

داليا : انا .... انا مش زعلانه انا ... بالعكس انا مبسوطه مبسوطه قوى انك جنبى ...

قالتها وهى تجفف دموعها وتلتفت اليه لتقبله فبادلها القبلات وحانت منه التفاتة الى ساعة الحائط فنهض فجأة بدون مقدمات 

منيع : انا لازم امشى انا اتاخرت على المحل 

داليا : ايه ؟ حتمشى وتسيبنى ؟ 

منيع : غصب عنى لكن حاجيلك تانى 

داليا : ط طيب اقعد اتكلم معايا ولو خمس دقايق 

منيع : بعدين بعدين حاجيلك بكره اجيلك 

......................

برغم نجاح حاتم فى الخروج من خسائر البورصة باقل الاضرار وبدء العمل فى انشاءات مصانع الالكترونيات المشتركة مع المستثمرين الماليزيين الا ان حاتم كان يعانى من ارق وضيق لا يدرى له سببا وكان السبب الوحيد الذى تبادر الى ذهنه ان داليا ليست بخير وانها تمر باوقات عصيبة ربما تفوق قدرتها على الاحتمال وهو ما جعله يقضى معظم اوقاته شاردا وحيدا يحاول بشتى الطرق ان يشغل عقله بالتفكير فى اى شيء فلا ينشغل عقله بسواها واخيرا قرر التحرك وعدم انتظار عودتها 

حاتم : اخبارك ايه يا جابر ؟

جابر : الحمد لله يا باشا مركز الصيانه شغال وعشره على عشره واسمه مسمع لدرجة ليجيلنا زباين من القاهره 

حاتم : الحمد لله والجماعه بتوع الامن ؟

جابر : متوزعين على مدار اليوم مافيش مدخل للمربع الا على اوله فرد امن وماحدش بيدخل زياره الا لما يتصل باللى جايله والناس فرحانه بيهم خصوصا انهم بيقفوا زى الديدبان على باصات المدارس 

حاتم : انا عاوز منك خدمه يا جابر تخدمنى فيها حدمة اخ لاخوه وانا برضه حاكافئك 

جابر : رقبتى يا باشا 

حاتم : عاوزك تدور على اى حد فى الورشه او الامن او من معارفك وجيرانك يكون اصله من مركز ايتاى البارود ويعرف الناس هناك وياريت يكون يعرف حد من قريه اسمها عزبة الباشا 

فكر جابر قليلا وقال 

جابر : طلبك عندى يا باشا عندى شاب فى كلية الهندسه ميكانيكا وشغال معايا فى الورشه من نفس العزبه عاوز منه ايه ؟

حاتم : بعدين حاقول لك ودلوقت عاوزك برضه تدور على حد  بنفس المواصفات من الاقصر وياريت يكون يعرف حد من قريه اسمها حضن الجبل 

جابر : اول مره اسمع عن البلد دى لكن حادورلك بس حتاخد شوية وقت 

حاتم : خد وقتك ان شالله سنه ولما يبقوا جاهزين الاتنين حابقى اقول لك عاوز منهم ايه 

ذهب بعدها لتناول الغذاء فى المطعم البحرى الانيق الذى كانت تعتبره مكانها المفضل وجلس على نفس المائدة التى جمعتهما فى عيد الربيع قبل عامين ونصف تقريبا كان اول لقاء جمعهما واجمل ايام عمره التى ضيعها بتردده 

وضع الطعام امامه فاخذ يحرك الملعقة بشرود وهو يستعيد ذكرياته معها حتى اخرجه من شروده دخول امراة من باب المطعم لفتت انتباهه بشدة !

كانت امراة منقبة تبدو عليها ضيق الحال ولا يبدة عليها انها من رواد المطعم الراقى وكان بصحبتها طفلة صغيرة لم تتعدى الخمسة اعوام خطفت قلبه بشدة كانت طفلة بديعة الحسن رائعة الجمال لها شعر ذهبى ناعم معقود خلف راسها فى جديلة تغرف باسم ضفيرة الملكة وكانت ثيابها انيقة ولكنها كانت اصغر منها حجما كأنما كانت ثيابها فى الشتاء السابق وقد ضاقت عليها .

وقبل ان تخطو المرأة بضع خطوات تقدم اليها الجرسون بسرعة واعترض طريقها وتحدث معها بهمس فاطرقت براسها واصطحبت الطفلة وخرجت فى صمت .

اسرع حاتم ينادى الجرسون الءى حضر مسرعا 

حاتم : مين الست دى يا كامل ؟ 

كامل : مافيش حاجه يا حاتم بيه دى واحده خلاص مشيت 

حاتم : ايوه يعنى مين وايه حكايتها ؟ ما تتكلم 

كامل : دى واحده شحاته انا اسف اكيد دخلت من غير ما الامن ياخد باله وانا طلعتها مش حتتكرر 

حاتم : طيب نادى عليها بسرعه قبل ما تبعد 

كامل : بس يا حاتم بيه هو حصل منها حاجه ؟

حاتم : ما حصلش حاجه انا عاوز اساعدها انت حتفضل تتكلم لحد ما تمشى ؟

كامل : انا اسف يا حاتم بيه بس حضرتك عارف ان ممنوع حد زى دى يدخل هنا 

حاتم : معلش روح نادى عليها وبعدين نبقى نتكلم ياللا يا كامل قبل ما تمشى 

وهنا كان مدير المطعم قد وصل وسمع جزءا من الحوار فقال لحاتم معترضا 

ادهم : حاتم بيه حضرتك عارف تقاليد المحل واحنا يهمنا راحة العملاء دهول الست دى كان غلطه ورجوعها تانى مستحيل 

وقف حانم وقال بحدة 

حاتم : يا استاذ ادهم انا اسف انى باتكلم معاكم انا حاروح ادور عليها بنفسى ومش حادخل المكان ده تانى الست اللى بتتكلم عنها دى ممكن تكون احسن منى وشكلها بتمر بظروف صعبه ومش شحاته زى ما بتقولوا 

اخرج من جيبه مبلغا من المتل القاه على الطاولة بعصبية وهم بالخروج فاستوقفه ادهم معتذرا 

ادهم : يا حاتم بيه احنا ما يرضيناش زعلك انا اسف روح يا كامل شوف الست دى بسرعه 

انصرف كامل وعاود حاتم الجلوس وهو يشعر بالقلق من عدم العثور على المراة وقال ادهم محاولا ترضيته 

ادهم : حضرتك عارف يا حاتم بيه ان العملاء عندنا مستواهم راقى واحنا بنحاول نوفر لهم الجو اللى يناسبهم وفى النهايه انا موظف بانفذ تعليمات الاداره 

حاتم : ايوه بس ممكن تجيبوها وانا اخرج لها فى ساحة السيارات بره مش مشكله 

ادهم : هو حضرتك تعرف الست دى قبل كده ؟

حاتم : ابدا اول مره اشوفها 

ادهم : طيب ايه اللى يخلى حضرتك تظن انها مش شحاته وبتمر بظروف 

حاتم : هدوم البنت يا استاذ ادهم البنت لابسه هدوم نضيفه وجميله والبنت نفسها جميله قوى لكن هدومها صغيره عليها

ادهم : ممكن تكون من الشحاته ما تآخذنيش 

حاتم : لو شاحته الهدوم كانت تبقى مقاسها وممكن تكون مقاس اكبر انما مش اصغر لما تبقى اصغر معناها انها هدومها من الشتا اللى فات وده معناه انهم ناس كانوا عايشين فى مستوى كويس وحصلت معاهم ظروف قاسيه ويمكن تكون الست دى اول مره تمد ايدها ربنا يسترها معاها ومعانا لكن انا عندى احساس انى حاندم لو ما لقيتهاش 

عاد كامل بعد قليل يخبرهم انه وجد المراة جالسة على الكورنيش تبكى بحرقة ورفضت العودة للمطعم 

حاتم : شفت بقى ان وجهة نظرى صح ؟ الست دى شكلها مش متعوده على الشحاته وطردها من هنا وجع كرامتها وجرحها 

اسرع الى الخارج بينما اسرع كامل ليجلب كوب من العصير للطفلة ترضية للمراة واعتذارا لها 

كامل : اتفضلى علشان البنوته انا اسف بس غصب عنى دى تعليمات 

قالها وانصرف لحظة وصول حاتم الذى نظر للطفلة الصغيرة وشعر كأنه يرى داليا وهى صغيرة نفس الشعر الذهبى الناعم ونفس العيون الزرقاء بلون السماء ونفس الملامح الجميلة والوجه المستدير كالقمر 

حاتم : دى بنتك ؟

المراة : ايوه يا باشا 

حاتم : بسم الله ما شاء الله انتى اسمك ايه يا حلوه ؟

آيه : اسمى آيه 

حاتم : بسم الله الله اكبر عاشت الاسامى 

انثنى على ركبتيه وامسك ذراعيها برفق وقبل جبهتها وقبل يدها ثم وقف قائلا لامها 

حاتم : مش حرام عليكى تاخدى بنتك معاكى وانتى ....

المراة : ما عنديش حد اسيبها عنده وما اقدرش اتطمن عليها لوحدها حضرتك شايف انها لسه صغيره 

حاتم : انتى باين عليكى مش شحاته انا اسف ما تزعليش منى بس قصدى ....

ام آيه : غصب عنى يا باشا الحوجه وحشه ومش لاقيه طريقه تانيه 

اخرج حاتم من جيبه مبلغا من المال ووضع بداخله كارت بارقامه وناوله لها فقالت 

ام آيه : ايه دول يا باشا ؟ دول كتير قوى 

حاتم : اعتبريهم رزق جاى لبنتك علشان تجيبى اللى هى محتاجاه 

شكرته ووضعت النقود.فى جيبها دون ان تلحظ الكارت فى وسطها 

حاتم : انتى ساكنه فين يا ام داليا ؟

أم آيه : آيه يا باشا بنتى اسمها آيه 

حاتم : انا اسف يا تم آيه انتى ساكنه فين ؟

ام آيه : وحضرتك بتسال ليه ؟

حاتم : كنت عاوز اجيلك علشان .... علشان البنت يعنى 

ام آيه : ااااه متشكره قوى يا باشا لكن مش حاقدر ارد جمايلك  

اخرجت النقود من جيبها ووضعتها على المقعد الخشبى المجاور لهما وامسكت بيد ابنتها وهمت بالانصراف بعد ان شعرت ان حاتم اعطاها النقود لغرض ما ولكنه سارع بالرد بلهفة 

حاتم : استنى انتى فهمتى غلط او انا يمكن اكون عبرت غلط انا اسف انا كل غرضى اساعدك ترتبى حياتك ويبقى عندك دخل كويس او شغلانه ممكن تروحيها وفى نفس الوقت تبقى متطمنه على بنتك وتعرفى تربيها واللى جه فى دماغك ده ما خطرش فى بالى خالص اقسم بالله العظيم ده كل اللى فى ضميرى 

ترددت المراة ونظرت اليه من خلف نقابها وهى لا تزال مرتباة فاخذ النقود ومد يده اليها قائلا 

حاتم : ارجوكى خدى الفلوس ولو مش عاوزه تقولى ساكنه فين براحتك ولو محتاجه اى حاجه معاكى الكارت فيه كل ارقامى لكن ارجوكى ما تسيئيش الظن بيا اقسم بالله انا كل غرضى احمى البنت واحميكى من السؤال والحاجه بدون اى غرض معاكى تليفوناتى وتقدرى تسالى عن حاتم فريد 

تنهدت المراة واخذت النقود وهى تقول 

المراة : حضرتك شكلك راجل محترم على العموم انا ساكنه فى سيدى بشر قبلى شارع المسرح 

حاتم : طيب ممكن رقم تليفونك علشان اكلمك قبل ما اجى ؟

ضحكت ببساطة وقالت 

المراة : تليفون ايه يا بيه لو معايا تليفون كنت بعته بدل الشحاته على العموم انا ما باخرجش من البيت الا قليل جدا 

......................

مساء الخير ياترى مين ام آيه وايه اللى حيحصل بين داليا ومنيع ؟ تفتكروا حتشوف مرار تانى فى الدنيا واللا كده كفايه عليها ؟ 

تفتكروا حاتم بيسال على ناس من ايتاى البارود والاقصر ليه ؟

يتبع

رواية دماء علي اوراق الورد الجزء الأول 1 الفصل التاسع والعشرون 29 من هنا 

مجمع الرواية من هنا

Mohamed ME
Mohamed ME
تعليقات