📁

رواية دماء علي اوراق الورد الجزء الثاني 2 الفصل الثامن عشر 18 بقلم اثر توفيق

رواية دماء علي اوراق الورد الجزء الثاني2 الفصل الثامن عشر 18 بقلم اثر توفيق


كان خاتم قلقا يهز قدميه فى عصبية بعد ان اغلق الخط ويشعر بتوتر شديد 

حاتم : وبعدين يا حاج ؟ الحكايه كده عماله تكبر وتتعقد انا مش عارف انا ....

مهاب : يابنى خليك صبور ضاقت فلما استحكمت حلقاتها فرجت وكنت اظنها لا تفرج يابنى شدة الضيق علامة على قرب الفرج 

ثم نظر الى عسران قائلا 

مهاب : انت مستنى ايه يا عسران ؟ قوم الحق وقتك احنا بقينا بنعدها بالثوانى مش بالساعات 

قام عسران وشد قامته الفارعة ووضع لفافة النقود فوب الطاولة قائلا 

عسران : الفلوس دى مش لازمانى يا حاج 

بهت الجميع واخذوا يتبادلون النظر لبعضهم وقال مهاب بدهشة 

مهاب : يعنى ايه يا عسران ؟ انت حترجع فى كلامك ؟

عسران : معقول يا حاج ؟ انت عارف انك لو طلبت رقبتى اجيبهالك على طبق لكن بعد اللى سمعته الحكايه دى حاعملها لوجه الله علشان خاطر الوليه الغلبانه اللى محبوسه دى يمكن ربنا يغفرلى اللى قبل كده 

مهاب : طي خد الفلوس يا عسران علشام الرجاله وثوابك عند الله محفوظ يابنى 

عسران : ابنك ؟ اول مره تقول ابنك الكلمه دى عندى اغلى من مال قارون 

مهاب : خلاص اسمع كلام ابوك الحاج مهاب وخد الفلوس واتوكل على الله علشان تلحق وقتك البنيه دى لازم تكون بره البيت ده بكره 

عسران : قولوا لمصطفى انى حاستناه فى بوفيه المحطه الساعه واحده بعد نص الليل وادوله رقمى احتياطى وبلاش انا اخد رقمه علشان ما ارنش عليه وحد جنبه 

انطلق بعدها ليرتب اموره ونظر مهاب لحاتم قائلا 

مهاب : وانت يا حاتم اهدى وكل حاجه حتتحل ان شاء الله انا عاوزك دلوقت تاخد نادر وتروحوا تجيبوا على ده هنا على ما محسن يجهز جناح مخصوص لاستقبال معاليه 

.......................

عاد مصطفى الى بيته وهو يفكر فى الخطوة التالية ولمح الغفير المختبئ خلف محول الكهرباء ليتاكد ان حامد لم يثق بما قاله وكان واثقا من ذلك فدخل واغلق الباب ليجد محمد متعصبا وهو يجمع اغراضه وانعام وسعاد يحاولان تهدئته بلا جدوى 

محمد : اختك فين يا مصطفى ومراتك فين ؟

كان صوت مصطفى اشبه بالهمس وهو يحاول تهدئته 

مصطفى : يا محمد اهدى شويه وكل حاجه حتتحل 

محمد : كل حاجه حتتحل ازاى وانت عملت نفسك مرمطون تحت رجلين سيدك ؟

مصطفى : وطى صوتك يا محمد الحيطان ليها ودان صدقنى اختك فى امان 

محمد : فى امان ؟ امان ازاى و...

اسرع مصطفى يضع يده على فمه يسكته ولكنه نزعها عنه بغضب 

محمد : نزل ايدك النجسه دى ما تلمسنيش من يوم ما جيت والذل اللى شفناه فى تلات ايام اكتر من اللى شفناه طول عمرنا 

مصطفى : معلش معلش يا محمد والله كله حيتصلح بس اهدى واسمعنى هى انعام ما قالتش على حكاية فاطمه ؟ 

محمد : حكاية ايه ؟

مصطفى : ابوس ايدك وطى صوتك 

انعام : انا مش قادره اقول له خايفه حد يسمع والنبى يا محمد اهدى واسمع بالعقل 

محمد : عقل ؟ انتوا خليتوا فيا عقل ؟ 

مصطفى : يا محمد انا تعبان بقالى يومين ما نمتش مافيش وقت اهدى وانا حافهمك 

محمد : ادينى هديت اتكلم 

مصطفى : اختك ... مخها راح يا محمد اسمعنى من غير ما تعلى صوتك علشان مراقبيننا وممكن يكونوا بيتصنتوا على الباب فاطمه انا لقيتها تايهه ومخها تايه منها وبنت حامد رمتهالى واخدت حليمه وانا خفت تفضحنا ما نعرفش نهرب بعتتها مع ناس على اسكندريه علشان تفضل عند الناس اللى كلمتك عنهم وتبقى فى امان والمحضر اللى عملته ده علشان الكلب حامد ما يشكش فيا اصله شاكك فيا ومراقبنى ولو بصيت ورا المحول حتلاقى واحد من رجالته متدارى كل ما اخرج يخرج ورايا . المشكله دلوقت فى حليمه ربنا يستر عليها لحد بكره وفيه ناس حيطلعوها من هناك بالعافيه وانا لازم اكون معاهم ومش عارف حاقدر اكون معاكم واللا لا لان لازم بكره تسيبوا البلد لكن عادل ضاحبى حيبقى معاكم 

تركه وصعد الى السطح واطلق صفيرا خافتا وعاد الى اخيه 

محمد : انا مش فاهم كل الكلام ده ليه ما قلتليش قبل كده ؟

مصطفى : خايف يكون حد بيتصنت علينا هاتى يا انعام التليفون 

دخلت انعام الغرفة لتخرج الهاتف من حمالة صدرها وناولته له ففتحه وقال 

مصطفى : بص يا محمد انا ما عملتش نفسى مرمطون الا علشان نخلص كلنا من ذل المفترى ده فاكر التليفون ده اللى قلتلك تخبيه فى عدتك كنت باسجل عليه فى بيت الكلب ده وعلشان كده رحت اشتغل عنده خدام فى بيته علشان الاقيه مقتل اضربه فيه ولما رحت بيت بنته فى البندر كان علشان اشوف فاطمه اول حاجه واتطمن عليها وتانى حاجه صورت البيت كله من فوق لتحت والحراس والاسوار والكلاب وكل حاجه علشان الناس تعرف تطلعها من جوه لكن قبل ما نمشى بنته بنت الكلب سابت فاطمه اللى يا عينى بقت ماشيه تايهه من اللى شافته واخدت مراتى بدالها بص يا محمد شوف الصور لو مش مصدقنى  

سمعا خطوات تنزل من اعلى البيت فالتفتا فى ذعر ولكنهما تنهدا بارتياح حين رايا عادل ينزل عليهما 

مصطفى : تعالى يا عادل ما تعملش صوت شفت الصور يا محمد ؟

محمد : انت قدرت تعمل كل ده لوحدك ؟ 

مصطفى : كان معايا ربنا ما كنتش لوحدى ودلوقت فاضل حاجه واحده بس 

محمد : ايه اللى فاضل ؟ 

مصطفى : فاضل بس اصور المغارات وسكة التهريب القديمه علشان يوصلوها للحكومه تيجى تكبس عليه وخلال الكبسه دى ورجالته ملهيين مع الحكومه حاخلص عليه بس حاوريه عذاب عمر ما حد شافه 

محمد : انت عاوز تطلع الجبل وتصور المغارات من غير ما رجالته يشوفوك ؟ 

ابتسم مصطفى مستهينا بالخطر وهو يقول 

مصطفى : ربنا بيسهلها يا محمد كل اللى قات كان حظ مش شطاره توفيق من ربنا وبس انا لما دخلت انضف المضيفه لقيت حته من فرش كرسى مقطوعه وربنا الهمنى اوسع القطع واحط التليفون يسجل وبعد ما رجعت اجيب التليفون الهام من ربنا ما اعرفش سببه خلانى احطه حوه فازة ورد وما اخرجش بيه وقتها لقيت رجالته مسكونى على اوضه فتشونى وضربونى وتانى يةم فضلت عينيهم عليا لولا انى قلت لحليمه تجيب التليفون وهو اللى طلب اخد الحريم لبيته لولا كده ما كنتش عرفت اجيب التليفون تانى وسبحان الله هو اللى طلب اروح بيت بنته وانا فكرت فى مليون فكره اروح اشوف فاطمه ولو من بعيد مالقيتش فكره واحده تنفع تقوم تيجى منه هو وشوف ربنا وتساهيله كان عاوز يخلى حليمه عنده والتليفون كان معاها وخلاص ماشيين واحنا على الباب ومش قادر انطق لقيته بيقول خد دى معاك واخد مراتك وخلى حليمه تمشى معايا يعنى انا بافكر فى الحاجه الاقيها متقفله والاقى ربك بيسهلها من عنده على الاخر لاننا اتظلمنا كتير وان الاوان ربنا يرفع الظلم عننا ونشوف نهاية الظالم بعدل ربنا وترتاحوا وتشموا نفسكم . الاستاذ حاتم اللى انتوا رايحين عنده راجل محترم بيصرف على ارامل وايتام ودايما مع المظلوم قصاد الظالم وحيشغلك بشهادتك تبقى امام جامع توعظ الناس وتفكرهم بربنا وبدينهم بدل ما انت راجل متعلم وازهرى وشغال فاعل بسبب الكلب حامد الهوارى 

محمد : بس المرة دى يا مصطفى انت محتاج اكتر بكتير من شوية حظ المره دى اصعب بكتير ده جبل وفيه ناس بتنام وعيونها مفتحه دى اصعب حاجه فى الحكايه كلها 

مصطفى : عارف بس سيبها على الله المهم عاوزك تجيبلى قميص وبنطلون من بتوع الشغل يكونوا غامقين علشان ما ينفعش اطلع الجبل بجلابيه وانت يا عادل 

عادل : من ايدك دى لايدك دى علشان نخلص من المفترى ده  

مصطفى : من واحنا ضغيرين بتعرف تقلد انت تلبس جلابيتى وتطلع تقعد على السطح كأنك انا وتشرب سجاير وتقلد صوتى 

عادل : بس انا ما باشربش سجاير 

مصطفى : مش مهم شد الدخان على بقك وانفخه فى الهوا وانت يا محمد زعقت كتير حتعمل شاى وتطلعه لعادل على انك بتصالحنى وحاولوا تخلوا الناضورجى ده يشوفكم من غير ما تبينوا انكم عارفين بس بقى انتوا الاتنين عليكم ماموريه لو حصل لى حاجه 

ارتعدت ذقنه وبلع ريقه بخوف واضاف 

مصطفى : يعنى لازم نعمل حسابنا على الوحش قبل الحلو ... لو ما رجعتش بعد ساعه تاخدوا العيال وتسيبوا البلد 

محمد : وحليمه يا مصطفى مراتك ام عيالك حتنساها ؟

مصطفى : مستحيل انساها ابدا لكن يعنى لو حصل حاجه انا كده كده ميت انما تموت حليمه وتعيشوا انتوا واللا تموتوا كلكم ؟

عادل : مصطفى بيتكلم صح يا محمد لكن انت يا مصطفى حتخرج ازاى والناضورجى ده واقف بره ؟

مصطفى : حانط من على السطح على بيت ام شلبى على الحاره اللى ورا وانتوا لو حصل حاجه اخرجوا من نفس السكه 

محمد : طيب خليك نط من فوق الفرن احسن السور واطى والفرن عندنا فى ضهر الفرن 

عادل : احنا اتكلمنا كتير والساعه دخلت على واحده واحنا فى صيف والفجر قرب احسنلك تلحق وقتك قبل النور الليل ستار ربنا يستر عليك ويحميك 

استبدل مصطفى ثيابه وقفز فوق الفرن الى بيت ام شلبى بينما ارتدى عادل جلبابه وصعد الى السطح صائحا باعلى صوت مقلدا صوت مصطفى 

عادل : براحتك يا محمد انا حانام هنا على السطح مش داخل البيت وبكره اكلم الحاج انى انام عنده ان شالله فى الزريبه خليك انت شغال فى الفاعل وبتشقى بملاليم بدل ما تروح للحاج حامد تبوس ايده وتخليه يرضى عنك ويعيشك ايه يعنى لما تبقى خدام سيد البلد ؟ احنا كلنا خدامينه هو انت تطول ؟ خليك فى شعاراتك ابقى اكل العيال شعارات 

واشعل سيجارة واخذ الدخان فى فمه ونفثه فى الهواء 

......................

اعتلى مصطفى سطح الفرن وقفز الى الجانب المقابل فوق فرن ام شلبى الملاصق للجدار فى الظلام الدامس وخطا باتجاه الباب ليضاء النور فجاة ويجد امامه ام شلبى المراة التى تجاوزت الستين وهى تحمل فى يدها بندقية زوجها وتقول بحزم 

ام شلبى : بتعمل ايه عندك يا واد يا مصطفى ؟

مصطفى : خاله ام شلبى ؟ انا .... اصلى عاوز اخرج من غير ما حد يحس بيا 

ام شلبى : رايح فين متاخر كده ؟ انطق 

مصطفى : رايح مشولر ضرورى يا امه اهم مشوار فى حياتى مشوار حيخلينى اعرف اخد تارى وتار شلبى 

ام شلبى : انا سامعه كل حاجه يا ولدى اوعاك تفكر انى بانام من يوم شلبى وعينى اتحرم عليها النوم مش باتصنت لكن الحيط فى الحيط والصوت بيوصل لوحده مش عارفه بقيت باسمع دبة النمله عاوز تاخد بتار احمد ومسعود ؟ وحتاخد بتار شلبى ؟ معاك سلاح واللا حتاخد التار ازاى ؟

مصطفى : حيجيب سلاح يا امه وان لزم الامر حاخد تارى بضوافرى 

القت فى وجهه بلفافة من الخيش تلقفها فوجدها ثقيلة 

مصطفى : ايه دى يا امه ؟

ام شلبى : طبنجة شلبى ... اخوك شلبى تاخد بيها التار محافظه عليها ليوم رد المظالم

يتبع

رواية دماء علي اوراق الورد الجزء الثاني 2 الفصل التاسع عشر 19

مجمع الرواية من هنا

Mohamed ME
Mohamed ME
تعليقات