رواية دماء علي اوراق الورد الجزء الثاني 2 الفصل العشرون 20 بقلم اثر توفيق
قبل ان تنسج اول خيوط النور عباءتها معلنة بداية يوم جديد كان يقف قلقا على باب بيته وقد ترك البوابة الخارجية مفتوحة على مصراعيها ولم يطل انتظاره قبل ان تجتاز البوابة سيارة سوداء زجاجها معتم وتتوقف امامه وينزل سائقها اليه ثائلا وهو يفتح الباب الخلفى
السائق : الامانه اللى طلبتها يا حاج اسرع الحاج مهاب ينظر بداخل السيارة ليجد امراة نائمة وقد تغطت ببطانية ثقيلة وحاول ايقاظها فلم يفلح
السائق : انا اضطريت اديها حقنه علشان تنام حالتها كانت صعبه قوى وكانت حتفضحنا وعماله تترعش فى الحر ده شكلها شافت بلاوى يا حاج بس على فكره قربت تفوق بالكتير ربع ساعه
مهاب : كتر الف خيرك يابنى دايما سداد تعالى يا محسن شيلها طلعها فوق
اسرع محسن يحمل المراة النائمة ويسير بها خلف ابيه الى الطابق الاول حيث طرق الحاج مهاب غرفة داليا محسن ثم اتجه الى غرفة داليا طلال ليطرق الباب فخرجت بسرعة تستطلع الامر وهى ترتدى ملابس النوم فكاد محسن يتعثر بحمله الا انه تماسك وقال ابوه مازحا
مهاب : امسك نفسك يا ولا ايه النداهه ندهتك ؟ وانتى يا بت طالعاله كده قدام ابوكى ؟ ايه مافيش لا حيا ولا خشا خلاص ؟
ولكنه ابتسم رغما عنه حين وضعت يديها على كتفيه بدلال قائلة
داليا ط : ايه يا بابا مش خطيبى ؟ مين الست دى ؟
مهاب : ضيفه يا بنتى بس عاوزين نراعيها محتاجه شوية حنيه منك انتى واختك
داليا ط : طيب دخلوها اوضتى
خرجت داليا محسن لتتبعهم لتستطلع الامر فقالت اختها
داليا ط : تعالى يا داليا وانتوا بقى اتفضلوا علشان نغير لها هدومها
مهاب : طيب بس بالراحه عليها وانا حاتصل بالدكتور ممدوح ييجى يكشف عليها
خرج مهاب وابنه وبقيت الاختان واحضرت داليا طلال ثوبا نظيفا من دولابها وبدآ فى نزع ملابسها عنها حين بدات تفيق وتفتح عيناها لتصاب بالهلع وتقفز من فوق السرير وتجرى متجهة الى ركن الغرفة لتجلس القرفصاء وهى تدارى جسدها بينما داليا محسن تقترب منها تحاول تهدئتها فصاحت
فاطمه : والنبى ما تضربينى انا حاعمل اللى انتى عاوزاه
داليا م : ماحدش حيضربك انتى خايفه ليه ؟ انتى اسمك ايه ؟
تخذت تجيل نظرها بخوف بينهما دون ان ترد فاحتضنتها داليا محسن قائلة
داليا م : طيب اهدى ما تخافيش قومى علشان تلبسى هدومك
داليا ط : مالك مش عاجباكى الجلابيه دى ؟ تعالى شوفى اللى يعجبك البسيه
فاطمه : هى ستى نجاة اللى باعتاكم ؟
داليا م : ستك نجاة مين ؟ مافيش نجاة هنا وما فيش ستك انتى هنا ضيفه نشيلك على راسنا وما حدش حيضربك ولا حد حيقربلك خالص
فاطمه : انتوا حتحرقونى بالنار ؟
داليا ط : يا حبيبتى ماحدش حيحرقك بالنار ولا حد حيلمس شعره متك خالص
فاطمه : ستى نجاة كانت بتحرقنى بالنار وتكهربنى بصوا
رفعت ملابسها الداخلية ليجدوا اثار تعذيب بشعة على كل جسدها المشوه تماما فاغمضت داليا طلال عينيها باشمئزاز بينما قالت داليا محسن بهدوء مطمئن
داليا م : نزلى هدومك يا حبيبتى وتعالى خدى حمام وغيرى هدومك واحنا حنجيب الدكتور علشان يخفف كل ده وماحدش حيلمس شعره منك تانى
فاطمه : يعنى ماحدش حيضربنى ولا حد حيدخل عليا الاوضه بالليل ؟
داليا م : مين اللى بيدخل عليكى الاوضه بالليل ؟
فاطمه : الباشا والراجل صاحب ستى لما الباشا يسافر والعبيد كلهم كلهم كانوا بيدخلوا الاوضه يعذبونى ويطفوا السجلير فيا ويعملوا .....
داليا ط : بس .. بس يا حبيبتى ما تكمليش ماحدش حيعمل حاجه من دى تانى انتى هنا فى امان واللى حيلمس شعره منك حناكله بسناننا ياللا تعالى احنا حندخل معاكى الحمام ونغير لك هدومك احنا اخواتك واللى فى البيت ده كلهم اهلك مش كده يا داليا ؟
نظرت الى ةختها فصدمتها دموعها الغزيرة وادركت انها تذكرت ما مر بها فرببت على كتفها ولكن اختها تماسكت سريعا ومسحت دموعها وقالت
داليا م : شوفى انتى عملتى اى حاجه بمزاجك واللا كان غصب عنك ؟
فاطمه : غصب عنى والله غصب عنى ما عملتش حاجه
داليا م : خلاص ما تخافيش ماحدش حيلومك ولا حد حيعرف حاجه غيرنا واحنا اخواتك ومش حنجيب سيره لحد ولو مش عاوزه الدكتور بلاش لكن علشان صحتك
قامت معهما مترددة ودخلوا للحمام وخرجوا بعد قليل ووضعوها فى الفراش وغطتها داليا بغطاء خفيف وجلستا الى جانبيها تحاولان التسرية عنها حتى طرق الباب فارتعبت فاطمة وتشبثت بذراع داليا محسن بينما ذهبت اختها تفتح الباب للحاج مهاب والطبيب فافسحت للطبيب ليدخل بينما خرج مهاب لينتظر فى الخارج وبعد الشكف خرج ممدوح وعلى وجهه علامات الضيق
ممدوح : ممكن نتكلم كلمتين على انفراد يا حاج ؟
اشار مهاب لابنائه بالابتعاد قليلا فاسر اليه ممدوح ببعض كلمات هامسة تغير على اثرها وجه الحاج مهاب للضيق وقال
مهاب : يا ممدوح يابنى انت راجل حالف القسم فى الكليه وربنا حليم ستار
ممدوح : بس يا حاج دى لازم تروح مستشفى ولازم نعمل محضر علشان ....
مهاب : مش لازم محضر ولا مستشفى شوف لنا ممرضه كويسه واى طلبات نجيبها هنا
ممدوح : يا حاج محتاجه علاج مكثف ورعايه
مهاب : معلش حنعمل كل حاجه هنا وبناتى حيقوموا بالواجب
ممدوح : يا حاج باقول الست دى حملت وسقطوها تلات مرات وعندها التهابات فى الرحم ومناطق حساسه غير الحرق والكهرباء وكل ده اثر على مخها يعنى محتاجه علاج عضوى مكثف وعلاج نفسى كمان ورعايه لمده طويله ولازم تعمل فحوصات كامله اشعه وتحاليل كامله
مهاب : بعدين يا ممدوح ترتاح يومين تلاته لحد ما نرتب امورنا
ممدوح : اللى تشوفه يا حاج انا اخر النهار حابعت ممرضه وافهمها تعمل ايه وهى حتيجى كل يوم الصبح وتمشى بالليل
مهاب : وانا بناتى مش حيسيبوها لا صبح ولا ليل والممرضه حاخلى عربيه تجيبها وتوديها واللى حتطلبه بلسانها حتاخد ضعفه بس المهم لسانها
ممدوح : اتطمن يا حاج مش حابعت غير واحده ثقه واضمنها
......................
ذهبت داليا محسن الى غرفة عمها وعلى وجهها علامات الاستفهام وقد اثار اسم نجاة ريبتها وكوامن الغضب فيها فوجدته يقرا بعض ايات الكتاب الكريم فانتظرت حتى انتهى وصدق ووضع المصحف جانبا
داليا م : مين يا حاج البنت دى ؟ ومين نجاة اللى بتقول عليها دى ؟
مهاب : البنت دى يا بنتى واحده من اهالى حضن الجبل الغلابه اللى حامد الكلب افترى عليهم ونجاة دى بنته انتى ما تعرفيهاش ؟
داليا م : اعرفها شيطانه شر زى ابوها والعن وهى اللى عملت فى المسكينه دى كده ؟ دى متبهدله
مهاب : يومهم قرب يا بنتى يوم الحساب خلاص قرب
داليا م : يعنى المسكينه دى ضحية حامد زيى ؟ حسبى الله ونعم الوكيل يارب انت المنتقم الجبار
سالت دموعها فاحتضنها عمها قائلا
مهاب : وغلاوتك يا بنتى حيجيلك حقك منه قريب كلها ايام وتسمعى اخبار هايله تعرفى ان حاتم دلوقت رايح وزارة الداخليه يبلغ عن حامد ؟ اصله طلع شغال فى الاثار واخو المسكينه دى جاب معلومات وصور كتير قوى يعنى خلاص هانت
داليا م : وحاتم ايه دخله مع حامد ؟ هو يعرفه ؟
مهاب : ولا عمره شافه كله علشان خاطرك انتى عارفه انه اول يوم يجيلى هنا كان جايلى يطالب بحقوقك ؟ حاتم بيحبك يا بنتى
نكست راسها ودموعها تغرق وجهها فامسك ذقنها ورفع وجهها اليه ومد يده يمسح دموعها قائلا
مهاب : الراجل عنده استعداد يموت علشان ترضى عنه وانتى سامحتينى انا مش قادره تسامحيه هو ؟ والله بيحبك وانا عارف انك انتى كمان بتحبيه
داليا م : ياريت يا عمى كان ينفع انا خلاص انكسرت حاتم لازم ينسانى
مهاب : فشر . مش بنت عيلة شركس اللى تنكسر انتى اقوى من كل اللى شفتيه وبكره ترجعى تفتحى تانى يا ورده واديكى شفتى بعينك ورده سال على ورقها دم ودموع اكتر منك وشافت ويل اكتر منك دبلت ؟ ابدا بكره حترجع تفتح تانى وتبقى اقوى واجمل من الاول . خدى وقتك يا بنتى وخلى ايمانك بربنا كبير وحاتم مستنى لو مية سنه مش حينساكى ابدا
......................
عند منتصف الليل تماما اقتربت سيارة دفع رباعى سوداء مطفاة الانوار من مدخل القرية ليستوقفها شاب ظهر فجاة فى الظلام مطالبا السائق بالتوقف فاسرع السائق يضع يده على سلاحه الموضوع بجانبه ويفتح الزجاج بحرص ولكن الشاب طمأنه قائلا
عادل : ما تخافش انا اخو مصطفى اللى انت جاى علشانه كنت بآمن الطريق افتح الباب
فتح الباب وركب عادل بجواره ليقتاده عبر الممرات الضيقة حتى بيت ام شلبى فاطلق عادل صفيرا خافتا وبرزت مجموعة من الاشخاص والاطفال كان اخرهم مصطفى الذى اسرع اليه عادل قائلا
عادل : انا خلصت على الناضورجى اللى فى المدخل القبلى والسكه امان
مصطفى : تسلم يا صاحبى
ثم ذهب الى تم شلبى التى خرجت معهم لتوديعهم ووقف امامها وقبل يدها مودعا
ام شلبى : حتهرب وتسيب التار يا ولدى ؟
مصطفى : لا عشت ولا كنت يوم ما اسيب تارى يا امه انا بافك ايدى اللى بتوجعنى وراجع وحاخد تارى واموت وانا رافع راسى
ام شلبى : الامانه معاك ؟
اخرج من بين طيلت ثيابه سلاحا عرفته المراة
مصطفى : حلفتلك اخد بيها تارى وتار شلبى يا امه وحانفذ مش حارجع فى حلفانى ادعيلى اعيش لحد ما احنى كفى بدم الظالم يا امه
ام شلبى : بادعيلك يا ولدى مع السلامه يا مصطفى مع السلامه يا شلبى
ركب مصطفى وعادل وانطلقت السيارة وبعد خروجهم من الممر نزل عادل ليعود ادراجه
عادل : انا حاستناك وحابلغك باى حاجه تحصل اول باول
مصطفى : انا مش حاغيب عليك يا صاحبى اوصلهم بر الامان وارجع علشان نخلص البلد من الظالم المفترى وناخد بتار اهالينا بس مش عاوزك تخاطر وتكشف نفسك علشان لما ارجع الاقى حد جنبى
عادل : العمر واحد والرب واحد والمكتوب على الجبين لازم تشوفه العين مع السلامه يا صاحب حاستناك
مصطفى : مع السلامه خلى بالك من الخاله ام شلبى
........................
على بوفيه محطة قطار الاقصر جلس خمسة اشخاص على موائد متفرقة وكان احدهم ينطر لساعته بقلق بين الحين والاخر لقد تجاوزت الساعة الواحدة والنصف ولم يحضر المطلوب . القى سيجارته بعصبية واشعل غيرها ونظر الى ساعته مجددا ورن هاتفه فاجاب على الفور
مصطفى : الريس عسران ؟
لم يكن الصوت صادرا من الهاتف ولكن من شاب اسمر نحيف ظهر امامه فجاة يمسك بهاتفه فى يده ويتصل فنظر نحوه بحذر وضيق بين عينيه فاضاف الشاب
مصطفى : انا صاحب المظلمه اللى انت مستنيه انا مصطفى
عسران : اتاخرت كده ليه ؟ الوقت كده حيسرقنا
مصطفى : على ما خرجت بعيالى من العزبه واخدنا سكه بعيده عن الاسفلت وسط الغيطان ويادوب وصلونى وراحوا يستنوا على حدود المحافظه
عسران : طيب ياللا بينا احنا جاهزين
مصطفى : بس انا مش شايف حد من الرجاله معاك كل اللى شايفهم خمسه
عسران : رجالتى ماحدش بيشوفهم بالساهل والخمسه دول مش تبعى
يتبع
رواية دماء علي اوراق الورد الجزء الثاني 2 الفصل الواحد والعشرون 21 من هنا