📁

رواية دماء علي اوراق الورد الجزء الثاني 2 الفصل الثاني والعشرون 22 بقلم اثر توفيق

رواية دماء علي اوراق الورد الجزء الثاني 2 الفصل الثاني والعشرون 22بقلم اثر توفيق


وصلت السيارة عند بيت الحاج مهاب باكرا بحملها الكبير رجلان وثلاث نساء والعديد من الاطفال !

اااااه من الحمل الثقيل الاطفال . ذلك الحمل الذى يرزح تحته الاباء ويضحون بكل نفيس وغالى لاجلهم حتى الكرامة تهون لاجلهم .

رحلوا خفافا تاركين خلفهم كل شيء ولم يكن ما تركوه كثيرا فى الواقع لا شيء اكثر من اسمال بالية واوانى مطبخ صدئة واطباق مكسورة او مشروخة هذا كل ما تركوه خلفهم ربما لا يساوى شيئا ولكنه كل ما يملكون .

نزلوا من السيارة لا يعرفون هل تركوا خلفهم نير حامد وظلمه لينعموا اخيرا بالحرية ام انهم كالمستجير من الرمضاء بالنار تركوا ظالما ليقعوا فى براثن من هو اشد ظلما ؟ 

لذلك كان خوف النساء طبيعيا حين وجدوا الحاج مهاب وابناؤه فى استقبالهم ولكن حفاوة الاستقبال بددت الكثير من المخاوف وان لم تنجح فى تبديدها كلها .

دهلوا اللى المضيفة وقدم لهم الافطار وهنأهم الحاج على سلامة الوصول ولكن وجه حاتم الغاضب العبوس اعاد اليهم مخاوفهم ثانية ( اهذا الذى قال عنه مصطفى انه رجل خير سيرعاهم ؟ يستقبلهم بوجه متجهم لا اثر فيه للترحاب )

وحين حاول مصطفى محادثته انفجر فيه غاضبا 

حاتم : انتوا ايه اللى عملتوه فى الاقصر ده يا مصطفى ؟ 

رد مصطفى بوجه جامد لا اثر فيه لتردد او خوف 

مصطفى : عملت الصح يا بيه فيه مجاسه تروح بالميه ونجاسه ما تروحش غير بالنار 

حاتم : ايدك متعاصه دم يا مصطفى ايه الفرق بينك وبين عسران ؟

مصطفى : عسران المره دى ضميره مرتاح انما انا ضميرى لسه مش مرتاح ومش حيرتاح يا بيه الا لما اغسل ايدى بدم النجس حامد

حاتم : كفايه دم يا مصطفى سيب الحكومه تجيب لك حقك 

مصطفى : وعملت ايه الحكومه لاحمد اخويا ومسعود جوز اختى واللا شلبى امام الجامع اللى اتقتل علشان قال كلمة حق ؟ عملت ايه الحكومه لفاطمه اختى واللا حليمه مراتى ؟ واللا غيرهم كتير يا بيه ؟ الحكومه تعمل اللى عليها وانا حاعمل اللى اقدر عليه علشان اخواتى وولادى يقدروا يرفعوا راسهم وانا لو عشت حيعدمونى بس لحد ما يتنفذ فيا الحكم حابقى رافع راسى 

حاتم : بس بالطريقه دى الحكومه كلها مقلوبه والجرايد والنت دى وحشيه 

مصطفى : انت شفت فاطمه يا بيه ؟ هى دى الوحشيه اللى على حق احنا بالنسبالهم ملايكه وكل اللى عملناه ده ما يجيش جنب عمايلهم شوية هزار تقيل سيبك من كل ده انا عاوز اشوف فاطمه اختى 

مهاب : يابنى فاطمه نايمه دلوقت 

محمد : معلش يا حاج احنا لازم نشوفها ضرورى ونتطمن عليها 

مهاب : طيب تعالوا معايا بس خلوا العيال دلوقت 

صعد بهم الى الطابق الاعلى وطرق الباب فخرجت له داليا محسن سريعا قبل ان يطرق ثانية 

داليا م : ايه فيه ايه يا حاج ؟ فاطمه نايمه 

مهاب : اخواتها عاوزين يشوفوها ويتطمنوا عليها  

داليا م : معلش لما تصحى علشان واخده علاج وانت عارف اقل حاجه بتصحى وبتنام بالعافيه وانا ما صدقت انها نامت 

مصطفى : معلش يا ست هانم نشوفها ولو دقيقه وبعدها حترتاح واعصابها حتهدى  

دخلت لتعدل فوقها الغطاء جيدا ثم سمحت لهم بالدخول فوجدوا اختهم نائمة فى فراش وثير لم تحلم بمثله يوما وداليا جالسة بجوارها تهز يدها برفق لتوقظها ففتحت عيناها وحين ابصرت باخويها شدت الغطاء على وجهها وتشبثت بذراع داليا تحتمى بها فقلت تطمئنها 

داليا م : ما تخافيش دول اخواتك عاوزين يتطمنوا عليكى 

نظرت لهم بتوجس وقالت وهى تكاد تختفى تحت الغطاء 

فاطمه : انتوا حتموتونى ؟ انا ما عملتش حاجه كان غصب عنى 

مصطفى : نموتك ليه يا فاطمه انتى ذنبك ايه يا حبيبتى ؟

فاطمه : ماليش ذنب انا ما عملتش حاجه كان غصب عنى 

محمد : احنا عارفين ان كان غصب عنك يا حبيبتى ما تخافيش يا فاطمه احنا اخواتك ومستحيل نأذيكى ابدا 

فاطمه : ستى كانت بتكهربنى وتضربنى بالجزمه على راسى وتخليهم يدخلوا الاوضه و

قاطعتها داليا بسرعة 

داليا م : خلاص يا بطه الموضوع ده خلص ونجاة دى مش ستك نجاة دى كلبه ولا تسوى انتى ستها وضفرك برقبتها 

فاطمه : العبيد كانوا بيضربونى وانا ما عملتش حاجه كان غصب عنى 

داليا م : يا حبيبتى كل ده راح ومش حيرجع تانى انتى دلوقت فى امان 

محمد : فاطمه يا حبيبتى انتى مش عارفانى ؟ انا محمد اخوكى يا ورده 

فاطمه : ورده ؟ انا ورده ؟

محمد : طبعا انتى وردتنا الجميله مش احمد الله يرحمه كان دايما يقول كده ؟ فاكره احمد اخونا الكبير ؟ مش كان دايما يقول فاكمه دى الورده اللى فاتهالى ابويا وامى علشان تعطر البيت وانا لا يمكن اسيبها تتجوز وتعيش بعيد عننا اللى عاوز يتجوزها يعيش معانا البيت من غيرها يبقى وحش 

فاطمه : بس احمد مات ومسعود كمان مات 

مصطفى : انا حاخد بتارهم يا فاطمه بس كان لازم اخد بتارك انتى وحليمه الاول واللى اتعمل فيكم عارفه انا خليت حليمه تاخد حقها من النجسه دى بايدها شوفى 

اخرج الهاتف وقام بتشغيل الفيديو وعرضه عليها حتى نهايته وقال يطمئنها 

مصطفى : شوفتى بقى اخوكى عمل ايه علشانك ؟ انا ولعت فى البيت كله وموتت كل الحراس العبيد الكلاب وموتت كمان الكلب عشيق النجسه وخليت حليمه تاخد بتارك وتارها من النجسه بايدها شوفتى حليمه عملت فيها ايه ؟ لو كان بايدى كنت جبتهالك تاخدى حقك منها بايدك 

فاطمه : يعنى هى ماتت ؟

مصطفى : اه انتى مش شفتى بعينيكى ؟

شعرت فجاة بالذعر واخذت تتلفت حول نفسها قائلة 

فاطمه : لا ما ماتتش اصل دى مش بنى ادمه دى شيطانه حترجع تانى وتعذبنى وتطلعلى من تحت السرير 

اختضنتها داليا بقوة واخذت تمسح على شعرها برفق حتى تهدا وقالت 

داليا م : ما تخافيش ما تخافيش من حاجه ابدا طول ما احنا حواليكى انا مش قلتلك انى مش حاخلى حد يلمس شعره منك ؟ لا نجاة ولا الف زيها يقدر يلمسك طول ما انا جنبك 

نظرت لها فاطمه بامتنان ودفنت راسها فى صدرها تلتمس منها الدفء والامان ثم نظرت لاخويها بتردد 

فاطمه : يعنى انتوا مصدقين انى مظلومه وكنت مغصوبه ومش حتموتونى ؟

هم مصطفى بقول شيء ما الا ان محمد اوقفه وقال برفق وهو يقترب منها 

محمد : بطه يا حبيبتى انتى تصدقى ان اخوكى محمد اللى حافظ كتاب الله ممكن يلمسك باذى او يسيب حد تانى يلمسك ؟ اللى حصل كله كان غصب عنك وعننا ما كنناش قادرين على الظالم المفترى لكن خلاص اخواتك شدوا حيلهم ويحقدروا يحموكى ارفعى راسك يا غاليه ارفعى راسك يا وردتنا الجميله علشان نقدر نشوف خلاوة الدنيا فى عينيكى واديكى اهه فى حضن ناس طيبين واخدين بالهم منك ومش سايبينك ليل ولا نهار 

فاطمه : فين عيالى ؟ عاوزه اشوف عيالى 

مصطفى : نايمين اصلنا وصلنا من السفر تعبانين والعيال ناموا احنا ما قدرناش ننام ولا يغمض لنا جفن الا لما نتطمن عليكى 

داليا م : اول ما يصحوا ظودو حتجيبهم علشان هى حتجيلك دلوقت وانا حانام علشان اجى اقعد معاكى بالليل 

احست فاطمه بالامان فاعتدلت ومدت يديها الى اخوتها فاندفعا نحوها يقبلان يديها وراسها وخرجا وتركاها لترتاح ولاول مرة منذ عام نانت فاطمة قريرة العين 

.....................

حضر الدمتور ممدوح لزيارة المريضة وبصحبته زوجته الدكتوره نجلاء 

ممدوح : انا فضلت ان دكتوره نجلاء مراتى هى اللى تقوم بالتمريض احسن من ممرضه وعندها خبره اكبر وكمان اضمن ولو انى مصر انها لازم تروح مستشفى 

مهاب : طيب تعالى يابنى اقعد ده محمد وده مصطفل اخواتها 

ممدوح : اهلا وسهلا يا جماعه انا قلت للحاج ان اختكم محتاجه علاج بدنى مكثف ولمده طويله ومحتاجه كمان علاج نفسى لانها تعرضت للتعذيب وحاجات تانيه كمان مش قادر اوضحها دلوقت 

مهاب : معلش يا محسن انت ونادر خدوا حاتم واستنوا بره شويه 

خرجوا من المضيفة فقال الحاج 

مهاب : قول يا ممدوح يابنى كل حاجه يا جماعه ممدوح ده ابنى ودكتور شاطر 

ممدوح : ربنا يخليك يا حاج يا جماعه انا اسف اختكم اتعرضت للاغتصاب فتره طويله وبعنف شديد وحملت واجهضت حوالى تلات مرات على الاقل وعندها تهتكات شديده فى الرحم واماكن حساسه وكانت بتاخد.صدمات كهرباء وبتتعذب بالحرق والضرب بوحشيه ومحتاجه علاج مكثف طويل المدى ده غبر العلاج النفسى 

مهاب : يا جماعه انا مش حابخل على واحده زى بناتى بالعلاج مهما اتكلف واديكوا شايفين بناتى هم اللى بيخدموها ويدخلوا عندها مافيش غيرهم هم والدكتور لكن انا خايف اللى اسمه حامد ده حيقلب الدنيا علشان يدور عليكم وممكن يدور فى المستشفيات ويعرف مكانها من سجلات المستشفى 

مصطفى : اصل يا دكتور اختى اتخطفت حوالى سنه ونجيناها بالعافيه ومش لوحدها مراتى كمان اتخطفت ولما طلعتها لقيتها عينها راجت واخدت نصيبها من اللى شافته اختى وعاوزينك تكشف عليها بس مش حنقدر ندخلها مستشفى الا لما ربنا يخلصنا من الظالم المفترى ده  

مهاب : الحكايه كلها يا ممدوح يابنى يومين تلاته بالكتير وبعدها ندخلها احسن مستشفى ولو احتاجت للعلاج بره انا مستعد 

ممدوح : لا يا حاج مش معتاجه علاج بره انا كده فهمت الصوره كامله خلاص بالنسبه ليومين تلاته مش مشكله ومراتى دكتوره نجلاء حتكون معاهم باستمرار حتى مش مهم عيادة العزبه الكام يوم دول وبعدها اقترح المستشفى اللى انا متعاقد معاها فى اسكندريه امكانياتها ممتازه والطبيب النفسى فيها على اعلى مستوى 

مهاب : شوف يا ممدوح عيادة العزبه مهمه جدا لاهل البلد وما ينفعش انها تتقفل اما مراتك حاخلى معاها عربيه بسواق واى امكانيات نوفرها هنا وفى وقت العياده حتبقى بناتى معاها المهم دلوقت تقوم علشان تشوف فاطمه وتشوف مراة مصطفى كمان بالمره 

اصطحبه الحاج مهاب للطابق الاعلى واستبشر ممدوح خيرا لما راى حالة فاطمه المعنوية المرتفعة بعد رؤية اخويها ولكن حليمه رفضت الكشف عليها الا بعد الحاح شديد من داليا وانعام وسعاد وبعد الكشف نزل ممدوح ليقابل محمد ومصطفى قائلا 

ممدوح : يا جماعه انا اسف عينها دى لازم طبيب عيون يشوفها ضرورى وباسرع وقت بس بصراحه رايى انا ان مافيش امل فيها 

......................

افاقت فاطمه من نومها بعد الظهر فوجدت داليا طلال تجلس بجوارها تداعب شعرها برفق 

داليا ط : قومى بقى يا بطوطه كفايه نوم 

فاطمه : صباح الخير يا ست داليا 

داليا ط : قلتلك بلاش ستى دى انا مش ستك ومافيش واحده هنا ستك احنا اخوات 

فاطمه : هو انا موتت ودخلت الجنه ؟

داليا ط : ليه بتقولى كده ؟

فاطمه : اصلى كل ما افتح عينيا اشوف ملاك 

ضحكت داليا طلال وقبل ان ترد سمعوا اصوات اطغال تتصايح فى الحديقة 

فاطمه : عيالى حبايبى 

قامت داليا وساعدت فاطمه على الوقوف وخرجتا الى البلكون لتجدا الاطفال فى الحديقة يتصايحون ويدورون حول محسن الذى يوزع عليهم الحلوى والشيكولاته فقالت داليا وهى شفتيها ابتسامة كبيرة 

داليا ط : طول عمرك حنين يا محسن 

فاطمه : هو مين ده ؟ 

داليا ط : ده اللى ربنا خلق الحنيه وقسمها نصين وزع على الناس كلها نص وحط فى قلبه لوحده النص التانى ده بقى محسن ابن الحاج مهاب

فاطمه : هو ده جوزك ؟

احتضنتها وقبلتها قائلة 

داليا ط : قريب قوى ان شاء الله تيجى ننزل للعيال تحت ؟ تقدرى تنزلى ؟

اومات براسها ونزلتا سويا وقبل ان تصلا الى اباب المفضى للحديقة سمعتا صرخة طفلة فاسرعتا تجريان وكادت داليا تصطدم بحليمه التى كانت عائدة من جهة الحديقة باكية فكادت حليمة تسقط لولا ان اسندتها داليا لتجدها تبكى بحرارة وهى تقول 

حليمه : حتى بنتى خافت منى شافت عينى وخافت منى 

مدت يدها تحاول نزع الضمادة ولكن داليا طلال امسكت بيدها تمنعهاةفاخذت تصرخ وشعرت بدوار وسقطت على الارض فاسرعت داليا طلال تحملها بمساعدة اختها التى وصلت لترى سبب الضوضاء وكانت تهتف

داليا م : هاتلى بطانيه بسرعه يا محسن 

تعاونوا على ادخالها غرفة جانبية ومددوها على اريكة واحضر محسن البطانية فقاموا بتغطيتها وهى ترتعش رغم حرارة الجو واقتربت منها فاطمه وهى تبكى فجلست على الارض بجوارها وامسكت بيدها دون ان تنطق 

وفجاة فتحت حليمه عينها المبصرة فرات ملاكا جميلا ! كان هذا الملاك الصغير ذو الوجه البريء والملامح الجميلة والعيون الزرقاء والشعر الذهبى يقترب منها وسمعت صوتا بريئا يقول مواسيا 

آيه : انتى عينك بتوجعك يا تانت ؟ ما تعيطيش انا حانفخلك فيها علشان تخف ما تعيطيش بقى وما تزعليش من النونو اصلها لسه صغيره 

كانت تلك هى ايه الصغيره التى ورثت الحنان عن اهلها وقد اقتربت لتنفخ برفق فى عين حليمه المصابه وتربت بيديها الصغيرتين على خدها ثم قبلت الضمادة بلطف فشعرت حليمه ان الالم زال من عينها ووجدت نفسها تبتسم وهى تحتضن آيه وحانت منها التفاتة نحو الباب لتجده هناك !

كان مصطفى واقفا عند الباب وفى قلبه تتلظى جمرات تطالبه بالانتقام

يتبع

مجمع الرواية من هنا

رواية دماء علي اوراق الورد االجزء الثاني 2 الفصل الثالث والعشرون 23 من هنا

Mohamed ME
Mohamed ME
تعليقات